N

تأخُّر ظُهورِ التَّأثير، تأخيرُ التَّأثُّر، التَّأثيرُ المتأخِّر nachträglichkeit

تعبير ألماني يستخدمه فرويد، وينتفع به لاكان وجاك دريدا في التأكيد على عنصر الزمن في عملية القراءة والإبداع.

اسْمُ الأب name-of-the-father

يستخدمه لاكان للإشارة على المصدر الخارجي للسلطة، باعتبار أن ذكر الأب هو مصدر سلطة الابن، وهو يقيم حجته على أساس نظرية فرويد.

المُونُولُوج السَّرْدِي narrated monologue

(انظُر: free indirect discourse.)

المَحْكِي لَه، المَقْصُوصُ عَلَيْه narratee

السامع أو القارئ الذي تُوجَّه إليه القصة، وهو ليس مجرَّد فرد تُقص عليه القصة؛ إذ ينبغي أن يتضمَّن النص ما يشير إلى أن القصة موجهة فعلًا إلى «جمهور» أو قارئ معين؛ ممَّا يعني ضرورة تضمين النص ما يوحي (ولا نقول ما يقطع) بذلك، حسبما يقول برنس (١٩٨٨م). وبرنس يفرِّق بين من تُحكى له الحكاية، وبين القارئ، وكذلك بين هذَين والقارئ الموحى به. فقد يكون المحكي له شخصية في الرواية، وهو يسمِّيه intra-fictional narratee، أمَّا القارئ أو القارئ الموحى به فهو extra-fictional narratee.

السَّرْد، طَرْيقَةُ السَّرْد، القِصَّةُ أو الرِّوَايَة narration

القِّصَّة، قَصُّ حادِثَة، الرِّوَايَة narrative

يقول برنس Gerald Prince (١٩٨٨م، ص٥٨) إن معنى المصطلح هو «قص حادثة واحدة أو أكثر، خياليةً كانت أو حقيقية، «بحيث يكون معناه منصبًّا على» النتيجة والعملية، والهدف والفعل، والبناء وإدراك البناء» الخاص بالقصة، واستخدام المصطلح يدل على الاقتصار على أي تركيب يضم أي عنصرَين من هذه العناصر الستة.

مُسْتَوَياتُ السَّرْد، القَص، الرِّوايَةُ narrative levels

(انظُر: story and plot.)

حَرَكاتُ السَّرْد، القَص، الرِّوايَةُ narrative movements

(انظُر: duration.)

المَوْقِفُ السَّرْدِي، المَوقِفُ القَصَصِي narrative situation

عِلْمُ السَّرْد، عِلمُ القَص، عِلمُ الرِّوايَة narratology

ومعناه دراسة السرد من حيث هو سرد فقط، أو فن قص القصة؛ أي سرد الأحداث.

الرَّاوِي، القَّاص، السَّارِد narrator

يؤكِّد برنس المعنى القديم (١٩٨٩م، ص٣١٦)، على حين تقول بال إن القاص هو «فاعل فعل السرد»، وهو ليس شخصًا بل ضمير مستتر في ثنايا القصة أو الرواية (١٩٨٥م، ص١٩). وتقول مونيكا فلوديرنيك Monica Fludernik إن معناه يقتصر على «تلك اللحظات من الحديث المباشر الذي يدل على وجود متحدِّث أو على من يخاطب القارئ مباشرة» (١٩٩٣م، ص٤٤٣).

إضْفَاءُ الصِّفَةِ الطَّبيعِيةِ naturalization

(انظُر: defamiliarization.)

التَّفَاوض، المُسَاوَمَة، التَّبَادَل negotiation

(انظُر: exchange.)

الحَرَكَةُ الزِّنْجِيَّة، الهُوِيَّةُ الزِّنجِيَّة negritude

معنى المصطلح هو الإقرار بالانتماء إلى الزنوج وقَبول مصيرهم وتاريخهم وثقافتهم، وقد تطوَّر هذا المعنى الأصلي فأصبح يُطلَق على كتابات الزنوج المقيمين في فرنسا، ومقاومتهم لإدماج أدبهم في الأدب الأوربي؛ خشية طمس الهُوية الزنجية. وكان الكاتب والشاعر ليوبولد سنغور، السنغالي، من كبار دعاة هذه الحركة.

التَّارِيخِيَّةُ الجَدِيدَةُ والمَادِّيَةُ الثَّقَافِيَة new historicism and cultural materiatlism

يطلَق هذا المصطلح على مجموعات أو تجمُّعات من النقاد وأصحاب النظريات الذين رفضوا المناهج التزامنية أو الآنية synchronic المستعملة في دراسة الثقافة والأدب، وهي المناهج التي ارتبطت بالبنيوية، ومن ثم حاولوا التوصُّل إلى إجابات مقنعة للعديد من الأسئلة (والمشاكل) الناشئة عن التضارب بين المناهج الجمالية والمناهج الثقافية والمناهج التاريخية المستعملة في دراسة شتى ألوان النصوص. ومعظم الذين يُطلَق عليهم تعبير التاريخيين الجدد (وإن كان الكثيرون منهم يفضِّلون تعبير المتخصِّصين في الجوانب الثقافية للأدب cultural poetics) ينتمون إلى أمريكا الشمالية، بينما تُعتبر المادية الثقافية بصفة عامة ظاهرةً بريطانية. ولكننا أحيانًا نرى من يستخدم التاريخية الجديدة باعتبارها مصطلحًا يجمع بين التيارَين.
وقد كان لكتابات ميشيل فوكوه Michel Foucault ورايمون وليامز Raymond Williams تأثير كبير على التاريخيين الجدد الذين نجحوا في تحديد موضوعات جديدة للدراسة التاريخية، مع التركيز بصفة خاصة على أشكال الكلام (أو الخطاب) التي تتسبَّب في إحداث التغيير، أو تفسِّر حدوثه.
ومن أهم المفكِّرين الذين أرسَوا أسس التاريخية الجديدة ناقد تخصَّص في عصر النهضة اسمه ستيفن ج. جرينبلاط. وفي آخر مجموعة من دراساته التي أطلق عليها عنوانًا يتضمَّن توريةً هو Learning to Curse (١٩٩٠م)؛ أي «تعلُّم اللعن»، يقول إن المصطلح لا يعني بالنسبة إليه مجموعةً من المعتقدات بقدر ما يعني:
«الانطلاق من مرحلة الشكلية الأدبية الأمريكية، عبر الفوران السياسي والنظري في السبعينيات، إلى الانبهار بما يطلق عليه ناقد من أفضل نُقاد التاريخية الجديدة (ويعني به لويس أ. مونتروز. Louis A Montrose) تعبير «تاريخية النصوص ونصية التاريخ»» (١٩٩٠م، ص٣).
وفي صفحة ١٤٦ من نفس الكتاب يصف التاريخية الجديدة بأنها منهج لا مذهب، وأن أهم عنصر من عناصر قيمة هذا المنهج هو أنه يمثِّل استعداد صاحبه لقراءة جميع «آثار الماضي النصية بنفس الاهتمام الذي كان يُضفيه في الماضي على النصوص الأدبية» (ص١٤). وهكذا يقول جرينبلاط إن دراسة تصميم وضعه دورير Durer لتمثال «يخلِّد» ذكرى هزيمة الفلاحين الذين قاموا بالاحتجاج والتمرُّد، يجب أن تتضمَّن مقصد الفنان ونوع العمل الفني والأوضاع التاريخية؛ لأنها جوانب اجتماعية وأيديولوجية، ولا بد من أخذها في الاعتبار عند تقييم هذا التصميم (ص١١٢). ويستمر قائلًا:

«فإنتاج واستهلاك هذه الأعمال ليسا مقصورَين على عنصر واحد، بل إنهما يتضمَّنان اهتمامات متعدِّدة، مهما بلغ من حسن تنظيمها، لسبب جوهري وهو أن الفن ظاهرة اجتماعية، ومن ثم فهي تفترض وجود أكثر من وعي واحد، ومن المحتوم أننا، في استجابتنا لفن الماضي، وسواء شئنا أم أبينا نلاحظ التحوُّلات في القيم والمصالح نتيجة الصراعات الدائرة في الحياة الاجتماعية والسياسية» (ص١١٢).

وبعبارة أخرى فإن الناقد التاريخي الجديد يهتم بتأليف النصوص اهتمامه بقراءتها وتفسيرها.

وإرضاء للذين يحبُّون التعريفات السلبية، يورد جرينبلاط ثلاثة تعريفات للتاريخية من قاموس The American Heritage Dictionary قائلًا إنها جميعًا تتناقض مع عمل التاريخيين الجُدد:
  • (١)

    الاعتقاد بوجود عمليات تاريخية ليس بوسع الإنسان تغييرها.

  • (٢)

    النظرية القائلة بأن على المؤرخ أن يتجنَّب جميع أحكام القيمة في دراسته لأحقاب الماضي أو الثقافات السابقة.

  • (٣)

    توقير الماضي أو التقاليد (واردة في جرينبلاط،١٩٩٠م، ص١٦٤).

وأحيانًا ما يستخدم تعبير «التاريخية» historicism بمعنًى يحط من قدر هذا المصطلح ولا يرتبط بالتاريخية الجديدة على الإطلاق؛ إذ يقصد به أن الأوضاع التاريخية تتحكَّم بصورة مطلقة في الخصائص البشرية أو الاجتماعية أو الثقافية؛ أي إن التاريخية بهذا المعنى نوع من الاختزالية reductionism، بمعنى تقليص الحجم بحذف بعض الجوانب أو ضغط حجمها أو مسخها، وهذا هو ما دعا ألتوسير إلى كتابة مقال بعنوان «الماركسية ليست مذهبًا تاريخيًّا» (وهي منشورة في كتاب ألتوسير وباليبار Althusser & Balibar عام ١٩٧٧م).
ويورد جرايام هولدرنس Graham Holderness قائمةً مفيدة بأهم الفروق في نظره بين المادية الثقافية (البريطانية بصفة أساسية) والتاريخية الجديدة (في أمريكا الشمالية أساسًا) قائلًا:

«المادية الثقافية تهتم اهتمامًا كبيرًا برصد الظواهر الثقافية المعاصرة، على حين تقصر التاريخية الجديدة اهتمامها على الماضي. ويمكن أن تكون المادية الثقافية مثار جدل سافر، بل وعالي النبرة، حول دلالاتها السياسية، في حين تنزع التاريخية الجديدة إلى طمس هذه الدلالات. والمادية الثقافية تستقي جانبًا من نظريتها ومنهجها من النقد الثقافي الذي يمثِّله رايموند وليامز، ومن خلال ذلك التراث تضرب بجذورها في التقاليد البريطانية للتحليل الثقافي الماركسي، ومن ثم في الحركة العريضة للتوعية الاشتراكية والتحرير، أمَّا التاريخية الجديدة فليس لها تراث سياسي مناظر لذلك، وهي تحتذي في توجُّهاتها الفكرية النماذج النظرية والفلسفية «لِمَا بعد البنيوية» … والمادية الثقافية تقبل تغطية ضروب بالغة التنوُّع من المواد «النصية» في دراساتها وبحوثها … «بينما» تهتم التاريخية الجديدة أساسًا بتعريف أضيق للنص؛ إذ تقصره على ما كتب؛ أي على ما هو مكتوب» (١٩٩١م، ص١٥٧).

والواضح من ذلك أن المصطلحَين يدلان على مدرستَين لا تزال تعريفاتهما فضفاضة، وإن كانا يتفقان على ضرورة معالجة النصوص الأدبية (أو غيرها) في سياقاتها الشاملة.

ومع ذلك فإن ألان سينفيلد Alan Sinfield يقول في كتاب أصدره عام ١٩٩٢م وعنوانه Faultlines: Cultural Materialism and the Politics of Dissident Reading (نقاط الضعف: المادية الثقافية والأصول السياسية للقراءة من منطلق الانشقاق) إن «مسودة برنامج» المادية الثقافية تتضمَّن وضع النص في سياقات (متعدِّدة):

«فهي إستراتيجية تنقض التعالي المفترض للأدب، بل تسعى إلى تفهُّمه باعتباره وسيطًا ثقافيًّا يُنتجه الأدباء بدايةً داخل مجموع محدَّدة من الممارسات، ويميل إلى تقديم نظرة مقنعة للواقع، وهي ترى أنه سوف يجري إنتاجه من جديد فيما بعد، في ظروف تاريخية أخرى ولخدمة رؤًى مختلفة للواقع، ومن خلال ممارسات أخرى، من بينها طرائق الدراسة الأدبية الحديثة» (ص٢٢).

ويقول جرايام هولدرنس في كتابه «إعادة إنتاج شيكسبير» Shakespeare Recycled (١٩٩٢م) إن التاريخيين الجدد يفضِّلون «إعادة إنتاج نموذج للثقافة التاريخية يتضمَّن الحكم المسبق بالقمع على الانشقاق في كل حالة، والاحتواء المسبق دائمًا للتخريب، والاستباق الإستراتيجي دائمًا للمعارضة والسيطرة عليها ودحرها» (ص٣٤)؛ ممَّا يوحي بأن الماديين الثقافيين يرَون أن الثقافة أشبه بميدان القتال، تدور على صعيدها الصراعات وتحكمها التوتُّرات وتشوبها المتناقضات على عدد من المستويات المختلفة. ويوافق ألان سينفيلد في كتابه المشار إليه على ما ذهب إليه هولدرنس في إرجاع هذا الفارق الجوهري إلى كتابات رايموند وليامز؛ إذ يقول:

«يرجع جانب كبير من أهمية رايموند وليامز إلى الحقيقة التالية؛ بينما كانت بعض الدوائر تفسِّر كتابات ألتوسير وفوكوه على أنها تُثبت وجود الأيديولوجية والسلطة، أو أي منهما، في سلسلة متصلة الحلقات، ومن المحال حتمًا فصل بعضها عن بعض، أقام رايموند وليامز الحجة على تواجد قوًى ثقافية أخرى إلى جانب القوى الثقافية المسيطرة؛ فبعضها ثانوي، وبعضها من رواسب الماضي، وبعضها ناشئ، وبعضها بديل، وبعضها معارض، بحيث تربطها بالقوى الثقافية المسيطرة علاقات متفاوتة من الإدماج والتفاوض والمقاومة» (المرجع نفسه، ص٩).

ويعلِّق هوثورن (١٩٩٤م) على ذلك قائلًا إننا نستطيع أن نتصوَّر صاحب التاريخية الجديدة واقفًا بمأمن على الشاطئ يتأمَّل بحر التاريخ (وهذه على الأقل هي رؤية صاحب المادية التاريخية للمسألة)، أمَّا الماديون التاريخيون فيعتقدون أن مياه البحر قد غمرتهم فعلًا، وأن المنهج التاريخي يقتضي من الباحث أن يأخذ في اعتباره موقعه التاريخي والحياة التاريخية للأعمال الأدبية، بما في ذلك حياتها في الزمن الحاضر للباحث، لا مجرَّد الأوضاع التاريخية التي صاحبت إبداع العمل الأدبي وتأليفه. وينبغي أن نُضيف أن اعتراف جرينبلاط بالدين الذي يدين به لرايموند وليامز لا يتضمَّن نفس القدر من المسئولية السياسية التي يتحمَّلها الماديون الثقافيون.

وفيما يلي أهم الباحثين الذين ارتبطت أسماؤهم بالتاريخية الجديدة؛ ستيفن جرينبلاط Stephen Greenblatt، ولويس مونتروز Louis Montrose، وجوناثان جولدبرج Jonathan Goldberg، وليونارد تينينهاوس Leonard Tennenhouse، وستيفن مولاني Stephen Mullaney، وهايدن هوايت Hayden White. أمَّا أشهر الماديين الثقافيين فهم جوناثان دوليمور Jonathan Dollimore، وألان سينفيلد Alan Sinfield، وليزا جاردين Lisa Jardine، وجرايام هولدرنس Graham Holderness، وكاترين بلسي Catherine Belsey، وفرانسيس باركر Francis Barker.

المِعْيَار norm

يقول يان موكاروفسكي إن الشرط الأساسي الواجب توافره في المعيار الجمالي ليس ثباته، بل «الاتفاق العام والتلقائي» لأفراد مجتمع معين على أن هذا الشكل الجمالي هو المطلوب دون سواه، وأعضاء مدرسة براغ يستخدمون المعيار بمعنًى يقترب كثيرًا من العرف.

ويقول بيير ماشيري: «إن الخرافة المعيارية normative fallacy هي محاولة الناقد تعديل عمل أدبي معيَّن تيسيرًا لاستيعابه؛ ممَّا يتضمَّن إنكار الحقيقة الواقعة، وهو أنه مجرَّد صورة مؤقتة لمقصد لم يتحقَّق. وتُعتبر خرافة المعيار (أو الخرافة المعيارية) صورةً من صور خرافة أهم وهي خرافة الإمبيريقا (أو الخرافة الإمبيريقية empiricist)، ومعناها اقتصار النقد على التساؤل عن كيفية تلقي receive عمل معين» (١٩٧٨م، ص١٩).

النَّقْدُ الفَرَنْسِي الجَدِيد nouvelle critique

يجب ألَّا نخلط بين النقد الجديد The New Criticism الأنجلو أمريكي وهذا الاتجاه الفرنسي، والمصطلح مأخوذ من عنوان كتاب كتبه ريموند بيكار Raymond Picar يهاجم فيه بارت لآرائه النقدية عن راسين Racine.

النَّوَاة nucleus

(انظُر: event.)

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤