T

الحتمية التكنولوجية technological determinism

الاعتقاد بأن التغيُّرات والتجديدات التكنولوجية تؤدِّي حتمًا (وبصورة آلية غالبًا) إلى إحداث تغييرات في المجتمع والثقافة والفن (أحيانًا). ويرتبط هذا المفهوم باسم مارشال ماكلوهان Marshal Mcluhan.

الغَايَة telos

انظُر: (duration.)

زَمَنُ الفِعْل tense

(انظُر: linguistic paradigm.)

الإرْهَاب، التَّخْويف terrorism

وضع هذا المصطلح، أو أدخله إلى مجال النقد الأدبي، كاتب فرنسي هو جان بولان Jean Paulhan، ومن ثم استخدمه جيرار جينيت في تعريف أو وصف الكتابة التي ترفض استخدام ما يسمِّيه ﺑ «الزهور البلاغية» أو الطلاوة والحلاوة (جينيت، ١٩٨٢م، ص٦٠ الحاشية رقم ٥). كما يُستخدم لوصف أسلوب الكاتب الذي يُقيم حججًا لا أخلاقيةً و«عدوانية» (وعادةً ما تكون متحيِّزةً للرجل ضد المرأة) (جان، فرانسوا ليوتار Jean-François Lyotard) (١٩٨٤م، ص٦٣-٦٤).

الإِكْمَال، الاسْتِكْمَال tessera

(انظُر: revisionism.)

النَّصُّ والعَمَل (الأَدَبِي) text and work

يقول رولان بارت في مقاله «نظرية النص» إن العمل الأدبي «شيء مكتمل، شيء يقبل العد والحساب computable، شيء يشغل حيزًا ماديًّا»، ولكن «النص مجال منهجي»، ويضيف قائلًا «العمل الأدبي هو ما يوجد في أيدينا، والنص هو ما يوجد في اللغة»، ثم يستدرك قائلًا:
«إذا كان لنا أن نُعرِّف العمل الأدبي بألفاظ تتخطَّى اللغة؛ أي تتضمَّن اللغة فيما تتضمَّن (من شكل الكتاب إلى العوامل الاقتصادية التي تحدِّد إنتاجه)، فإن النص يظل مقصورًا على اللغة وحدها من ألفه إلى يائه؛ فهو ليس سوى لغة، ولا يمكن أن يوجد إلا في لغة غير نفسه. وبعبارة أخرى فنحن لا نستطيع أن نشعر بوجود النص إلا في الإنتاج: وهو المغزى significance، (١٩٨١م، ص٣٩-٤٠). والكلمات التي يقتطفها بارت موجودة في كتابه Image-Music-Text (انظر مصطلح: sign).

وهذا تعريف يختلف عن التعريف الشائع في معظم الاستعمالات المعاصرة للعمل الأدبي (في نظرية النقد الحديثة)؛ فالعمل الأدبي قد لا يكون مطبوعًا، بل محفور في الذاكرة. وتدل استعمالات النقاد للمصطلحَين على معنيَين مختلفَين في السنوات الأخيرة؛ فقد أصبح النص هو المصطلح المفضَّل عند الإشارة إلى نص أدبي أو غير أدبي (قد لا يكون لغويًّا بالضرورة) بعد تجريده من الافتراضات المسبقة التقليدية بشأن استقلاله وسيطرة المؤلف وتحكُّمه فيه، وقوته الفنية أو الجمالية وما إلى ذلك. والاستعمال الحديث يوحي بضرورة تذويب الفوارق (بلغة السياسة) بين النص الأدبي والنص غير الأدبي، أو على الأقل تقليصها والحد منها.

ومبحث «لغويات النص» text linguisitics يمثِّل قسمًا فرعيًّا من علم الألسنة الحديث، وهو شديد القرابة بما نسمِّيه في الجامعة بتحليل الكلام discourse analysis، وما يسمَّى لدى معظم الكُتاب بتحليل الخطاب (وهو مصطلح، كما يتضح من تعريفه في الباب الخاص به، يفتقر إلى معنًى واضح محدَّد مشترك). ويعتبر مايكل ستابز Michael Stubbs (١٩٨٣م) أن النص مرادف للكلام (أو للخطاب) تقريبًا، وإن كان يشير إلى أن بعض السياقات توحي بأن النص قد يشير إلى الكلام المكتوب، وأن الخطاب يشير إلى الكلام المنطوق، وأن النص قد يكون قصيرًا أو طويلًا في حين يوحي الخطاب بطول معين، وأن النص لا بد يتماسك على المستوى السطحي، وأن الخطاب لا بد أن يتسم بالتماسك على المستوى العميق. ويشير أخيرًا إلى أن بعض أصحاب النظريات يُفرِّقون بين التركيب النظري المجرَّد والتجسيد الفعلي له، وإن كان هؤلاء لم يتفقوا بعد، حسبما يؤكِّد ستابز، حول ما إذا كان النص ينتمي إلى التركيب المجرَّد (للأفكار مثلًا) أو إلى تجسيدها فعليًّا في اللغة.
وينبغي الاستدراك هنا للإشارة إلى أن «لغويات النص» مبحث أعم وأشمل من تحليل الكلام؛ فهو يتضمَّن فيما يتضمَّن بعض عناصر علم الأسلوب stylistics وعلم السرد narratology. ويقيم جيفري ليتش ومايكل شورت الحجة على إمكانية التمييز بين النص والكلام، على النحو التالي:

«الكلام (الخطاب) هو التواصل اللغوي باعتباره تعاملًا بين المتحدث والسامع؛ أي باعتباره نشاطًا فيما بين الأشخاص، وهدفه الاجتماعي هو الذي يحدِّد شكله. أمَّا النص فهو التوصيل اللغوي (سواء كان منطوقًا أو مكتوبًا) باعتباره رسالةً فحسب تتخذ صورة شفرات محدَّدة في صورتها المسموعة أو المرتبة» (١٩٨١م، ص٢٠٩).

والعبارة الرئيسية هنا هي «باعتباره رسالة فحسب»؛ ممَّا يتناقض مع «التعامل بين المتكلِّم والسامع»، وهذا يوحي بأن الكلمات نفسها (منطوقةً أو مكتوبة) يمكن أن تكون نصًّا إذا اعتُبرت رسالةً فحسب، ويمكن أن تُعتبر عنصرًا من عناصر الكلام (الخطاب) إذا نظرنا إليها باعتبارها وسيطًا للتعامل بين المتكلِّم والسامع. وهذا يوحي بأن الحديث عن النص معناه التركيز على اللغة، كما سبق أن قلنا، مع تجاهل (أو التقليل من شأن) السياق الذي تُستخدم فيه هذه اللغة. والمشكلة هي محاولة تحديد معنى «باعتباره رسالةً فحسب»! فبعض أصحاب النظريات يقولون، دون أن يحيدوا عن المنطق، إن اعتبار أي كلام «رسالة» (أو حتى «رسالة فحسب»)، يتطلَّب افتراض وجود سياق من لون ما؛ فتعريف الرسالة لا يتوقَّف على خصائصها اللغوية فقط، بل يعتمد على كونها تؤدِّي وظيفةً function من نوع ما. بل إن تعريف معجم أكسفورد الكبير يبدأ تعريف الرسالة message على النحو التالي: «تواصل شفوي أو مكتوب بين شخصَين.» وهو ما يشبه ما يسمِّيه ليتش «التعامل بين المتحدِّث والسامع»!
وتورد كاتي ويلز Katie Wales في «معجم علم الأسلوب» (١٩٨٩م) المعايير السبعة للنص التي وضَعَها دي بوجراند De Beaugrande ودريسلر Dressler في كتابهما «مقدمة للغويات النص» Introduction to Text Linguistics (١٩٨١م) وهي؛ التماسك الداخلي cohesion، والاتساق coherence، والعَمْد أو القصد intentionality، والقَبول (أو التقبُّل) acceptability، ومراعاة مقتضى الحال situationality، والإخبار informativity، والتناص intertextuality (ويلز ١٩٨٩م، ص٤٥٩).
ولا شك أن هذه الخصائص تشكِّل تعريفًا يمكن الاستناد إليه إلى حد كبير، وقد تمكِّننا من اعتبار مصطلح العمل الأدبي work فرعًا متخصِّصًا من فروع النص text.

المُؤْمِن بالنَّص/المَذْهَب النَّصِّي textualist/textualism

يقول ريتشارد رورتي Richard Rorty (١٩٨٢م، ص١٣٩) إن القرن الماضي شهد فلاسفةً يُنكرون وجود كل شيء ما عدا الأفكار، ونشهد في هذا القرن من توحي كتاباتهم بإنكار وجود أي شيء ما عدا النصوص. وهو يُطلق على الفئة الأخيرة تعبير «النصيين» أو المؤمنين بالنص، ومن بينهم في رأيه نُقاد «مدرسة ييل» الأدبية مثل هارولد بلوم Harold Bloom، وجيفري هارتمان Geoffrey Hartman وج. هيليس ميللر J. Hillis Miller وبول دي مان Paul de Man، والمفكِّرون الفرنسيون من دعاة ما بعد البنيوية مثل جاك دريدا وميشيل فوكوه Jacque Derrida and Michel Foucault وبعض المؤرخين مثل هايدن وايت Hayden White وبعض علماء الاجتماع مثل Paul Rabinow.

ويقول رورتي إن ما يشترك فيه هؤلاء الأفراد جميعًا هو (١) العداء للعلوم الطبيعية و(٢) الاعتقاد باستحالة مقارنة الفكر الإنساني أو اللغة «بالواقع العادي غير المنقول من خلال وسيط» (ص١٣٩). ويرى أن مواقفهم تمثِّل مذهبًا يُعتبَر النظير المعاصر للمثالية، وأن أتباع المذهب هم الخلفاء الروحيون للمثاليين (ص١٤٢).

فِكْرَة، موضُوع، قَضِيَّة، تيمَة، خَيط ونَسِيج الأَفْكَار فِي الرِّوَايَة) theme and thematics

اكتسب المصطلح قدرا كبيرًا من الغموض بسبب الخلاف المضفى عليه في النقد الأدبي بعد استعارته من الموسيقى. فالبعض يقولون إنه يعني «الدعوى» أو «الحجة» أو «المبدأ» الذي قد يُفصح عنه العمل الأدبي إمَّا بصورة خفية، في غضونه أو بصفة عامة، ويفضِّل البعض قصر معناه على «الفكرة» أو السؤال الذي قد لا تكون له إجابة (برنس، ١٩٨٨م، ص٩٧) بحيث يستخدم مصطلح القضية thesis في الإشارة إلى المعنى الأول؛ لأن القضية تتضمَّن الإيحاء بحل أو تقديم حل ما، في حين يقول أبرامز Abrams بعكس ذلك (١٩٨٨م، ص١١١). ويفرِّق برنس بين «الفكرة» theme والموضوع motif (أو الموضوع الرئيسي leitmotif) على أساس أن الفكرة مجرَّدة والموضوع مجسَّد، وهو ما يذهب إليه جمهور النقاد.
أمَّا thematics فليس معناها، كما يوحي تركيب الكلمة، علم دراسة الأفكار، ولكنها تعني في الرواية النسيج الفكري الناشئ من الأحداث والشخصيات، باعتباره محصلةً نهائية تتخذ عادةً شكلًا هرميًّا (أو مراتبيًّا) من الأسئلة والمشاكل (وربما يتضمَّن بعض الأجوبة). ويقول النقاد إنه لا يعتمد بالضرورة على مقاصد المؤلف الواعية أو غير الواعية.
وتقول مييك بال إن الحيز الفكري thematic space هو الحيز (بمعنى المكان) الذي يصفه المؤلف في العمل الأدبي ويضطلع بوظيفة فكرية؛ أي باعتباره عاملًا قصصيًّا لا مجرَّد «موقع» site للأحداث؛ أي إنه «حيز عامل» acting place لا حيز العمل the place of action (١٩٨٥م، ص٩٥).
ولا شك أن صعوبة تقريب هذا المفهوم من القارئ ترجع إلى تشابكه مع مفاهيم أخرى في مصطلحات أدبية قائمة؛ فالفكرة والصفة منها (أو النسبة إليها) تصرف الذهن إلى كلمة idea وربما إلى intellectual؛ ولذلك فربما كان تعريب الكلمة — أي «تيمة» — الذي ساد منذ الستينيات في الكتابة النقدية العربية أنجح في تقريب المصطلح، زد على ذلك سوء فهم البعض لكلمة space بمعنى المكان أو الحيز، والنسبة منها مكاني spatial المقابلة للزماني temporal والتي أتت بالكلمة المنحوتة؛ أي الزمكانية spatiotemporal؛ إذ ظنوا أنها تعني «الفضاء» قياسًا على outer space؛ أي الفضاء الخارجي (وهو المصطلح الشائع في الفلك)، وفي هذا ما فيه خلط؛ لأن المقصود هو المكان في الرواية سواء كان فضاءً أو عامرًا. وربما كانت ترجمة كتاب The Empty Space لمؤلفه المخرج بيتر بروك Peter Brook بالفضاء المسرحي (وهي ترجمة صحيحة) قد ساهمت في الإيحاء بفكرة الفضاء — والواضح أن المعنى الحرفي لعنوان الكتاب هو «المكان الخالي» — وأرجو ألَّا يُغري ذلك البعض باستخدام الفراغ vacuum!.

الوَصْفُ الكَثِيف (الشَّامِل) والوَصْف الهَزِيل (المَحْدُود) thin description, thick description

يرجع إدخال المصطلحَين في النقد الأدبي إلى بروك توماس Brook Thomas (١٩٩١م، ص١١-١٢)، وأمَّا المعنى الأصلي فهو أن الوصف الكثيف هو أن يأخذ الدارس في اعتباره جميع الاحتمالات عند تفسير أو فهم ظاهرة ما أو فعل ما، وأمَّا الوصف الهزيل فهو افتراض احتمال واحد أو عدم البحث عن احتمالات أخرى لتفسير الظاهرة، وهو المعنى الذي وضعه عالم الأنثروبولوجيا كليفورد جيرتس Clifford Geertz في كتابه «تفسير الثقافات» The Interpretation of Cultures (١٩٧٣م) الذي يعزوهما إلى جلبرت رايل Gilbert Ryle في كتابه Collected Papers (دراسات مجموعة، ١٩٧١م).
ويذهب هوثورن (١٩٩٤م) إلى أن شيوع المصطلحَين في الدراسات الأدبية قد يكون راجعًا إلى تطوُّر مذهب التاريخية الجديد New Historicism. وينعى بروك توماس على بعض التاريخيين الجدد استنباط معانٍ شاملة (في إطار الوصف الكثيف) من ظواهر فردية لا تسمح بالتيقُّن من جميع الملابسات وبحث شتَّى الاحتمالات. وقد يقع الناقد في هذا الخطأ إذا استند إلى ظاهرة لغوية فردية في العمل لوضع تفسير شامل لا تسمح الظاهرة به.

(المَنْظُور) مِن القِمَّة إِلَى القَاعِدَة top down (perspective)

(انظُر: solution from above and from below.)

المِحْوَر المَوْضُوعِي، الأَسَاسُ الدلَالِي، عَامِل التَّفْسِير topic

اختلف معنى هذا المصطلح في علم السرد، فبعد أن كان ينصرف معناه قديمًا إلى موضوع البحث بمعنى مجاله، استنادًا إلى اشتقاقه من topos اليونانية بمعنى مكان، أصبح يعني المحور الموضوعي اللازم للكشف عن جميع الدلالات المتعلِّقة بموضوع القصة، حسبما ثبَّت معناه أومبرتو إيكو (١٩٨١م، ص٢٣)، وإيكو يُجري مقابلةً بين هذا المصطلح والمصطلح المتصل به اشتقاقًا وهو isotopy والذي وضعه جريماس Greimas للإشارة إلى عدد من «الفئات الدلالية الفائضة التي تمكِّن القارئ من الخروج بتفسير موحَّد؛ أي متسق للنص.» ومن ثم فالمصطلح يتضمَّن التناظر بين «المادة القصصية» (باعتبارها موضوعًا) ودلالالتها المحتملة. ويُضيف إيكو شرحًا أوضح للمصطلحَين قائلًا إن المحور الموضوعي يتحكَّم في الخصائص الدلالية التي يمكن أن تؤخَذ في الاعتبار، أو يجب أن تؤخَذ في الاعتبار أثناء قراءة النص، وأمَّا التناظر الموضوعي فهو التحقيق الفعلي في النص للافتراضات التي يأتي بها المحور الموضوعي. ومعنى هذا الكلام المعقَّد هو أن: المحور الموضوعي يثير توقُّعات معيَّنة لدى القارئ، وأن التناظر الموضوعي هو التفسير القائم على أساس هذه التوقُّعات.

القَوْل الشمولي، الكَلَامُ الشُّمُولِي، الخِطَاب الشمُولِي totalizing discourse

أي قول يسعى لتغطية المجال الذي يتعرَّض له تغطيةً شمولية لا تسمح بقراءة معارضة؛ أي لا تسمح للمعارض بموقع يوجِّه منه معارضته.

أَثَر trace

(انظُر: arche-writing.)

المثَقَّفُون التَّقْلِيدِيون traditional intellectuals

(انظُر: intellectuals.)

التَّظَاهر بِالتَّعَالي، المَدْلُول المتَعَالِي، الذَّات المتَعَالِية transcendental pretence, transcendental signified, transcendental subject

أدَّى تأثير كتابات جاك دريدا إلى إحداث تغيير جذري في ظلال معاني كلمة «المتعالي» ومشتقاتها بالنسبة لعدد كبير من النقاد والقراء. وأصل معنى الكلمة هو الفكر المجرَّد أو الميتافيزيقي، استنادًا إلى فلسفة كانط، خصوصًا مذهبه القائل بوجود عناصر فطرية في الذهن سابقة على الخبرات الحسية، ومن ثم فهي «تتعالى» على الخبرة الحسية لا على المعرفة. وقد بُني مذهب التعالية transcendentalism على هذا الأساس، فأصبح يعني محاولة الكشف عن الحقيقة أو الواقع من خلال العمليات الفكرية لا من خلال الخبرات الحسية، وارتبطت به أسماء كانط Kant وهيجيل Hegel وفيشته Fichte. وكما يوحي اللفظ العربي كان معنى المصطلح يدل على «التعالي على جميع فئات الأشياء»، ولكن الكلمة أصبحت تدل منذ استخدام دريدا لها على الاعتقاد بوجود نقاط ثابتة خارج اللغة تحدِّد معانيها، وهو المذهب الذي يطلَق عليه logocentrism؛ أي الإحالة إلى معنًى خارج النص، وهو يعتبره ممثِّلًا لميتافيزيقا الحضور metaphysics of presence، وهو يقول إن الذين يعتبرون أنفسهم ماديين قد يعالجون «المادة» معالجةً «تعالية» مثل المثاليين الذين يجدون مدلولهم المتعالي في مفهوم الرب أو ما يشبه ذلك (١٩٨١م، ب. ص٦٥).

ويقول دريدا صراحةً إنه حاول منذ أول كتاب ينشره أن يضع أسس «تنظيم نقد تقويضي (تفكيكي) موجَّه ضد سلطة المعنى، باعتباره مدلولًا متعاليًا أو غاية، وبعبارة أخرى، ضد التاريخ الذي هو في نهاية المطاف تاريخ المعنى، أو التاريخ في صوره الميتافيزيقية والمثالية وإحالته إلى خارج اللغة» (١٩٨١م، ب. ص٤٩-٥٠).

ويقول أليكس كالينيكوس Alex Calinicos إن دريدا يعتقد أن «أية محاولة لإيقاف النشاط الدائب (أو التأثير المتواصل) للدوال، ولا سيما بالرجوع إلى مفهوم الإحالة؛ لا بد أن … تتضمَّن افتراض وجود «مدلول متعال» قائم بصورة ما في الوعي دون أية وساطة لغوية» (١٩٨٩م، ص٧٤).

ودلالة ذلك كله للنقد الأدبي في غنًى عن البيان؛ إذ هو يعني أن النص أيضًا يخضع للتأثير الشمولي للاختلاف اللغوي، وهو ما لا يمكن تثبيته أو تنظيمه عن طريق أية نقطة مرجعية خارج نظام اللغة؛ كالمؤلف مثلًا أو ما يرمي إليه المؤلف، أو تفسير «القارئ العادي» أو ما سوى ذلك.

ويثير دريدا اعتراضات مماثلةً على ما يسمِّيه «بالذات المتعالية»؛ أي على الاعتقاد بوجود «أنا» ego مستقلة لا تتحكَّم فيها القوى الاجتماعية والثقافية، أو أنها تمثِّل وحدةً متكاملة لا موقعًا site للتناقضات وتفاعلها. وهكذا فإن مصطلح «التظاهر بالتعالي» أو «دعوى التعالي» حسبما يعرِّفه روبرت سولومون Robert Solomon يستند إلى الاعتقاد الأيديولوجي بأن «الطبقات الوسطى البيضاء المنحدرة من أصول أوربية تمثِّل البشرية جمعاء، وأنه لمَّا كانت الطبيعة البشرية واحدة، فيجب أن يكون تاريخها واحدًا كذلك» (١٩٨٠م، المقدمة ص١٢).

اجْتِيَازُ الشَّفْرَة، عُبُور الشَّفْرَة transcoding

(انظُر: mediation.)

النَّقْل، التَّحْوِيل transference

يعني المصطلح في التحليل النفسي نقل مصدر أي تجربة شعورية يخشاها العقل الواعي إلى شيء آخر، وخصوصًا إلى الطبيب الذي يقوم بالتحليل. والنقل المضاد أو countertransference هو تحويل رغبات المحلِّل نفسه إلى «موضوع» التحليل. وقد وسَّعَت النظرية الأدبية الحديثة من هذا المفهوم أحيانًا للإشارة إلى اندماج من يحلِّل النص فيه إلى الحد الذي يُصبح هو نفسه «موضوع» التحليل، وبحيث يتعذَّر أحيانًا التمييز بين ما هو موجود في النص وما هو من وضع المحلِّل. ومن ثم استعار النقاد التعبير النفسي لإطلاقه على أنواع معينة من التفسير، وإقامة علاقة أكثر وضوحًا بين القارئ والنص.

المكَوِّن الخَارِجِي transgredient

كلمة ingredients تُترجم عادةً بالمكوِّنات؛ أي العناصر الداخلية التي يتكوَّن منها العمل، ولكن باختين يرى أن هناك «عناصر وعي خارجية، ومع ذلك تعتبر ضرورية، بل ولا غنى عنها لاستكمال مكوِّناته، وتحقيق صورته الكاملة» حسبما يقول تودوروف في كتابه المُعَنون «ميخائيل باختين: المبدأ الحواري» Mikhail Bakhtin: The Dialogical Principle (١٩٨٤م، ص٩٥).
ويقول تودوروف إن باختين استعار هذا المصطلح من كتاب يوناس كوهن Jonas Cohn بعنوان «علم الجمال العام» Allgemeine Asthetik (Leipzig, 1901).

تَجَاوز افْتِرَاضَات النَّص transgressive strategy

يذهب أصحاب ما بعد البنيوية إلى استخدام هذا المصطلح أحيانًا للدلالة على طرائق تخطي الافتراضات التي يقوم النص على أساسها، والتي لا بد من الطعن فيها حتى لا يبدو ما يقوله «طبيعيًّا»؛ أي لمنع القارئ من اعتبار النص قائمًا على أسس الأعراف والمبادئ المسلَّم بها.

(انظُر: oppositional reading.)

القِرَاءَة الشَّفَّافَة والنَّقْدُ الشَّفَّاف transparency reading and transparent criticism

(انظُر: opaque and transparent criticism.)

عَبْر النَّصِّيَّة transtextuality

(انظُر: intertextuality.)

الهُويَّة التي اخْتَلَف عَالمُهَا transworld identity

(انظُر: homonymy.)

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤