مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد، فإن مدينة الشهباء مدينة خالدة ممتازة بآثارها الإسلامية الجليلة، وبالشواهد التاريخية الأثيلة، التي تجعلها في مصافِّ أعظم مدن الإسلام، من حيث العمران وفن الرِّيازة العربية، منذ فجر عصر الإسلام إلى أواخر العصر العثماني.

وقد رأيت أن الكتاب المتقن الذي ألَّفه المستشرق العلامة الفرنسي البروفسور جان سوفاجه، أستاذي وصديقي المؤرخ المحقق، الذي أُغرِم بالشهباء غرامًا شديدًا، حتى ألَّف عنها كتابه الضخم الذي نال به شهادة الدكتوراه؛ هو كتاب مفيد، دقيق رصين على صِغَره، فعمدت إلى تعريبه، تعريبًا أمينًا وعلَّقت عليه تعاليق مفيدة، ثم أضفت إليه معلومات نسيها أو أهملها، وأصلحت أخطاء وقع فيها أو توهَّمها، فجاء هذا الكتاب وافيًا في وصف آثار هذه المدينة الخالدة، التي أعتزُّ بالنسبة إليها؛ وأحرص على إشادة مناقبها، وحفظ تراثها.

واللهَ — سبحانه — أسأل أن يوفقني إلى إظهار محاسن تراث العرب والإسلام في هذه الديار من الوطن العربي الإسلامي الأكبر، إنه سميع مجيب.

ولا يسعني في ختام هذه الكلمة إلا أن أشكر أخي وصديقي العالم الأثري الدكتور سليم عادل عبد الحق مدير الآثار العام، الذي تفضَّل بنشر هذا الكتاب ضمن مجموعة مطبوعات مديرية الآثار العامة، فإنه — حفظه الله — عامِل على إحياء آثار ديارنا، مشجِّع للباحثين والمؤلِّفين فيها، والله الموفِّق.

محمد أسعد طلس
دمشق ١ / ٣ / ١٩٥٦

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤