الأدب واللغة القديم والحديث (٢)

ثارت مسألة القديم والحديث مرة أخرى. وتلك مسألة إذا ثارت لم يكن يسيرًا أن تهدأ. فهي عند بعض الكتَّاب صيحة حرب لا تلبث أن ترتفع حتى يهرع من يسمون أنفسهم أنصار القديم إلى صف القديم ينصرونه، ومن يسمون أنفسهم أنصار الحديث إلى صف الحديث يعززونه. وإذا انتظم الكتاب صفوفًا للنضال عن كتابتهم فويل للمحابر والأقلام، وويل للأوراق والصحف. أما القراء فلهم البشرى. إن لهم من ميدان هذه المعركة خير منظر تتراشق فيه الحجج مطمئنة تارة محتدمة طورًا، وتتجاوب الأدلة مستقيمة حينًا ملتوية أحيانًا. وما بالك بقوم يدفعون عن وجودهم ويذودون عن كيانهم. أوليست الكتابة حياة الكاتب. فدفاعه عنها دفاع عن الحياة؟ وإذا كان المزارعون من أهل الريف ينشب أحدهم أظافره في عنق جاره حتى ليقضي عليه إن حاول ليصد الماء عن مزرعته، فإن للكتَّاب بديلًا من أقلامهم عن الأظافر يذودون بها عن حياض حياتهم كما يذود المزارع عن حوض حياته.

ومن العجب في أمر معركة القديم والحديث التي تنشب هذه السنين ما بين آن وآخر في مصر، أنها تنشب بين أقوام يعلنون جميعًا أنهم على اللغة العربية وقواعدها حراص، في حين أن قومًا آخرين لهم بين كتاب العربية اسم ومقام، ولهم فيها تواليف ورسائل، وغرضهم الظاهر في كتاباتهم العدول بالعربية عن أصولها وقواعدها وأساليبها وألفاظها، يبقون بعيدين عن المعركة ينتظرون ما ينجلي عنه غبارها، آملين أن يكون لهم من ورائها مغنم. وهل رأيت الريحاني أو جبران خليل جبران أو من شايعهما يعيرون اعتراض أنصار القديم أو أنصار الحديث عناية أو التفاتًا؟ أم هم كأنما يقولون في سخرهم المطمئن وازدرائهم للمتنازعين: أولئك أقوام تعلقوا بالقشور دون اللباب. فليظلوا في معاركهم حول الألفاظ والتراكيب، فلن يكون لهم من ورائها إلا التناحر. يومئذ يكون لجديدنا نحن، هذا الجديد الممتلئ حياة وقوة، هذا الجديد الثائر على أمة العرب العتيقة المتهدمة، هذا الجديد الطامح إلى حياة الغرب وعلمه وأدبه، بل الطامح للفظه إن أتيح له بلوغه، يومئذ يكون لجديدنا نحن الفوز على حين يبقى هؤلاء في معاركهم التي تنشب لغير غاية، وتنتهي إلى غير نتيجة. وينجلي غيارها عن غير فكرة جديدة، أو أمل في التقدم نحو فكرة جديدة.

هذا من العجب حقًّا. فأنصار القديم هم الأساتذة: صادق عنبر، ومصطفى صادق الرافعي، والشيخ علام، ومن نحا في أسلوبهم نحوهم. وأنصار الحديث هم: الدكتور عزمي، والدكتور صبري، وإخوانهما. فإن تسل ما قديم أولئك وما حديث هؤلاء ترى المقالات تواجه المقالات والرسائل تنقض الرسائل. لكنك ترى هذه المقالات والرسائل جميعًا مكتوبة بأسلوب عربي مبين. لم يصفع أحدها قواعد النحو والصرف بما تصفعها به رسائل الريحاني وجبران، ولم تكره الألفاظ خلالها حتى لتراك في حيرة قبل أن تصل إلى ما يريده أصحابها منها. ففيمَ إذن هذه المعارك يحتدم فيها الجدال، وترتفع فيها جلبة الألفاظ وضجيجها حتى لتشبه فرقعة البارود وقعقعة السنان؟

ما القديم وما الحديث؟ مسألة يجب حلها لمعرفة حدود الخلاف بين الفريقين. فهل القديم في اللغة والأدب ما يرجع عهده إلى عصور الجاهلية الأولى؟ أم هو ما اجتمع أيام حضارة العرب إلى حين بدأ التدهور في أدبهم بعد أن تدهورت سيادتهم واستعجمت حضارتهم؟ ما نظن أحدًا ممن يسمون أنفسهم أنصار القديم يريد قصر اللغة والأدب في عصرنا الحاضر على ما كانا عليه في الجاهلية الأولى. فهل يقول لنا أحدهم بعد هذا أيُّ لغة وأي أدب عربي يفضِّل؟ ما نخالهم ينكرون أن لغة امرئ القيس وأدبه ليست لغة أبي نواس وأدبه. وإنك لتقرأ المعلقات وما عاصرها فترى فيها شيئًا غير الذي تراه في شعر العباسيين أو في شعر الأندلسيين.

وإنك لتقرأ نثر الهمذاني فتراه غير نثر الجاحظ، وغير نثر ابن المقفع، وغير نثر أبي الفرج صاحب الأغاني. ثم أنت إذا عدلت عن الشعر والأدب إلى الفلسفة والتاريخ رأيت في رسائل الفارابي، وفي كتب ابن خلكان وابن خلدون صورًا من النثر متباينة. فعن أي الصور في النثر والشعر يرضى أنصار القديم؟ وأي هذه الصور في نظرهم هي المثل الأعلى للغة وللأدب؟ وهل يرى أحدهم أن يقف في أدبه وكتابته عند ما اشتملت عليه؟

كذلك ما نظن أحدًا ممن يسمون أنفسهم أنصار الحديث ينكر على هذا الميراث العربي في اللغة والأدب مجده وعظمته. بل ما نظن أحدًا منهم ينظر إلى ثورة التجديد التي يحمل لواءها جبران خليل جبران وأصحابه بعين مطمئنة. ومهما يعجب أحدهم بما تنتجه مدرسة الثورة هذه من بعض الثمرات، ومهما يجد في مثل كتاب الأجنحة المتكسرة من فيض الخيال الشعري، فكل واحد منهم جد حريص على بقاء الصلة بين الحاضر والماضي وثيقة متينة؛ ذلك بأنهم يعلمون أن كل حاضر لا يتصل بالماضي وشيك الزوال.

فيم الخلاف إذًا؟ الخلاف في رأي أنصار القديم أن هؤلاء «المحدثين» قد انصرفوا عن العرب وأدبهم إلى الغرب وأدبه، وأنهم لذلك جهلوا من أساليب العرب أفصحها لفظًا وأبلغها عبارة، واكتفوا بالقليل الذي درسوا في مكاتبهم وحاولوا إكراه هذا القليل على احتمال ما امتلأت به رءوسهم من العلوم الحديثة، فنزل بهم ما عرفوا من اللغة وأساليب الأدب إلى الاضطراب والركاكة. والخلاف في رأي أنصار الحديث أن هؤلاء «الأقدمين» حبسوا أنفسهم في غيابات الماضي، ووقفوا من الألفاظ ومعانيها والعبارات وتراكيبها موقف العرب، جاهلين أو ناسين أن اللغة مظهر من مظاهر الحياة؛ وأنها لذلك يجب أن تحتمل أداء كل ما يريده الأحياء من صور ومعانٍ على الوجه الذي يريدون أداءه به. فوقف بهم ذلك عن مجاراة الحضارة الحاضرة، وعجزوا عن أداء ما تريده الحياة من صور هذه الحضارة ومعانيها.

ولئن صدق هذا التصوير فالخلاف ليس بين القديم والحديث، والقديم والحديث لا يمكن أن يكون بينهما خلاف، وإن كان أبدًا بينهما اختلاف. بل الخلاف بين أدب اللفظ وأدب الفكر. فالذين يسمون أنفسهم أنصار القديم يريدون البقاء في دائرة حضارة العرب يستعيرون تصورهم للأشياء وتصويرهم إياها بالألفاظ، ويعملون على إكراه الحضارة الحالية في قوالب الحضارة العربية. والذين يسمون أنفسهم أنصار الحديث يحاولون الفرار من بيت الحضارة القديمة، ويعملون على أن يخلقوا لما أنشأته الحضارة الحديثة قوالب جديدة من اللفظ قد لا تتفق وما يرضاه فقه اللغة العربية وسرها.

مثل هذا الخلاف يرجع إلى قيام طائفتين اختلف تهذيب كل منهما، واختلفت ثقافتهما عن الأخرى، فتعذَّر عليهما التعاون الواجب لخلق روح قومية للثقافة والأدب. ولن يزال هذا الخلاف ما بقي الاختلاف بين الطائفتين في التهذيب والثقافة وما بقيت الأمة في علمها وأدبها كَلًّا على سواها وعالة على غيرها. فيظل «الأقدمون» بين جدران قصور الماضي المجيد بحضارته وأدبه معجبين بمخلَّفاته، ناسجين ثمرات أفهامهم وخيالاتهم على منواله، قانعين بالنظر إلى الحاضر وأعماله وآماله من نوافذ هذه القصور، فرحين بما قد يجدونه فيه من مشابهات لما عندهم، مؤمنين بأن ما لديهم خير وأبقى، وبأن ما يرون من سناء ولأْلَاء ليس إلا خلبًا من برق وسرابًا من آل. فإذا حسن ظنهم بالحاضر قالوا: إنما هو فروع هذا الجذع الذي جمعنا حوله وأوجب علينا أن نزيده قوة وصلابة. ويظل «المحدثون» في فضاء الحاضر الحر الدائم الحركة مأخوذين بما أبدع الغرب فيه من ثراء وغِنًى في الحكمة والعلم والشعر، ممتلئة نفوسهم بمحبته وإجلاله، متمثلة كل ما فيه من بهاء لا يبلى، وجدة لا يهرمها شتاء حتى يعقبه ربيع أكثر بهاءً وجدةً. فإذا أداروا رءوسهم إلى قصور «الأقدمين» التي منها درجوا حاولوا أن يتصل ما بين كنوزها وهذه الحضارة الجديدة، فإن تيسرت الصلة الصحيحة فذاك، وإن لم تتيسر فلا ضير أن تكون صلة أقل صحة ما دامت ترضي منهم هوى النفوس، وتكفي عندهم لبوسًا للمعاني الجديدة والصور المستحدثة.

والحق أن اللغة العربية على ما خلفتها حضارة العرب كثيرًا ما تستعصي على صور هذه الحضارة الحديثة. وليس عليها في ذلك ذنب، وليس في طبيعتها دون الوصول إليه عجز؛ ذلك بأن اللغة أداة إن لم يدم صقلها علاها الصدأ، ثم كان فيها تثاقل عن السير المطمئن إلى حيث يحتاج إليها الذهن الفياض بمعانٍ وصور وجديدة. ولقد يبلغ من صدئها أن يقبرها. وهذه الهيروغليفية واليونانية القديمة واللاتينية والآشورية وما إليها من لغات، حملت أسمى صور الحضارة الإنسانية القديمة، ثم أهملت فصارت قبورًا لهاته الصور، ينبش العلماء اليوم لاستخراج ما تحتويه من كنوز ودفائن تضيف إلى سلطان الحاضر وعظمته سلطانًا وعظمة. ولا ريب في أن اللغة العربية تنطوي من الكنوز على ما لو اطلعت عليه جميعًا لوقفت أمام جلاله وبهائه مبهورًا مقدسًا. وذلك سر سحرها الأقدمين وأخذها إياهم عن أنفسهم. لكن اللغة العربية كائن حي لا تزال ولن تزال. وكل كائن حي لا يستطيع القيام دون الاشتراك مع سائر الكائنات التي تتصل به اشتراك تعاون وتنافس. وقد هدمت منشآت الحضارة الحديثة ما بين الدول من حدود وما كان يحيط بثمرات الفكر من قيود. فأصبح العالم كله كتلة واحدة ذات حضارة واحدة. وأصبحت عقول السكسون والجرمان واللاتين والعرب والهندوس والصين تتجاوب ثمراتها، وتتنافس آثارها، وتتجاذب في نضال وتضامن. واندفعت الأمم العربية واللغة العربية، حتمًا مقضيًّا، تغامر في المضمار، وتعد كاهلها لاحتمال حضارة الإنسانية كلها بكل ما فيها من علم وفن وأدب. ولا مفرَّ لها من أن يبلغ صفو صقالها ما يجعلها في حملها حضارة العالم تعدل كل لغة من لغاته. فإذا أتاح القدر لأهلها أن كان لهم على الحضارة الغلب يومًا كانت بين اللغات جميعًا زينة وسحرًا وبهرًا.

ولعل هذه المعارك القلمية التي تنشب بين «الأقدمين» و«المحدثين» إحدى الخطى في سبيل هذه الغاية. «فالأقدمون» يريدون أن يمسكوا «بالمحدثين»؛ لكي لا يندفعوا إلى ما يندفع إليه الريحاني وجبران خليل جبران. و«المحدثون» يحاولون أن يخرجوا «الأقدمين» من غيابات الماضي إلى نور الحاضر وحركته.

وذلك نضال غايته الكمينة حرص الطائفتين على التضامن والتعاون في الحياة القومية؛ لتؤدي كل ما أوجبته عليها الحياة لخير الإنسانية جميعًا.

لكن هذه المعارك لا تزيد على أنها خطوة ضيقة. ودرك تلك الغاية السامية تعوزه خطى العمالقة وجهود الفحول. هؤلاء العمالقة الفحول هم النوابغ يقف الواحد منهم من قومه موقف الهادي تتعلق به الأنظار، وتنفتح لعبارته الأفئدة والقلوب. يعتصر ذهنه الفرد لب الحضارة جميعًا، وينفثها من روحه القوي في أحاديث وقصص أو في قصائد منظومة أو في كتب علم وفن، فيتلقَّاها عنه قومه وقد لبست ألفاظه ثيابًا من المعاني يجب أن تقرَّها معاجم اللغة راضية أو كارهة؛ ولهذا النابغة يخضع «الأقدمون» و«المحدثون» جميعًا. ليكن في عبارته ما فيها على قواعد اللغة من خروج وشذوذ؛ هي لغة الحضارة وروح العصر؛ هي الجواب الكافي لحاجة في النفوس تتطلع لسدها؛ هي الأداء الصحيح لما يجول بخاطر الإنسانية من المعاني. والإنسانية ميراث متجدد يسفر كل صباح عن حظ منه جديد. فاللغة التي تؤدي حاجة الإنسانية وما يجول بخاطرها لا يمكن إلا أن تكون الثمرة الناضجة لهذا الميراث والجماع الكامل لكل ما كدَّسه الوجود من علم ووهم ومن حس وتصور.

متى يتاح للغة العربية أمثال هؤلاء النوابغ الذين ينشئون الأدب القومي، ويفرغون في قوالبه المصقولة حضارة الإنسانية بكل ما تنطوي عليه؟ ذلك سؤال جوابه للزمن. لكن أهل هذه اللغة بحاجة إلى مجهودات صالحة يقوم بها المئات والألوف من أبنائها في مثابرة وجد لاجتناء ثمرات مجهودات الأمم الأخرى، وبثها في جو البلاد العربية. سيجد هؤلاء المئات والألوف من مجهودهم مشقة وعنتًا، وسيقع بعضهم إعياءً ويفر آخرون يأسًا. لكن الحضارة شجرة من الأشجار الضخمة العظيمة الجذع التي لا تسرع إلى الظهور والنمو، ولكنها تسير في سبيله مقاومة كل صعب متغلبة على كل عقبة، وتبدو أول ظهورها ضئيلة لا يطمئن من لا يعرفها إلى أنها بالغة ما يبلغه أمثالها من ضخامة وعظمة؛ ولذلك يصدُّ عنها ولا يُعنى بتعهدها. وهذا هو شأن الكثيرين من أهل الشرق اليوم. أولئك يريدون العاجلة فيهيمون باقتطاف زهر النبات الضعيفة سوقه السريع انقضاء أجله. وهم يكتفون بتفيؤ ظلال جذوع سقطت أوراقها وجفَّت أغصانها. أما ذوو العلم فلا يثنيهم عن تعهدها عجز ولا طمع. فإذا هي أورقت كان من ثمرها قطاف النابغة الهادي.

يوم يقيم النوابغ الأدب القومي، بعد أن ينشر المجاهدون العلم والثقافة القومية، تنتقل المعركة من ميدان القديم والحديث إلى التنافس حول الكمال والقرب منه والابتعاد عنه، ويومئذ يتشعب الكمال إلى ما يريد النوابغ من صور، ويومئذ يسلس قياد اللغة ويسرع تيارها الفيَّاض إلى حيث يحتاج إليه الذهن. ثم يكون التعاون الصادق بين ثمرات الفكر. وتكون هذه الثمرات لذاتها هي الغاية أن أصبحت اللغة منهلًا عذبًا كثير الزحام. ويومئذ ترى هؤلاء المقتتلين من «الأقدمين» و«المحدثين» قد انصرفوا عن نضالهم الحاضر إلى ما هو خير وأبقى، ونرى اللغة اتصل ماضيها بحاضرها دائمة الأهبة؛ لتمثل ما تخلقه الحضارة من كل حديث.

لكن انصراف المقتتلين اليوم لن يحسم المعركة. وكيف تحسم في الحياة معركة والحياة تمور في نضالها الدائم الاتجاه نحو ما ترجوه الإنسانية من كمال. إنما يكون صلح الطائفتين المتنازعتين اليوم مثارًا لقيام طوائف جديدة تقف في وجههما جميعًا. ألم تر في نضال الفن كيف قام الآخذون عن الفلمنك، فأنشأوا اليوم شتى المذاهب، ووقفوا ينصرونها في وجه المدرسة اللاتينية العريقة الأصل والحسب؟ أولم تر إلى من قد يسميهم الأستاذ عزمي المكعبين Les Cubistes. إذن فسيقوم عند بلوغها من صفو الصقال غايته أولئك «المكعبون» ومن إليهم من الثائرين. وسيكون أثر هؤلاء في اللغة أثر السموم تدخل إلى الجسم القوي فتزيده قوة وتؤتيه من المناعة ما يقيه ويحفظه.

•••

لا نطلب اليوم إذن إلى «الأقدمين» و«المحدثين» أن يكفُّوا عن النضال ما دام نضالهم خطوة في سبيل الكمال. إنما الذي نرجوه ونطلبه أن يتضامن المئات والألوف من أهل اللغة العربية؛ لتتمثل لغتهم حضارة الإنسانية وليحتمل كاهلها كل ثمرات الذهن الإنساني من علم وفن وأدب. فإذا بلغوا من ذلك أن كان لأممهم حظ ونصيب من الثقافة القومية، فقد آذنت الساعة لقيام النوابغ الذين ينفثون في الشرق العربي روح حياة وقوة، ويخلعون على اللغة ثوب البهاء الذي يجدر بها أن تكسوه في هذه المدنية الحاضرة؛ لتكون به جديرة بأبناء هذا الشرق مهد أسمى الحضارات الإنسانية وأكبرها مجدًا وعظمة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤