تقدمة الكتاب

إلى منار الطائفة الأورثوذكسية، وعميدها في الديار المصرية، ذي الفضل والحسب والجاه حبيب باشا لطف الله.

لمَّا كان لكل كتابٍ عنوانٌ، ولكل مقالٍ ديباجةُ بيانٍ، وقد جرتِ العادة أن يُهدي العامل أجمل وأثمن ثمرات يمينه إلى ملك جليل، أو سيد نبيل؛ تنويهًا بقدر عمله، وأن يقدِّم الأديب مبتكرات فكره أو خُلاصة بحثه واستقرائه إلى أريحيٍّ ألمعيٍّ؛ إعلاء وتشريفًا لتأليفه، فقد رأيتُ أن أقدِّم كتابي هذا إلى مقامك الفخيم، وأتوجَّه باسمك الكريم، لعلمي بأنك من الطائفة الأورثوذكسية، في الديار المصرية، بمنزلة الغرة من الجبين، والتاج من المفرق. وإنما أقدمت على هذا الإهداء بدافع الثقة من حبِّكَ العلومَ والآداب، التي أنهلت أشبالك الغر الكرام منها الكأس المعين. فتقبَّل مني أيها السيد الأمثل هذه الزهرة المتفتحة في روضة الأدب العربي، وبارِك بيدك البيضاء هذا الحجر في بناء التاريخ الحديث، فمثلك من تُعقَد بحجزته نواصي الآمال، وتُجمع على محبته قلوب الرجال.

كأنك في كل النفوس محبَّب
فأنت إلى كل النفوس حبيب
المخلص
سليم قبعين

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤