الفصل الثاني

مَن شيَّد ستونهنج؟

الأهرامات المصرية، معبد بارثينون اليوناني، الكولسيوم الروماني؛ كلها آثار تَستحضر في الذهن صورًا لحضارات عظيمة، للفراعنة والفلاسفة، للأباطرة والملحمات.

أما ستونهنج، فليس كذلك.

إن الأطلال الحجرية الضخمة الكائنة بسهل ساليسبري ليست محاطةً بمدن قديمة، ولكن بطرق سريعة حديثة تتجه شرقًا صوب لندن. لا وجود لكتابات هيروغليفية لفك شفرتها هناك، ولا حوارات سقراطية لتأويلها. وقد قام الناس أيضًا في العصر الحجري والعصر البرونزي — الذين شيَّدوا ستونهنج — ببناء آثار حجرية أقل حجمًا؛ أطلالها مبعثرة في أنحاء الريف. ولكنهم لم يتركوا أيَّ شيء لتوضيح كيف أو لماذا تمكَّنوا من تشييد إنجاز هندسيٍّ فذٍّ وإعجازي كستونهنج. وقد اتضح أن سكان سهل ساليسبري القدماء كان لديهم على مستويات أخرى ثقافة كادت تتجاوز مستوى البقاء والاستمرار، وحتى مرحلةٍ متأخرة من القرن العشرين لم يكن لدى المؤرخين أيُّ شيء يؤنِّب ضميرهم بشأن وصف هؤلاء الناس ﺑ «البربر».

لا غرابة إذن أن بدأ هؤلاء الذين كانوا يدرسون هذه الدائرة القديمة من الأحجار — من العصور الوسطى فصاعدًا — في تجاوز سهل ساليسبري لتوضيح ماهية مَن بناه. فنسَبَ الكاهن الويلزي جيفري المنموثي — الذي عاش في القرن الثاني عشر — ستونهنج إلى ميرلين ساحر بلاط الملك آرثر. ووفقًا لكتاب جيفري «تاريخ ملوك بريطانيا»، كان مَن أمر ببناء الأثر هو عمَّ آرثر، أورليوس أمبروسيوس؛ إذ كان يبحث عن طريقة تذكارية مهيبة لإحياء ذكرى انتصارٍ عظيم على الغزاة الأنجلوساكسونيين. فاقترح ميرلين أن يأخذوا مجموعة دائرية من الأحجار من مكان يُسمَّى كيلاروس في أيرلندا، ثم رتَّب لنقل الأثر المصنوع مُسبَّقًا عبر البحر إلى بريطانيا.

وفي القرن السابع عشر، انبهر الملك جيمس الأول أيَّما انبهار بستونهنج، حتى إنه كلف المهندس المعماري ببلاطه — إينيجو جونز — بالبحث والتحري عنه. وبعد دراسة الأثر، لم يسع جونز سوى أن يتفق في الرأي مع جيفري المنموثي في أن سكان المنطقة في العصر الحجري أو البرونزي لم يكن بمقدورهم بناؤه على الأرجح. وبرَّر جونز ذلك بقوله: «إذا كانوا يفتقرون إلى المعرفة حتى لإلباس أنفسهم، فما كان لديهم إذنْ أيُّ قدر منها يمكِّنهم من تشييد بنايات مَهيبة، أو أعمال رائعة مثل ستونهنج.»

وخلَص جونز إلى أن «بنايةً بتلك الروعة» لا يمكن أن تكون إلا من صنع الرومان، وأنها كانت معبدًا لإله رومانيٍّ غير معروف.

شهدت السنوات اللاحقة جهودًا متواصلة لنسب ستونهنج إلى بناةٍ مِن مكانٍ ما — أي مكان تقريبًا — بجوار بريطانيا. وكان للدنماركيين والبلجيكيين والأنجلوساكسونيين مَن يناصرهم، مثلما كان الحال مع الكهنة الكلتيين القدماء المعروفين باسم كهنة الدرويد.

كانت المشكلة مع كلِّ تلك النظريات واحدة. فعلى الرغم من أن التأريخ بالكربون المشع لم يكن اختُرِع حتى القرن العشرين، فقد أشارت طرق التأريخ الأكثر بساطة لعلماء الآثار الأوائل إلى أن ستونهنج ربما يكون قد شُيِّد قبل عام ١٥٠٠ قبل الميلاد. كذلك أدرك معظم الباحثين أن كهنة الدرويد لم يصلوا قبل عام ٥٠٠ قبل الميلاد، بينما وصل الرومان بعد ذلك التاريخ. وكان هذا يعني أن ستونهنج قد شُيِّد قبل أكثر من ألف عام من وصول كليهما.

ومن ثَمَّ ظل السؤال قائمًا حتى القرن العشرين: مَن شيَّد ستونهنج؟

•••

أشار اكتشافٌ عَثر عليه بمحض المصادفة أحدُ علماء الآثار عام ١٩٥٣ إلى حلٍّ لهذا السؤال. في العاشر من يوليو، وكجزء من دراسته المسحية للموقع، كان ريتشارد أتكينسون يُعِدُّ لالتقاط صور فوتوغرافية لبعض رسوم الجرافيتي التي تعود إلى القرن السابع عشر، على حجرٍ يقع بجوار ما يُعرَف بالتريليثون العظيم. انتظر حتى نهاية ما بعد الظهيرة، على أمل ظهور تبايُنٍ أكثر حدَّة للضوء والظل. وبينما كان ينظر عبر الكاميرا، لاحظ أتكينسون وجود نقوش أخرى أسفل النقش الذي يعود للقرن السابع عشر. كان أحدها عبارة عن خنجر يتجه إلى الأرض، وبالقرب منه أربع فئوس من نوعٍ كان يُوجَد في إنجلترا في نفس توقيت تشييد ستونهنج تقريبًا.

كان الخنجر الوحيد، وليست الفئوس، هو أكثر ما أثار أتكينسون؛ إذ لم يُعثَر على شيء كهذا في إنجلترا، أو في أيِّ مكان في شمال أوروبا. وكان الأثر الأقرب له هو ذلك الذي جاء من المقابر الملكية لقلعة مسِّينا باليونان.

وهنا — أخيرًا — ظهرت الصلة بحضارةٍ أكثر تقدُّمًا؛ حضارة كان من المتوقع لها بشكل منطقي أن تكون قد بَنَت شيئًا مثل ستونهنج. والأفضل من ذلك أن الخناجر التي عُثِر عليها في مسِّينا عاد تاريخها إلى قرابة عام ١٥٠٠ قبل الميلاد، وهو نفس توقيت تشييد ستونهنج تقريبًا، وفقًا لمعظم خبراء خمسينيات القرن العشرين. وعلى عكس الرومان أو كهنة الدرويد، كان للصلة المسِّينية منطق زمني مُقْنع.

توصَّل أتكينسون إلى نظرية مدروسة مفادها أن ستونهنج قد صُمِّم على يد مهندس معماري زائر من منطقة البحر الأبيض المتوسط الأكثر تحضرًا ورُقيًّا. وخمَّن أنه ربما كان هناك أيضًا أمير مسِّيني مدفون في سهل ساليسبري. وقد تقبَّل العالم الأثري هذه النظرية بعد أن شعر بالارتياح لعثوره أخيرًا على حلٍّ لإشكالية ستونهنج.

ولكن مثلما تكوَّن الإجماع سريعًا على الصلة المسِّينية، تمزَّق وانهار سريعًا أيضًا. فقد حملت ستينيَّات القرن العشرين ظهور شكلٍ جديد من التأريخ بالكربون المشع، وفجأة وجد علماء الآثار أنفسهم في مواجهة دليل قوي ودامغ على أن ستونهنج أقدم بكثير مما كان يُعتقَد في السابق، وأقدم بكثير من الحضارة المسِّينية. فقد أكدت التواريخ التي تمَّ التوصل إليها بالكربون المشع أن القلعة في مسِّينا بُنيَت فيما بين عامي ١٦٠٠ و١٥٠٠ قبل الميلاد، ولكنها دفعت بأصول ستونهنج إلى ما قبل ذلك، قبل إمكانية استشعار أي تأثيرات لشعوب البحر الأبيض المتوسط.

وبهذا التقدير الأخير، يكون بناء التجاويف والخندق الخارجي لدائرة ستونهنج قد بدأ في قرابة عام ٢٩٥٠ قبل الميلاد. وأُضيفَت بعض المباني الخشبية داخل الدائرة بين عامي ٢٩٠٠ و٢٤٠٠ قبل الميلاد، لتُستبَدل بعد ذلك بالبناء الحجري المعروف في وقتٍ ما بعد ذلك بفترة قصيرة.

لم تُضعِف التواريخ الجديدة النظرية المسِّينية فحسب، بل أيضًا العقلية «الانتشارية» الكاملة التي قادت إليها. فقد كان ستونهنج ببساطة أقدم من أن يكون قد بُنِي على يد أيٍّ من الحضارات الأوروبية العظيمة، بينما كانت الحضارات غير الأوروبية بعيدة للغاية. ولأول مرة، اضطر معظم الباحثين لتقبل فكرة أن بُناة ستونهنج هم أناس عاشوا بالقرب من ستونهنج، وأنهم قد فعلوا ذلك دون مساعدة خارجية. وهؤلاء الأناس البدائيون قاموا فيما يبدو — بطريقة ما — ببناء واحد من أكثر آثار العالم استمرارية.

•••

الأدهى من ذلك أن بُناة ستونهنج جعلوا مهمتهم أصعب بشكل مذهل — كأن ما سبق لم يكن مبهرًا بالقدر الكافي — باستخدامهم أحجارًا جِيء بها من على بعد ١٥٠ ميلًا، من جبال بريسيلي بجنوب غرب ويلز.

تمَّ تتبُّع تلك «الأحجار الزرقاء» (التي كانت في الواقع أقرب للرمادي المُلطَّخ) لمصدرها على يد الجيولوجي إتش إتش توماس عام ١٩٣٢، وتبيَّن أن أنواع الصخور الثلاث في الأحجار الزرقاء لا تشبه أي صخرة وُجِدت بالقرب من ستونهنج. إلَّا أن توماس وجد أن نفس الصخور الثلاث يمكن أن تكون قد استُخرجت من البروزات الصخرية الطبيعية بين قمم جبال كارنمينين وفويل تريجارن في ويلز.

ولكن كيف نقل أهل سهل ساليسبري هذه الأحجار التي يزن بعضها خمسة أطنان من ويلز إلى إنجلترا؟

قاد اكتشاف توماس البعض إلى النظر من جديد إلى قصة جيفري المنموثي عن سحر ميرلين؛ فأشار عالم الآثار ستيوارت بيجوت إلى أنه ربما كان هناك بعض التقاليد الحقيقية المنقولة شفاهةً، مجسدةً في الفولكلور. فرغم كل شيء، كان جيفري قد كتب عن حصول ميرلين على الأحجار من الغرب (وإن كان من أيرلندا، وليس من ويلز)، كذلك كتب عن نقل الأحجار إلى ستونهنج عن طريق البحر، وهو ما قد يكون علق بالذاكرة الشعبية المتعلقة بنقلها عبر البحر الأيرلندي. بل ربما يكون جيفري قد قدَّم تلميحًا عن أسباب تحمُّل بُناة ستونهنج قطْع كلِّ تلك المسافات لجلب الأحجار من بعيد، في الوقت الذي كان هناك الكثير من أنواع الصخور الأخرى حول سهل ساليسبري مباشرة: ربما كان بُناة ستونهنج، مثل ميرلين في قصة جيفري، يعتقدون أن هذه الصخور لها خصائص سحرية.

كان معظم المؤرخين يرون اقتراحات بيجوت بعيدة الاحتمال بعض الشيء، لا سيما في ضوء نسخة جيفري التاريخية المشوهة. ولكن ظل هذا لا يحمل إجابة للسؤال الخاص بكيفية انتقال ما لا يقل عن خمسة وثمانين حجرًا — وربما أكثر — من جبال بريسيلي إلى سهل ساليسبري.

ذهب البعض، وأبرزهم الجيولوجي جي إيه كيلاوي، إلى أن الأحجار الزرقاء حُملَت بواسطة الأنهار الجليدية، وليس عن طريق الناس. ولكن معظم الخبراء وقفوا صفًّا واحدًا ضده، لعدم اعتقادهم أنَّ أحدث التغطيات الجليدية امتدت إلى أقصى الجنوب حتى بريسيلي أو ساليسبري. حتى لو كان كذلك، وامتد الجليد إلى هذين المكانين، فمن المستبعد إلى حدٍّ كبير أن تكون الأنهار الجليدية قد جمعت الأحجار الزرقاء من منطقة صغيرة في ويلز وأودعتها منطقة صغيرة أخرى في إنجلترا، بدلًا من بعثرتها في كلِّ مكان. ولعل غياب أي أحجار زرقاء أخرى في جنوب أو شرق قناة بريستول (مع الاستثناء المحتمل الخاص بوجود أحدها في متحف ساليسبري الآن، ولكن تاريخها لا يزال محل جدل) قد شكَّل حجة قوية ضد النظرية الجليدية.

ومن ثم، فقد كان التفسير الأكثر شيوعًا — رغم استبعاده يومًا ما — هو أن أهالي منطقة سهل ساليسبري قد ربطوا بعض الزوارق معًا وحملوا الأحجار الزرقاء عبر البحر الأيرلندي. وكانت الرحلة بمنزلة دليل آخر على أن أهل سهل ساليسبري كانوا يتمتعون بخبرة تقنية مدهشة وغير عادية.

•••

وفي ظل حالة التشوُّش والبلبلة لدى أنصار نظرية الانتشار، شهدت ستينيَّات القرن العشرين مزيدًا من الادعاءات الجديرة بالملاحظة التي وُضعت نيابةً عن أهل سهل ساليسبري. ولم تجئ هذه المرة من علماء الآثار أو الجيولوجيين، بل من الفلكيين.

لم تكن حقبة الستينيات هي المرة الأولى التي يظهر فيها علم الفلك على الساحة. فقديمًا في القرن الثامن عشر، لاحظ ويليام ستوكلي أن مركز ستونهنج يقع «بالقرب من موضع شروق الشمس تقريبًا، حين تكون الأيام أطول ما يكون.» واكتشف كثيرون آخرون ممن درسوا الأثر طُرُقًا أخرى وُجِد بها أنه يتجه نحو الشمس، أو القمر، أو النجوم. غير أن أيًّا من تلك الدراسات لم يُثِر ضجة تشبه تلك التي أُثِيرت على يد عالم الفلك بجامعة بوسطن جيرالد هوكينز، الذي نشر كتابه ذا العنوان الواثق «فك شفرة ستونهنج» عام ١٩٦٥، فأصبح من أكثر الكتب مبيعًا على المستوى الدولي.

وجد هوكينز أن المحاذاة التي توجد فيما بين ١٦٥ نقطة رئيسية في الأثر اقترنت اقترانًا شديدًا مع مواضع شروق وغروب الشمس وظهور واختفاء القمر. والأكثر إثارة للجدل أنه ذهب إلى أن دائرة من الحفر في ستونهنج تُعرَف باسم «فتحات أوبري» قد استُخدمت للتنبُّؤ بخسوف القمر؛ فأطلق هوكينز على ستونهنج اسم «كمبيوتر العصر الحجري الحديث».

وجاء رد أتكينسون، الذي لم يزل صاحب السلطة الأولى على ستونهنج منذ اكتشافه للنقوش «المسِّينية»، بمقال وَضع له عنوانًا لاذعًا بنفس القدر هو «سطوع القمر على ستونهنج». ذهب أتكينسون فيه إلى أن هناك احتمالًا كبيرًا أن تكون المحاذاة السماوية قد حدثت بمحض المصادفة. أما بالنسبة إلى فتحات أوبري كنذير بالخسوف، فقد أوضح أتكينسون أنها استُخدمت كحفر لإحراق جثث الموتى، وسرعان ما تمَّ ردمها بعد حفرها.

figure
ظهرت السماء بشكل بارز وواضح في لوحة جون كونستابل التي رسمها لستونهنج عام ١٨٣٥ … وفي العديد من نظريات القرن العشرين كان ستونهنج يومًا ما مرصدًا فلكيًّا. (حقوق الطبع محفوظة للمتحف البريطاني.)

أثار النقاشُ الذي أعقب ذلك الفلكيين ضدَّ علماء الآثار إلى حدٍّ ما، في ظلِّ مواجهة ممارسي كلِّ مجال من المجالين صعوبةً كبيرة بشكلٍ دائم في فهم الحجج التقنية للآخر. وتوصل الفلكيون إلى مجموعة من الطرق الأخرى التي يمكن أن يكون ستونهنج قد استُخدم بها كمرصد فلكي، البعض منها كان رفضه أقل سهولة من طرق هوكينز. ولكن كان لدى الفلكيين نزعة للتأكيد على كيفية محاذاة النقاط المختلفة مع الشمس أو القمر، بينما يتجاهلون أن واحدة من هذه النقاط المفترض محاذاتها ربما تكون قد بُنيَت بعد الأخرى بمئات أو حتى ألف عام. وسارع علماء الآثار إلى إيجاد عيوب في معظم هذه النظريات.

بنهاية الألفية الثانية، ورغم استمرار الجدل، كانت هناك دلالات على ظهور إجماع واتفاق في الرأي. لقد تعرَّضت أكثر النظريات جموحًا، مثل نظرية هوكينز، للتشويه والوصْم، حتى بين الفلكيين، إلَّا أن جميع علماء الآثار تقريبًا (بما فيهم أتكينسون) أقرُّوا بأن القليل من نقاط المحاذاة السماوية على الأقل، خاصة المحاذاة مع الشمس، كانت أكثر من مجرد مصادفة. وأغلب الظن، وأكثر الآراء المتفق عليها، أن الأثر لم يُستخدَم كمرصد، على الأقل بالمعنى الحديث، ولكن سكان منطقة ستونهنج رصدوا الشمس من هناك على الأرجح، ربما كجزء من أحد طقوس ما قبل التاريخ.

غير أنه حتى هذه المعرفة الفلكية غير الدقيقة أشارت إلى أن سكان سهل ساليسبري قد درسوا السماء، وكان لديهم منظومة نوعًا ما لمتابعة نتائجهم. ومن الواضح أن بُناة ستونهنج، بغض النظر عن مدى بدائيَّتهم في بعض النواحي، كانوا على قدر ملحوظ من التطور في نواحٍ أخرى. وفي هذا الإطار، ساهمت أيضًا أحدث الاكتشافات في زيادة الغموض المحيط ببُناة ستونهنج، رغم إسهامها في تعميق فهمنا له.

لمزيد من البحث

  • Geoffrey of Monmouth, The History of the Kings of Britain, trans. Lewis Thorpe (London: The Folio Society, 1966). Just as it was when Geoffrey finished it in 1138, the History is still entertaining, intriguing … and ultimately unreliable.
  • Gerald Hawkins, Stonehenge Decoded (Garden City, N.Y.: Doubleday, 1965). In spite of his flaws, Hawkins had a flair for drama, and the book still makes for exciting reading.
  • Richard Atkinson, “Moonshine on Stonehenge,” Antiquity 40, no. 159 (September 1966). The leading archaeologist’s response to Hawkins.
  • Jacquetta Hawkes, “God in the Machine,” Antiquity 41, no. 163 (September 1967). Hawkes is rightly famous for saying that “every age gets the Stonehenge it desires, or deserves.” Her words could just as appropriately be applied to just about every mystery of history in this book.
  • Christopher Chippindale, Stonehenge Complete (Ithaca, N.Y.: Cornell University Press, 1983). Though “complete” can only be an overstatement when the subject is Stonehenge, the book is a very thorough historiography that includes just about “everything important, interesting, or odd that has been written or painted, discovered or felt, about the most extraordinary of all ancient buildings.”
  • Rodney Castleden, The Making of Stonehenge (London: Routledge, 1993). A close look at each phase in the monument’s rise and fall.
  • R. M. Cleal, K. Walker, and R. Montague, Stonehenge in Its Landscape (London: English Heritage, 1995). A fat technical report that brings together all of the results of all of the twentieth century’s crucial excavations.
  • John North, Stonehenge (New York: The Free Press, 1996). The latest and most thorough presentation of the astronomical thesis. North’s thesis, which impressed many but convinced fewer, is that Stonehenge embodied many significant alignments, but that previous astronomers have failed to recognize them since they looked at the sun from the center of the monument, when they should have been doing so from outside the circle.
  • David Souden, Stonehenge (London: Collins & Brown, 1997). Commissioned by English Heritage, the quasi-independent agency that controls the monument, this is a clear exposition of the orthodox position, accepting some (but rejecting most) astronomical theories.
  • Barry Cunliffe and Colin Renfrew, eds., Science and Stonehenge (Oxford: Oxford University Press, 1997). A collection of essays that grew out of a conference held after the appearance of Stonehenge in Its Landscape; includes the latest entries in the bluestone and astronomy debates.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤