الفصل السادس عشر

هل قتلت ملكة اسكتلندا زوجها؟

لا بُدَّ أنه كان من السهل على ماري ستيوارت أن تجد زوجًا مناسبًا.

فقد كانت شابة (في الثانية والعشرين من عمرها)، وجميلة (كتب عنها سير والتر سكوت أن: «لها ملامح لم نعرف لها وجودًا من قبل»). وعلى عكس ابنة عمها إليزابيث — ملكة إنجلترا — كان لتفكيرها طابع أنثوي تقليدي، على الأقل إلى الحدِّ الذي جعلها تتوق لرجل تستطيع الاعتماد عليه. ولعل أكثر مقوماتها جاذبية، لأي خاطب محتمل، هو المهر الذي ستقدمه له: فلما كانت ماري ملكة على اسكتلندا، فإن زوجها سيصبح ملكًا بالتبعية.

غير أن الرجل الذي تزوجت منه في يوليو ١٥٦٥ — وهو هنري ستيوارت، إيرل دارنلي — كان فقيرًا لأقصى درجة. لا شك أنه كان يحظى ظاهريًّا ببعض السمات الرائعة؛ فقد كان شأنه شأن ماري شابًّا وسيمًا وابن عم لإليزابيث. وكانت إليزابيث قد وضعته في مرتبة قريبة خلف ماري في تسلسل العرش الإنجليزي؛ ما ولَّد لدى ماري سببًا لتمني أن يزيد الزواج من أحقيتها في أن تكون خليفة إليزابيث.

ولكن للأسف، كما أدركت ماري سريعًا، كانت صفات هنري الطيبة ظاهرية فحسب. فقد تبيَّن أنه مدلل، وكسول، وليس له أي نفع على الإطلاق حين تعلق الأمر بحكم البلاد. وبنهاية عام ١٥٦٥، كانت ماري قد تجاهلت زوجها واعتمدت بشدة على نصائح مستشارين آخرين، لا سيما شخص من إيطاليا كان يعمل موسيقيًّا في وقت ما يُدعَى دافيد ريتسيو.

كان هنري، من جانبه، في غاية الاستياء من تأثير ريتسيو ونفوذه، مثله مثل كثيرين آخرين في طبقة النبلاء الاسكتلنديين. وكان مما أثار حفيظة الكثير من اللوردات البروتستانت بشكل خاص أن ريتسيو كان أجنبيًّا، ومثل ماري كاثوليكيًّا. وفي مارس عام ١٥٦٦، اقتحمت مجموعة منهم قصر الملكة، وراحوا يجرُّون ريتسيو وهو يصرخ، وظلوا يسددون له الطعنات حتى الموت. لم يشارك هنري ذاته في الجريمة، ولكنه قطعًا كان ضالعًا في المؤامرة. وحتى لا يتركوا أي شك بشأن تورطه، ترك القتلة خنجر هنري بحرص في جثة ريتسيو.

غير أن ماري استمرت في تقمص دور الزوجة الوفية. فعلى الرغم من أن هنري كان يعاني من مرض الزهري، فقد أقنعته أن يعود إليها من مسكن عائلته القريب من جلاسجو. وفي فبراير من عام ١٥٦٧، انتقل هنري إلى كيرك أوفيلد، وهو منزل يقع على أطراف إدنبره، حيث قامت ماري بتمريضه بكل إخلاص حتى استرد صحته.

ولكن المصالحة الملكية كانت قصيرة الأجل؛ ففي التاسع من فبراير، تركت ماري المنزل لحضور حفل زفافٍ لأحد الخدم في المدينة، وبعد بضع ساعات، وقع انفجار في كيرك أوفيلد. ووُجدت جثة هنري في الحديقة؛ فعلى ما يبدو أنه قد هرب من الانفجار ليلقى حتفه مختنقًا بالدخان الكثيف بالخارج.

كان معظم المراقبين على قناعة بأن الرجل الذي وقف وراء عملية الاغتيال هو عدو هنري جيمس هيبورن، إيرل بوثويل، الذي استمرت عداوته لوقت طويل. ومن ثم، لم تكن مفاجأة حين تمَّ اتهام بوثويل بقتله في أبريل. ولكن الموضوع الأكثر جدلًا هو دور ماري في الجريمة. فقد هبَّ كتاب معاصرون كاثوليك، مثل الأسقف جون ليسلي، لنصرتها والدفاع عنها، واصفين إياها بأنها أكثر براءة من مريم العذراء. أما الكتاب البروتستانت، وأبرزهم جورج بيوكانن وجون نوكس، فكانوا على نفس القدر من الحماس لكونها مذنبة.

أما عن ماري نفسها، فقد أنكرت أية صلة لها بموت زوجها، وبدا الكثيرون على استعداد لتصديقها. ولكن سرعان ما انهارت مصداقيتها؛ ففي ١٥ مايو، وبعد ثلاثة أشهر فقط من اغتيال الملك، تزوجت الملكة مرة أخرى. ولم يكن الزوج الجديد سوى إيرل بوثويل، المشتبه به الأول في قتل هنري.

•••

أدى زواج ماري من بوثويل إلى نهاية حكمها، ربما أكثر من جريمة قتل هنري. ورغم أن بوثويل كان لوردًا صاحب نفوذ، فإنه لم يكن يملك شبكة تحالفات مع النبلاء الآخرين، والتي كانت في غاية الأهمية لملك اسكتلندي في القرن السادس عشر. أما بالنسبة إلى ماري، فقد تبخر تمامًا بعد الزواج ما كانت تحظى به من دعم — قوي دائمًا — بين اللوردات البروتستانت. ومما اعتبره كثيرون محاولة يائسة لاستعادة سمعتها، أن ماري زعمت أنها تزوجت من بوثويل لأنه اختطفها واعتدى عليها، وهي القصة التي لم يصدقها سوى قليلين.

figure
كانت ماري في أعين المدافعين عنها في براءة مريم العذراء … وهذا ما جعل من الصعب تفسير زواجها من الرجل المتهم بقتل زوجها. وفي الصورة المبينة هنا لوحة معاصرة تصور مشهد الاغتيال. (مكتب السجلات العامة.)

وفي يونيو عام ١٥٦٧، وبدعم قطاع كبير من عامة الاسكتلنديين، هزمت مجموعةٌ من النبلاء الغاضبين قواتِ ماري وبوثويل، وقاموا بسجن الملكة في قلعة لوكليفن. وبعد شهر، وافقت على التنازل عن العرش تحت وطأة عجزها عن مقاومة تهديداتهم. فتنازلت عن العرش إلى ابنها الطفل جيمس، الذي ترأس حكومته أخو ماري غير الشقيق جيمس ستيوارت، إيرل موراي. وبعد عام، فرَّت ماري من لوكليفن وحاولت استعادة عرشها، ولكن قوات موراي هزمت قواتها مجددًا، في هذه المرة في معركة حاسمة بالقرب من جلاسجو في ١٣ مايو ١٥٦٨. وبعد ثلاثة أيام، هربت ماري إلى إنجلترا على أمل إقناع إليزابيث بمساعدتها في إعادتها للعرش.

غير أن وجود ماري أدى إلى ارتباك المشهد بالنسبة إلى إليزابيث. فمن ناحية، كانت رؤية ملكة أُطيح بها من على عرشها كفيلة بأن تجعل ملكة إنجلترا تشعر بالقلق والانزعاج. ومن ناحية أخرى، كانت إعادة ماري إلى العرش ستتطلب هزيمة الحزب الموالي للبروتستانت والإنجليز في اسكتلندا، وهو الأمر الذي كانت إليزابيث تمقت حدوثه. فقررت تعيين لجنة للتحقيق في القضية بأسرها، على أن يفيدوها بتقريرهم بعد ذلك.

كانت اللجنة هي الفرصة الأولى التي حظي بها كلا الطرفين لعرض حججهما. (فقد ألقت محاكمة بوثويل في جريمة الاغتيال — في أبريل ١٥٦٧ — قليلًا من الضوء على الجريمة؛ في ظلِّ حصار المحكمة بقرابة مائتين من أنصاره المسلحين؛ ما جعل براءته مضمونة وغير منطقية.) واجتمع أعضاء اللجنة الإنجليز على مدار عامي ١٥٦٨ و١٥٦٩ في يورك في البداية، ثم في ويستمينستر، وأخيرًا في محكمة هامبتون.

وصل موراي نفسه إلى ويستمينستر في ديسمبر عام ١٥٦٨ ليرفع دعواه ضد ماري. ولكن لم تكن حججه هي ما ألهبت وقائع المحاكمة بقدر ما جلبه من أدلة. فقد أحضر موراي معه ما كان حتى وقتذاك مجرد شائعة؛ أحضر مجموعة من الخطابات والقصائد، التي زُعِم أن ماري كتبتها لبوثويل، وعبَّرت فيها عن حبها العميق له وكراهيتها الشديدة لهنري.

كان من بين ما اقتطف من الخطابات ما كتبته ماري لبوثويل عن أنها لا تريد سوى أن تكون «بين أحضانك يا حبيب العمر» (وكان ذلك بينما كان هنري على قيد الحياة). كانت على استعداد لأن تفعل أيَّ شيء يطلبه منها؛ كلُّ ما كان عليه فقط هو — حسب ما ورد — أن «ترسل لي أوامر بما ينبغي أن أفعل.» أما بالنسبة إلى هنري، فكانت مشاعرها التي عبرت عنها في الخطاب تجاهه واضحة؛ إذ قالت: «تبًّا لهذا المريض الذي يسبب لي كلَّ هذا الإزعاج.»

كانت الخطابات تحمل إدانة بالغة؛ إذ بيَّنت أن ماري قاتلة وعاهرة على حدٍّ سواء. ولكن ماري أنكرت أن الخطابات تخصها، وبادر المدافعون عنها في وصفها بأنها مزيفة. والحق أنه كان هناك قدر كبير من الشك بشأن هذه الخطابات. فطالب أنصار ماري بمعرفة لماذا ظلت الخطابات مختفية حتى اجتماع أعضاء اللجنة.

بحسب موراي، كانت الخطابات بحوزة حكومته منذ يونيو ١٥٦٧، حين قاموا بالقبض على خادم بوثويل، جورج دالجيش، الذي قادهم بدوره إلى «صندوق مجوهرات» فِضِّي كان يحوي الوثائق. ولكن كما أشار أنصار ماري، فقد انتظر موراي أكثر من عام قبل أن يعلن هذا الدليل الدامغ؛ الأمر الذي كان سيمنحهم قدرًا وافرًا من الوقت لتزوير الوثائق، ثم تقديمها لأعضاء اللجنة في اللحظة المناسبة تمامًا. علاوة على ذلك، ففي الوقت الذي وصل فيه موراي إلى ويستمينستر، كان دالجيش — الشخص الوحيد الذي كان بوسعه دحض هذه القصة — قد أُعدم بالفعل لمعاونة بوثويل في قتل هنري.

كان محتوى الخطابات أيضًا محلَّ شك. فلم يكن أيٌّ منها يحوي تاريخًا أو توقيعًا؛ ومن ثم لم يكن هنالك طريقة للتأكد من أن ماري هي من كتبت الخطابات، وليس عشيقة أخرى لبوثويل. أما قصائد الحب، فكانت مكتوبة بأسلوب مختلف تمامًا عن شعر ماري المعروف، ويبدو أن الشاعرة، أيًّا كانت هويتها، كانت معجبة بثراء بوثويل، وهي عاطفة من غير المحتمل أن تراود الملكة التي كانت تفوق بوثويل ثراء إلى حدٍّ بعيد. كلُّ ذلك أقنع العديد من أنصار ماري بأن خطابات الصندوق كانت مزيجًا من وثائق مزورة بشكل صريح وأخرى حقيقية تمَّ التلاعب فيها لتبدو خاصة بماري.

لم يقرر أعضاء لجنة إليزابيث رسميًّا قط مصداقية الوثائق، وكذلك إليزابيث نفسها. بدلًا من ذلك، قرروا أنه لا يوجد دليل على أن موراي أو ماري قد أتيا بفعل مشين. وكان ذلك غير منطقي وفقًا للقانون، ولكن كان له مدلول سياسي، على الأقل على المدى القصير. واستطاع موراي العودة إلى اسكتلندا حيث تمكن من الاستمرار في الحكم باعتباره حليفًا بروتستانتيًّا لإنجلترا. وظلت ماري في إنجلترا، وفي الواقع ظلت بالسجن، إلَّا أن إليزابيث على الأقل لم تصدر أيَّ حكم ضدها من شأنه أن يثير حفيظة الكاثوليك سواء بالداخل أو بالخارج.

غير أن إليزابيث على المدى الطويل ظلت تواجه مشكلة. فما دامت ماري على قيد الحياة، فمن الممكن أن تظل محورًا لمخططات الكاثوليك لاستعادة العرش البريطاني والاسكتلندي أيضًا. وقد شاركت ماري طواعية في ثلاث على الأقل من هذه المؤامرات، تضمنت الأخيرة خطة لاغتيال الملكة البريطانية. وكانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة إلى إليزابيث؛ ففي وجود أدلة ساحقة على دور ماري في مكيدة الاغتيال، أمرت بإعدامها على مضض، بقطع رأسها في ٨ فبراير ١٥٨٧.

أما فيما يتعلق ببوثويل، فكانت نهايته أكثر ترويعًا. فقد لجأ للدنمارك؛ حيث لم يكن الملك سعيدًا برؤيته كما لم تكن إليزابيث سعيدة برؤية ماري. فألقى به الملك في حصن دراوسهولم، حيث قُيِّد السجين بعمود في نصف طوله. وقادت الظروف القاسية بوثويل إلى الجنون، وظل كذلك حتى وفاته في أبريل ١٥٧٨.

•••

على مدار حياة إليزابيث، ظلت ماري تُصوَّر بطرق متناقضة تمامًا. فكانت في نظر الكتاب البروتستانت متآمرة كاثوليكية، وفي نظر الكاثوليك شهيدة بريئة. وبمجرد وفاة إليزابيث، ليخلفها جيمس نجل ماري، أفسحت هذه الرؤى المتناقضة مجالًا لشيء أقرب لحلٍّ وسط، تمخضت عنه صورة، لا تزال مألوفة حتى اليوم، لبطلة رومانسية هزمها الحظ السيِّئ والحب التعيس.

وقد خدمت الصورة الجديدة جيمس على نحو جيد. فباعتباره ملكًا بروتستانتيًّا يحكم دولتين بروتستانتيتين (إنجلترا واسكتلندا)، استطاع بمشقة أن يسمح لماري الشهيدة بالاستمرار كإلهام لأحلام وآمال الكاثوليك. في الوقت نفسه، كان يجد الوصف البروتستانتي الحاقد الذي وضعه بيوكانن ونوكس مستهجنًا بالقدر نفسه؛ فقد كانت هذه والدته تلك التي كانوا يتحدثون عنها رغم كل شيء.

وهكذا ظهر حلٌّ وسط ملائم ولائق. ولكن على الرغم من أنه قد لبَّى الاحتياجات السياسية الراهنة، فقد طمر قضية كون خطابات الصندوق حقيقية أم مزيفة. وكما هو متوقع تمامًا، حاول جيمس أن يقضي على القضية بالتخلص من الدليل. وفي وقت مبكر من فترة حكمه، وبينما كانت الخطابات في حوزة حكومته، إذا بها قد اختفت ولم تقع عليها عين منذ ذلك الحين.

لم يمنع ذلك المؤرخين اللاحقين من التفكر بشأنها. وفي ظلِّ عدم وجود أي دليل جديد، نزع معظمهم إلى ترديد نفس الحجج التي أثارها موراي وماري أمام أعضاء لجنة إليزابيث. وكان معظم مؤرخي القرن العشرين، الذين سردوا التناقضات في أساليب ومضامين الخطابات، يميلون نحو الاعتقاد بأنها مزيج من وثائق مزورة بشكل صريح وأخرى تمَّ التلاعب فيها. ولكن مع اختفاء الخطابات الأصلية، لا يمكن إيجاد حلٍّ قاطع للغز الخطابات.

كان المؤرخون أقل ترددًا للحكم على القضية الأهم الخاصة بدور ماري في مصرع هنري، والتي يوجد عليها الكثير من الأدلة خلاف خطابات الصندوق. ومعظم هذه الأدلة تجعل لماري صلة بالجريمة؛ فهناك تزلُّفُها لهنري من أجل العودة إلى إدنبره، على الرغم من دوره في اغتيالِ ريتسيو ومعاناتِه من مرض الزهري، ومغادرتُها المنزل قُبَيل ساعات فقط من الانفجار، وزواجُها من بوثويل بعد شهور فقط من الحادث؛ كلُّ ذلك يشير فيما يبدو إلى أن ماري كانت على علم بأن شيئًا ما سوف يحدث. حتى لو لم تكن على دراية بمخطط تفجير كيرك أوفيلد، فلا بد أنها كانت تعلم أن شيئًا ما يدور. علاوةً على أن مشاركتها الحماسية في المخططات اللاحقة للتخلص من إليزابيث إنما تشير إلى أن ماري لم يكن لديها أيُّ تأنيب ضمير إزاء الاغتيالات السياسية.

هذا لا يعني أنها كانت الوحش الذي صوَّره بيوكانن ونوكس. لقد كانت السياسة الملكية في القرن السادس عشر مجالًا قذرًا، ولم يكن سلوك ماري أقذر من سلوك العديد من نظرائها، بمن فيهم إليزابيث. كان الفارق أن إليزابيث مارست اللعبة بمهارة وكُتِب لها الفوز، ولم تستطع ماري، بكلِّ ما كان لها من جمال وسحر، أن تساير ابنة عمها مطلقًا.

لمزيد من البحث

  • George Buchanan, The Tyrannous Reign of Mary Stewart, trans. and ed. W. A. Gatherer (Edinburgh: University Press, 1958). Includes Buchanan’s 1571 A Detection of Mary Queen of Scots and the relevant sections of his 1582 History of Scotland. A pretty good idea of Buchanan’s attitude toward Mary can be gauged from his tale (completely invented) of how Mary’s servant was ordered to haul a half-naked Bothwell up by a rope out of his wife’s bed and directly into that of the queen.
  • James Emerson Phillips, Images of a Queen (Berkeley: University of California Press, 1965). How her contemporaries turned Mary into a symbol of everything good and everything evil.
  • M. H. Armstrong Davis, The Casket Letters (Washington, D.C.: University Press of Washington, D.C., 1965). The most recent book-length study of the letters, in which Armstrong Davis argues that they were forged to frame Mary. So certain is Armstrong Davis of Mary’s innocence that he also argues, much less persuasively, that the Kirk O’Field explosion that killed the king was actually Henry’s botched attempt to kill Mary.
  • Antonia Fraser, Mary Queen of Scots (New York: Delacorte Press, 1969). The best biography to date, at once scholarly and romantic.
  • Gordon Donaldson, The First Trial of Mary, Queen of Scots (New York: Stein & Day, 1969). A thorough study of the York, Westminster, and Hampton Court hearings, with a somewhat less sympathetic view of Mary than Fraser’s.
  • Ian Cowan, ed., The Enigma of Mary Stuart (London: Victor Gollancz, 1971). A useful collection of too-short excerpts from various works on Mary, from the sixteenth century to the twentieth.
  • Jean Plaidy, Mary Queen of Scots (New York: G. P. Putnam’s Sons, 1975). Not surprisingly, since Plaidy is also a best-selling writer of romance fiction (under the pseudonym Victoria Holt), this biography presents the Mary of romance, a woman who unwisely let her heart prevail over her head.
  • Jenny Wormald, Mary Queen of Scots (London: George Philip, 1988). A portrait of Mary as abject failure, so devoid of political judgment and will that she drove her opponents to take action against her.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤