الخاتمة

مات الرافعي فانطوتْ صفحة من تاريخ الأدب في مصر، وانقرض جيل من أدباء العربية كان له مذهب ومنهاج، ولكن الرافعي الذي مات وغيَّبتْه الصفائح قد خلَّف وراءه تراثًا من الذكريات والآثار الفنية ستتعاقب أجيال قبل أن يفرغ الأدباء من دراستها والحديث عنها، وإنها لذكريات تثير في كل نفس ما تثير من عوامل الكُرْه أو المحبة، وإنها لآثار …

أما هذه الذكريات، على ما تبعث في نفوس من معاني الغضب أو معاني الرضا، فقد أثبتُّ منها في هذه الفصول ما قدرتُ عليه، وليس يعنيني ما تترك من أثر في نفس قارئها؛ إذ كانت غايتي التي أحرص عليها هي جلاء هذا التاريخ لقراء العربية كما أجد صورته في نفسي وأثره في وجداني، متجردًا ما استطعتُ من غلبة الهوى وسلطان العاطفة وتحكم الرأي، لأضع بين يدي كل قارئ — اليوم أو غدًا — المادة التي تعينه على الدرس والحكم والموازنة.

وأما آثاره الأدبية فقد فصَّلتُ الحديث عن بعضها في بعض ما سبق من هذه الفصول، وإلى القارئ جملتها مرتبةً على تاريخ إنشائها:
  • (١)

    ديوان الرافعي: ثلاثة أجزاء، صدرتْ بين سنتي ١٩٠٣ و١٩٠٦، وقدم لكل جزء منها بمقدمة في معاني الشعر تدل على مذهبه ونهجه، وهي مذيلة بشرح يُنسب إلى أخيه المرحوم محمد كامل الرافعي وهو من إنشاء المترجم نفسه.

  • (٢)

    ديوان النظرات: أنشأه بين سنتي ١٩٠٦ و١٩٠٨.

  • (٣)

    ملكة الإنشاء: كتاب مدرسي يحتوي على نماذج أدبية من إنشائه، أعدَّ أكثر موضوعاته، وتهيَّأ لإصداره في سنة ١٩٠٧، ونشر منه بعض نماذج في ديوان النظرات، ثم صرفتْه شئونٌ ما عن تنفيذ فكرته فأغفله، وقد ضاعتْ «أصوله» فلم يبقَ إلا النماذج المنشورة منه في ديوان النظرات.

  • (٤)

    تاريخ آداب العرب: صدر في سنة ١٩١١ بسبب من إنشاء الجامعة المصرية، ويراه أكثر الأدباء كتابَ الرافعي الذي لا يعرفونه إلا به.

  • (٥)
    إعجاز القرآن: وهو الجزء الثاني من تاريخ آداب العرب، طُبع ثلاث مرات، أخراها في سنة ١٩٢٦ على نفقة المغفور له الملك فؤاد.١
  • (٦)

    حديث القمر: أول ما أصدر الرافعي في أدب الإنشاء، وهو أسلوب رمزي في الحب تغلِب عليه الصنعة، أنشأه بعد رحلته إلى لبنان في سنة ١٩١٢ حيث التقى لأول مرة بالآنسة الأديبة «م. ي.» فكان بينهما ما كان مما أجملتُ الحديث عنه في بعض الفصول من قصة حبه.

  • (٧)

    المساكين: فصول في بعض المعاني الإنسانية ألهمه إياه بعض ما كان في مصر من أثر الحرب العامة، أنشأه في سنة ١٩١٧.

  • (٨)

    نشيد سعد باشا زغلول: كتيِّب صغير عن نشيده «اسلمي يا مصر!» الذي أهداه إلى المرحوم سعد زغلول في سنة ١٩٢٣، طبع المطبعة السلفية بالقاهرة، وأكثر ما في الكتاب من المقالات هو من إنشاء الرافعي أو إملائه.

  • (٩)

    النشيد الوطني المصري: «إلى العلا …» ضبط ألحانه الموسيقية، الموسيقار منصور عوض.

  • (١٠)

    رسائل الأحزان: كتاب أنشأه في سنة ١٩٢٤، يتحدث فيه عن شيء مما كان بينه وبين فلانة، على شكل رسائل يزعم أنها من صديق يبثُّه ذات صدره.

  • (١١)

    السحاب الأحمر: هو الجزء الثاني من قصة حب فلانة، أو الطور الثاني من أطواره بعد القطيعة، صدر بعد رسائل الأحزان بأشهر.

  • (١٢)

    المعركة تحت راية القرآن: هو كتاب «الجديد والقديم»، وفيه قصة ما كان بينه وبين الدكتور طه حسين لمناسبة كتابه «في الشعر الجاهلي»، صدر في سنة ١٩٢٦.

  • (١٣)

    على السفود: قصة الرافعي والعقاد، نشرتْه مجلة العصور في عهد منشئها الأول الأستاذ إسماعيل مظهر، ولم تذكر اسم مؤلفه ورمزت إليه بكلمة «إمام من أئمة الأدب العربي».

  • (١٤)

    أوراق الورد: الجزء الأخير من قصة حبه، يقوم على رسائل في فلسفة الجمال والحب أنشأها ليصور حالًا من حاله فيما كان بينه وبين فلانة، ومما كان بينه وبين صديقته الأولى صاحبة حديث القمر.

    وتعتبر كتبه الأربعة: حديث القمر، ورسائل الأحزان، والسحاب الأحمر، وأوراق الورد، وحدةً يتمِّم بعضُها بعضًا؛ لأنها جميعًا تنبع من معين واحد وترمي إلى هدف واحد وإن اختلفتْ أساليبها ومذاهبها.

  • (١٥)

    رسالة الحج: أنشأه في صيف سنة ١٩٣٥؛ استجابة لرأي صديقه المرحوم حافظ عامر وإليه يُنسب!

  • (١٦)

    وحي القلم: مجموع مقالاته في الرسالة بين سنتي ١٩٣٤ و١٩٣٧ إلى مقالات أخرى، طُبع منه جزءان في حياته، ثم أعيد طبعه مع الجزء الثالث أكثر من مرة بعد موته.

وله عدا ذلك كتبٌ لم تُطبع، أهمها ما يأتي:
  • (١)
    الجزء الثالث من تاريخ آداب العرب: تامُّ التأليف والتصنيف تقريبا.٢
  • (٢)
    أسرار الإعجاز: فيه فصول تامة التأليف، وفصول أخرى أجْملَ فكرتَها في كلمات على ورق أو أشار إلى مصادرها، وكان الرافعي يعتدُّ بهذا الكتاب اعتدادًا كبيرًا، وهو جدير بذلك حقًّا، وقد أطلعني — رحمه الله — على فصول منه، كما تحدث إليَّ عن نهجه في تأليفه، وأذكر أن نهجه فيه كما يأتي:
    • (أ)

      يتحدث في صدر الكتاب عن البلاغة العربية، فيردها إلى أصول غير الأصول التي اصطلح عليها علماؤها منذ كانت، ويضع لها قواعد جديدة وأصولًا أخرى.

    • (ب)

      ويتحدث في الفصل الثاني عن بلاغة القرآن وأسرار إعجازه، مسترشدًا في ذلك بما قدَّم في الفصل السابق من قواعد.

    • (جـ)

      ويتناول في الفصل الأخير من الكتاب، آيات من القرآن على أسلوب من التفسير يبين سرَّ إعجازها في اللفظ والمعنى والفكرة العامة، ويعتبر هذا الفصل الأخير هو صلب الكتاب وأساسه، وقد أتمَّ الكتابة — إلى آخر يوم كنت معه فيه — عن بضع وثمانين آية على هذا النسق، وقد نشر منها في الرسالة بضع آيات مفسرة على ذلك النهج، وجعلها في بعض أقاصيصه.

  • (٣)

    ديوان أغاني الشعب: وهو ديوان من الشعر جعل فيه لكل جماعة أو طائفة من طوائف الشعب نشيدًا أو أغنية عربية تنطق بخواطرها وتعبر عن أمانيها، وقد أنجز الرافعي طائفة كبيرة من هذه الأغاني نشر بغضها وما يزال سائرها بين أوراقه الخاصة ومؤلفاته التي لم تُنشر، وأكثر الأغاني في هذا الديوان مأنوس اللفظ رشيق المعنى مما يجمُل وقعُه في النفس ويخفُّ جرسُه على الأذن.

  • (٤)
    الجزء الثالث من وحي القلم: وفيه سائر المقالات التي كتبها، سواء منها ما نُشر في الرسالة وغيرها من المجلات والصحف، وما لم يُنشر من قبل.٣
  • (٥)

    الجزء الأخير من الديوان: وهو مجموعة كبيرة من شعره بين سنتي ١٩٠٨ و١٩٣٧، بما فيه من شعر الحب، والمدائح الملكية التي أنشأها للمغفور له الملك فؤاد.

هذا إلى شتيت من المقالات والرسائل الأدبية التي أنشأها لمناسباتها ومنها كثير من مقدمات الكتب المطبوعة، بعضها منسوب إليه، وبعضها منحول مجهول النسب.

أما المطبوع من هذه الكتب فقد أُعيد طبع أكثره، وأما غير المطبوع فما يزال ورقات وقصاصات على مكتبه، وإني لأخشى أن يمضي وقت طويل قبل أن نتنبَّه إلى ضرورة العناية بهذه المؤلفات التي خلفها الرافعي ورقات مخطوطة يكاد يبليها الإهمال والنسيان!

ولدَى الدكتور محمد الرافعي مشروع لإحياء تراث أبيه، لست أدري أيجد الوسائل لتنفيذه أم تحول دونه الحوائل وتمنع منه الضرورات؟

على أني أكاد أومن بأن هذه ليست هي الوسيلةَ للمحافظة على تراث الرافعي، فليس من الوفاء له وحسن الرعية لأولاده أن نحمل عليهم هذا العبء وما انتفعوا من أبيهم بأكثر مما انتفع كل أديب وكل مسلم وكل عربي في مصر وغيرها من بلاد العربية.

لقد كان الرافعي صاحب دعوة في العربية والإسلام يدعو إليها، فحقه على العربية، وحق العربية على أدبائها، وحق الإسلام على أهله، أن نجدِّد دعوته، وأن نبقي ذِكْره، وأن ننشر رسالته، وأن نُعنَى بآثاره، فإذا نحن وقد وُفقنا إلى كل أولئك فقد وفينا له بعض الوفاء!

والآن فلننظر لنرى مقدار ما يمكن أن تصل إليه هذه الدعوة من النجاح، وأمامنا إلى ذلك وسيلتان: أولاهما: أن نعرف مدى تأثر الناشئة من المتأدِّبين اليوم بأدب الرافعي ومذهبه، والثانية: هي البحث عن آثار الرافعي ومنشآته الأدبية وتراثه الفكري لنحرص عليه من الضياع.

فأما الأولى: فإن بين الرافعي والأكثرين من ناشئة المتأدبين في هذا الجيل حجابًا كثيفًا يمنعهم أن ينفذوا إليه أو يتأثروا به، لعوامل عدة:

فالرافعي أديب الخاصة، كان ينشئ إنشاءه في أي فروع الأدب ليضيف ثروة جديدة إلى اللغة تعلو بها وتَعِزُّ مكانًا بين اللغات، وشبابنا — أصلحهم الله — لا يعرفون الأدب إلا ملهاةً وتسلية، لا ينشدونه للَّذَّة العقلية وسمو النفس، ولكن ينشدونه لمقاومة الملل وإزجاء الفراغ؛ فهذا سبب.

والثاني: أن الرافعي — رحمه الله — لم يكن يكتب الكتابة الصحافية التي ينشئها أكثر كُتَّابنا ليتملَّقوا غرائز القراء بالعبارة المتهافتة والقول المكشوف، وعند المتأدبين من ناشئة اليوم أن قيمة الأدب هي بمقدار انطباقه على أهواء النفس وارتياحها إليه وقدرتها على أن تسيغه بلا تكلف ولا عناء!

وثمة سبب آخر، هو طغيان السياسة على الأدب في هذا الجيل طغيانًا أقحم على الأدب ما ليس فيه وعلى الأدباء مَن ليس منهم، بحيث يتحرَّج أكثر الأدباء أن يقولوا قالة أو رأيًا أدبيًّا في أديب أو شاعر إلا متأثرين بما كان له من مذهب سياسي أو رأي في السياسة المصرية.

والرافعي رجل كان لا يعرف السياسة ولا يخضع لمؤثراتها، ولم يكن يعتبر له مذهبًا في النقد إلا المذهب الأدبي الذي لزمه منذ نشأ في الأدب؛ فمن ذلك كانت خصوماته الأدبية تنتهي نهايتها إلى اتهامه في وطنيته وفي مذهبه السياسي، ورآها أكثر خصومه من كُتَّاب الشعب فرصة سانحة لينالوا منه عند القراء، فانتهزوها، وبالغوا في اتهامه، وأغرقوا في الطعن على وطنيته وتأوَّلوا مذهبه، حتى صار عند بعض القراء رجلًا لا وطنية له ولا إنسانية فيه ولا إخلاص في عقيدته، وما تزال السياسة عند أكثر شبابنا ذات سلطان، وما زال الأدب يجري في غبار السياسة وهو أعلى مكانًا وأرفع منزلة …

ولقد يُضاف إلى كل أولئك سبب أخير، هو أن أكثر ما كان يتناوله الرافعي من شئون الأدب هو ما يتصل بحقيقة الإسلام أو معنًى من معانية، على أن الكثرة من ناشئة المتأدبين اليوم يريدون أن يفرقوا بين الأدب والدين، فلا يرون ما ينشأ في هذا الغرض لونًا من ألوان الأدب أو مذهبًا من مذاهبه.

تلك جملة الأسباب، أو مجمل الأسباب، التي باعدتْ بين أدب الرافعي وبين الجمهور من ناشئة المتأدبين، ما بدٌّ من النظر فيها والبحث عن علاجها حين نهم بأن نجدد دعوة الرافعي وننشر رسالته إن كان ثمة يقين بأن أدب الرافعي حقيق بالخلود، وإن اليقين به ليعمر قلب كل أديب يؤمن بأن الدين واللغة هما أول المقومات لقوميتنا العربية المسلمة.

… ذلك شيء … أما آثار الرافعي فإن كل ما في يد العربية منها هو صدى كلمات وعنوانات كتب، أما حقيقتها ومعناها فقد انفرط الجيل الذي درسها أو كاد؛ فلم يبقَ للجيل الناشئ منها غير عنوان، فليسأل كل أديب نفسه: ماذا قرأ من كتب الرافعي وماذا حصَّل وماذا أفاد؟

إنها لمكتبةٌ حافلة جديرة بأن تنشِئ مدرسةً جامعة لمَن يريد أن يتزود من العربية زادًا مريئًا وغذاء شهيًّا، ليكون أديبًا له لسان وله بيان وله منزلته الأدبية في غد …

إني لأكاد أوقن أن تسعين من كل مائة من القراء لا يعرفون من هذه الكتب إلا أسماءها، وإن منهم لمن يتوهَّم أن من حقه أن يتحدث عن الأدب ويؤرخ لأدباء الجيل.

وما عيبٌ على مَن لم يقرأها أنه لم يقرأها، ولكن العيب كل العيب علينا عامة نحن المشتغلين بالأدب أن يكون كل وفائنا لمَن يموت من أدباء العربية أن نقول: كان وكان ويرحمه الله.

لقد أدَّى الرجل واجبه ما استطاع، وبقي علينا فرضٌ واجب الوفاء.

•••

لقد أورثني الرافعي بعض تبعاته، وإني لأحس بثقلها على عاتقي أكثر مما أحس بحاجتي إلى التحدث عن ماضيه.

لقد عاش الرافعي حياته يجاهد لأمته ما لم يجاهده أديب في العربية منذ قرون، وقضى حياته يلقى من العقوق ونكران الجميل ما لم يلقَ أديب في العربية منذ كانت العربية، ومات فما كان حظه منا في أخراه أحسن منه في دنياه، فهل لي أن أؤمِّل أن تتنبَّه الأمة والحكومة إلى ما ينبغي أن يكون؛ وفاءً لهذا الراحل الكريم؟

ليس يكفي أن يكون كل وفائنا للرافعي حفلة لتأبينه وبضع كلمات لرثائه، ولكن الوفاء حق الوفاء أن نعمل على تخليد ذكراه، بتخليد أدبه، وتجديد دعوته، وإبقاء ذكره، ونشر رسالته، فليكن هذا الذي أنشأتُه عن «حياة الرافعي» أولًا له ما بعده، لنفكر في الوسائل النافعة التي تجدي على الأدب والعربية أكثر مما تجدي رسائل التأبين وكلمات الترحم والاسترجاع!

أما هو فقد انطوى تاريخه على هذه الأرض، فلن يجدي عليه شيئًا ما نفعل وما نقول، ولكن ما نفعله وما نفكر فيه إنما هو لخيرنا وجدواه علينا، فلنفكر في أنفسنا وفي ذواتنا وفيما يعود علينا وعلى العربية من تجديد ذكرى الرافعي، إن كان يعز علينا أن نعمل أو أن نفكر إلا فيما تكون منفعته إلينا ولنا من ثمراته نصيب!

•••

أما بعدُ؛ فهذه «حياة الرافعي» مبسوطة لمن يريد أن يدرس، وأنا لم أجهد جهدي في جمعها وترتيبها لكي أقول ويقول الناس: كان وكان من أمره وحسب؛ فما في ذلك كبير فائدة، ولكني أنشأتُ هذه الفصول؛ لتكون تمهيدًا لدراسة الرافعي في أدبه وفنه ومذهبه، فما أسميها كتابًا، ولكنها مقدمة تتلوها فصولٌ وكتب إن شاء الله، وهذا كتاب «حياة الرافعي» اليوم في سوق الأدب، فما يكون عنوان الكتاب التالي عن الرافعي ومتى يطالع القراء؟

أتراني أحسن الظن بأهل العربية في هذا التساؤل؟

لقد مات الرافعي، ولكن اسمه سيبقى ما بقيت العربية، وليس بعيدًا ذلك اليوم الذي يتداعى فيه أدباء العربية من كافة أقطارها ليجعلوا ذكرى الرافعي موسمًا من مواسم الأدب وحلبة يتسابق فيها أهل البيان.

ألا إنه إذا كان أكثر الأدباء المعاصرين قد عقُّوا الرافعي وأغفلوا شأنه وتناسَوْه، فإن جيلًا جديدًا يُوشك أن يبسط سلطانه زاحفًا متقحِّمًا لا يثبت أمامه شيء، ويومئذٍ … ويومئذٍ تذهب العداوات بأصحابها، وتنطفئ هذه الفقَّاعات العائمة، ويخبو الرماد، ويخلص وجه الحق للحق!

… ويومئذٍ … ويومئذٍ تعلو كلمة الله!

١  طُبع بعد ذلك عدة طبعات في القاهرة.
٢  طُبع في سنة ١٩٤٠.
٣  طُبع سنة ١٩٤٢.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤