P

التحوُّل المعرفي، التحوُّل في النماذج المعرفية paradigm shift

أوَّل من قدَّم هذا المصطلح هو توماس س. كون Thomas S. Kuhn في كتابه «بناء الثورات العلمية» The Structure of Scientific Revolutions (١٩٧٠م، الطبعة الأولى ١٩٦٢م)، وهو يعني بالنموذج المعرفي النظرية التي تُساعد على البحث ولكنها تضع قيودًا عليه؛ لأنها تتطلَّب إدراج نتائج البحث في إطار النموذج. ومن ثم فإن مكتشف الأكسجين لم يُدرك أنه اكتشفه لأنه لم يستطع أن يُدرجه في إطار نظرية الفلوجستين. والنقاد الذين عارضوا كون يستندون إلى أنه يبني رفضه على التناقضات الداخلية في النموذج، دون حساب للعوامل الخارجية التي تتحكَّم في العلوم الإنسانية.

إحلالي، خَاصٌّ بالنَّموذج اللغَوِي أو المعْرِفِي paradigmatic

(انظُر: syntagmatic and paradigmatic.)

شِبه اللُّغَة، العَنَاصِر غَيرُ اللَّفظِيَّة للنَّص paralanguage

(انظُر: paratext.)

الإسْرَافُ في الوَصْفِ paralepsis

يقول جينيت إن معناه هو تقديم «معلومات» عن الحدث أو الشخصية في الرواية أكثر ممَّا يتطلَّبه التركيز الفني (١٩٨٠م، ص١٩٥).

الحذْفُ الزَّمَني paralipsis

حذف فترة زمنية في سياق القصة؛ جينيت.

أَهْدَابُ النَّص (مُقَدِّمَاتُه وَحَواشِيه وَهَوامِشه وذُيولُه) paratext

هذا مصطلح من وضع جينيت في كتابه Setuils (١٩٨٧م)؛ أي الأعتاب أو المداخل أو الحدود. ويبدو أن هذا المصطلح مبني على نموذج paralanguage؛ فالمظاهر شبه اللغوية هي المظاهر المصاحبة للألفاظ المنطوقة مثل الشهقات والزفرات ونبرات الصوت وتعبيرات الوجه وحركات اليدَين والجسم وما إليها.

الإِطَارُ parergon

(انظُر: frame.)

التَّرَادف الجُزْئي partial synonymy

(انظُر: sense and reference.)

الأبَوِيَّة، الأبَوي، حُكْم الرَّجُل، سَيْطرة الرَّجُل patriarchy

(انظُر: name-of-the-father.)

وقفة، سَكْتَة pause

(انظُر: duration.)

الأقْوَالُ الأدَائِيَّة performatives

(انظُر: speech act theory.)

الفِعْل الغَائِي perlocutionary act

(انظُر: speech act theory.)

شَخْصِي، مِن جَانِب المُتَحَدث personal

المَنْظُور والصَّوْت perspective and voice

يعني المصطلح وفقًا لِمَا يقوله جينيت؛ الفرق بين من يرى ومن يتكلَّم في الرواية. وتقول مييك بال إن المنظور يشمل الأبعاد النفسية والمادية، ولكنه لا يتضمَّن الراوي أو المتكلِّم (١٩٨٥م، ص١٠١)، وهنا يأتي مصطلح آخر هو التركيز أو تحديد البؤرة focalization، وكثير من الروايات التي كانت توصف في الماضي بأنها تقوم على معرفة المؤلف بكل شيء omniscience، توصف اليوم أنها ذات بؤرة صفرية zero focalization، أمَّا الرواية ذات البؤرة فهي رواية ذات منظور داخلي internal perspective، بمعنى أن الراوي له وعي داخلي تنطبع فيه الأحداث وتخرج منه، وقد تكون هذه الروايات ذات البؤرة ثابتة fixed أو متغيِّرة variable، وعلى العكس من ذلك تعتمد الرواية ذات البؤرة الخارجية external focalization على ما يستطيع الشخص أن يراه «من الخارج» فقط؛ أي إنها لا تتضمَّن أفكار الشخصيات أو مشاعرها إلا إذا كانت قد أفصحت عنها للراوي.
ويقول جينيت إن البؤرة الخارجية قد تتضمَّن منظورًا داخليًّا ولو كان خارجيًّا بالنسبة للشخصيات. وكتب جوناثان كالر في مقدمته لكتاب جينيت بعنوان «الخطاب السردي» Narrative Discourse يقول إن مييك بال تنتقد جينيت بسبب تفرقته بين البؤرة الداخلية والبؤرة الخارجية، وهو يدافع عن هذَين المصطلحَين قائلًا إن لكل منهما معناه، ويضيف:

«يعني جينيت بما يسمِّيه بالبؤرة الداخلية أن بؤرة القصة تبرز من خلال وعي إحدى الشخصيات … ولكن البؤرة الخارجية تختلف تمامًا؛ فهي تقع (أي بؤرة القصة) على إحدى الشخصيات لا من خلالها» (جينيت، ١٩٨٠م، ص١٠).

ويُستخدم تعبير الرؤية vision بديلًا عن البؤرة أحيانًا، ولو أنه غير شائع، وأخيرًا خرج علينا سيمور تشاتمان Seymour Chatman ببديلَين عن هذَين المصطلحَين؛ الأول هو «الانحراف» slant الذي يعني كما يقول «النشاط النفسي على هذا الجانب (أي الجانب المباشر) من حاجز الكلام»، والثاني هو المرشَّح أو الترشيح filter الذي يُقصد به «إدراك شيء من وظيفة التوسط (أي وسيلة المعرفة) التي يمثِّلها وعي إحدى الشخصيات»، «فيما يتعلَّق بالأحداث التي نعرف بها من مسافة تفصلنا عن عالم القصة»، وتصل إلينا عبر «المرشح» (١٩٩٠م، ص١٤٤).

والواضح أن الاختلافات بين معاني هذه المصطلحات تقتضي الحذر في استخدامها.

القَّصُّ الصَّغِير، القِّصَّة الصَّغِيرة petit récit

(انظُر: grand narratives and little narratives.)

النَّقْد (النَّابِع من) سَيْطَرَة الذَّكَر phallic criticism

سَيْطَرَة الذَّكَر phallocentrism

حُكْم الذَّكَر phallocratic

استِقْلال (مَفْهُوم) سَيْطرة الذَّكَر phallogocentrism

دريدا هو، صاحب هذا المفهوم، وهو مصطلح مركب يجمع بين فكرة وجود معانٍ مستقلة خارج الكلمات وسيطرة الذكر. وقد تطوَّر معناه ليدل على معارضة وجود أي سلطة للذَّكَر في ذاته، مثلما يعارض دريدا فكرة معارضة وجود أي معنًى مستقل خارج النص (انظر مناقشة المفهوم مناقشة مستفيضة في كتاب بول جوليان سميث، ١٩٩٢م، Paul Julian Smith).

الصِّلَة الكَلَامِية phatic

(انظُر: functions of language.)

الظَّاهِرَاتية phenomenology

نشأت الظاهراتية في كتابات إدموند هوسيرل Edmund Husserl الفيلسوف الألماني، والذي تتخذ فلسفته نقطة انطلاقها من صورة العالم في وعي الإنسان، ومن ثم فهي تنفي إمكانية النظر إلى العالم باعتباره كِيانًا مستقلًّا عن الوعي البشري، وتسعى للوصول إلى الواقع المجسَّد من خلال خبرتنا به. ويعتبر هوسيرل أن الوعي هو وعي بشيء ما في كل حالة؛ أي إنه يتجه إلى الخارج لا إلى الداخل، حتى ولو كان موجَّهًا إلى شيء متخيَّل. ولذلك فمن قبيل التبسيط المخل أن نصف الظاهراتية بأنها فلسفة مثالية؛ فرغم أنها تقبل إمكانية اكتساب المعرفة بالعالم دون التأثُّر بإدراكنا الحسي له، فإنها توحي بأننا نستطيع عن طريق التصوير الذهني الدقيق أن نصل إلى تفهُّمٍ تتزايد دقته باطراد للأشياء الكائنة في الوعي من خلال نبذ العناصر العرضية والشخصية في كل منها.
وتعبير التصوير الذهني أو منهج التصوير (أو الصورة الارتسامية eidetic) مصطلح يستقيه هوسيرل من الكلمة اليونانية eidos التي تعني الشكل form أو النوع type، ويستخدمه لوصف منهجه في استخلاص العناصر العالمية universals من فيض الصور flux of images المتاحة لنا في الوعي. والمفترض أن ذلك المنهج قادر على فصل العناصر الثابتة وغير المتغيِّرة في الأشياء الموجودة في وعينا، ومن ثم فقد يكون من الممكن استخدامه في عزل العوامل المحلية والعرضية في خبرتنا بالعمل الفني أو الأدبي. ويجب علينا إذن، إذا أردنا تحليل وعينا بهذا الأسلوب، تعليق أو تجميد أو إيقاف جميع مفاهيمنا السابقة عن الأشياء التي يتناولها الوعي (انظر epoche). ويعلِّق تيري إيجلتون Terry Eagleton على ذلك قائلًا:

«لكنه إذا كان هوسيرل يرفض الإمبيريقية، والمذهب النفسي، والوضعية في العلوم الطبيعية، فقد كان يعتبر أيضًا أنه يقطع الوشائج التي تربطه بالمثالية الكلاسيكية التي اتسم بها منهج مفكِّر مثل كانط؛ إذ لم يستطع كانط حلَّ المشكلة المتمثِّلة في كيفية معرفة الذهن بالأشياء الموجودة خارجه على الإطلاق، أمَّا الظاهراتية فإن زعمها أن معطيات الإدراك المحض هي جوهر الأشياء ذاتها، يمثِّل الأمل في قهر شكوك كانط» (١٩٨٣م، ص٥٦-٥٧).

ومن اليسير إدراك سر اهتمام دارسي الفن والأدب بهذا المذهب وما أتى به من أفكار؛ إذ بدا لهم أن الموضوعية الظاهرية لمذهب الوضعية ليست أيسر في تطبيقها على دراسة الأعمال الفنية وتذوُّقها من شتى صور المذهب الكانطي التي قد ينتهي بها الأمر كثيرًا إلى لون من «الأناوحدية» solipsism والانطلاق في مجالات «التذوُّق» الشخصي دون ضابط ولا رابط. وكان من أوائل الذين اهتمُّوا بآراء هوسيرل عالم الجمال البولندي رومان إنجاردن Roman Ingarden الذي قال بأن قراءة العمل الأدبي تُجسِّده concretize (مثلما يجسِّد إخراج المسرحية وأداؤها على المسرح النص المكتوب).
وتدين مدرسة جنيف النقدية The Geneva School of Criticism بأكبر دين إلى هوسيول وأفكار الظاهراتية، وكان أعضاء هذه المدرسة ممن ارتبطوا بجامعة جنيف، ويُشار إليهم أحيانًا باسم نقاد الوعي Critics of Consciousness، وكان هيليس ميلر J. Hillis Miller يعتنق آراء هذه المدرسة في وقت من الأوقات، وقد كتب عرضًا استقصائيًّا مفيدًا لهذه المدرسة أعاد طبعه في كتابه «النظرية بين الأمس واليوم» Theory Then and Now (١٩٩١م)، وهو يقول في ص١٤ منه إن نقاد جنيف كانوا يعتبرون الأدب شكلًا من أشكال الوعي، أمَّا النقد من لديهم فهو:

بصفة أساسية تعبير عن «الشفافية المتبادلة» بين ذهنَين؛ ذهن الناقد وذهن المؤلف، وإن كانوا يختلفون فيما بينهم حول طبيعة الوعي؛ إذ يبني ستة نقاد منهم تفسيراتهم للأدب على شتى ضروب المعتقدات والمفهومات للذهن البشري؛ إذ نجد في (مارسيل) ريمون و(ألبير) بيجان الفكرة الدينية للوجود الإنساني، ونجد في ما كتبه (جورج) بوليه من نقد أن العبرة هي «بالبرهان، بالبرهان الحي على الشعور بالحياة الروحية الداخلية باعتبارها واقعًا إيجابيًّا»، ونجد في كتابات (جان) روسيه الاعتقاد بأن وعي الفنان بذاته لا يخرج إلى حيِّز الوجود إلا في البناء الدقيق لعمله، ونجد في نقد (جان بيير) ريتشاردز القَبول الكامل والتسليم بتداخل الوعي مع العالم المادي، ونجد في أعمال (جان) ستاروبنسكي تذبذبًا بين التجسُّد والانعزال.

(أسماء النُّقاد: Marcel Raymond, Albert Beguin, Georges Poulet, Jean Rousset, Jean-Pierre Richards, Jean Starobinski.)

وما أبعد هذا النقد عن فكرة موت المؤلف! ففكرة الكتابة باعتبارها تعبيرًا عن الذات أو إسقاطًا للذات فكرة أساسية في أعمال جان روسيه، كما يعتقد جورج بوليه، ويقول هيليس ميلر إن:

«النقد يجب أن يبدأ إذن باعتباره عملية طرح وإخلاء، بمعنى أن الكاتب يُخلي ذهنه من صفاته الشخصية حتى يتمكَّن من التلاقي التام مع الوعي الذي تُعبِّر عنه كلمات المؤلف. والمقال النقدي هو سجل ذلك التلاقي.» ويقول جورج بوليه إن «الاقتراب الحميم «اللازم للنقد»، سيتعذَّر تحقيقه إلا حين يصير فكر الناقد هو فكر المؤلف الذي ينقده؛ أي إلا حين ينجح في إعادة الإحساس بفكر المؤلف من الداخل، وإعادة تفكيره في ذهنه وإعادة تخيُّله» (ص١٥).

ويدين المذهب النقدي الخاص باستجابة القارئ reader-response criticisrn بدين كبير إلى مذهب الظاهراتية ومدرسة جنيف، خصوصًا عند الناقد الألماني فولفجانج إيزر Wolfgang Iser؛ إذ تبدأ إحدى مقالاته (التي أُعيد طبعها في كتابه ١٩٧٤م) بهذه العبارة:

«إن نظرية الفن الظاهراتية تؤكِّد تأكيدًا كاملًا أن الناقد يجب أن يأخذ في اعتباره، عند بحث العمل الأدبي، لا النص نفسه فحسب، بل أيضًا وبنفس الدرجة، ضروب الاستجابة إلى ذلك النص» (١٩٧٤م، ص٢٧٤).

ومن ثم يمضي إيزر في مناقشته لنظرية إنجاردن عن التجسيد الفني، وينتهي إلى أن لكل عمل فني قطبَين؛ الأول هو القطب الفني (أي النص الذي أبدعه المؤلف)، والثاني هو القطب الجمالي (وهو التحقيق الذي يقوم به القارئ) (نفس المرجع والصفحة).

ويؤكِّد إيزر ما يسمِّيه فعلية النص virtuality، والمصطلح عسير الاشتقاق يسير الفهم؛ فهو من الصفة virtual بمعنى فعليًّا وإن لم يكن ذلك حقًّا أو شرعًا، أو بمعنى في حكم كذا أو بمثابة كذا، ويُقصد به أن العمل الفني ذو وجود فعلي لا يتحقَّق إلا بخبرات القراءة المتعدِّدة، مثل النص المسرحي الذي يمكن إخراجه وأداؤه بطرق لا تُعد ولا تُحصى. وهكذا يقترب من مفهوم دريدا عن «القراءة باعتبارها نشاطًا تحويليًّا» (١٩٨١م، ب، ص٦٣). وإيزر يستفيد كذلك من حجة هوسيرل القائلة بأن الوعي نشاط مقصود intentional؛ أي إنه موجه نحو غاية ويسعى لهدف ما، وليس عشوائيًّا وشاملًا لكل شيء. ويبني إيزر على ذلك رأيه فيما يتعلَّق بضرورة الاهتمام بالمقاصد السابقة pre-intention للقارئ، وكذلك بالمقاصد التي توقظها في نفسه قراءة العمل الأدبي. ومن أهم الحجج المنسوبة إلى إيزر قوله بوجود «ثغرات» أو «فجوات» في النص يتولَّى القارئ ملأها، ويتفاوت ملء القُراء لهذه الثغرات بطبيعة الحال (ص٢٨٠). ويشبه مفهوم الثغرات لدى إيزر إلى حد كبير مفهوم «البقع غير المحدَّدة» لدى رومان إنجاردن (انظر concretization).

النَّصُّ الصَّوتي Phenotext

(انظُر: genotext and phenotext.)

الإِحالة إلى مَعنًى خَارج النَّص phonocentrism

(انظُر: logocentrism.)

يَلْعب، يَفْعَل، يُؤثِّر play

(انظُر: ludism.)

اللَّذَّة pleasure

الكلمة العربية أقرب إلى دلالة الفرنسية plaisir التي أتى بها بارت في كتابه «لذة النص» Le Plaisir du Texte من الترجمة الإنجليزية الحالية، التي يقترب معناها من المتعة، والتي أعادت فكرة الاستمتاع إلى مجال المصطلحات النقدية؛ إذ كان الاتجاه هو إلغاءها واحتقارها بعد تفريق فرويد بين مبدأ اللذة pleasure principle الذي يُسيطر على الرضيع، ومبدأ الواقع reality principle الذي يصل إليه اليافع. ومن ثم اقتبس رُواد النقد النسائي الكلمة للإشارة إلى أن اللذة مقترنة بمفاهيم الرجال ولا تجسِّد وجهة نظر النساء. وقد تُرجم كتاب بارت إلى الإنجليزية عام ١٩٧٦م.

شِعْري poetic

(انظُر: functions of language.)

وجهة نَظَر point of view

(انظُر: functions of language.)

التَّأدُّب Politeness

أعاد روجر سيل Roger Sell تعريف معنى التأدُّب بعد استعراض تاريخي مسهب (١٩٩١م، ص٢٠٨) محدِّدًا معانيه الحديثة من خلال ما يسمِّيه التقارب بين اللغويات والدراسات الأدبية (rapprochement، وهي كلمة فرنسية دخلت الإنجليزية بمعناها ومبناها). وهو يرصد هذه المعاني من خلال ما أسماه باختين بالقواعد الحوارية dialogic، ومعناها قواعد السلوك اللغوية التي لا تجرح شعور القارئ وتتجنَّب الأفعال (الأقوال) المحرجة face-threatening acts من خلال عدم التعرُّض لكِيانه سواء كان ذلك الكِيان اجتماعيًّا أو إنسانيًّا عامًّا. وهو يفرِّق بين التأدُّب الانتقائي selectional والتأدُّب التمثيلي representational؛ فالأول هو تجنُّب كل ما يسيء إلى «ذوق» القارئ، والثاني هو «استغلال مبدأ تعاون القارئ ومشاركته إلى أقصى حد ممكن حتى يتأكَّد من مقصد الكاتب ويتعاطف مع العمل الأدبي.»

تَعَدُّد اللُّغات (داخِل ثقَافة قَومِية) polyglossia

تَعَدُّد الأصوات Polyphonic

يقول باختين إن الرواية عمل يتسم بتعدُّد الأصوات فيه، والصوت لدى باختين لا يقتصر على المستوى اللغوي بل يتضمَّن أيضًا الانتماء العقائدي والسلطة في المجتمع. ويُشير ماكهيل Mchale (١٩٨٧م، ص٣٠) إلى استخدام آخر للكلمة لدى عالم الظاهراتية البولندي رومان إنجاردن الذي يقول بأن العمل الأدبي تتعدَّد فيه كذلك الأصوات الأنطولوغية؛ أي المتصلة بالنظرة إلى الوجود بصفة عامة.

الخِطَاب التعَدُّدِي، المُتَعدِّد التَّكَافُؤ polyvalent discourse

(انظُر: register.)

التَّعَدُّدية الصَّوْتية، التعَدُّدية اللغَوِيَّة polyvocality

(انظُر: polyglossia.)

شَعْبي، مَحْبوب، الشَّعْبي popular

تعريف بريشت يجمع بين مفهوم الثقافة النابعة من الشعب والموجَّهة إلى الشعب، وكذلك ما يخرج في إطارها من أعمال فنية:

«إن مفهومنا لِمَا هو شعبي يشير إلى الشعب الذي لا يقتصر على أداء دوره الكامل في التطوُّر التاريخي، بل يغتصبه فعلًا ويفرض سرعة سَيره، ويحدِّد اتجاهه. والشعب الذي نعنيه هو الذي يصنع التاريخ، ويغيِّر العالم ويغيِّر نفسه؛ فنحن نعني شعبًا مكافحًا، ومن ثم فإن مفهوم ما هو شعبي لدينا مفهوم هجومي.»

«والشعبي معناه: أن يكون العمل مفهومًا للجماهير العريضة؛ يتبنَّى أشكال تعبيرها ويُثريها؛ يتخذ مواقفها ويؤكِّدها ويصحِّحها؛ يمثِّل الفئة التي تتمتَّع بأكبر قدر من التقدُّمية في الشعب حتى تتسلَّم زمام القيادة، ويُصبح من ثم مفهومًا للفئات الأخرى من الشعب أيضًا؛ يتصل بالتقاليد وينمِّيها ويطوِّرها؛ يقوم بإطلاع الفئة التي تسعى إلى تولِّي الزعامة على منجزات الفئة التي تحكم البلد في الوقت الحاضر» (بلوخ وآخرون، ١٩٧٧م، ص٨١) (انظر أيضًا: ideology, dialogic, culture).

الثَّقَافة الشَّعْبية، الثقَافَة الجماهيرية popular culture

(انظُر: culture.)

التَّصْوِير الجِنْسِي للمَرأة pornoglossia

معنى المصطلح هو معاملة المرأة في الأدب واللغة باعتبارها كائنًا جنسيًّا فقط.

موقف، موقفيًّا position; positionally

(انظُر: reading position.)

ما بَعْد الحَدَاثة postmodernism

(انظُر: modernism and postmodernism.)

مَا بَعْد البنيَوِية post-structuralism

يُستخدم المصطلح أحيانًا بالتناوب وبنفس معنى التفكيكية deconstruction. ويقسِّم ريتشارد هارلاند Harland (١٩٨٧م) ما بعد البنيوية إلى ثلاث فئات؛ تضم الأولى مجموعة مجلة Tel Quel الفرنسية، وهم: جاك دريدا، وجوليا كريستيفا Julia Kristeva، وكتابات رولان بارت الأخيرة؛ وتضم الثانية جيل ديلوز Gilles Deleuze وفيليكس جاتاري Felix Guattari (مؤلفي كتاب: «مناهضة أوديب: الرأسمالية والشيزوفرينيا Anti-Oedipus: Capitalism and Schizophrenia الذي نُشر بالفرنسية عام ١٩٧٢م)، وكتابات ميشيل فوكوه الأخيرة؛ وتضم الثالثة فردًا واحدًا هو جان بودريار Jean Baudrillard.. ولا يزال الجدل محتدمًا حول ما إذا كان جاك لاكان Lacan يُعتبر من البنيويين أو من أنصار ما بعد البنيوية.
ويقول هوثورن (١٩٩٤م) إننا نستطيع أن ندرك مدى البلبلة التي تكتنف استعمال المصطلح حين نتذكَّر أن أليكس كالينيكوس Alex Callinicos يقترح تقسيم ما بعد البنيوية تقسيمًا مختلفًا، ليجعلها تتضمَّن تيارَين فكريَّين أو خيطَين أو «نغمتَين»؛ الأولى هي ما يطلق عليه ريتشارد رورتي Richard Rorty تعبير المذهب النصي أو النصية textualism؛ أمَّا الأخرى فعمادها ما يسمِّيه ميشيل فوكوه «سلطة المعرفة» power-knowledge؛ أي «المعرفة ذات السلطة». ويشير كالينيكوس إلى أن هذا الاتجاه «الدنيوي لِمَا بعد البنيوية»، حسبما يسمِّيه إدوارد سعيد، يتضمَّن «الإفصاح عمَّا يقال وما لا يقال؛ أي ما يُتخذ صورةً لغوية وما يتخذ صورةً غير لغوية» (١٩٨٩م، ص٦٨). ويقول كالينيكوس إن أصحاب المذهب النصي يرَون أننا مسجونون في النصوص، عاجزون عن الفرار من قيود اللغة، أو عاجزون عن إدراك أي حقيقة لا تُنقل بوساطة mediation الكلام، على حين تفتح لنا «سلطة المعرفة» إمكانية الاتصال بالواقع الذي لا تنقله اللغة أو بوسيلة الكلام.

فإذا قبلنا هذا التقسيم كان علينا أن نُسلِّم أن المذهب النصي في إطار ما بعد البنيوية كان أكبر تأثيرًا في الدراسات الأدبية من مذهب فوكوه، رغم أن نُقاد المذهب النسائي قد تناولوا أفكار فوكوه فطوَّروها وطبَّقوها.

أمَّا ما بعد البنيوية «النصية» فتُمثِّل تطويرًا للبنيوية وهدمًا (أو تفكيكًا) لها في آنٍ واحد؛ ممَّا يثبت ما أكَّده الكثيرون من تناقضاتها الداخلية. ومن الأمثلة القاطعة على ذلك المقابلة التي أجرتها جوليا كريستيفا مع دريدا منذ زمن بعيد (١٩٦٨م)، ونُشرت بعد ذلك في كتابه Positions، وفيها يحاول دريدا أن ينقض التمييز الذي وضعه سوسير بين «الدال signatus والمدلول signatum، ومساواة «المدلول» ﺑ «المفهوم» concept، قائلًا إن ذلك شأنه السماح بإمكانية تصوُّر وجود «مفهوم مدلول عليه لذاته وبذاته؛ أي مفهوم موجود فقط في الفكر، لا علاقة له باللغة؛ أي لا علاقة له بنسق الدوال» (١٩٨١م، ب، ص١٩).

وحجة دريدا معناها أننا نستطيع أن نجد داخل نظرة سوسير إلى اللغة (باعتبارها مجرَّد نسق من الاختلافات؛ أي باعتبار أنها لا تتضمَّن أشكالًا إيجابية) آثارًا للأفكار القديمة وكِيانًا خارج النسق أو مدلولًا يتعالى عليه. ويقول دريدا إن متابعة الآثار المترتِّبة على حجج سوسير سوف تمكِّن المرء من تجاوزها آخر الأمر، بحيث يصل صاحب البنيوية في النهاية إلى ساحل محيط ما بعد البنيوية يتطلَّع إلى الأمواج والآفاق التي تنفتح أمامه بلا نهاية.

القُوَّة، السُّلْطة power

يعني المصطلح في نظرية السرد القوة التي تحدِّد مسار الأحداث، سواء كانت قوةً شخصية أو قوة مجرَّدة كالقدر أو العصر أو الطبيعة (مييك بال، ١٩٨٥م، ص٢٨). ودخل المصطلح ساحة النقد في الآونة الأخيرة في إطار مناقشة الأيديولوجيا، وأصبح يُشير إلى أي قوًى تتحكَّم في الأدب، من خلال الرقابة مثلًا أو انتشار الأمية، أو استخدام السلطة فيما يتعلَّق بملكية المكتبات العامة، ودُور النشر، وأجهزة الإعلام التي تقدِّم الأدب إلى القارئ؛ إمَّا لأن الأدب قادر على تحدي السلطات القائمة، أو لأن السلطات تتصوَّر ذلك.

التَّدَاوليَّة، السِّيَاقِية، المَوَاقِفيَّة pragmatics

يعني المصطلح دراسة استخدام اللغة في شتى السياقات والمواقف الواقعية؛ أي تداولها عمليًّا، وعلاقة ذلك بمن يستخدمها، تفريقًا لها عن مذهب العلاقات الداخلية بين الألفاظ syntactics وعلاقة الألفاظ بالعالم الخارجي أو دلالاتها semantics. ويستند هذا التفريق إلى دراسات بيرس Peirce وتشارلز موريس Morris؛ ممَّا أتى بثمار ناضجة في علوم اللغة، حيث مكَّن سوسير ومن اتبعه من التمييز بين النظم المختلفة للقواعد الشكلية (في علمَي التراكيب syntactics والدلالات semantics) عن اللغة في استعمالاتها الفعلية اليومية (أي وجودها التداولي). ويقول سوسير ومن تبعه إن اللغة على هذا المستوى تخضع لضغوط كثيرة «عشوائية» random وتستعصي على التحديد الكمي quantification، ومن ثم فهي تستعصي على الدراسة العلمية المقنَّنة. وعضَّد ذلك الاتجاه نعوم تشومسكي حتى أواخر السبعينيات، ثم بدأ التحوُّل في نظريات اللغة نحو قَبول دراسة التداولية على المستوى النظري أيضًا، ممَّا كان يمثِّل تعديلًا في الموقف القائم على سوسير وتشومسكي. وهكذا يقول ستيفن ليفنسون Stephen Levinson في كتاب أصدره عام ١٩٨٣م بعنوان «التداولية» Pragmatics إن نمو الاهتمام بهذا المبحث في الفترة الأخيرة يرجع إلى معارضة معاملة تشومسكي للغة باعتبارها وسيلةً مجرَّدة أو قدرة ذهنية يمكن فصلها عن استخدام اللغة ومستخدمها ووظائفها (ص٣٥) ويستدرك قائلًا:
«إن أحد الدوافع القوية العامة على الاهتمام بالتداولية هو ازدياد إدراكنا بوجود فجوة كبيرة جدًّا بين نظريات اللغة الراهنة في علم الألسنة وتفسيرات التواصل اللغوي؛ إذ يتضح لنا باطراد أن النظرية الدلالية semantic وحدها لا تستطيع أن تقدِّم لنا إلا جزءًا (وقد يكون ذلك جزءًا ضئيلًا، رغم أنه أساسي) من التفسير العام لتفهُّم اللغة» (ص٣٨).
وقد صاحَب هذا التطوُّرَ في علم الألسنة تطوُّرٌ موازٍ له في تخصُّصات أخرى، من بينها النقد الأدبي؛ فصدر منذ عهد قريب كتاب بعنوان «التداولية الأدبية» Literary Pragmatics (من تحرير روجر سيل) Roger Sell يتضمَّن عددًا من المحاولات لتطبيق بعض المبادئ العامة للتداولية على السياقات الأدبية، عمادها الالتزام بالابتعاد عن دراسة الأعمال الأدبية باعتبارها أبنيةً نصية شكلية محضة أو مغلقة، والإقرار بأنها عناصر وسيطة (أو حلقات) في سلاسل التواصل أو التوصيل قائلًا:

«تسلِّم التداولية الأدبية بأن تفسير التواصل بصفة عامة لن يكتمل إلا إذا تضمَّن تفسيرًا للأدب وسياقاته. ولن يكتمل تفسير الأدب إلا بتفسير استعماله لوسائل التوصيل المتاحة بصفة عامة. والواقع أن هذا المبحث يرد الاعتبار للرابطة القديمة بين البلاغة وفن الشعر» (١٩٩١م، ص١٤ من المقدمة).

والتداولية الأدبية تحاول أساسًا الجمع بين الحركة نحو الخارج والحركة نحو الداخل centrifugal and centripetal؛ أي الانطلاق إلى داخل النص لتمييز أو لتحديد الوسائل الفنية التداولية (مثل الإضمار implicature، والافتراض المسبق presupposition، والإقناع persuation)، ثم إلى خارج النص لإقامة العلاقة اللازمة بين هذه العناصر والقوى الموجودة خارج النص في عالم الكاتب وعالم القارئ، مثل علاقات القوة أو السلطة power relations والتقاليد الثقافية، ونظم النشر والتوزيع، والرقابة، وما إلى ذلك بسبيل، مع التركيز دائمًا على الروابط والتفاعلات التداولية.
ويجب ألَّا نخلط بين علم التداولية pragmatics والمذهب البراجماطي pragmatism، وهو المذهب الفلسفي الذي يحبِّذ التركيز على كل ما له أهمية عملية للبشر، ويتجنَّب البحث في القضايا المطلقة أو المجرَّدة.

مَدْرَسة براغ Prague School

تمثِّل مدرسة براغ في رأي كثير من المعلِّقين حلقة اتصال واضحةً بين الشكلية الروسية Russian formalism ومذهب البنيوية الحديث structuralism. والبنيوية التي دعت إليها هذه المدرسة تختلف بعض الشيء عن البنيوية الحديثة، وإن كانت تشترك معها في الدَّين الكبير الذي يدين به كل منهما إلى كتابات سوسير ومحاولة توسيع نطاق نظريات سوسير لتطبيقها خارج اللغة.

الاسْتِبَاق prefiguring

(انظُر: prolepsis.)

القِرَاءَة قَبْل النَّشْر، بَعْدَ النَّشْر prepublication, postpublication reading

(انظُر: paratext.)

حُضور، الحُضور، الوُجود presence

يقول جاك دريدا في مقال مبكِّر له بعنوان «البناء والعلامة والتأثير، في لغة العلوم الإنسانية» Structure, Sign and Play in the Discourse of the Human Sciences ما يلي: «إن جميع الأسماء المتعلِّقة بالأساسيات أو بالمبادئ أو بالمركز تُشير إلى حضور لا يتغيَّر (أو حضرة) مثل eidos (الصورة) أو arche (الأزل/القدم/الأولية) أو [telos (الغاية/المصير) أو energeia (الطاقة/القوة) أو ousia (الجوهر/الوجود/المادة/الموضوع) أو aletheia أو التعالي (التعالية) أو الوعي، أو الإله أو الإنسان وما إلى ذلك» (١٩٧٨م، ص٢٧٩-٢٨٠). والكلمات التي بين أقواس مربعة مضافة إلى نص دريدا، وجميع هذه كِيانات خارجة عن النظام اللغوي، أو النظام الفكري في نظره، وهي تُعتبر نقاطًا مرجعيةً أو مراكز للسلطة authority التي لا تخضع لتأثير الاختلاف الذي يعتقد دريدا، متابعًا في ذلك سوسير، أنه المصدر الأوحد للمعنى. وميتافيزيقا الحضور metaphysics of presence مصطلح يعني الإيمان بقدرة اللغة على الإحالة إلى أيٍّ من هذه «المراكز» أو النقاط المرجعية خارج النظام اللغوي والاعتماد عليها.

الحَاضِرِية، الحَاليَّة، الرَّاهِنيَّة presentism

مصطلح مبني على غرار النسبة إلى الاسم بزيادة ism لتحويله إلى مصدر صناعي، ومعناه فرض المعايير أو القيم أو المواقف الخاصة بالوقت الحاضر/الحالي/الراهن على الماضي، بل وعلى المستقبل أحيانًا. فالحاضرية تجعل الحاضر عامًّا وعالميًّا وترفض رؤية الأزمنة بخصوصيتها وحركتها.

المَشْهَد الأوَّلي، أوَّلُ مَشْهَد، رُؤْيَة الطِّفْل مُضَاجَعة والِدَيه primal scene

(انظُر: primary process.)

العَمَليَّة الأَوَّليَّة primary process

يشير فرويد في كتابه تفسير الأحلام إلى وجود قوتَين جسديتَين (أو تيارَين أو نظامَين) يبني أحدهما الرغبة التي يُعبِّر عنها الحلم، ويمارس الثاني الرقابة على رغبة الحلم ويفرض قسرًا تشويه أو تحريف التعبير عنها (١٩٧٦م، ص٢٢٥).

وقد أصبح يُطلَق على هاتَين العمليتَين العملية الأولية والعملية الثانوية في مناقشة مذهب فرويد. وتفسِّر جولييت ميتشيل Juliet Mitchell العملية الأولية بأنها «القوانين التي تحكم عمل اللاوعي» (١٩٧٤م، ص٨)، وهي تتميَّز بالحرية وعدم الخضوع لأي قيود، كما أنها في رأي ميتشيل تقوم بدور كبير أو بدور رئيسي في التأليف الفني والأدبي، ومن ثم أثارت اهتمام النقاد المحدثين. والجدير بالذكر أن ف. ل. لوكاس كان قد زعم في كتابه «تدهور وسقوط المثل الأعلى الرومانسي» The Decline and Fall of the Romantic Ideal أن الرومانسيين دون غيرهم هم الذين يستقون مادتهم من اللاوعي، ثم لا يفرضون عليها رقابة العملية الثانوية secondary؛ ممَّا يؤدِّي إلى إخراج صور أدبية لا تخضع لقواعد العقل والمنطق.
ويجب عدم الخلط بين هذا المصطلح والمصطلح الفرويدي السابق؛ أي المشهد الأولي أو أول مشهد primal scene.

يُمَيِّز، يُحَابِي، مزية، انحياز privilege

الفعل to privilege معناه إعداد أو بناء شكل هرمي للعلل والعوامل. وعلى ذلك فمعنى تمييز النوع to privilege gender في مناقشة الطبقة والنوع في عملية التغيُّر التاريخي هو اعتبار النوع عاملًا ذا تأثير أكبر من الطبقة في تعليل مسار التاريخ.

أمَّا عند أصحاب النظريات الروائية فمعنى التمييز أو التميُّز هو حيازة معلومات مقصورة على الراوي أو على نوع من «الفهم» لا تشارك فيه الشخصيات (أو الشخصيات الأخرى) في القصة.

شَفْرَة بِنَاء الحَبْكَة proairectic code

(انظُر: code.)

إِشْكَاليَّة problematic

دخلت الكلمة الفرنسية إلى الإنجليزية بمعناها ومبناها عن طريق الفيلسوف الفرنسي الماركسي لويس ألتوسير، في كتابه «إلى ماركس» For Marx (١٩٦٩م، تاريخ نشر الترجمة الإنجليزية)، وهو يقول إنه استعار المفهوم (بالفرنسية بطبيعة الحال) من جاك مارتن Jacques Martin ليُشير به إلى «الوحدة المحدَّدة لتشكيل نظري، ومن ثم إلى الموقع المخصَّص لهذا الاختلاف المحدَّد» (ص٣٢). ومعنى هذا الكلام الغامض أن الإشكالية هي مجموعة من الأفكار التي قد تختلف فيما بينها ولكنها تشكِّل وحدةً فكرية أو نظرية تتيح للباحث أن يتناولها باعتبارها قضيةً مستقلة.
ورغم أن ألتوسير قد قصد بالمصطلح الإشارة إلى التشكيل أو التركيب النظري، فقد أصبح يُستخدم كثيرًا للدلالة على «التشكيلات الفكرية» الأيديولوجية أيضًا، ومن ثم فهو يعني أي «مركب أيديولوجي» (مهما تكن تناقضاته المضمرة أو الصريحة) يتمتَّع بوحدة فيما بين عناصره تكفل له الاستقلال. ويقول هوثورن (١٩٩٤م) إنه من المحتمل أن نكون قد تجاوزنا فرصة تغيير هذا التحوُّل في المعنى، وإن كان استخدام ألتوسير يتميَّز بأنه يتفق مع مفهومه عن التحوُّل المعرفي أو انكسار الخط المعرفي؛ أي epistemological break الذي يزعم أنه اكتشفه في كتابات كارل ماركس.
وأحيانًا ما يُستخدم المصطلح حاليًّا في سياقات توحي بأنه يشبه مفهوم فوكوه عن القاعدة المعرفية الشاملة episteme بمعنى أن الإشكالية المحدَّدة تمثِّل حدود «تفكير» من تسيطر عليهم، بحيث لا يمكن أن تخرج أفكارهم عن نطاقها.
انظُر أيضًا: paradigm shift

الإِسْقَاط Projection

(انظُر: projection characters.)

الشَّخْصِيات المُسْقَطة، شَخْصِيات الإسْقَاط projection characters

معنى المصطلح هو الشخصيات التي يسقط فيها المؤلف جوانب من نفسه، كثيرًا ما تكون متناقضة. وهو تعبير مستعار من فرويد الذي يقول إن الفرد يُسقط على الآخرين (أو يحيل إليهم أو ينسب إليهم) ما لا تقبله ذاته.

والنقيض هو الإسقاط الداخلي introjection؛ أي إدخال الفرد أشياء معينةً في ذاته واعتبارها جزءًا من كِيانه.
وتقول نيكولا دياموند Nicola Diamond (١٩٩٢م، ص١٧٧) إن صاحب المصطلح هو ساندور فيرنزي Sandor Ferenczi الذي وضعه في عام ١٩٠٩م ثم أخذه فرويد وطوَّره.

الاسْتِبَاق، الاسْتِقْدَام، التَّنَبؤ prolepsis

يقول برنس (١٩٨٨م) إنه يعني قص حادثة قبل موعد حدوثها في الرواية؛ ولذلك فهو مرادف للاستباق بمعنى التوقُّع anticipation أو بمعنى استقدام الحادثة في الزمن flashforward أو التنبؤ بها أو استطلاعها أو التطلُّع إليها prospection.
ويقول بعض أصحاب النظريات مثل جينيت إن المصطلح يشبه فكرة الإيحاء المستقبلي أو evocation؛ أي إثارة جو الحادثة المقبلة، ويشبه المصطلحات القديمة التي تعني استباق صورة أو معنًى أو شعور foreshadowing أو prefiguring.
والاستباق المستكمِل completing prolepsis هو ما يحتاجه الروائي لاستكمال سياقه الزمني، والاستباق المكرِّر (بكسر الراء الوسطى وتضعيفها) repeating prolepsis هو ما يسمَّى بلغة الصحافة الإنذار المبكِّر advance notice وهو التلميح بمعلومات سيتكرَّر تقديمها في مرحلة لاحقة من القصة.
ويفرِّق جينيت بين الاستباق الداخلي internal prolepsis؛ أي الذي يقع داخل الحيز الزمني للرواية، والاستباق الخارجي external prolepsis الذي يقع خارج الحدود الزمنية للقصة (١٩٨٠م، الصفحات ٦٨–٧١).

التَّنَبُّؤ، الاسْتِطلاع، التَّطَلُّع prospection

(انظُر: prolepsis.)

السَّرْد النَّفْسِي psycho-narration

في إطار مصطلح الحديث غير المباشر الحر free indirect discourse يحدث أن يشير المؤلف إلى الكلمات والعبارات التي تستخدمها الشخصية نفسها دون وضعها بين أقواس، وبذلك يُعتبر اقتباسها حديثًا غير مباشر وإن كانت اللغة تنتمي إلى الشخصية وتمثِّل أفكارها ومشاعرها دون مراء، وهذا ما يُطلَق عليه أحيانًا المونولوج السردي narrated monologue، ولكن بعض النقاد يفضِّلون تعبير السرد النفسي، ويفرِّقون بين السرد النفسي المتناغم consonant؛ أي الذي يتفق مع مفهوم الشخصية لنفسها، والسرد النفسي المتنافر dissonant الذي يبتعد عن وجهة نظر الشخصية (المرجع: ستيفن كوهن وليندا شايرز، ١٩٨٨م، ص١٠٠).

الانحراف الزمني العابر punctual anachrony

(انظُر: anachrony.)

وَضْع عَلَامات الوَقْف، تَقْسِيم العِبَارَات، تَقْطِيع، تَرْقِين punctuation

يُعتبر وضع علامات الوقف كالنقط والفواصل وما إليها من أهم ما شغل بال الباحثين والمحقِّقين، خصوصًا فيما يتعلَّق بنشر النص المعتمد لعمل أدبي، خصوصًا إذا كان منثورًا، وهي مهمة عسيرة لأن تقاليد «الترقين» (ترجمة معجم «المغني الأكبر») تتفاوت من عصر إلى عصر ومن بلد إلى بلد ومن لغة إلى لغة.

ولكن أصحاب النظريات المحدثين قد استعاروا المصطلح لاستخدامه في شتى التخصُّصات للدلالة على ما هو أكثر بكثير من مجرَّد «الترقين» بهدف تحديد المعنى والحد من الغموض؛ فباحثو علم النفس الاجتماعي يستخدمون المصطلح للإشارة إلى اختلاف المغزى باختلاف بناء العبارة، ويطلقون على ذلك اختلاف «الترقين»، ومعظم النقاد يتفقون على أن «الترقين» معناه فرض النظام والعلية causality على مجموعات من الحقائق المنفصلة؛ أي تجميعها وتحديدها داخل أُطر معينة، ويتجاوز ذلك نطاق استخدام اللغة إلى العمل الأدبي ككل، حيث يمكن تقسيمه إلى فصول مختلفة، أو إلى فصول تختلف عمَّا ارتضاه كاتبه.
وتعبير دريدا الخاص بالتقطيع أو الفصل أو إقامة المسافات spacing (ترجمة عن الفرنسية espacement) قريب من المعنى العام «للترقين».
وفي علوم اللغة نجد مصطلحًا مشابهًا هو التقطيع segmentation، ومعناه تقسيم الكلام إلى أجزاء أو إلى «قطع»، وهو يناقَش غالبًا من زاوية التنغيم intonation؛ فمن المعروف أن تغيير نغمة الكلام يؤدِّي إلى تغيير المعنى. ويمكن تطبيق «التقطيع» كذلك على اللغة المكتوبة وإن كان التقطيع غير مرادف «للترقين» (بالمعنى التقليدي) في كل حالة أو بالحتم؛ فعلامات «الترقين» تُعتبر مؤشراتٍ بصريةً لنوع من التنغيم الداخلي أو المثالي، ولكن وظيفتها لا تقتصر على ذلك، بل ولا يمكنها أن تتحكَّم تحكُّمًا كاملًا في «التنغيم» الذي يحدِّد المعنى. ويذهب جيفري ليتش Geoffrey Leech ومايكل شورت Michael Short إلى أن التقطيع أحد العوامل الثلاثة الرئيسية للتنظيم النصي، والعاملان الآخران هما التتابع sequence والإبراز salience (١٩٨١م، ص٢١٧)، ومعنى الإبراز هو وضع كلمة أو تعبير في مكان بارز لإظهار دلالته، وهما يطلقان على ذلك مصطلح «الإبراز الدال»، مثل إبراز الكلمة بوضعها في آخر العبارة أو السطر (في الشعر) وفقًا لمبدأ التركيز على النهاية «end focus»؛ أي المبدأ الذي يقول بأن الإنسان يلاحظ ما يأتي آخرًا أكثر ممَّا سبق. أمَّا التتابع فهو مذكور تحت مصطلح function.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤