الحشَّاش

(ومع تحوُّل القهوة إلى قهوة … يرتادها عمَّال بناء ورجال لزوم الازدحام الإنساني، وآخرون لهم سِحَن وملابس متشابهة … في الخلفية … يدخل حشنيش «النكدي» حاملًا الجوزةَ في خطواتٍ خاصة به يتأمَّلهم … ويقدِّم نفسه.)

حشنيش : ها … أخيرًا … قهوة ف كفر حماقة … قطر وقهوة بيعملولنا مركز بين الجهات الاربعة … أخيرًا دماغ كفر حماقة المخروم حيستقر … قهوة شعبية على محطة رسمية … إيه السعد ده! … حنرتاح … حترتاح يا حشنيش … على فكرة ماكانش ده اسمي … أنا اسمي كان حسنين … ده قبل ما انسخط واتشخَّص في السامر الهباب ده … كنت ولد … بطل الجري الاجتماعي في الكفر ده … يا حسنين … (اللبن بيتوزَّع في المستشفى، الحق يا حسنين) ويجري حسنين كله يبقى تمام والعدل ياخد مجراه … يزعلوا منِّي بتوع المستشفى لكن الستات الأرامل … يدعولي (يخليك يا ابن زهيرة … يجبر بخاطرك … يا ابن زهيرة … يخلوهلك يا زهيرة، الحق يا حسنين … الواد بتاع الجمعية بيمضِّي الخلق على بياض تاني) واجري … أعرَّفه حدوده ويزعل ويزعلوا بتوع الجمعية اللي هافِّينها … لكن أهل البلد يدعولي (آهي الرجالة كده يابلاش … يا سلام لو عشرة زيه ف بلدنا يا حسنين! الحق يا حسنين … المدرسة الإلزامي تبيع الكراريس بتاع الحكومة للتلامذة) واجري … يتغاظ اللي يتغاظ لكن التلامذة يلفوا في البلد يهتفولي … وهكذا دواليك … عاديك … (حشنيش … الحق يا حشنيش) إيه ده؟ مين ده؟ آه … دا الواد الاهبل ابن زنوبة … عايز إيه؟
(العسكري بتاع النُّقطة مجرجر زهيرة ع النقطة) وجريت … كانت الخلق ياما … وأمِّي في التراب … قال عشان التسعيرة … والبلد كلها عارفة غرضه الحقيقي … كان نفسه منها من أول ما وصل البلد مش التسعيرة … كان عينه من أمي … أمي اللي ربَّتنا … بعرقها وبشرفها. قلت للناس أمي في التراب بتتمرمط يا خلق هووه … دي زهيرة أم ابن زهيرة … حسنين … بتاع الحق يا حسنين … يا ولاد يا خلق هووه … ولا حد عبَّرني … مادريتش بنفسي … كانت البدلة … والزراير نساير نساير … وخليت بنطلونه يطل من ياقة الجاكتة … واللي حصل حصل … مرمطت بيه الأرض … وعاديكم ع اللي جرى … آه … لا مايتحكيش … لازم تجرَّب … لازم تدخل التجربة … إيد الحكومة تقيلة قوي … ماتتاقلش وقرايبها كتير يا جدع! … لأ … مش ح اقول ع اللي حصل … مسيركو تجرَّبوا … لأ … بس كان بمزاجي … أنا أصلي صاحب مزاج … أهم حاجة التخصص … اللي متخصص هنا … واللي … متخصص في ده … وايش … هنا وهناك … وكله فاهم اللي بيعمله … لأ … لأ … ماينحكيش … اللي ذلني وكسر نفسي … إن الخوف كان ملجم الخلق … زهيرة خلَّفت … لكن البلد ماخلَّفتش! لكن ماكرهتهمش … بعد اللي شفته عذرتهم … وصعبتْ عليَّه نفسي … لكن برده صعبت على أولاد الحلال … (روَّق يا حشنيش.)

خلاص بقيت كده بعد وضع النقط على الحروف (روَّق يا راجل واقعد، شِد يا راجل شِد، حد واخد منها حاجة، تعالى بطَّل مناهدة وسيب كلابها على ديابها، ملعون أبوها ومن جابها … شِد) وشَديت (اكتِم!) وكتمت … وأخيرًا … حنستقر … حتى م الجري ع الغرز … والنومة من غير غطا … قهوة المحطة دي مركز الكون … (بلا قلة قيمة ومرمطة، الدنيا دي ماتستاهلش غير جزمة وطا!) (أجدع حاجة الفرجة!) أنا كمان ح البد هنا واتفرَّج … النار قريبة … والشر بره وبعيد! وشِد واكتم!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤