شكر وتقدير

لقيت مؤلفات العلامة المحقق المغفور له أحمد تيمور باشا، وهي التي أصدرتها اللجنة التي تتشرف برياسة الشيخ المحترم الأستاذ خليل ثابت بك، من تقدير جمهور القراء الكرام، من أهل العلم والأدب وأرباب القلم، ما يسجل لهم جميعًا بالشكر الوافر والثناء الجم، وما يحفز اللجنة على مواصلة كفاحها وجهادها في سبيل خدمة العلم والأدب ونشر الثقافة العامة في مصر وسائر الأقطار العربية، تحقيقًا للغرض السامي النبيل الذي كان يلحظه دائمًا أحمد تيمور باشا، وأفنى في سبيل غايته هذه صحته، كما أنفق على تحقيقها كثيرًا من المال والراحة.

ولن تنسى اللجنة في هذا المقام، فضل رئيسها، العالم الجليل، خليل ثابت بك، وتوجيهاته الطيبة، وجهوده المتواصلة في سبيل النهوض بما اضطلعت به اللجنة في هذا الميدان، والسعي حثيثًا في إخراج آثار الفقيد جميعها بروح طيبة، لتظفر المكتبة العربية بهذا التراث الكبير الذي خلَّفه تيمور باشا، كيما يتذوق الجيل الجديد فن سلفه واتجاهاته ونظرته في الدرس والتحصيل.

ولقد كانت الهيئات العلمية، والمجامع الأدبية، والإذاعة اللاسلكية أول ما عُنيت بتلك المؤلفات، كما تفضلت الصحف في مصر وفي غير مصر، مشكورة، فقدمت تلك المؤلفات لقرائها، ويسرت السبيل لمعرفتها، والتعرف على مكانتها في عالم الأدب، فذكرت جريدة الأهرام الغراء — بلسان الأديبة الكبيرة الفاضلة «بنت الشاطئ» — فيما ذكرت تقريظًا لكتاب «الأمثال العامية» آخر مؤلفات الفقيد ما يلي:

لقد عُرف تيمور كعالم محقق، ودارس متفنن، وخبير ثقة، بتراثنا اللغوي، وهاوٍ كريم من هواة جمعه واقتنائه، ورعايته ونشره، لكنه يبدو في كتابه اليوم واسع الأفق، حرَّ التفكير، قويَّ الإيمان بصلة اللغة بالحياة، شديد التنبه إلى النواميس التي تتحكم في حياتنا من كل نواحيها، ومن هنا لم ينبذ «العامية»، ولم يصب عليها لعنته، ويراها لغة السوقة والجهلة الأميين، وإنما اعترف بها في شجاعة العالم باعتبارها لغة شعب، ولسان أمة، واختارها موضوعًا لدراساته كالفصحى سواء بسواء …

وجاء في كلمة نفيسة لجريدة المصري الغراء في تلك المناسبة:

والكتاب يشتمل على ٢٦٩٦ مثلًا من الأمثال التي تدور على ألسنة العوام وأهل العلم، مما يصور نفسية الأمة التي تنطق بهذه الأمثال، ولقد شرح المؤلف كل مثل وقارنه بما يماثله من حكمة أو مثل آخر …

وقال المقطم الأغر في تقديمه لكتاب الأمثال أيضًا:

والكتاب الجديد معجم لا نعرف له مثيلًا في إحصاء الأمثال العامية في مصر واستقصاء أصولها واستيضاح معانيها، ورواية مناسباتها ومقابلتها بما أنشأه العرب الأقدمون من أمثال مشهورة، وقد رتب المغفور له تيمور باشا هذه الأمثال وفقًا للنظام الأبجدي لتيسير البحث عنها وتسهيل تبعة المراجعة والدرس لمن شاء أن يتقصى أصولها وفروعها …

وبعد، لا يسع الكاتب في هذه الساعة إلا أن يشيد بمآثر الأسرة التيمورية على النهضة الأدبية في مصر؛ فأبناؤها سيدات ورجالًا يستهويهم الأدب ويشغفون به حبًّا وهيامًا، ونِعْمَ ما يصنع الكاتب محمود تيمور بك من تغذية المكتبة العربية بروائع قصصه وبدائع بنات فكره، ولا يُنسى فضله على الضاد باعتباره رائدًا من أكبر رواد القصة فيها …

وكان لوزارة المعارف العمومية والإدارة العامة للثقافة وإدارة التأليف، وهي المهيمنة على شئُون العلم ونشر التعليم أكبر الأثر في تشجيع اللجنة ورعايتها وتهيئة الوسائل التي أخذت بيدها إلى ما تصبو إليه من نجاح.

وإلى جانب هذا وذاك، تلقت اللجنة من كثير من كبار الكتاب والأدباء رسائل الإعجاب والتشجيع، مما يسجل لحضراتهم بالشكر والامتنان والتقدير لهم جميعًا على كريم فضلهم وخالص تمنياتهم وصادق شعورهم.

ولا يسع اللجنة إزاء هذا التكريم إلا أن تبتهل إلى الله تعالى أن يحفظهم جميعًا مصدرًا للتشجيع ومنهلًا للعلم والعرفان، راجية أن تكون دائمًا عند حسن ظن الجميع لخير مصر والشرق وخير العلم والتعليم.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤