الشخصيات المشخصة بلا حنشصة

عمدة وفلاحون وأهل قرية بعبلهم.

معلم قهوة وجرسونها وزبائنها الكرام.

سلطان وسلطانة وحاشية طبعًا من أول كبير أمناء الخزنة إلى شيخ عموم غفر البلاد … وطبعًا جلاد.

صعيدي فلح كلح يصبح وزيرًا في خبطة حظ.

بصاصون ومخبِرون ومنادي وبائعون وبائعات.

والأمر مايسلمش، يلزم أحيانًا ديكور وإكسسوارات وميزانسين وألحان، وربما يلزم مُخرج غير حيص بيص لزوم المعاصرة!

الجماعة من بقايا الارتجالين والمشخَّصاتية يعكسون ما نعرفه عنهم من معلومات مهوشة في الملابس وطرق الأداء … إنهم غرقى يُطلقون صيحةَ استغاثة … هباء؛ لأنهم يعرفون أن نجاتهم لا تتوقَّف عليهم وحدهم؛ فالبحر والريح والعصر ضدَّهم، فقد جاء بقيمه وفنونه وجمهوره وهم لا يحتجون على انقراضهم، وإن تفاخروا بماضٍ غامض واستدفئوا بوهج «فن جنوني» و«جنون فنِّي» حفظهم حتى قدِّر لهم أن يشهدوا فاجعةَ انقراض بساطتهم المعجزة وإنسانيتهم الساذجة … وذكائهم الفطري الماكر … وقدرتهم على الضحك والإضحاك حتى على مأساتهم هم والتي تجعلهم قادرين على الفرح بالحياة والابتهاج بممارسة اللعبة حتى اللحظة الأخيرة!