الفصل الثالث

(سجن مظلم، يأتي إليه نور قليل من نافذة ذات قضبان … «الفيلسوف» ملقى على الأرض، وهو مكبَّل بالحديد … يدخل السجان يحمل كسرة خبز، وإناءً به ماء.)

السجَّان : الفيلسوف نائم؟!
الفيلسوف : ليس لي عمل اليوم إلا النوم!
السجَّان (يضع أمامه الخبز والماء) : هلمَّ إلى الوليمة!
الفيلسوف : آه! … جاء العهد الذي تسمَّى فيه الأشياء بغير أسمائها!
السجَّان : صه! … لا تَزِد! … نحن في عهد كله رخاء وهناء، وما من بيت إلا فيه وليمة!
الفيلسوف (يشير إلى الماء وكسرة الخبز) : مثل هذه؟!
السجَّان : ألا تريد أن تغلق فمك؟
الفيلسوف : لقد توليتم أنتم ذلك عني!
السجَّان : خير لك أن تأكل في صمت!
الفيلسوف : إن سيدك في حاجة إلى صمتي!
السجَّان : لا ينبغي أن يرتفع في الدولة صوت غير صوته!
الفيلسوف : أهو يتكلم وحده في الناس؟!
السجَّان : إنه معبود الناس!
الفيلسوف : «هيرونيموس»!
السجَّان : قل «هيرونيموس الظافر»!
الفيلسوف : ظافر في ماذا؟!
السجَّان : سوف يظفر بلا ريب في حرب أهل «مقدونيا» … لقد أرسل إليهم جيشًا كالبحر!
الفيلسوف : أوَقَد أيقظ الحرب؟!
السجَّان : وجمع الغلال من الشعب! … وبعثها مع الأموال لتزويد الجند!
الفيلسوف : والشعب يطعم ولائم كهذه الوليمة؟!
السجَّان : فلنتحمَّل كل حرمان … طعامنا الحقيقي هو: «الانتصار»!
الفيلسوف : نعم! … نعم! … ما أدسمه طعامًا للشعب هذه الكلمات المنتفخة!
السجَّان : والآن حان لي أن أذهب

(يتحرك للانصراف).

الفيلسوف : كلمة أخرى أيها السجَّان … أين «براكسا جورا» الآن؟!
السجَّان : وما يعنيك من أمرها؟!
الفيلسوف : إنها لا ترضى أن أقيم طويلًا في هذا المكان!
السجَّان : لا تلفظ اسم هذه المرأة!
الفيلسوف : أسَجَنَها أيضًا القائد الظافر؟!
السجَّان : بين ذراعيه!
الفيلسوف : ألم يعد لها رأي؟!
السجَّان : ولا صوت!
الفيلسوف : والمجلس؟!
السجَّان : تحوطه سيوف «هيرونيموس الظافر»؛ كما تحوط قدميك الأغلال!
الفيلسوف : أسلوب جميل!
السجَّان (يتحرك) : والآن …
الفيلسوف : والآن أخبرني أنت!
السجَّان : ماذا تريد أن تعلم أيضًا!
الفيلسوف : هل لك أبناء؟!
السجَّان : في الجيش!
الفيلسوف : وزوجتك وبناتك؟!
السجَّان : في البيت!
الفيلسوف : ماذا يصنعن؟!
السجَّان (في تنهد) : يتضرعن!
الفيلسوف : نعم! … نعم! … فلنتضرع نحن أيضًا معهن إلى الآلهة!
السجَّان (يرفع عينيه إلى السماء) : آه.

(صمت)

الفيلسوف (بعد إطراق) : أترى الناس حقًّا راضين عن هذا العهد؟!
السجَّان (يلتفت إلى الباب مرتاعًا) : صه! … صه!
الفيلسوف : ماذا بك؟!
السجَّان : اسكت وحق «زيوس»!
الفيلسوف : لا تخف! … لن يسمعنا هنا أحد!
السجَّان (يتحرك سريعًا) : إني ذاهب!

(ينصرف)

الفيلسوف (يُقبل على الطعام) : فلنأكل هنيئًا، ولنشرب مريئًا؛ فالكل مسوق إلى عين الوليمة!

(يرفع جرَّة الماء، ويَجْرَع جُرعات طويلة … يهمس صوت في النافذة، خلف القضبان)

الصوت : يا صديقي «أبقراط»!
الفيلسوف (يلتفت) : من هذا؟!
الصوت : ألا تعرف صوتي؟!
الفيلسوف : من أنت؟!
الصوت : أنا «براكسا»!
الفيلسوف (في فرح) : نعم! … نعم! … أحس هذا النسيم الرقيق يهب على وجهي من بين القضبان!
براكسا : آه! … إنه ليشقُّ عليَّ أنك وراء هذه القضبان!
الفيلسوف : وأنا يشق عليَّ أنك وراء هذه القضبان!
براكسا : نعم، إني مثلك … وهذا عزائي!
الفيلسوف : إني خير منكِ؛ لأن سجني يُحَدُّ بهذه الجدران!
براكسا : آه! لا تذكِّرني بما أنا فيه!
الفيلسوف : ولا أذكِّرك بما كنا فيه؟!
براكسا : لقد كان حلمًا جميلًا!
الفيلسوف : إنا لم نزل في هذا الحلم!
براكسا : يا للكفران! … أتسمي هذا أيضًا «حلمًا»؟!
الفيلسوف : أَوَتريدين أن نسميه «حقيقة»؟
براكسا : صدقت، إن «الحقيقة» لأجَلُّ من أن تهبط إلى ما نحن فيه!
الفيلسوف : وإن «الحقيقة» لأكمل!
براكسا : وأجمل!
الفيلسوف : وأبقى!
براكسا : صدقت! فليكن هذا إذن حلمًا عارضًا غير جميل!
الفيلسوف : إنه كذلك!
براكسا : آه يا صديقي! … إن مصيري ومصيرك في كفة ميزان، نرتفع معًا، وننخفض معًا!
الفيلسوف : هذا صحيح! على أن حركة الارتفاع والانخفاض لا تصيب رأسي بالدُّوَار!
براكسا : نعم! … أنت العقل الذي يرى دائمًا.
الفيلسوف : في الظلام وفي النور!
براكسا : لا أنسى أنك قلت لي إني جميلة!
الفيلسوف : ولم يبهرني مع ذلك ضياؤك، فرأيت سيئاتك!
براكسا : أَوَكانت لي سيئات؟!
الفيلسوف : أرأيتِ كيف أنك لا ترين نفسكِ؟
براكسا : لقد كنت أنت مرآتي التي أطالعها كل صباح!
الفيلسوف : وماذا أخبرَتْكِ تلك المرآة؟!
براكسا : أنِّي جميلة!
الفيلسوف : ثم ماذا؟
براكسا : لا شيء غير ذلك!
الفيلسوف : آه! … ما فائدة المرآة إذن، إذا كان الإنسان لا يرى فيها إلا ما يريد أن يرى؟!
براكسا : يا صديقي «أبقراط»! … لا تَقْسُ اليوم عليَّ!
الفيلسوف : أنتِ في حاجة إليَّ؟!
براكسا : نعم! … لم يعد أحد الآن يناجيني بتلك الكلمات التي كنت أسمعها منكَ!
الفيلسوف : من أجل هذا جئتِ الليلة إليَّ.
براكسا : بل من أجلكَ أنت!
الفيلسوف : لا تكذبي … إني أبصر كل أرجاء نفسك! … خبِّريني! … ألا يناجيك «هيرونيموس» الظافر بمثل هذه الكلمات؟! … ألا يقول لك أحيانًا إنك جميلة؟!
براكسا : إنه وحش!
الفيلسوف : إنه وحش جميل!
براكسا : إنه وحش!

(يد في الظلام تقع على كتف «براكسا جورا» وصوت يدوِّي.)

الصوت : ماذا جئتِ تصنعين هنا؟!
براكسا (تلتفت مرتاعة) : «هيرونيموس»؟!
هيرونيموس : فيمَ كنتما تتحدثان؟
براكسا : في أشياء لا تستطيع أنت أن تحدثني بها؟
هيرونيموس : كنتما تتآمران؟!
براكسا : لماذا تطوف برأسك هذه الفكرة دائمًا؟!
هيرونيموس : تعالَي! … سيصدقني القول هذا الرجل!

(يجذبها من يدها، ويبتعدان عن النافذة، ثم يدخلان بعد قليل من باب السجن على «أبقراط».)

الفيلسوف (في سخرية خفية) : يا للمجد! … «هيرونيموس» الظافر يشرفني بالزيارة؟!
هيرونيموس : لا لزوم للمَلَق! … أنت تعرف أني أبغضك!
الفيلسوف : إنه أيضًا لمجد أن يبغضني مثلك!
هيرونيموس (في ارتياب) : ماذا تعني؟!
الفيلسوف : على أني أسائل نفسي: أيهما تبغض مني: أرأسي أم فمي؟!
هيرونيموس : كلاهما قبيح!
الفيلسوف (يلتفت إلى «براكسا» ساخرًا) : عجبًا! … ها هو ذا يعرف القبح، ومن يعرف القبح يعرف الجمال! … لا ينبغي إذن أن نسرف في اليأس.
هيرونيموس : نعم! … إني أعرف الجمال! … الجمال هو القوة!
براكسا (تتنهد) : وا أسفاه!
هيرونيموس : ما أقبح هذه التنهدات!
الفيلسوف : ما أجمل هذه التنهدات!
هيرونيموس : أرأيت كيف أني أحسنت صنعًا بسجنك؟! … إنك لا ترى قط ما أرى!
الفيلسوف : ليس هذا ذنبي!
هيرونيموس : أنت تعلم أني لا أحب الجدل … لكن … فلنترفق بك ما دمنا في ضيافتك … ولنسألك في هدوء: ما وجه الجمال في هذه التنهدات؟!
الفيلسوف : إنها صوت بليغ لنفس سجين!
هيرونيموس : لست أرى هذا الصوت بليغًا على الإطلاق!
الفيلسوف : ذلك لا يدهشني منك!
هيرونيموس : لماذا تملئون الدنيا أوهامًا أيها الفلاسفة! … وما الدنيا أمامنا سوى حقيقة، والأرض تحت أقدامنا حقيقة، وكل شيء من حولنا حقيقة!
الفيلسوف : وما هي الحقيقة؟!
هيرونيموس : هي … هي كل ما وقع في قبضتي!
الفيلسوف : هنالك أشياء كثيرة لا تقع في قبضتك!
هيرونيموس : ما لا يملأ قبضتي ليس عندي بحقيقة!
الفيلسوف : «الحقيقة» التي تملأ قبضتك لا بد أن تكون «حقيقة» صغيرة!
براكسا : مثلَ الحقيقة التي تملأ في الغابة مِخْلَب النمر!
هيرونيموس : نعم! … الحقيقة التي تملأ مخلب النمر! … لماذا النمر أيتها العزيزة «براكسا جورا»؟! … ولم التلطف في التعبير؟… لماذا لا تقولين الوحش؟!
براكسا (في اضطراب) : أسمعت؟!
هيرونيموس : نعم! … سمعت ولم أغضب! … إني كما ترى أيها الفيلسوف لا أغضب أبدًا من ذكر الحقائق!
الفيلسوف : نعم! … لكن بَقِيَ أن تعرف — أيها … «الوحش»! — … واحدة من بينها … تلك على الأقل حقيقة قد فرغنا منها!
هيرونيموس : نعم! … تلك التي تملأ مخلب النمر! … أتدري أيها الفيلسوف ما هي تلك الحقيقة؟!
الفيلسوف : الدم؟!
هيرونيموس : القوة!
الفيلسوف : ما دمت تسجن الرأس وتكمُّ الفم، فإن القوة عندئذٍ هي الدم!
براكسا : آه! … إني لم أكن قط أبغض الرأس والفم!
هيرونيموس : هذا صحيح! … لقد تركتِ أصحاب الرءوس يَهرِفون، وأصحاب الأفواه يهتفون، فكثرت المطالب، وارتفع الصياح!
براكسا : ينبغي أن أفعل ذلك؛ فما أنا إلا الحرية الجميلة؛ كما يقول الفيلسوف العظيم!
هيرونيموس : ما أنتِ إلا الفوضى!
براكسا (في سخرية خفية) : وأنتَ؟!
هيرونيموس : أنا النظام! … أسمعتِ منذ أن قبضت يدي على الحكم أن قامت طائفة بطلب؟… أو هَرَفَ أحد برأي؟… أو فُتِحَ فم بصياح؟… أو ارتفع صوت بهتاف؟… مضى كل هذا، وانقضى عهد الأحزاب، وانمحت الخلافات والمنازعات والمنافسات! … لقد جمعتُ شمل الأمة، ووحدت كلمة البلاد! … الكل الآن كأنه واحد! … والشعب كأنه فرد!
الفيلسوف : هو أنتَ!
هيرونيموس : نعم! … هو أنا، ولا شيء غيري أنا، ولا إرادة إلا إرادتي، ولا يد إلا يدي! … وسأعطي الشعب بهذه اليد أخْلَدَ المجد!
براكسا : ما هو هذا المجد!
هيرونيموس : الظفر والانتصار!
براكسا : كلمات!
هيرونيموس (يضحك) : آه … أنتِ التي تقول هذا؟! … أنتِ التي ما وصلت إلى الحكم إلا بكلمات؟!
براكسا : نعم! … إني أعطيت الشعب كلمات؛ لكني لم آخذ منه شيئًا، أما أنت فقد أخذت حريته وغلاله وأعطيته كلمات!
هيرونيموس : إن الظفر والانتصار ليسا كلمات.
براكسا : وإن لم تظفر ولم تنتصر؟!
هيرونيموس : فإني أموت!
براكسا : ويموت الشعب معك!
هيرونيموس : إن كان قدْ قُدِّرَ للشعب أن يموت، فخير له أن يموت بيد البطولة، من أن يموت بيد الضعف والفوضى!
براكسا : وهل خيَّرتَ الشعب بين المِيتَتَيْنِ؟!
هيرونيموس : إنه لن يتردَّد في الاختيار!
براكسا : أتحسب الشعب راضيًا عن حكمك؟!
هيرونيموس (ساخرًا) : لا … إنه كان راضيًا عن عهدك أنت!
براكسا : يا صديقي الفيلسوف! … اقضِ بيننا بعقلك الراجح!
هيرونيموس : أتظنين هذا القاضي يستطيع الحكم وهو مكبَّل بالأغلال؟
الفيلسوف : أغلالك في قدمي، لا في رأسي!
براكسا : تكلم إذن: أي الحكمين أصلح؟!
الفيلسوف : سَلَاني أيُّ الحكمين أفسد؟!
براكسا (في عَتْب) : أهكذا تسمِّي حكمي؟!
الفيلسوف : لقد كنتِ تحكمين بمفردكِ … وأنت بمفردكِ اسمك: «الفوضى»!
هيرونيموس (صائحًا مقهقهًا) : أحسنت! … أحسنتَ أيها الفيلسوف! … لقد اتفقنا آخر الأمر! … أرأيتِ أيتها العزيزة؟!
براكسا (تشير إلى «هيرونيموس») : وهو؟!
هيرونيموس (لأبقراط) : نعم … وأنا؟!
الفيلسوف : أنت أيضًا تسيطر وحدك، وأنت وحدك اسمك: «الهمجية»!
براكسا (ضاحكة) : أسمعت؟!
هيرونيموس : وأنت أيها الفيلسوف المخرف؟!
الفيلسوف : أنا لا أحكم قط وحدي!
هيرونيموس (هازئًا) : أتريد إذن أن تشاركني في الحكم؟!
الفيلسوف : وأن تكون معنا «براكسا جورا»!
هيرونيموس : نحن الثلاثة!
الفيلسوف : نعم، نحن الثلاثة، وثلاثتنا معًا اسمنا: «المدنيَّة»!
براكسا جورا : يا صديقي «أبقراط»! … أوَنستطيع — أنا وأنتَ — أن نأمن طغيانه وهو معنا؟!
هيرونيموس : وهل أستطيع أنا أن أقرَّ النظام في الدولة، وأنتما معي؟!
الفيلسوف : هذا ما ينبغي أن يكون … يجب أن يسير أحدنا إلى جانب الآخر، من دون أن يطغى أحدنا على الآخر.
براكسا : وكيف يتم ذلك؟!
الفيلسوف : لا بدَّ لنا من إصبع يحرك خيوطنا الثلاثة، ويعرف سر التأليف بيننا، ويلعب بنا لعب الساحر بتفاحات ثلاث، ينثرها ويجمعها فوق يده، من دون أن تتصادم أو تلمس واحدة الأخرى!
براكسا : ومن لنا بهذا الإصبع؟!
الفيلسوف : تلك هي المشكلة!
هيرونيموس (ضاحكًا هازئًا) : آه للفلاسفة! … كلام ضخم كقطع السحاب، ثم ينكشف الأمر عن لا شيء.
الفيلسوف : هنالك أشياء ينبغي للبشر أن يتركوا أمرها للسماء … مسألة الحكم واحدة منها.
براكسا : نعم! … إن الآلهة أحيانًا هي التي تنصِّب الملوك للحكم في الأرض!
الفيلسوف : وإن البشرية أحيانًا لترتاح قليلًا، إذ تلقي تَبِعة حكم الأرض على اختيار السماء!
هيرونيموس (صائحًا) : كفى! … إني لست أُومن بالحق الإلهي، ولا بأي حق للسماء في أن تتدخل في شئون الأرض!
الفيلسوف : هذا أيضًا صحيح! … إن كبير الآلهة «زيوس» إذ صنع الأرض، قد وضع فيها كل قوانين حركتها، وأسرار حياتها … ففي قدرته أن ينام هادئًا في «الأولمب» كما يشاء، وهي سائرة من تلقاء نفسها … لقد جعل في كل شيء بذور كل شيء؛ ففي الضعف جراثيم القوة، وفي القوة جراثيم الضعف! … كل شيء يتوالد من كل شيء، ويتفاعل ويتتابع في دائرة دائمة! … على أن هنالك لحظات موفقة نادرة، تُنتج فيها الحركة بعض التقارب بين الأضداد، ويُحدث فيها التفاعل والمصادفات شيئًا من التوازن بين العناصر؛ فإذا التفاحات الثلاث قد رقصت رقصات متناسقة فوق كفٍّ سعيدة … وهنا تخطو البشرية خطواتها «الهرقلية» النادرة، في شبه نشوةٍ عارضة من النواميس الدائرة!
هيرونيموس : من قال إن في القوة بذور الضعف؟! … أأنا أحمل الآن في طياتي جراثيم الضعف؟!
الفيلسوف : هذا لا ريب فيه! … ولقد بدت البوادر!
هيرونيموس (في غضب) : البوادر هي طول إصغائي إلى هرائك! … نعم … إني أرى جراثيم الضعف حولي: أنت وهذه المرأة! … أنتما وحدكما جراثيم ضعفي! … وإنها لمفخرة من مفاخر حكمي اليقظ أن أضع مثلك في السجن … إن ما يسمونه فيلسوفًا خطيرًا ليس إلا متآمرًا خطرًا على سلامة الحكم القوي!
براكسا : حتى أنا؟!
هيرونيموس : نعم … وأنتِ أيضًا … بعد الذي رأيتُ اليوم وسمعتُ من مطامعكِ ومطامع فيلسوفكِ! … لا أمان لي بعد الآن ولا اطمئنان إلا أن أراكِ هنا إلى جانبه! … أيها السجَّان! … أيها السجَّان!
السجَّان (يظهر) : هيرونيموس الظافر؟!
هيرونيموس (يشير إلى براكسا جورا) : ضع الأغلال في أقدام هذه المرأة!
(ستار)

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤