الفصل الرابع عشر

المثيولوچيا: الأساطير والأدب

المثيولوچيا علم يبحث عن الموتى وقصص الكون والآلهة والأبطال، وهو أيضًا اسم لهذه القصص. فمثيولوچية الآلهة هي مجموع القصص اليونانية عن المقدسات والآلهة. وعلم المثيولوچيا هي المحاولات العديدة لتفسير المرويات القديمة. فقد أحس الناس قبل عصر التاريخ بحاجتهم إلى استيضاح المرويات وتوضيحها، أما في عصر التاريخ فهناك قصص اليونان والآريين الهنود، فيها المعقول وغيره.

يقول «هور»: إن الناس جميعًا يحنون إلى الآلهة.

وعند «أرسطو» أن الأساطير من بنات أفكار المشرعين لتحريض الكثيرين ولاستخدامها في تأييد القانون. تراجع: «مثيولوچية الخرافات كما يوضحها التاريخ» تأليف: آبيه بانييه الذي يقول إنها تاريخ. هذا وقد كان البحث في المثيولوچيا يدور قديمًا حول الناحية الطبيعية والأخلاقية والدينية والتاريخية. فعند «ثياچينز» أن الفلسفة الطبيعية هي في مرويات هومر. ثم إن «ماكس ميلار» قد بحث المثيولوچيا من الناحية اللغوية في كتابه «مقالات مختارة ومحاضرات عن اللغة»، وعنده أن الكلت والزند واللاتين واليونان والألمان يرجعون إلى أصل واحد.

لقد كان الهمجي يرى الأشياء فيحاول تفسيرها فيروي قصة يتناولها آخرون وعند الهمجيين أن كل شيء قابل للتشخيص.

(١) القصص اليونانية

أشهرها «الإلياذة والأوديسي» وقد اختلف المؤرخون في حقيقة شخصية «هوميروس» الذي يعزى إليه تأليف ملحمتي «الإلياذة» و«الأوديسي»، فعند بعضهم أنه شاعر عظيم فقير سليب البصر في آخر أيامه، وأنه ولد حوالي سنة ٨٥٠ق.م، وأن أباه يدعى «ميون»، وعند آخرين «ف. ا. وولف» الألماني وآخرين أن الملحمتين لم تكونا قصيدتين طويلتين، وإنما كانتا أناشيد وأغاني قصيرة، وأنه إذا فرض جدلًا أنه «هوميروس» شخصية حقيقية، فيكون كل جهده فيهما أنه جمع أشتاتهما ونظمهما قصيدتين كبيرتين، كما أن «الأوديسي» تختلف عن «الإلياذة» أسلوبًا وقوة معنى.

أما «الإلياذة» فملخصها كما يأتي:

«تروادة» مدينة في آسيا الصغرى، ومملكتها تمتد من جنوبها إلى الدردنيل، وكان ملكها «يريام» له ابن يدعي «باريس»، حدث أنه زار «اسبرطة» حين كان ملكها «منيلوس» غائبًا، وقد استطاع «باريس» أن يغري «هيلانة» الجميلة قرينة «منيلوس» بالهرب معه إلى «تروادة». فأثارت هذه الخيانة أبطال اليونان، الذين حاصروا «تروادة»، واشتهر بينهم «أجامنون» شقيق «منيلوس» و«أوريس» حاكم أيتاكا، و«أخيلي» و«باتروكليس»، وكانت تساعدهم «هبرا» زوجة «زوس» وابنته «أثينا» إلهة الحكمة. أما الترواديون، فكان على رأسهم القائد هكتور تساعدهم «أفروديت» ملكة الجمال. وبعد أن لبثت الحرب أعوامًا عشرة، وعجز اليونانيون عن فتح «تروادة» اقترح «أوديسي» عليهم أن يصنعوا جوادًا ضخمًا كبيرًا من الخشب، اختبأ في جوفه «أودوسيس» وبعض زملائه المسلحين. ثم تظاهر اليونانيون بالانسحاب، فأسرع الترواديون ليُدخلوا إلى مدينتهم هذا الجواد العجيب، الذي سرعان ما خرج الأبطال من جوفه حين جن الليل فقتلوا الحراس وفتحوا أبواب تروادة ودمروها وأحرقوها وأعادوا «هيلانة»، وعاد الأبطال إلى أوطانهم عدا «يوليسير».

أما «الأوديسي» فهي تتحدث عما لقيه «يوليسير» في رحلته ومغامراته من الأهوال بعد حرب «تروادة»، وذلك حين كانت زوجته «بنلوب» وابنه «تلماكس» يترقبان عودته مع صحبه إلى وطنه «أثاكا».

ومن قصص اليونان «أتلانتا»، و«تيساس واريادن»، و«أورفياس» و«برسيوس» و«هرقل» و«أروس» و«كيوبد وسيكة» و«فيتون».

(٢) القصص المصرية والشرقية

أقدمها في مصر «كتاب الموتى» في عصر بناة الأهرام ونسخته في «متحف لندن»، وهو مشتمل على دعوات للآلهة ورثاء وقصة أوزريس وإيزيس.

وهناك قصص مصرية قديمة في أوراق البردي وعلى جدران المعابد تصور الحياة القديمة والعواطف والعبادات.

وثمة قصص هندية على رأسها ملحمة ضخمة عن «الفيدا»، الكتاب المقدس عند الهندوس الذين يعتقدون أنه وحي من الله إلى رجال الأمة وأنبيائه، وعن «ماهابهاراتا» التي تتحدث عن وقائع حرب قامت بين قبيلتي «البانجالا والبهاراتا».

وفي فارس «إيران» ظهر «الأفيستا»، الكتاب المقدس المشتمل على قصص وحكم عجيبة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤