ترنيمة موسيقية

على وقع أنفاس اللحن غزلنا سويًّا ترنيمتنا الخاصة، عشرون ثانيةً فقط هي عمر رقصتنا، ينطلق اللحن بمجرد إضاءة المنصة. أنا وأنت فقط رغم العيون المتلصِّصة.

ينكشف أمامنا المدى، تدعوني فأتردَّد لحظة، فتحمل بين كفيك يدي، نتمايل معًا على وقع اللحن، فلا أعلم إن كنت أتوه في فلك عينيك أم بين ذراعيك. يرسم لنا اللحن خطواتنا المحسوبة؛ فندور في دائرة عشقنا الأبدي.

تطلقني بأطراف أصابعك؛ فأسقط فريسةً لاشتياقي، ثم ترفق بي فتلملمني مرةً أخرى وتعيدني لعوالمك المتمايلة. أغمض عيني وينتصب جسدي، ثم تتقوَّس أجسادنا وتنفرج لتكمل لوحة قلبينا مطيعةً أوامر النغمات.

تمتد يداك لخصري، ثم ترفعني لحدود أخرى، ترسم بعطرك لوحة أحلامنا، وتصبغها بألواني المفضلة، ألوان بلا نهايات كرقصتي معك.

وفجأةً يتوقف اللحن، وتشهق رقصتنا أنفاسها الأخيرة، وقبل إذعاننا للصمت، تطبع قبلتك الأخيرة على جبيني.

ينطلق حماس طفولي بتصفيق عالٍ، وتلح الطفلة على أمها بالسماح لها بالحصول على «رقصتنا»، فتحملنا ملفوفَين في ورقٍ لامع، وتنطلق ووقع اللحن في أذنها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤