الفصل السادس

هل صُلب المسيح؟

إنه لغز كلاسيكيٌّ معجزٌ.

رجل يُعدَم، ويُصلَب، ثم يُغرَز رمح في صدره للتأكد من موته، ويُوارى جثمانه في التراب، ويقوم على حراسته — بحسب بعض الروايات — قادة مخضرمون لوحدات المائة لدى الرومان.

وبعد يومين، يختفي الجثمان. ولكن الأمر الأكثر غموضًا هو أن الأشخاص الذين كانوا على معرفة وثيقة بالرجل يفيدون بأنهم قد رأوه وتحدثوا إليه. في البداية، يظنون أن ذلك نوع من الأحلام أو الهلاوس، ولكنهم يلمسونه ويأكلون معه. وفي النهاية يخلُصون إلى أن الرجل عاد للحياة.

هذا الرجل بالطبع هو يسوع الناصري، وبعْثُه للحياة من جديد لا يشكل فقط أساس المسيحية، ولكنه يشكل أيضًا لغزًا استحوذ على اهتمام المؤرخين على مدى قرابة ألفي عام.

•••

مقارنةً بمعظم الناس في عصره، كان ليسوع حياة مُوثَّقة أيَّما توثيق.

فقد ذكر المؤرخ الروماني تاسيتس، الذي كان يكتب في أوائل القرن الثاني، أن «المسيح» حُكِم عليه بالإعدام من قِبَل الحاكم الروماني بيلاطس البنطي. وأضاف تاسيتس أن موته لم يوقف «الخرافات الخبيثة» التي نشرها أتباعه.

كانت المصادر اليهودية على نفس القدر من الاقتضاب، باستثناء مؤرخ القرن الأول يوسيفوس؛ فقد روى كيف أن يسوع، بعد أن حَكم عليه بيلاطس بالصلب، قد «ظهر … وأُعِيد للحياة؛ إذ كان أنبياء الله قد تَنبَّئوا بما حدث وغيره من الأشياء المذهلة التي لا حصر لها بشأنه.» وكانت الصياغة صياغة شخص مؤمن إيمانًا واضحًا؛ ما دفع معظم المؤرخين لاستنتاج أن نسَّاخًا مسيحيًّا قد أضاف هذه التفاصيل فيما بعد حتمًا. غير أن معظمهم أيضًا اعتقدوا أن نصَّ يوسيفوس الأصلي لا بدَّ وأن يكون قد أورد ذكرًا لموت يسوع.

قدمت المصادر الرومانية واليهودية مجرد إشارات عابرة لموته. ولمعرفة المزيد عن «آلام» يسوع أو معاناته، لجأ المؤرخون إلى العهد الجديد، لا سيما أناجيل مرقس ومتى ولوقا ويوحنا. ويعود تاريخ أُولى النسخ الموجودة حاليًّا من الأناجيل إلى القرن الرابع، ولكن معظم المؤرخين يعتقدون أن النسخ الأصلية قد كُتِبَت بعد البعث بما يتراوح بين ٧٠ و١١٠ أعوام، أو بين ٤٠ و٨٠ عامًا. وهم يَرْوُون نفس القصة الأساسية، بما في ذلك العشاء الأخير مع تلاميذه، وخيانة أحدهم له — وهو يهوذا الإسخريوطي — والقبض عليه، ومحاكمته، وصلبه، وبعثه للحياة مرة أخرى.

وفيما وراء ذلك تكمن شتى أنواع التناقضات. ففي إنجيل مرقس، الذي يعتقد معظم المؤرخين أنه أول الأناجيل، تجد ثلاث نساء شابًّا في رداء أبيض في إحدى المقابر، يتضح أنه رسول أُرسِل ليخبرهم بأن يسوع بُعِث من الموت. وبعدها بعَقْد أو نحو ذلك، يضيف متى وقوع زلزال، وضوء ساطع، وظهور فعلي ليسوع للنساء؛ وبعدها يظهر يسوع، على جبل في الجليل، لتلاميذه الأحد عشر (إذ كان التلميذ الثاني عشر، يهوذا، قد شنق نفسه). وفي إنجيل لوقا — الذي كُتِب في نفس توقيت كتابة إنجيل متى — لم يُحدد عدد النساء في القبر، حيث يظهر ملكان. كما لم يكن الظهور الأول ليسوع المبعوث حيًّا للنساء، وإنما لشخصين على الطريق إلى عمواس. وفي إنجيل يوحنا، تذهب امرأة واحدة إلى القبر، ويظهر يسوع عدة مرات.

لماذا لا يستطيع كتَّاب الأناجيل تدوين قصصهم بشكل صحيح؟ إنهم يختلفون فيما بينهم على عدد مرات الظهور، والأشخاص الذين ظهر لهم يسوع، وأوقات وأماكن الظهور، إلى جانب تفاصيل أخرى.

كانت هذه التناقضات في نظر الكثيرين سببًا كافيًا لتكذيب الأناجيل تمامًا كوثائق تاريخية. والشيء الأهم أن جميع قصص البعث — شأنها شأن قصص معجزات يسوع الأخرى — قد تحدَّت الاعتقاد المنطقي. ففي بداية القرن الثاني، وصف الفيلسوف سيلسوس البعث بأنه خرافة من خرافات تلاميذ يسوع الذين كانوا «يعتصرهم الحزن من هذا الفشل، حتى إنهم أخذوا يَهْذُون بأنه قد بُعث من الموت.»

بحلول القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ومع إحلال العقلانية محلَّ الاعتقاد الديني فيما بين معظم الغربيين المثقفين، سادت تنويعات لرؤية سيلسوس، خاصةً فيما بين الليبراليين الذين شغلوا أقسام اللاهوت البارزة بالجامعات الألمانية. ففي عام ١٧٨٢، على سبيل المثال، توصل كارل فريدريش بارت إلى نظرية «المسمارين» الخاصة بالصلب: فخلَص إلى أن يدي يسوع لا قدميه قد ثُبِّتتا على الصليب بمسمارين؛ مما ساعده على المشي بعد إنزاله. وخمَّن بارت أن أتباع يسوع قد زوَّدوه بالعقاقير المخدرة لتخفيف الألم وإحداث غيبوبة أشبه بالموت، بعدها أخفوا مُعلِّمَهم واعتنوا به حتى استرد عافيته. وفي عام ١٨٣٥، استنكر ديفيد فريدريش شتراوس كلَّ قصة من قصص الأناجيل باعتبارها خرافة. وفسر شتراوس البعث كهِسْتيريا جماعية.

وسادت العقلانية في أمريكا أيضًا. ففي عام ١٨٠٤، قرر توماس جفرسون أن يستخلص من الأناجيل ما هو حقيقي فقط، وكان ما تبقَّى في «أناجيل جفرسون» هو الكثير من الأقوال والحكايات الرمزية ومجرد هياكل للقصص الأصلية؛ لا معجزات، ولا أقوال عن «ألوهية» يسوع، وبالتأكيد لا بعث.

كلُّ ذلك بدا منطقيًّا على أي حال في «عصر العقل». وبحلول القرن العشرين، ارتضى الجميع حتى المسيحيون المتدينون أن يتركوا تاريخ يسوع للمؤرخين العقلانيين. وكانت النتيجة حدوث نوع من الهدنة؛ فقد استطاع المسيحيون أن يشغلوا أنفسهم بالإيمان، والمؤرخين بالتاريخ. كان هناك المسيح بالنسبة إلى الطرف الأول، ويسوع للطرف الآخر. ولم يضطر أيٌّ منهما أن يولي الكثير من الانتباه للآخر.

وظلت الهدنة قائمة حتى النصف الثاني من القرن العشرين.

•••

ثمة عدد من العوامل التي أحيت عملية البحث عن يسوع التاريخي. فبدأ الباحثون التوراتيون في التحول من الحلقات الدراسية والكليات الكنسية إلى المعاهد العلمانية؛ حيث توافرت لهم الحرية لإلقاء نظرة جديدة على يسوع. وصار الباحثون من الفروع الأخرى، خاصة الأنثروبولوجيا الثقافية والعلوم الاجتماعية، مهتمين بتاريخ الدين. ولكن كان أهم شيء في كلِّ ذلك هو اكتشاف مجموعة من المخطوطات القديمة، التي كانت ستحدث تغييرًا مذهلًا في كيفية رؤية المؤرخين لحياة يسوع وموته.

ففي ديسمبر من عام ١٩٤٥، وفي إحدى مناطق صعيد مصر تُدعَى نجع حمادي، كان هناك قرويٌّ عربي اسمه محمد علي السمان، يبحث عن تربة ناعمة لتخصيب محاصيله. وأثناء بحثه تعثَّر في جَرَّة فخارية حمراء. وعندما كسرها ليفتحها، وجد ثلاثة عشر مجلدًا من البردي ملفوفة في قطعة من الجلد، إلى جانب بعض أوراق البردي المنفردة. وقد استخدم بعضًا من هذه الأوراق ذات اللون الأصفر الباهت في إشعال النار، إلَّا أن بقيتها وجدت طريقها في النهاية إلى المتحف القبطي بالقاهرة.

كان من بين المخطوطات التي عثر عليها محمد علي السمان مخطوطة بعنوان «الإنجيل وفقًا لتوما». وكانت المخطوطات الكنسية الأولى قد ذكرت إنجيل توما (بازدراء في الأغلب)، ولكن المؤرخين كانوا يعتقدون أنه فُقد للأبد. ولكن ها هو قد ظهر في كامل صورته ومحفوظًا بطريقة مثالية من هواء الصحراء المصرية الجاف. وقد أرَّخ الكربون المشع أوراق البردي ليقع تاريخها بين عامي ٣٥٠ و٤٠٠. إلَّا أن بعض الباحثين، على أثر ملاحظتهم أن إنجيل توما قد تألف بشكل شبه كامل من كلمات يسوع ذاته، كانوا يعتقدون أنه كُتِب في زمن أقرب لزمن يسوع نفسه، ربما في العقد السادس من القرن الأول. وهذا من شأنه أن يجعل توما أقدم من مرقس، ومتى، ولوقا، ويوحنا.

ماذا كان في جعبة توما لقوله بشأن بعث يسوع من الموت؟

لا شيء البتة.

من الصعب أن تمثل عودة جسد ميت إلى الحياة مجرد تفصيلة تافهة من تفاصيل سيرة ذاتية. ومن الصعب تخيُّل أن توما لم يكن قد سمع بالأمر، أو نسي ذكره؛ لذا خلَص الكثير من المؤرخين إلى أن البعث كان تلفيقًا من قِبَل المسيحيين اللاحقين، ربما مرقس، وليس من يسوع أو تلاميذه.

وجَّه توما أنظار الباحثين المعاصرين إلى جدل أُثير فيما يبدو على مدى القرنين الأوَّلين بعد موت يسوع. على أحد طرفيه وقف المسيحيون الأرثوذكس الذين كانوا يصرون (ومعهم مرقس، ومتى، ولوقا، ويوحنا) على أن يسوع قد بُعث من الموت. وليس ذلك فقط، بل قام بجسده؛ وأسهبت الأناجيل المطابقة للشرع الكنسي لتؤكد على أن يسوع المبعوث من الموت لم يظهر فقط لأتباعه، بل تحدث إليهم، وتناول الطعام معهم، وحثَّهم على ملامسته، وأخبرهم صراحة (في إنجيل لوقا) أنه «ليس شبحًا».

وقف ضد هذه الرؤية الأرثوذكسية «الغنوصيون» الذين يمثل توما أحد طوائفهم. كانوا هم أيضًا يعتقدون أن يسوع قد عاد للحياة؛ ولكن ليس بالمعنى الحرفي. فقد كان الغنوصيون يرون أن يسوع ظهر في تجليات روحانية، وفي الرؤى والأحلام. وعلى غرار مارتن لوثر الذي جاء بعد أكثر من ألف عام أو العديد من الجماعات الخمسينية اليوم، اعتقد الغنوصيون أن بإمكان يسوع الإيحاء لأي فرد في أيِّ زمان.

figure
تمَّ اكتشاف إنجيل خامس — هو إنجيل توما — في عام ١٩٤٥. لم يذكر توما البعث؛ ما أدَّى ببعض الباحثين إلى تخمين أنه كان من تلفيق المسيحيين اللاحقين. (الصورة بعدسة جون دوريس، بتصريح من معهد الآثار والمسيحية.)

لماذا أصر المسيحيون الأرثوذكس على رؤية حرفية للبعث؟ ولماذا رفضوا الغنوصية رفضًا عنيفًا بوصفها هرطقة؟

أشارت واحدة من الباحثين الغنوصيين البارزين، وهي إلين باجلز، إلى أن الإجابة تتعلق بالسياسة أكثر من تعلُّقها بالدين. فقد ذهبت إلى أن البعث قد عمِل على إضفاء شرعية على سلطة الرجال الذين ورثوا قيادة الكنيسة من التلاميذ الذين شاهدوا المسيح وقد قام من الموت. ولو كان بوسع أيِّ شخص رؤية المسيح بمفرده، فإن ذلك من شأنه أن يضعف سلطتهم تمامًا؛ لذا فبحسب باجلز، كان من الأهمية بمكان لقادة الكنيسة التشديد (مثلما فعل لوقا) على أن الرب المبعوث من الموت قد مكث على الأرض لمدة أربعين يومًا، ثم صعد إلى السماء. وأيُّ مشاهدات ليسوع «بعد» تلك الأيام الأربعين لم يكن لها أيُّ قيمة.

•••

بحلول ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، حلَّ إجماعٌ جديد وأكثر تحررًا بكثير محلَّ الرؤية التي كانت سائدة فيما مضى بشأن يسوع. فمع اختزال البعث إلى خدعة سياسية (وإن كانت ذكية)، استشعر علماء اللاهوت الحرية في التركيز على أقوال يسوع بدلًا من التركيز على موته. فمع التحرر من صورته بوصفه المسيح المخلِّص، ظهر يسوع في اللوحات في مجموعة متنوعة من الهيئات: في صورة قروي، وحكيم، وحاخام، وبوذي، وثوري، بل حتى ممثل هزلي يلقي الدعابات.

وقد تجمع الكثيرون ممن رسموا تلك اللوحات في عام ١٩٨٥ في «ندوة يسوع». وفي هذه الندوة، لم يناقش الأعضاء أو يتجادلوا بشأن تاريخية الأناجيل فحسب، بل كانوا يصوِّتون عليها أيضًا. ومن خلال اللعب على تقليد طباعة كلمات يسوع بالحبر الأحمر، كان الباحثون يتناوبون إلقاء حبَّات الخرز في حاوية. وكانت الخرزة الحمراء تعني أن هذا المقطع من الإنجيل «أصليٌّ»، في حين كانت الوردية تعني «ربما يكون أصليًّا»، والرمادية «ليس أصليًّا على الأرجح»، أما السوداء فكانت تعني «ليس أصليًّا بالمرة».

كان التصويت يضمن العلنية، وكذلك يضمن وجود قدر من الدُّعابة. وكان الأعضاء يرحبون بالاهتمام بالموضوع؛ فقد كان لتاريخيَّة يسوع بالنسبة إلى كثيرين أكثر من مجرد أهمية أكاديمية. وكان المؤسس روبرت فنك يرى أن ندوة يسوع تحدٍّ مباشر ومُتعمَّد لليمين المسيحي، ومحاولة لنزع زمام السيطرة على الخطاب الديني من أتباع بات روبرتسون وجيري فالويل.

غير أن فنك وأتباعه، على عكس روبرتسون وفالويل، كانوا باحثين جادين، وهو ما وضع أمامهم مشكلة فكرية. فقد كان هناك الكثير من الأدلة في الأناجيل على رؤيتهم ليسوع كحكيم يتجول عبر الريف؛ أسبه بسقراط يهودي. غير أنهم لم يستطيعوا اقتباس أقواله وحكاياته الرمزية ثم تجاهُل كلِّ شيء في الأناجيل، بما في ذلك كلماته، عن موته وبعثه.

ومن ثَمَّ سلكوا مجموعة متنوعة من الطرق. فذهب البعض، مثل بِرتون ماك من معهد الآثار والمسيحية بكاليفورنيا، إلى أن آلام المسيح لم تكن سوى تلفيق من الأرثوذكسية اللاحقة؛ فلم يكن هناك واقعة في المعبد، ولم يكن هناك عشاء أخير، بل على الأرجح أن يسوع لم يمتْ على صليب. وسلَّم جون دومينيك كروسان، وهو قسٌّ سابق تحوَّل إلى أستاذ بجامعة دي بول بشيكاغو، بأنه كان هناك عشاء أخير ولكنه سخِر قائلًا إن «كل شخص لديه عشاء أخير؛ والبراعة أن نعلم بشأنه مسبقًا.» وخلص كروسان إلى أنه من غير المحتمل أن يكون جسد يسوع المصلوب قد فرَّ من مصير الأجساد المصلوبة الأخرى، وهو نهْشُها من قِبَل الكلاب البرية.

ولا غرابة في أن ندوة يسوع قد أحدثت حراكًا مضادًّا، مع اتهام الباحثين المحافظين لها بتضليل القراء ودفعهم للاعتقاد بأن التحليل الأدبي أو التاريخي للأناجيل استطاع أن يُظهر يسوع الحقيقي. فقد شدَّد الكثير من الباحثين المحافظين على مدى تشبع الأناجيل بإشارات الصلب والبعث، إلَّا أن هذه الإشارات في نظر الليبراليين كانت مجرد أمثلة أخرى على تلفيق كتَّاب الأناجيل.

وبوجه عام، ما زال هناك تنوع في الإجماع الليبرالي في الدوائر الأكاديمية، حيث أُقحم يسوع في قضايا مثل قضايا المرأة والشذوذ. وعلى غرار مارتن لوثر، أخذ روبرت فنك مؤسس ندوة يسوع أطروحاته وقام بتعليقها بمسمار — أو ربما لصقها — على باب الكنيسة. وستكشف الأيام إن كانت ستصمد أم لا.

لمزيد من البحث

  • The New Testament. A best-seller for almost two millennia. While you’re at it, you might want to read the Old Testament, too.
  • James Robinson, ed., The Nag Hammadi Library in English (San Francisco: Harper & Row, 1988). Translations from the Coptic, including the Gospel of Thomas.
  • David Freidrich Strauss, Life of Jesus Critically Examined (Philadelphia: Fortress Press, 1972). Originally published in German in 1835 and still a classic of rationalism.
  • Albert Schweitzer, The Quest of the Historical Jesus (New York: Macmillan, 1955). Originally published in German in 1906, Schweitzer’s book offered a thorough historiography up to then. Schweitzer devoted his life to practicing medicine on the disease-beset coast of Africa, convincing many that he had much in common with the subject of his book.
  • Edmund Wilson, The Dead Sea Scrolls (New York: Oxford University Press, 1969). The 1947 discovery of these documents near the shore of the Dead Sea created even more furor than the Nag Hammadi find. Many, including Wilson, believed the texts would change our view of Christian origins by shedding light on a sect that had much in common with Jesus’ early followers. Scandalously long delays in publishing the scrolls convinced many, again including Wilson, that church leaders were suppressing evidence because it challenged the uniqueness of Christianity. In the 1990s, after Wilson’s death, the scrolls were finally opened to all scholars, and most concluded that they confirmed his basic claim that Christianity grew out of first-century Judaism. They’ve been a disappointment, however, to those who hoped to find a direct connection to Jesus. The first part of Wilson’s book was originally published in 1955.
  • Hugh Schonfield, The Passover Plot (Dorset, Eng.: Element, 1965). Paints Jesus as a political revolutionary who deliberately provoked the authorities, then arranged to be taken down from the cross alive so he could “rise” again.
  • Elaine Pagels, The Gnostic Gospels (New York: Random House, 1979). The politics of early Christianity as revealed through the Nag Hammadi documents.
  • John Dominic Crossan, The Historical Jesus (San Francisco: HarperCollins, 1991). Jesus as Jewish peasant. Crossan writes clearly and passionately, making his later, more pop distillations of this work (of which the most notable is his 1995 book Jesus: A Revolutionary Biography) largely unnecessary.
  • Barbara Thiering, Jesus and the Riddle of the Dead Sea Scrolls (San Francisco: HarperCollins, 1992). A dissident scholar’s view of the Dead Sea Scrolls as cryptograms about Jesus that reveal that he did not die on the cross but was later revived and traveled around the Mediterranean in the company of Peter and Paul.
  • A. N. Wilson, Jesus: A Life (New York: W. W. Norton, 1992). Wilson’s theory is that the man who appeared as the resurrected Jesus was one of his brothers, probably James, who took the opportunity to seize control over Jesus’ movement.
  • Robert Funk, Roy Hoover, and the Jesus Seminar, The Five Gospels (New York: Macmillan, 1993). When the votes were in, only 18 percent of the words ascribed to Jesus in the gospels passed as authentic; postpublication votes moved on from his words to his deeds and, not surprisingly, the resurrection lost the election.
  • E. P. Sanders, The Historical Figure of Jesus (London: Allen Lane, 1993). Jesus as a Jewish prophet who believed the world was about to end.
  • John Shelby Spong, Resurrection: Myth or Reality? (San Francisco: HarperCollins, 1994). An Episcopal bishop’s intellectual journey from a literal to a more symbolic belief in Easter.
  • Burton Mack, Who Wrote the New Testament? (San Francisco: HarperCollins, 1995). Mack goes farther than most modern scholars, even secular ones, in exposing how the gospels were fictional mythologies only distantly related to the historical Jesus.
  • Robert Funk, Honest to Jesus (San Francisco: HarperCollins, 1996). The latest work from the founder of the Jesus Seminar; as always, he’s provocative and readable.
  • Luke Timothy Johnson, The Real Jesus (San Francisco: HarperCollins, 1996). A sharp attack on the Jesus Seminar and the “misguided” quest for the historical Jesus.
  • Russell Shorto, Gospel Truth (New York: Riverhead Books, 1997). A journalist’s entertaining survey of the most recent searchers for the historical Jesus, in particular the members of the Jesus Seminar.
  • Charlotte Allen, The Human Christ (New York: The Free Press, 1998). A thorough account of the search for the historical Jesus, though sometimes colored by Allen’s Catholicism.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤