D

الحَلُّ المَبْنِيُّ على المُعْطَيات data-driven

(انظُر: solution from above and from below.)

مَوْتُ المُؤَلِّف death of the author

(انظُر: author.)

إعْلانات declarations

(انظُر: speech act theory.)

حَلُّ الشَّفْرَة decoding

(انظُر: code.)

التَّفْكِيكِيَّة، التَّقْويضِيَّة deconstruction

أهم عنصر من عناصر ما بعد البنيوية، إن لم تكن مرادفًا كاملًا لِمَا بعد البنيوية، ولا تزال فائدة هذه الفلسفة التي أرساها دريدا لنُقاد الأدب ودارسيه موضع خلاف كبير، وإن كانت أهم عناصرها ذات فائدة مثل؛ اعتبار كل قراءة للنص بمثابة تفسير جديد له، واستحالة الوصول إلى معنًى نهائي وكامل لأي نص، والتحرُّر من اعتبار النص كائنًا مغلقًا ومستقلًّا بعالمه. أمَّا المصطلحات التي وضعها دريدا فيُرجع إليها في أماكنها مثل؛ الإحالة إلى مركز أو حضور خارجي، أو المدلول المتعالي، أو الاختلاف والإرجاء، أو الانتشار، أو الإحالة اللفظية: logocentrism, centre, presence, transcendental signifier, differance, dissemination, phonocentrism.

التَّغْريب، نَزْعُ الأُلْفَة، كَسْرُ التَّعَوُّد defamiliarization

(انظُر: Prague School.)

التَّفْسِيرُ الظَّاهِر، التَّفْسيرُ القَريبُ default interpretation

يقول جيفري ليتش إنه يعني: «التفسير الأولي وأرجح التفاسير «التي يمكن قبولها» في غياب in default أي أدلة تثبت العكس» (١٩٨٣م، ص٤٢).
(انظُر: Principles of Pragmatics.)

الدَّلالَة المُرْجَأة أوِ المُؤَجَّلَة deferred/postponed significance

يطلق عليها بارت أيضًا مصطلح اللغز enigma، ويعني به أي عنصر من عناصر القصة لا تتضح دلالته إلا فيما بعد.

تَحْويلُ الصُّورَة، تَغْييرُ الشَّكْل deformation

لا تعني هذه الكلمة ما تعنيه خارج النقد الأدبي؛ أي التشويه؛ بل تحمل معنًى في كتابات رومان جاكوبسون يقترب بها كثيرًا من التغريب defamiliarization.

دَرَجَةُ الصِّفْر (للكتابة) degree zero

(انظُر: écriture.)

تَحْديدُ الزَّمَنِ أو المَكَان deixis

الصفة deictic تستخدم اسمًا أيضًا، وعناصرها هي deictics، وهي عدد من الألفاظ والعبارات التي تحدِّد مكان الحدث أو زمنه في الرواية.

تَأْخيرُ فَكِّ الشَّفْرَة، تَأخِيرُ حَلِّ الشَّفْرَة delayed decoding

(انظُر: code.)

التَّغْرِيب، نَزْعُ المَظْهَرِ الطَّبيعيِّ denaturalization

(انظُر: defamiliarization.)

الدَّلَالَةُ عَلى مَعْنًى مُحَدَّد denotation)

(انظُر: (connotation and denotation

الرَّغْبَة، يَرْغَبُ desire

هذا من أعقد المفاهيم التي تشيع في النظرية الحديثة، أو مجموعة النظريات التي تحاول هدم اعتبار الذات مركزًا أو محورًا للوعي، ناهيك بالوجود! وهي تتجه جميعًا إلى اعتبار الذات موقعًا؛ أي مكانًا site للدوافع والرغبات لا مصدرًا أو أصلًا يتحكَّم فيها، ولا تقول بالحضور بمعنى الوجود. وفيما يلي ملخَّص لرأي لاكان Lacan الذي يقول إن الذات subject تنقسم إلى عقل واعٍ يمكن استعادة محتوياته بسهولة ويسر، ومجموعة لا يعيها هذا العقل من الدوافع والقوى (Trieb)، وإن هذه الذات تعرف أن ما تعرفه محدود، وإن رغبتها في الاتصال بالغير أو بالآخر the other تمثِّل جزءًا لا يتجزَّأ من كل ذات (مختارات من كتابات لاكان، ١٩٧٧م، الصفحات ٢٩٢–٣٢٥) J. Lacan: Écrits: A Selection, tr. A. Sheridan.

وقد تلقَّف النقد النسائي موضوع الرغبة ليؤكِّد أن الرغبة ليست دافعًا أصيلًا في الإنسان، أزليًّا أو فطريًّا، بل هو ظاهرة اجتماعية، ويتوقَّف على ظروف وملابسات متغيِّرة.

وأهم الأصوات في هذا الصدد هو صوت كاثرين ماكينون:

Catharine Mackinnon, “Feminism, Marxism, Method and the State: An Agenda for Theory,” in Feminist Theory: A Critique of Ideology, 1984.

التي تهاجم سارتر وغيره، وتؤكِّد أن مفهوم الرغبة يتضمَّن تحويل المرغوب فيه إلى شيء، وذلك حسبما تقول هو أول خطوة في «العملية الأولية لإخضاع المرأة» (ص٢٧).

المُرْسِلُ والمَانِحُ destinataire, destinateur

(انظُر: actor.)

الغيابُ المتَحَكِّمُ determinate absence

(انظُر: absence.)

الانحِراف، الخُروج deviation

تزداد أهمية هذا المصطلح بسبب ازدياد أهمية الإشارة إلى الأعراف والتقاليد الأدبية.

وَسيلَة، حيلَة، أداة device

(انظُر: function.)

الزَّمَنِيُّ والآنِي، التَّاريخيُّ والرَّاهن، دِراسَةُ التَّطَوُّر ودِرَاسَةُ الحالَةِ الحاضرة، عَبْرَ الزَّمَنِيَّةِ والتَّزَامُنِيَّة diachronic and synchronic

تأثُّر النقد الأدبي بدعوة سوسير إلى دراسة اللغة باعتبارها مظهرًا ثابتًا في الزمان (والمكان)، فدعا جاكوبسون أول الأمر إلى إجراء هذه الدراسة بدلًا من تاريخ الأدب، وتلاه جينيت بتفسير ذلك قائلًا إن الدراسة التاريخية لن يكون لها معنًى حتى تتم دراسة الظواهر الأدبية الآنية، وإعداد جداول آنية متتابعة تعطي القراءة الزمنية معناها. ولكن النقاد الآخرين يثيرون الشكوك في إمكان إعداد «جداول» بالظواهر الأدبية المشار إليها.

عَلَامَةٌ مُمَيَّزة، عَلَاقَةُ تَمْييز، اخْتِلاف، مُمَيَّز، تَمْييز diacritical

لَهْجَة dialect

(انظُر: idiolect.)

عِلْمُ الجَدَل، الجَدَلِيَّة، الجَدَلِيَّات dialectics

الأصل هو المعنى اليوناني المألوف للجدل أو التحاور، والمعنى الحديث هو: (١) النظرة الفلسفية التي تقول بوجود علاقات متحرِّكة متغيِّرة بين جميع الأشياء وأن بداخلها ضروبًا من التوتُّر والتناقض، أو (٢) نهج لبحث الواقع من خلال التأكيد على الروابط الديناميكية التي تشد جميع الأشياء بعضها إلى بعض، وكذلك توتُّراتها وتناقضاتها الداخلية.

حِوَارِي، جَدَلِي، تَفَاعُلِي dialogic

هذا المصطلح يدين بإشاعته — هو ومشتقاته (dialogue حوار، dialogism مذهب الحوار/الحواري/الحوارية، وdialogical حواري/جدلي) — إلى كتابات ميخائيل باختين التي تُرجمت إلى لغات أوربا الغربية في السبعينيات والثمانينيات. والجدير بالذكر أن باختين كان لا يزال يكتب عندما وافته المنية عام ١٩٧٥م. وقيل إنه نشر بعض كتاباته بأسماء أصدقائه مثل فولوشينوف Volosinov ومدفييديف Medvedev.
على أي حال، يقول فولوشينوف في كتابه «الماركسية وفلسفة اللغة» (١٩٨٦م) إن التفاعل اللفظي verbal interaction هو الحقيقة الأساسية للغة، ويؤدِّي هذا العامل إلى توليد توتُّرات داخلية ومظاهر تعاون وتفاوض حتى في الحديث الذي لا ينتمي شكلًا إلى الحوار أو المحادثة. وعلى الرغم من أن تطوُّر التداولية pragmatics في اللغة والأدب قد أثبت ذلك دون أدنى شك، فإن ما كان يقول به باختين يؤكِّد نظريًّا هذه الحقيقة الواقعية؛ فعلى مستوى الألفاظ يقول باختين إن الألفاظ ليست محايدة، وكلها مستعَمل من قبل، وإن من يستخدمها يستعيرها بما عَلِق بها من آثار أصحابها السابقين. وهكذا فهو يتحاور مع صاحبه ومع آثاره، ويحاور الكلمات نفسها ليخرج معناه الجديد، وكل ذلك له علاقة بالتناص (انظر كل باب منهما للمزيد من التفاصيل). وعلى عكس الحوار يوجد الحديث المنفرد monologue، أمَّا تعبير polyglossia فيعني به باختين تعدُّد اللغات القومية في ثقافة واحدة، وعكسها monoglossia؛ أي اقتصار الثقافة على لغة قومية واحدة.

الحَدِيثُ المُبَاشِرُ ومِنْ خِلَالِ شَخْصِيَّة diegesis and mimesis

الأصل هو جمهورية أفلاطون، والمعنى الظاهر يسير الفهم. وقد أكَّدته مونيكا فلوديرنيك Monica Fludernik في كتابها: The Fictions of Languages and the Language of Fiction: The Linguistic Representation of Speech and Consciousness. 1993 (ص٢٨–٣٠).
ولكن الاستعمال الحديث يربط هذَين المصطلحَين وما اتُّفق على تسميته بالتقرير في مقابل التصوير telling vs. showing. وقد استمرَّ هذا الربط منذ هنري جيمس Henry James وبيرسي لابوك Percy Lubbock حتى عصر النظرية الحديثة؛ إذ ربطا مرةً أخرى بمصطلحَين آخرَين؛ ممَّا استتبع تغيير معناهما وتوسيع نطاقه، على ما في ذلك من المتناقضات.
أمَّا المصطلحان الجديدان فهما الحبكة والقصة plot and story؛ إذ جعل النقاد يستخدمون المصطلح الأول diegesis للإشارة إلى «واقع القصة» المروية؛ والمصطلح الثاني mimesis (التمثيل أو المحاكاة) في الإشارة إلى «حياة الراوي ووعيه». أمَّا التناقض فواضع؛ فإذا كان المصطلح الأول يدل على القصة، فمصطلح extradiegetic معناه «خارج القصة»، وهكذا قد يؤدِّي إلى الإشارة إلى عملية «رواية» القصة نفسها، أو الإخبار عن أحداثها على لسان الراوي الذي لا ينتمي إلى عالمها وليس من شخصياتها؛ ممَّا يتناقض مع ما قاله أرسطو من أن ذلك حديث مباشر؛ أي diegetic!
وربما كان جينيت وريمون-كينان Rimmon-Kenan (١٩٨٣م) يعنيان أن الراوية موجود في الرواية على مستوًى مغاير للشخصيات، ويختلف عن المستوى السردي للأحداث؛ فهو بهذا extradiegetic على حين ينتمي الراوية الداخلي إلى عالم الشخصيات والأحداث، وبهذا يصبح intradiegetic. ولكن تقسيم الحديث المباشر نفسه إلى خارجي وداخلي يمثِّل مشكلةً كبرى لأنه سوف يتقاسم جزءًا من وظيفة الشخصيات.
وممَّا يزيد من الاختلاط الاصطلاحي هنا قيام جينيت باستخدام تعبير metadiegetic للإشارة إلى «عالم الرواية الثانية»، وتعبير metanarrative للإشارة إلى «الرواية داخل الرواية». ويقول هوثورن (١٩٩٤م) إن ذلك هو السبب في عدم نجاح مصطلحات جينيت، بل وعدم استخدامها على الإطلاق على مدى السنوات الخمس عشرة الأخيرة (أي منذ طرحها)، على حين نجح تعبير ريموند-كينان وهو hypodiegetic في الإشارة إلى القصة داخل القصة intradiegetic. ولم ينجح كذلك اثنان من مصطلحات جينيت وهما homodiegelic وheterodiegetic اللذان قُصد بهما التفرقة بين نوعَين من الاسترجاع analepsis؛ الأول هو الإشارة إلى الماضي الخاص بمن نعرفه من الشخصيات أو الأحداث أو بيئتها، والثاني هو الإشارة إلى ماضي من لم نعرفهم بعد.

الاخْتِلَافُ والإِرْجَاءُ differance

مصدر المصطلح هو نظرية دريدا في كتابه «مواقف» Positions (١٩٨١م) التي تزعم عدم وجود أي معانٍ محدَّدة للكلمات، وأن أقصى ما نستطيع إدراكه هو الاختلاف فيما بينها وإرجاء المعنى إلى أجل غير مسمًّى. وهو يرادف بين ذلك وبين مصطلح آخر هو gram (أي الكتابة).

الاخْتِلَافُ difference

مصدر المصطلح هو مذهب سوسير القائل بأن أهم سمة لغوية هي الاختلاف الدلالي، وهو يجعل ذلك ينسحب على الاختلاف النحوي والنظام الصوتي كذلك. وهذا هو الأصل الذي بنى عليه دريدا مفهوم الاختلاف لديه، وبنى عليه جون إليس Ellis (١٩٩٣م) معارضته الشديدة لدريدا ولتشومسكي، ودفاعه عن ضرورة ربط علم دلالة الألفاظ بالنحو.

التَّوَاصُلُ الرَّقْمِيُّ والجُوَّانِّي (أو الرُّوحي) digital and analogic communication

الأصل هنا هو الفارق بين نظام عمل الجهاز العصبي المركزي الذي يحلِّل المعلومات الداخلة إلى الذهن إلى أرقام ثنائية ذات احتمالات تركيبية كثيرة فيما بينها، ونظام إفراز السوائل في مجرى الدم بكميات منفصلة، يحدِّد مقدارها التأثير في حالة الإنسان النفسية. وقد أقرَّ واتزالويك بأن النظامَين يعملان معًا، ويُكمل أحدهما الآخر، ويتوقَّف عمل كل منهما على صاحبه.

ولكن التوسُّل بالنظام الثنائي (الرقمي) في علوم اللغة الحديثة، عن طريق الاختلاف والتفاعل بين السالب والموجب، أدَّى إلى تبنِّي مدرسة البنيوية لهذا النظام، ومن ثم برزت الحاجة إلى عدم إغفال العوامل الخارجة عن الرصد الحسابي، والتي أُطلق عليها اسم التواصل الجُوَّاني أو الروحي.

تَوْجِيهات directives

(انظُر: speech act theory.)

التَّأكيدُ بِالإِنْكار disavowal

مصطلح مستقًى من علم النفس الفرويدي.

الخِطاب، الكَلام، الْحَديث discourse

الترجمة الشائعة هي الخطاب، ومعناه اللغة المستخدمة (أو استخدام اللغة) language in use لا اللغة باعتبارها نظامًا مجرَّدًا. ولكن ثمة ضروبًا منوَّعة من الدلالات لهذا المصطلح حتى في نطاق علوم اللغة، فيقول مايكل ستابز Stubbs في كتابه «تحليل الخطاب» (١٩٨٣م) تعليقًا على استخدام مصطلحَي النص والخطاب text and discourse إن ذلك كثيرًا ما يتسم بالغموض ويبعث على البلبلة. وهو يقول إن الخطاب كثيرًا ما يوحي بأنه أطول وبأنه قد يتضمَّن أو لا يتضمَّن التفاعل (ص٩).
وهكذا فبعض اللغويين يعتبرون أن الكلام الذي يقال في حلقة دراسية seminar يمثِّل كله خطابًا، بمعنى عملية تبادل للأفكار تكتسي ثوبًا لفظيًّا، على حين يعتبر آخرون أن بيانًا واحدًا في الحلقة يعتبر خطابًا، طال أو قصر. كما يختلف اللغويون في إمكان «جمع» الخطاب؛ فبعضهم يقول إنه يُجمع (خطابات)، والبعض الآخر يقول إنه لا يجمع وغير قابل للعد والإحصاء، ويذهب فريق ثالث إلى إمكان جمعه في أحوال معينة. فإذا كان الخطاب «يُجمع» فسوف تكون المشكلة التالية هي البت فيما يشكِّل حدود تعريف الخطاب الواحد، ويقول ستابز إن وحدة خطاب محدَّد يمكن تعريفها من حيث البناء أو الدلالة أو الوظيفة (ص٥).
أمَّا جيرالد برنس فيقول في كتابه «معجم علم السرد» (١٩٨٨م) إن للخطاب معنيَين منفصلَين في إطار نظرية السرد؛ الأول هو المستوى التعبيري للرواية لا مستوى المضمون؛ أي عملية السرد لا موضوعه. والثاني يتضمَّن التمييز بين الخطاب والقصة story (وبنفنيست Benveniste يستخدم الخطاب وhistoire في كتابه بالفرنسية)؛ لأن الخطاب كما يقول ستابز يوحي بعلاقة بين «حالة أو حادثة وبين الموقف situation الذي يوحي فيه لغويًّا بهذه الحالة state أو الحادثة event» (ص٢١). أي إن التعريف هنا يستند إلى التفرقة بين الخبر والإخبار به، أو بين الواقعة والإبلاغ عنها، ممَّا يماثل الفرق بين énanciation وénoncé.

ويفضِّل بعض كُتَّاب الإنجليزية الاحتفاظ بالصورة الفرنسية للكلمة (أي دون حرف اﻟ e الأخير) عند استخدام الخطاب بالمعنى الذي استخدمه فيه بنفنيست).

وأمَّا فوكوه فيقول إن الخطاب يمثِّل «مجموعةً كبيرة من الأقوال أو العبارات» («أثرية المعرفة»، ١٩٧٢م، ص٣٧)، ويعني بها «مساحات لغويةً تحكمها قواعد»، وهي القواعد التي تخضع لِمَا يسمِّيه فوكوه ﺑ «الاحتمالات الاستراتيجية». ومن ثم فإن فوكوه يقول إنه في لحظة معينة من تاريخ فرنسا مثلًا سيكون هناك خطاب معين (أي لغة معينة) للطب، ويعني بها هنا مجموعةً من القواعد والأعراف والنظم (نظم التوسط mediation) التي تحكم أسلوب الحديث عن المرض والعلاج، ومتى يكون ذلك وأين وعلى أيدي من. ولكن المشكلة لا تزال قائمة، وهي كيف نضع حدود خطاب معين؟
ويرجع أحد جوانب المشكلة إلى استخدام فوكوه لتعبير discursive formation بطريقة توحي بأنه يمكن أن يعني تقريبًا ما يعنيه «الخطاب»؛ إذ إن كلمة discursive هنا تُستعمل صفةً من discourse لا بمعناها المألوف أي باعتبارها صفةً من «اللف والدوران»؛ ممَّا جعل ناقدًا آخر هو جون فراو John Frow (في كتابه «الماركسية والتاريخ الأدبي»، ١٩٨٦م) يقترح استخدام تعبير بديل عنه وهو «عالم الخطاب» universe of discourse، ويقدِّم نماذج له من أنواع الخطاب الديني والعلمي والبراجماتي والتقني اليومي والأدبي والقانوني والفلسفي والسحري، وما إلى ذلك بسبيل، ويفرِّق بين ذلك كله وبين أنواع الخطاب genres of discourse التي يعرفها، استنادًا إلى فولوشينوف بأنها «مجموعات من الملامح الشكلية والسياقية والموضوعية، ذات أبنية معيارية، أو «طرائق الحديث» في موقف من المواقف» (ص٦٧).

ويقول فوكوه، إن لكل مجتمع وسائله في «ضبط» أنواع الخطاب فيه، واختيار بعضها وتنظيمه وإعادة توزيعه، وأن الهدف من هذا «الضبط» هو تفادي «الأخطار والقوى» (١٩٨١م، ص٥٢).

وهذه الوسائل تتحكَّم فيما يُطلِق عليه فوكوه تعبير discursive practices (ممارسات الخطاب) وdiscursive strategies (استراتيجيات الخطاب) و discursive objects (أهداف الخطاب)، بحيث تتضح الملامح المنتظمة للخطاب discursive regularities في كل حالة. وتعلِّق ليندا نيد Lynda Nead على استخدام فوكوه لهذا المصطلح قائلة إنه يتسم بعدم الاتساق، ومن ثم فإن المرء لا يثق فيما يعنيه المصطلح على وجه الدقة حتى داخل كتاب واحد أو مقال واحد من مقالات فوكوه، وهي تدلِّل على ذلك بتحليل استخدامات فوكوه للمصطلح في كتاب «تاريخ النزعة الجنسية» History of Sexuality (١٩٨٨م، ص٤).
وإذا نظرنا إلى المعجم الصغير الملحق بكتاب باختين «الخيال الحواري» (١٩٨١م) وجدنا أن كلمة الخطاب تُستخدم ترجمةً للكلمة الروسية slovo، التي قد تعني كلمةً واحدة، أو طريقةً في استخدام الكلمات توحي بدرجة ما من السلطة (ص٤٢٧)، والمعنى هنا ليس بعيدًا عن معاني فوكوه؛ فخطاب الثقة أو حديث الثقات authoritative discourse هو اللغة ذات المزايا التي «تأتينا من خارجنا، وتفصلنا عنها مسافة، وهي محرمة، ولا تسمح بالمساس بسياق إطارها» (ص٤٢٤). أمَّا خطاب الإقناع الداخلي internally persuasive discourse فهو الخطاب الذي يستخدم نفس ألفاظنا ولا يقدِّم نفسه في صورة «الآخر»؛ أي باعتباره ممثلًا لقوة أجنبية؛ أي غريبة عنا. وأمَّا الخطاب السامي ennobled discourse فهو الذي أضفى عليه الطابع «الأدبي» وأصبح رفيعًا وليس في متناول أيدي الجميع. ويورد تودوروف Todorov في كتابه عن باختين (١٩٨٤م) مقتطفاتٍ من كتاباته تدل على الاختلافات القائمة بين شتى معاني الكلمة لديه (أو ما يقابلها بالروسية)؛ منها «الخطاب؛ أي اللغة في مجموعها المجسَّد الحي»، و«الخطاب؛ أي اللغة باعتبارها ظاهرةً مجسدة كلية»، و«الخطاب؛ أي النطق» (بالروسية) vyskazyvanie. ويُصر باختين على أن الخطاب يعني اللغة المجسَّدة الحية ذات الشمول والاكتمال في كتابه عن دستويفسكي (١٩٨٤م، ص١٨١)، ويُنكر أنها اللغة «باعتبارها موضوع دراسة علماء اللغة والتي يعرفونها من خلال عملية تجريد ضرورية ومشروعة من شتى جوانب الحياة العملية للكلمة» (نفس الصفحة).
والواضح كما يقول هوثورن (١٩٩٤م)، أن الأيديولوجيا بشتى تعريفاتها، من «الجيران الأقربين»، للخطاب طبقًا لمفهوم فوكوه وباختين. ولم ينسَ تودوروف أن يأتي بمصطلحَين جديدَين هو الآخر للحاق بأسرة الخطاب؛ هما الخطاب الأحادي التكافؤ monovalent discourse والخطاب المتعدِّد التكافؤ polyvalent discourse (انظُر: register).

مُمَارَسَةُ الخِطاب discursive practice

(انظُر: discourse.)

الإحْلَال، الإزاحَة displacement

يختلف استعمال هذا المصطلح عن استعمال فرويد له. انظر condensation and displacement في أنه يشير إلى تغيُّر النظرة للأدب باعتباره النشاط القادر على إحلال الإنسان في أزمنة وأمكنة مختلفة، ونزوحه عن موطنه وزمانه من خلال الخيال، ممَّا يتعارض مع مذهب قصر الأدب على تصوير الواقع.

المَعْروض، الْمُقَدَّم، الْمُبَيَّن displayed

الجِهازُ الفِكْرِي dispositif

كلمة فرنسية يستخدمها فوكوه للدلالة على جهاز الفكر سواء أعرب عنه أو لم يعرب عنه، والذي يتميَّز بالتعدُّد والتنوُّع. أحيانًا تُترجم بالجهاز apparatus وحسب.

الانْتِشار، النَّشْر، التَّنَاشُر dissemination

مصطلح مستمد من كتابات دريدا، ويعني قدرة المعاني على الانتشار إلى ما لا نهاية، وهو يختلف عن الغموض الذي تحدَّث عنه إمبسون Empson في أن الغموض محدود بمعانٍ معدودة، أمَّا الانتشار فهو بذور معانٍ تتوالد إلى الأبد.

النِّهَايَةُ المُتَنَافِرَة، الإِغْلاقُ المتنافِر dissonant closure

(انظر: closure.)

السَّرْدُ النَّفْسِيُّ المُتَنَافِرُ dissonant psycho-narration

(انظُر: free indirect discourse.)

الابتِعَاد، المَسَافة، البُعْد distance

المقصود بهذا المصطلح هو ابتعاد القارئ عن العمل الروائي، بمعنى وجود مسافة تفصله عن عالم الشخصيات والأحداث، ويستخدم الاصطلاح أيضًا في الإشارة إلى ابتعاد القصة عن السرد، زمنيًّا أو مكانيًّا أو شعوريًّا، بمعنى ابتعاد الأحداث والشخصيات عن السارد أو الراوي.

السَّائِد، المُهَيْمِن dominant

مصطلح خاص بمدرسة براغ؛ إذ يذهب يان موكاروفسكي إلى افتراض وجود عناصر مهيمنة في العمل تحدِّد بناءه الهرمي، وقد أفاض في ذلك رومان جاكوبسون، ويطبِّق باختين نفس المفهوم في تحليله لدستويفسكي. ويقول بريان ماكهيل إن المخترع الأول للمفهوم والمصطلح هو يوري تينيانوف Tynyanov وليس جاكوبسون Jakobson (١٩٨٧م، ص٨٣).

الخِطَابُ السَّائِد، الخِطَابُ المُهَيْمِن dominant discourse

(انظُر: ideology وdiscourse.)

الأيديولوجيا السَّائدة، الأيديولوجيا المُهَيْمِنَة dominant ideology

(انظُر: ideology.)

ازْدِوَاجُ المَعْنَى، المُفَارَقَة double-bind

بناء «رسالة» بحيث تتضمَّن الفكرة ونقيضها ووعي المتلقي بذلك، وقد استخدم ذلك هارولد بلوم في كتابه «قلق التأثير» للإشارة إلى علاقة التناقض بين فارس الشِّعر الشاب ephebe ومن سبقه من الشعراء؛ إذ هو يريد أن يكون مثله عن طريق الاختلاف عنه (انظُر: revisionism).

المُدَّة الزَّمَنِيَّة duration

مدة أحداث الرواية أو مدة قراءتها. ويحدِّد جيرارد جينيت أربعة أشكال رئيسية للحركة السردية؛ وهي: الحذف ellipsis، والوقفة (أو التوقُّف) pause والمشهد scene، والملخَّص summary، وكل منها له مدة مدة زمنية مختلفة (١٩٨٠م، ص٩٤). وقد أدَّى التفاوت بين زمن أحداث الرواية والطول المخصَّص له في النص إلى معارضة مفهوم المدة الزمنية وتفضيل الاستعاضة عنه بمفهوم السرعة speed أو الإيقاع tempo.

الانْحِرافُ المُمْتَدُّ durative anachrony

(انظُر: anachrony.)

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤