امرأة من جارات مريم

مرثاة

في اليوم الأربعين بعد موته جاءت جميع جارات مريم إلى بَيْتها ليُعزِّينها ويُنشِدن مراثيهنَّ.

وقد أنشدَت واحدةٌ منهنَّ هذه المرثاة:

إلى أين يا ربيعي، إلى أين؟
وإلى أيِّ فضاءٍ آخرَ يتصاعَد عبيرُك؟
وفي أيِّ حقلٍ آخر ستمشي؟
وإلى أيَّة سماءٍ سترفُّ رأسُك لتتكلَّم بما في قلبك؟
ستُقفِر هذه الأودية، ولن يكون لنا غير الحقول الجَرْداء القَفْراء.
إن جميع الأشياء الخضراء ستحترِق في الشمس، ولن تُنتِج بساتينُنا سوى التفَّاح الحامِض، وكرومنا لن تحمِل غير العِنَب المُر.
سنعطَش لخمرتك، وستحنُّ مَشامُّنا لعطرِك

•••

إلى أين يا زهرة ربيعنا الأول، إلى أين؟
أفلَن ترجِع إلينا؟
أفلَن يزورَنا ياسَمينك، ولن يُنبِت بَخور مريم روحَك في جوانب طرُقها ليُخبِرنا أنَّنا نحن أيضًا لنا جذور عميقة في الأرض، وأن أنفاسنا غير المُتقطِّعة ستظلُّ صاعِدة إلى السماء أبدًا؟
إلى أين يا يسوع، إلى أين يا ابن جارتي مريم، ورفيق ابني الحبيب؟
إلى أين يا ربيعنا الأول، وإلى أيِّ الحقول الأخرى تَسير؟
هل ترجِع إلينا ثانية؟
وهل تزور، في مدِّ مَحبَّتك، الشواطئ القَيِّمة لأحلامنا؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤