تمهيد

(١) الطيور التي يحميها القانون

figure
خريطة الجمهورية العربية المتحدة (طبيعية).

نلخِّص أسماءها حسب ما ذكرَتْه اللائحة الحكومية للجمهورية العربية المتحدة وهي: الزرزور، الوروار، الهدهد، الأخيل (الغراب الزيتوني)، صياد الذباب، الدج، السنونو، القبرة، الفتاح، الصعو، الهوازج، البلابل، الكوكو، البلشون، الكروان الجبلي، الطيور الخواضة، القطقاط الشامي والبلدي، الأبلق، الحميراء، الحسيني، الخطاف، اللواء، اللقلق، أبو قردان، الكورسار، الكركي، القليعي، الهزار، أبو الحناء.

ولكن للأسف لا يعمل بهذا أحد، بل هي كثيرًا ما تُصاد في شمال الدلتا (رشيد ودمياط والبرلس وبورسعيد والمنزلة وإدكو) كل عام بالدبق (المخيط) وتُباع علنًا في الأسواق معروضةً للأكل.

هذا ويُخشى على الباقي من الانقراض، وخاصة البط الذي يُصاد منه كل عام الملايين، فليت الحكومة تسُن قانونًا تحدِّد فيه صيد البط، كما فعلَت أمريكا عندما انقرض منها بط لبرادور.

(٢) صيد الطيور

كلنا نعلم أن الطيور تُصاد بطرقٍ مختلفة وأهمها البندقية؛ إذ هي العامل الأول في صيدها، كما تُصاد أيضًا بالنَّبل، وكذلك بالفَخ، وهذه تُردي الطائر ويقع ميتًا غالبًا بهذه الأدوات.

ولكن هناك أيضًا أدوات تصيد الطير حيًّا مثل الشَّرَك في صيد السُّمَانَى في مصر، وهو على طريقتَين؛ الأولى أن يُؤتى بسارياتٍ من الخشب طول الواحدة حوالي مترَين وتُغرس في الأرض لنصف متر، وتكون المسافة بين كل عمود حوالي ٥ أمتار، ثم يُنصَب بينها الشباك ويُطْوى طَرَف الشَّرَك من أسفلَ بهيئةِ جيب، فإذا ما أتت السُّمَانَى من فوق سطح الماء (البحر المتوسط) بسرعة صُدمَت بالشِّباك فتسقط في الجيب، وترتبك، ويراها الصياد فيأخذها حية.١

والطريقة الثانية: هو أن تُعمَل حفرة في الأرض عمقها حوالي قدم تقريبًا، ثم يُقام عليها مُربَّع من القصَب له ناحيتان؛ إحداهما التي تجاه البحر المفتوحة، والثانية مسدودة بالشَّرَك (وتظهر كأنها مفتوحة)، فإذا ما هبطَت السُّمَانَى من فوق سطح الماء (أعلاه على ارتفاعٍ ضئيل) على الأرض، ووجدَت أمامها الفتحة، دخلَت فيها حسب غريزتها وحبها للتستر والخَبْء، ويَمُر الصياد من الناحية المفتوحة تجاه البحر، فإذا وجدَتْه اتجهَت بالهرب من الناحية الأخرى التي بها الشَّرَك كأنه شباكٌ بعيون، وترتبك فيه، وتحاول الهرب منه، ولا تفكر في الرجوع للناحية الخالية من الشَّرَك، فيهجُم عليها الصياد ويُمسِكها من قلب العُش حيَّة.

وتُوجد طرقٌ أخرى للصيد حيًّا مثل طريقة الدبق (المخيط) وهي منتشرة في شمال الدلتا مثل رشيد ودمياط وإدكو والبرلس (في أغسطس وسبتمبر). كذلك طريقة صيد البط حيًّا بطريق الظرة وهي منتشرة في الأماكن السابقة المذكورة. وطريقتها هي:

figure
  • (١)

    يُغرَس قائمٌ حديدي أو خشبي متين في أرض البحيرة التي لا يزيد عمقها عادة على متر تقريبًا، وبالطبع فإن القائم يكون متصلًا بحبلٍ متين، ويدخل في رأس الزاوية بحلقة «أ» ثم إلى الحلقة «ب» ثم إلى الحلقة «ﺟ»، ثم يصل بطوله إلى حوالي ٣٠ مترًا إلى أرض الجزيرة، إلى داخل العش، الكائن بداخله الصياد مختبئًا.

  • (٢)
    يدخل طرف آخر من الحبل في الحلقة «أ» ثم إلى «د» ثم إلى «ﺟ» حتى يصل كذلك للعش «د» يقفل الصيَّاد العش عليه جيدًا، ويراقب الطير فوق المعين الذي نثر فوقه الحبوب طعامًا للطير، وينظر من خلال ثغراتٍ من العش، فإذا ما وجد الطير بداخله، جذب الحبلَين إليه، فينطبق المعين على الطير بشكل مثلث هكذا ، فيذهب إليه الصياد لأخذ الطير حيًّا منه.

أما طريقة الصيد بالدبق، فهي أن تُصنع عجينة الدبق اللزجة، وذلك بمزج لباب ثمرة المخيط بنسبة الربع تقريبًا من عسل الكندية، ثم تُعرَّض للشمس حتى تقوى على اللصق بأرجل الطائر إذا ما وقَف وجثَم على عود الدبق (عود الأتل) المكسوِّ بالعجينة إلى النصف. تُطوى رءوس الغصون مع الأوراق في أجزاء من الشجرة، ثُم تربط بالخوص، ثم يُغرس فيها عود الدبق من أسفله.

أما في المناطق الخالية من الأشجار فإنه يُعمل بها قوائمُ من القصب (البوص) تُغرس بالأرض، ثم يتفرع القائم إلى أفرع، ويجوز أن يبقى على فرعٍ واحد أو أكثر، ثم تُهيَّأ رءوسها لوضع عود الدبق فيه كي يقف عليه الطائر ويلتصق به. وأختم قولي بما قاله الشاعر وهو:

إنما الصيدُ همةٌ ونشاطٌ
يُعقِب الجسمَ صحةً وصلاحَا
ورجاءٌ ينالُ فيه سرورًا
حين يَلقَى إصابةً ونجاحَا

(٣) طيور الصيد

هي الطيور التي تُصاد من أجل أن تؤكل، ومنها آكل الخضروات والنباتات كالبط بكل أنواعه، ومنها آكل الحبوب مثل السُّمانَى والحمَام بكل رتبه وفصائله ومعه القمري، ومنها ما يأكل الديدان مثل البكاشينة والمراعي. وكذلك الحجل والقطا الذي يشترك كذلك في الحبوب. وتمتاز بأنها سريعة الطيران، ممتلئة الأجسام، صغار الرءوس، أرجلها تصلح للحفر والنبش، والأجنحة إما طويلةٌ مدبَّبة، كالبكاشينة والسمانى، أو قصيرةٌ مستديرة، مثل الحجل والتدرج والطاووس، وهي سريعة العَدْو على الأرض في كثيرٍ منها، مثل الحبارى والتدرج والطاووس.

ومنها الطيور الخوَّاضة التي تخوض في المياه، فهي كذلك من ضمن طيور الصيد وإن كانت لا تأكل الحبوب أو الخضروات، إلا أنها تستعيض عن هذا بالقشريات والهلاميات المائية والديدان المائية والأرضية، وكذلك الحشرات المائية.

(٤) تاريخ الطيور

كشف فانجار Wanger سنة ١٨٦١م، في بلغاريا، في طبقات العصر الجوراسي، هيكلًا عظميًّا لحيوان في حجم الغراب أشبه بالطيور، وسَمَّاه «أركيوبتركس» Archaeopteryx يختلف اختلافًا قليلًا عن الطيور. كما اكتشف غيرُه طائرَين آخرَين وصفهما مارش Marsh وأسماهما «هسبرورنس Hesperornis» و«إكتيورنِسْ Ichthyornis» والأول ضعيف الجناحَين وكان يغوص تحت الماء ليقتنص السمك وبفمه عدد من الأسنان. أما الثاني فكان كبير الجناحَين.
ويُذكر أن أكبر الطيور جسمًا هو طائرٌ بائد من نوع النسور يُسمَّى «تيراتورنس Teratornis» اكتُشِف في كاليفورنيا.
ومن الطيور البائدة حديثًا طائرٌ ضخم جدًّا اسمه «الماو Moa» ولكنه لا يطير، غير أنه لا يألف الإنسان، والثاني هو «إيبيورنس Aepyornis» وكان معروفًا في مدغشقر لعهدٍ قريب وربما كان هو الذي يردَّد ذِكْره في قصص «ألف ليلة وليلة» تحت اسم الرُّخ (وهو طائر الفيل)، وكان وزن بيضته يعادل وزن ٦ بيضات من بيض النعام؛ أي ما يعادل وزن ١٥٠ بيضةً من بيض الدجاج.

هذا ولم تكن الطبيعة قد حبَت الطيور الأولى التي عاشت في العصر «الجوراسي» بما يجعلها إنذارًا للزواحف الطائرة التي كانت إذ ذاك سادة الجو .. ولكن على مَرِّ الحِقَب صارت الزواحف الطائرة في ذمة التاريخ، بينما تطوَّرَت الطيور الأخرى، وانعقَد لها لواء السيطرة على الجو.

(٤-١) الطيور عند قدماء المصريين

كان قدماء المصريين مُولَعين بصيد الطيور، بل كانوا يرسمونها على معابدهم، وإليك الأدلة على ذلك، فقد عُثر على أكثر من ١٢ طائرًا هيروغلوفيًّا مرسومًا رسمًا كروكيًّا على جدران المعابد والمقابر وخاصة في سقارة، وأهرام أوناس وبني حسن، مثل طيور الكركي والبلبول، والدقناش الأكحل والقبطي والخطاف المصري والقرلي والبومة البيضاء والنسور، وغربان الماء والإِوَز والحمام والنعام والسُّمانَى.

(٤-٢) الهجرة عند الطيور

يسأل البعض كيف يَعرِف الطائر مواطن هجرته التي يهاجر منها وإليها كل عام؟ والجواب على ذلك هو الغريزة القَهْرية وشدَّة الإدراك والملاحظة، والأمور التي يقوم بعملها الطائر من أنه يرتفع في طيرانه أثناء هجرته على مسافةٍ عالية ليكشف أوسع مدًى في الأفق، ولترتسم الأرض تحته والماء، كما تُرسم الخريطة عندنا، ثمَّ يتبع نظامًا خاصًّا في طريقه بأن يتبع النيل مثلًا أو المناطق الزراعية، وهذه العملية هي في أغلب الطيور، ولا ننكر أن قليلًا منها يطير قريبًا من سطح الأرض والماء كما تفعل السُّمَانَى، ولكن يساعدها على ذلك غريزتُها الموهوبة، وإدراكُها بتغير الجو وأنها سائرةٌ معه في اتجاه الرياح حسب إرادتها، ولكن الطريقة الأولى هي الأكثر شيوعًا، وقد عُثر مرةً على طيور كانت متجهة إلى مكانٍ معلوم ثمَّ شردَت فغيَّرَت موطنها؛ لأنها لم تجد ما تسترشد به من رؤية المعالم. ولُوحظ مرةً أن الطيور المائية فوق ساحل بحر البلطيق شردَت مرةً عن مواطن قَصدِها في الاتجاه الصحيح، وأنها تعمَّقَت في الأرض فعادت ثانيةً إلى ساحل البحر مستدلةً به كما تفعل الخرشنة القطبية Arctic Tern التي تسترشد بسواحل غرب أوروبا وغرب أفريقية وسواحل شرق الأمريكيتَين حتى تصل إلى القطب الجنوبي. والدليل على صحة ما نقول أيضًا، أنه في أيام الضباب تَضِل بعض الطيور عن طُرقِ هجرتها المعهودة، ويحدث هذا كذلك في الأيام المعتمة والليالي الحالكة السوداء، بخلاف الليالي المقمرة التي هي أهم سبيلٍ للهجرة لها.
أُجرِيَت تجارب على خطاطيف Swallows بين سنة ١٩١٠م، وسنة ١٩١٣م كانت تستوطن بعض جزر المكسيك، واستطاعت الخطاطيف الرجوع إلى مواطنها من مسافاتٍ تزيد على ٨٥٠ ميلًا معظمها كان مطلوقًا فوق عرض البحر، وذلك بعد نقلها في أقفاصٍ مقفلة على ظهر سفينة، فضلًا عن أن الطيور التي أُرسلَت إلى الشمال كانت قد نُقلَت إلى مناطقَ مجهولة خارج المجال الطبيعي لنوعها، ومع ذلك فقد عادت كذلك إلى مواطنها. ومما هو جدير بالذكر أن الخطاف يقطع المسافة بين إنجلترا وكيبتون في بضعة أسابيع، وهي مسافة بين ٥، ٦ آلاف ميل.

والخرشنة القطبية السابقة تهاجر من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، وهي مسافة بين طرَفَي الأرض لا تقل عن ١١ ألف ميل، وهي أكبر مسافةٍ يقطعها أي طائر في العالم. أما سرعة الطيور فهي لا تتجاوز بحالٍ ما عن ٩٠ ميلًا في الساعة، وهي تعمل في طريق هجرتها محطات استراحة؛ ولذلك تأخذ فترة حوالَي شهرٍ أو أقل عندما تصل إلى مكانها بحسب مسافة الطريق، وتارةً في أقل من أسبوع، وأحيانًا في مدى يومٍ حسب سرعتها واتجاهها المباشر دون راحة.

على أن الدافع للهجرة أيضًا هو الرزق بالطبع وتغيُّر الجو، فإذا شعَر الطائر ببرودة الجو بدأَت الحشرات مثلًا تنقبع في مخابئها ولا تظهر فوق سطح الأرض، فتهاجر إلى مواطنَ أدفأ منها وفي معدَّل طقسها ومناخها التي كانت عليه، حتى تظفر بنفس الحشرات التي كانت تلتهمها، وكذلك في المزروعات فإن القمري مثلًا يعود إلى الدلتا في مايو في تمام نضوج القمح، وفي نهايته يهاجر إلى أوروبا حيث القمح (لأنه كلما اتجهنا إلى الشمال كلما تأخَّرَت زراعتُه) وبذلك يضمن القمري أن يتوالد صيفًا في أوروبا ورزقه بها مكفول، حتى إذا أتى الخريف وامَّحى القمح، هاجر ثانية إلى الجنوب مارًّا بمصر في طريقه إلى السودان وأفريقية الاستوائية حيث يكون بها القمح من جديد (لأنه يبكِّر هناك في الجنوب).

وتهاجر الطيور إلى مصر عن طريقين: (أ) الطريق الشمالي الغربي، والطريق الشمالي الشرقي.

والخلاصة أن الطير يَعتمد عادةً على البصر في كشف طريقه المهاجر إليه، بدليل أن معظم الطيور لا تهاجر إلا نهارًا أو تُشاهَد على ارتفاعاتٍ شاهقة لهذا الغرض.

وذكر «روان» كلمة عن هجرة الطيور بخصوص أن أهم العوامل في الهجرة هو اختلاف طول النهار، فعمل تجربةً على ذلك في طائر الجنكس بأن عرَّض بعضًا منه لأشعةٍ ضوئية تساوي في المقدار أشعة النهار في الأقاليم التي تَرحَل منها ثمَّ أطلقها، فلمَّا أحسَّت بالاختلاف بدأَت هجرتها على الفور. أما الطيور التي لم تعرَّض لهذا النهار الصناعي فلم ترحل. ويؤيد صحةَ ذلك الآتي:

ذكر بعض العلماء أن الطيور لا تكون مدفوعة إلى الهجرة بسبب الغذاء والبرد بدليل أن بعض الطيور تهاجر من مكانٍ دافئ إلى مكانٍ أبرد منه، مثل الفتاح الذي يهاجر من مصر في الربيع إلى أوروبا مع أن الحشرات لا تكثر إلا صيفًا في مصر. ولكن العوامل الدافعة إلى الهجرة هو زيادة أو نقصان ضوء الشمس، وهذه العوامل تؤدي إلى إفراز موادَّ معيَّنة في جسم الطائر، تلك هي الهرمونات Hormones، وهذه الهرمونات تُحدِث «سلوك» الهجرة؛ فهي تولِّد غريزة الميل للاختلاط بمجموعاتٍ أخرى من الطيور، كما تسبِّب حالةً في جسم الحيوان، كذلك فإنها تؤدي إلى تراكم كمياتٍ من المواد الدهنية لمواجهة إرهاق الرحلة ومخاطرها.

(٥) مراتب الطيران

ذكَر الثعالبي في كتابه المُسمَّى «فقه اللغة» في تعريف أنواع الطيران على النحو الآتي:
  • (١)

    إذا حرَّك الطائر جناحَيه ورجلاه بالأرض قيل «دَفَّ».

  • (٢)

    فإذا طار قريبًا من سطح الأرض قيل «أسَفَّ».

  • (٣)

    فإذا كان مقصوصًا وطار كأنه يردُّ جناحيه إلى الخلف، قيل «جَدَفَ»، ومنه سُمي «مجداف السفينة».

  • (٤)

    فإذا حرَّك جناحيه في طيرانه قريبًا من الأرض وحام حول الشيء يريد أن يقع فيه، قيل «رَفْرَفَ».

  • (٥)

    فإذا طار في كبد السماء، قيل «حَلَّقَ».

  • (٦)

    فإذا طار واستدار قيل «دَوَّمَ».

  • (٧)

    فإذا بسَط جناحَيه في الهواء وسكَّنهما فلم يُحرِّكْهما كما تفعل الحدأة والرخم قيل «صَفَّ»، في القرآن: والطير صافَّات.

  • (٨)

    فإذا ترامى بنفسه في الطيران قيل: «زَفَّ زفيفًا».

  • (٩)

    فإذا انحدر من بلاد البرد إلى بلاد الحرِّ، قيل «قَطَعَ قُطُوعًا».

هذا ولم يذكُر مرتبةً أخرى، وهي ما إذا كان ثابتًا في مكانه في طيرانه وحرَّك جناحَيه لتثبيت نفسه، بحيث لا يبرح مكانه الهوائي، وهو المُسمَّى بالإنجليزية Hovering، فماذا يسمي ذلك الثعالبي؟ وهو شائع في الطيور مثل صقر الجراد والقرلِّي.
هذا ولم يَعرِف للآن أيُّ مخلوقٍ كيف يطير الطائر بسرعةٍ عظيمة متجهًا للأمام، فمن قائل بأن الطائر يحرك جناحَيه حركةً علويةً أمامية ويخفضها بحركةٍ سفليةٍ خلفية مثل المجداف، كأنه يدفع الهواء للخلف. وإذا كان الأمر كذلك فما الذي يُسيِّر الطائر الذي يصُفُّ جناحَيه (يبسُطهما) طول النهار مثل القادوس Albatross. أهو الانزلاق من أعلى إلى أسفل؟ وإذا كان كذلك فكيف يتجه لأعلى مع أن الانزلاق لا يكون من أسفل إلى أعلى. إنها بحق مشكلة تحيِّر فيها علماء الطيور؟ وإذا كان الموضوع ببسط الأجنحة، فلِم لا يطير الطائر المحنط الباسط جناحَيه؟ وإذا كان الموضوع لخفة الجسم، فكيف يتجه الطائر للأمام؟٢ غير أن أهم ما نذكُره في العوامل المساعدة على الطيران هو الآتي:
  • (١)

    تجويف الريش يساعد على خفة الطائر وكذلك ارتفاع الحرارة في جسمه من ٤٠ : ٤٤ درجةً مئوية، كذلك يُوجد له — وهو حي — أكياسٌ هوائية في جسمه، كذلك يمكن الطائر أن يحفظ توازنه وهو حي في الهواء، بخلاف ما إذا مات فإنه يفقد توازنه مثل عصا البهلوان، والإنسان إذا كان حيًّا استطاع أن يسير وإذا مات هبط للأرض مرةً واحدة.

(٦) الغزَل عند الطيور والتكاثُر

عندما يجيء الربيع، تدب الحياة في أجساد النباتات المتساقطة الأوراق، فتبدأ البراعم في الظهور من جديد، ثم تتشكل إلى أوراق تكسو بها أبدان الأشجار، فتكسوها حُللًا خضرًا، وتزيِّنها بالأزهار والورود، كما أن الطائر يشعر بالدفء وبرغبته في التزاوج بحلول الربيع، فتبدأ الذكور — وهي التي اختصها الله بالجمال دون الإناث — في عرض زينتها، وإبراز جمال ألوان ريشها، وغنائها بعذب الألحان لاستجلاب قلوب إناثها، فتَحِن إليها الإناث وتتزاوج معها، ثم تبيض ويفقس البيض بعد حين، تارةً في خلال ١٤ يومًا، وتارةً بعد شهرَين، فالقادوس يحضن بيضه ٩ أسابيع، والإيمو والريا والنعامة شهرَين، والبط حوالي ٤ أسابيع، والدجاجة حوالي ٢٠ يومًا.

وتبني بعض الطيور أعشاشها إما في الأشجار، أو على الصخور، أو بين أدغال الماء، أو على وجه الرمال مباشرةً كالنعامة ثم تُهيل عليه الرمال، ويحضنه الذكر ليلًا، ويكتفي بحرارة الشمس نهارًا، وتارةً ترقُد الأنثى عليه نهارًا.

والميجابود Megapode يضع البيض على الرمل، ويتركه كله لدفء التربة كما تفعل الزواحف، وبعدها تفقس الفراخ، ثم تصبح لها القدرة على الطيران مباشرةً بعد الفقس!
وبعضها يتطفل ويضع بيضه في عش غيره ليربيه له مثل الكوكو. ومنها ما يبني أعشاشًا معلقة تشُدها بحبلٍ ملتوٍ أو تلصقها بالطين إلى أصل فرع أو إلى صخرةٍ عالية مثل العصفور النسَّاج، ومنها ما يزيِّن مكان عشِّه بالورود الملوَّنة كأنما هو يجعله معرضًا مثل الطائر المعرش Bower-bird ومنه ما يخيط ورقتَين من أوراق النبات مثل العصفور الخيَّاط الذي يقطن الهند.

وعندما تضع الأنثى البيض وترقد عليه يقف الذكر حارسًا لها على باب العش ويُمِدُّها بالطعام، وتخرج الأولاد من البيض عاريةً عمياء، غير أنها تفتح أفواهها طلبًا للغذاء، وفي أثناء الليل يحنو أحد الأبوَين أو كلاهما على الفراخ فيضمُّها تحت جناحَيه ليُفيء عليها الدفء، وقد ثبت أن هرمونًا تفرزه الغدة النخامية في جسم الأنثى اسمه «البرولاكتين» يزيد في الدم في هذا الفصل، ومن المعروف أن هذا الهرمون في الحمام ينبِّه إلى إفراز «لبن الحمامة» أو «اللَّبأ»، وهو سائلٌ أبيضُ غليظ القوام تفرِزه حُويصلة الحمام وتُطعِم به أفراخها — أشبَه بذلك إفراز اللبن في المرأة والحيوان بعد الولادة.

(٧) نقصان الطيور وانقراضها

لقد أخذَت الطيور في التناقُص من عالم الوجود بكافة أنواعها، ويرجع السبب في ذلك إلى العوامل الآتية:
  • (١)
    تجفيف كثير من البرك المائية والمستنقعات مثل بحيرة إدكو والمنزلة … إلخ، وتحويلها إلى أراضٍ زراعية، مما أدَّى إلى اختفاء كثيرٍ من الطيور المائية مثل البط، وباقي الطيور الخواضة، وأهمها البكاشينة والعصافير المغنية (الهوازج) (Warblers) الخاصة بالمستنقعات والأعشاب المائية.
  • (٢)

    ازدياد السكان من الآدميين زيادةً فاحشة، وكلها تبحث عن القوت ومن ضمنها الطيور، كما ازدادت أيضًا نسبيًّا كثرة الصيادين الذين يتعقبون الطيور بالصيد، ويقتلونها بحاجة وبغير حاجة.

  • (٣)

    اتساع رقعة الأراضي الزراعية، وانتشار الحدائق الحديثة، فأصبح السرب المكوَّن مثلًا من ألف طائر يتوزَّع في ألف فدان بدلًا من مائة فدان.

  • (٤)

    اجتثاث مناطق الغابات التي هي أهم مورد للطيور النادرة الجميلة الألوان، مثل الكويتزال والببغاوات وطيور الفردوس، وإحلال مناطقَ زراعية مكانها تُزرع قمحًا وأرزًا وبرسيمًا وقطنًا … إلخ، خدمةً للإنسان والحيوان.

  • (٥)

    تحويل مناطقَ زراعية إلى مصانعَ تشع منها أبخرة ودخان تؤذي الطير في مملكته في الهواء.

  • (٦)
    تفجير القنابل الذرية، وعمل مناطق خاصة لهذا التفجير في البحار والصحراء أو مناطق القطبين، وعند قيام الحرب سيعُم التفجير المدن والقرى، وبذلك ينتج إشعاعات ذرية تسمِّم الجو وتسير إلى مسافة أميال (مئات منها) إلى طبقات الجو، وشرقًا وغربًا مع الرياح، وكل هذا يقضي على حياة الطيور، وأهمها القادوس Albatross وطائر البارجة، ومثل ذلك من الطيور النادرة الوجود، وكذلك في الصحراء على القطا، وفي القطبَين على البط.
    figure
    ملاحظات Remarks

    هذا وقد انقرضَت طيورٌ سابقة كانت تنعم بالحياة فيما مضى وهي:

    مرعة ليزان Laysan Rail انقرضَت من جزيرة ميدواي حوالي عام ١٩٤٤م، وكذلك ببغاء كارولينا Carolina parrot ولكن ما زال بعض منه مأسورًا لغاية سنة ١٩١٤م، وكذلك حمام باسنجار Passinger Pigeon، ومكاو كوبا الأحمر (كان لغاية ١٨٨٥ مأسورًا) Cuban Red macaw، كذلك بومة جزيرة سيشل، وطائر المامو، وحمامة شوزيل المتوَّجة، وطيطوي تهيتي، والدودو، والشهرمان المتوَّج (Crested shelduck) وبط لبرادور، والأكتع الكبير، وزرزور ليجوات Leguat والإوز الذي يقطن هاواي، والهيووا، والريوكيو.
    هذا وتُوجد طيورٌ الآن قليلة الوجود ويُخشى عليها من الانقراض وهي: الونس Red-crested Pochard، وأبو فروة Ruddy Shelduck، والشهرمان Common Shelduck، دجة الدبق Missel-thrush، والكاهاو Cahow؛ إذ لا يوجد منه إلا حوالي ٢٠ واحدًا، كذلك الباراكيت الفاخر Splendid Parrakeet.
    وتدرج الميكادو، والكوكي الصياح. Whooping Crane، والقادوس أبو ذيل قصير Short-tailed Albatross، ونقار الخشب أبو منقار عاجي اللون، ونمنمة الشجر الصياحة Noisy Scrub-bird، وكوندرو كاليفورنيا (لا يُوجد منه الآن إلا من ٦٠ : ٦٥ واحدًا فقط جرد عام ١٩٩٠م)، وأيبس تيفون، وبومة نيوزيلند الضاحكة، والدقناش الأكحل. هذا ويُوجد غير ذلك الكثير، وقد انتبهَت الحكومات إلى ذلك، وخاصة أمريكا الشمالية، وسنَّت الحكومة هناك قوانين لمنع الصيد إلا في أشهرٍ خاصة وبكميةٍ محدودة. وحبذا لو عملَت حكومتنا المصرية بهذا. علمًا بأن أبا الحن الأمريكي. American Redstart كاد ينقرض بفعل نيران هواة الصيد الذين كانوا شديدي الشغف به وبصيده من الأمريكيين، ولم يُكتب لهذا الطائر البقاءُ إلا عندما صدر أخيرًا قانونٌ بتحريم صيده.
  • (٧)

    رش المحاصيل الزراعية بالمواد الكيماوية السامة التي يتسبب عنها أكل الحيوانات الصغيرة كالحشرات وصغار الثدييات كالأرانب والفئران لهذه المحصولات المسمَّمة، فلا تجد الطيور وخاصة الجارحة ما تأكله من هذه الحيوانات، كما أن هذه الكيماويات المنتشرة في الجو تُضعِف القدرة على التوالُد عند هذه الطيور … وبعدُ.

فهل تعلم أن كثيرًا من الدول الأوروبية وغيرها تفرض غراماتٍ كبيرة على كل من يُضبط متلبسًا بطائر معه من جوارح الطير أو معه بيض من بيضها، أو مستحوذًا على عُشها؛ فإن أمثال هذه الجوارح هي في حمايةٍ تامة بالقانون، وخاصة في بريطانيا، فكل من يُضبط تُفرض عليه غرامة تصل إلى ٢٥ جنيهًا إسترلينيًّا، وكذلك تُفرض عليه نفسُ الغرامة كل من يحتفظ بطائرٍ حي في قفص أو خلافه، إلا إذا كان الطائر مجروحًا وكان من يحتفظ به هو من أجل العناية به ومعالجته.

وأنه في إنجلترا إذا سقطَت بومةٌ صغيرة من عشها ورآها السائرون فلا يقرَبها أحدٌ بل يتركها لأنها بعد حين ستعود إليها أمها أو الآباء وينقلانها من على الأرض إلى العش أو أي مكانٍ آمن، ومهما بالغ الإنسان في الاعتناء بالبومة الصغيرة فلن تبلُغ قدْر عناية آبائها بها؛ ولذلك بدأَت الطيور فيها تتكاثر من جديد، وحبَّذا لو أُجريَت مثل هذه التعليمات في مصر، وخاصة في الطيور المهاجرة، التي يُقتل منها سنويًّا مئات الآلاف، كالبط والقمري … إلخ. هذا وتُوجد في الأردن محطةٌ ضخمة لهجرة الطيور تُعرَف ﺑ «واحة الأزرق» تحُط بها الطيور المهاجرة من شمال أوروبا وروسيا لأواسط أفريقية لقضاء الشتاء هناك. ولقد تأسَّسَت في الأردن لجنةٌ لحماية الطبيعة تقوم على حماية واحة الأزرق ضد عبث الإنسان للمحافظة على المحطة هذه. ولقد سنت الحكومة قوانين لحماية الطيور منها: (١) منع صيد الطيور المغرِّدة منعًا باتًّا. (٢) تحديد مواسمَ معيَّنة لصيد أنواعٍ محدودة من الطيور. (٣) منع صيد الطيور أثناء تكاثُرها. (٤) تحديد كمية الطيور التي يصطادها الفرد خلال موسم الصيد. (٥) منع استعمال البنادق الأوتوماتيكية منعًا باتًّا. (٦) تحريم استعمال الشبك لصيد الطيور إلا للنواحي العلمية وبإذنٍ خاص. (٧) منع صيد الطيور إلا بترخيص من الحكومة.

(٨) محادثة طريفة عن الهجرة للخطاف

بقلم اللادي إرسكين كروم Lady Erskine Crom
مترجمةٌ بقلم المؤلِّف بتصرُّف فيها

أنجبَت أنثى خطَّاف ولدًا، وجرَت بينهما محادثةٌ ساقها الابن لأمه تمشيًا مع غريزة حب الاستطلاع، وقد آن ميعاد الهجرة من أوروبا إلى الجنوب.

قالت الأم: يجب علينا أن نحتشد حالًا لنرحل إلى الجنوب.

الابن : نحتشِد؟! ماذا تعنين بالاحتشاد يا أماه؟!
الأم (ضاحكة) : نجمع أنفسنا في أسرابٍ صغيرة أو كبيرة. هل تظن أن الاحتشاد هو اجتماعنا في سلال (جمع سلة) أو صناديق؟! كلا، إنه ليس لدينا ما يحملنا من سفنٍ شراعية أو بخارية أو طائرات أو قطارات لتقطع أرجاء المعمورة من اليابس والماء مثل ما يعمل الناس، بل نحن طائرات أنفسنا؛ ولهذا يجب أن نطير في جموعٍ كبيرة طلبًا للطمأنينة والتسلية والائتناس، سواء رحلنا شمالًا في الربيع أو إلى الجنوب في الخريف، مثل الآن.
الابن : ولكن كيف تَعرِفين الطريق يا أماه؟!
الأم : أعرفه بغريزتي وإلهامي؛ فإنني أشاهد تحت الماء واليابسة فأعرف يقينًا أين أتجه، مدفوعة بتغير الجو تدريجيًّا حتى يلائم درجة حرارته أجسامنا، ونعرف ذلك حتى في الظلام، حتى ولو لم تكن النواهض قد سبق لها الهجرة يمكنها معرفة ذلك الاتجاه، والدليل على هذا أننا نعود من نفس الطريق في هجرة العودة.
figure
الابن : أنا واثق من صحة كلامك، وأحب أن أزاملكِ في الهجرة حيث أراكِ في أثنائها تلتوين يمينًا وشمالًا في طيرانك، وتدورين في الهواء، وتطيرين قريبةً من سطح الماء، تجرعين قطرةً منه كلما احتاج الأمر، وسيكون معنا سنونو البيت House-martin.
الأم : أرجو ألا يكون الشتاء قارسًا في مكان توالُدنا هذا حتى نجد العُش سليمًا، أو على الأقل لا نحتاج إلى عناءٍ كبير في إصلاحه وترميمه من جديد.
الابن : أمَلي كبير في ذلك، وهذا ما أتمنَّاه، وإننا سنطير إلى مسافةٍ شاسعة بطول قارَّة أفريقية من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، بعد أن نعبُر البحر الأبيض المتوسط ونكون قد فارَقْنا أوروبا، وعندئذٍ سنشعر بتغيُّر الجو، ولن تعترضنا أي صعوبات.
الأم : شكرًا لك. والآن حيث إن منارات البحار قد أوجدَت محطاتٍ لاستراحاتنا، وصارت بمثابة محطات هداية، فقد أصبحَت من صالحنا وليست خطرًا علينا، مع أنها كانت قديمًا تجذب الطيور إليها فترتطم بها ويموت منا الكثير بسببها (بسبب النور الباهر الذي يخطَف الأبصار)، وخاصة في أيام الضباب، فلا نكشف بذلك الطريق.
الابن : هذا كلامٌ صحيح وحسَن. والآن يجب علينا أن نهيِّئ أنفسنا للسفر إلى الجنوب، وعلينا أن نحتشد، ها هو سربٌ من الخطاطيف قادم علينا للتجمع معنا، وهاك سربٌ آخر قادم لنفس تلك العملية، وكلنا الآن محتشدون على أسلاك البرق وسيقان الأشجار استعدادًا للرحيل.
ثم طار الابن صاعدًا للسماء بصياحٍ قصير المدى، وتَبِعه الباقون كأنه مرشدٌ ودليل لهم … وطاروا.

(٩) «هل تعلم»

أن المدروان Sanderling هو أكثر الطيور تَجوالًا في قطع المسافات في هجرته؛ حيث يطوف حول العالم كله في هجرته الشتوية، فهو يتوالد في شمال أوروبا وشمال آسيا وفي كندا عند القطب الشمالي، ثم يهاجر في الخريف جنوبًا ليقطع الشتاء في جنوب آسيا (في الهند والصين واليابان وجزائر الهند الشرقية) وأستراليا وجزائر هاواي وهونولولو، وكل جزائر المحيط الهادي والهندي، وكذلك أمريكا الجنوبية لغاية شيلي وبتاجوينا؟ ولذا أخذ اسمه من تَجواله ودورانه حول الأرض؟!
وأن كروان الماء Curlew-sandpiper يُطلِق عليه الإنجليز اسم «مكتشف الكرة الأرضية» (globe discoverer) لأنه كالسابق في قطع مسافاتٍ في هجرته حول الأرض؛ فإنه يتوالد صيفًا في أقصى شمال أوراسيا وأمريكا الشمالية في التندرا، ثم يهاجر شتاءً حتى يصل إلى الكاب والملايو وأستراليا وتسمانيا ونيوزيلند مثل السابق تقريبًا.

وأن القطقاط المصري المعروف باسم «طائر التمساح» يدفن البيض في الرمل ثم يرقُد عليه، وكذلك يدفنُ أولاده ثم يرقُد عليها ليُظِلها من وهج الشمس ولهيبها ظهرًا.

وأن الأذن في الطيور تكون خلف العين ما عدا في البكاشينة فإن موضع الأذن هو تحت العين، وكذلك في ديك الغاب (البكاتشة) أو «حمار الحجل» Woodcock.

وأن ريش ذيل البكاشينة الكبيرة ١٦ ريشة، والعادية ١٤ ريشة، والصغيرة ١٢ ريشة. وهذه أهم ملاحَظة وقَلَّ من يلحَظ ذلك.

وأن الخولي (البكاشينة المزوَّقة) Painted Snipe هو من الطيور الليلية التي تسعى لرزقها ليلًا بعد غروب الشمس. وأن الذكور فقط هي التي تحضن البيض دون الإناث. وأنه — وهو من فصيلة البكاشينة — يقيم طول السنة في مصر.
وأن الحنكور (قطقاط السرطان) يضع بيضةً واحدة فقط في توالُده، وهي بيضةٌ كبيرة في حجم بيضة الإوزة المنزلية. مع أنه في حجم القطقاط البلدي Egyptian Spur-winged Plover.
وأن الحجل المغربي Barbary Partridge إذا أطلق أحدٌ عليه النيران وأصابه المقذوف الناري وجُرح بفعله ولم يمُت، رمى بنفسه في البحر الأبيض المتوسط إذا كان بجواره عند مرسى مطروح مثلًا، وذلك كي لا يقع أسيرًا في قبضة الصياد!

وأن الحجل الرملي (التهامي) هيز إذا أطلق الصياد عليه النيران وأفلت منه ونجا، ثم عَثر عليه الإنسان، أمكنه أن يقبض عليه بيده حيًّا، أما إذا انتظر الصياد أن يهبَّ ثانيةً من الأرض ليطير فإن الحجل يتجوَّل بين الصخور ويفلتُ من يد الصياد.

وأن مناقير الإناث في جنس الدجداجيات Calidris (الدنلن كروان الماء والفطيرة والنط) أطول قليلًا من مناقير الذكور.

وأن ذكَر الحجوالة يظهر له لبادةٌ كثيفة في الربيع والصيف حول العنق ينشرها لجذب قلب أنثاه، ويتلوَّن الذكَر في الربيع بأشكالٍ مختلفة؛ فقد نجد أكثر من عشرة ذكور كل واحدٍ منها بلونٍ يُخالف الآخر.

وهذا اللبد (الذي هو أشبه بلبد الأسد) ينعدم في الخريف والشتاء ولا يبقى له أثَر. واللبد بالطبع من الريش.

وأن أنثى فرخة الغيط (الصفرد) Corncrake التي نُشاهِدها في مصر في الخريف مع السمان، هي في غاية الوفاء على المحافظة على بيضها وأولادها، حتى إنه يمكن أن يمسكها الإنسان وهي راقدة على عشها.

وأن دجاجة الماء لا تأوي إلى الماء المِلح، بل العذب فقط.

وأن السُّمَانَى هي أصغر طائر هام من طيور الصيد في العالم تقريبًا، وأنه يأتي إلى مصر قمريٌّ صيفي من مارس إلى سبتمبر يتوالد في الواحات الداخلة والخارجة، وأنه يأتي مع القمري الأوروبي في الهجرتَين قمريٌّ شرقي شبيه جدًّا بالأوروبي، ولكنه أفتح لونًا منه، وغطائيات الجناح فيه صفراءُ فاقعة.

وأن البعض يزعم أن الكوكال المصري Egyptian Coucal: Lark-heeled Cucko إذا صاح علق نفسه بغصن، وذلك قبل طلوع الشمس، وهذا خرافة (انظر كتاب طيور مصر، لحماد الحسيني، ص٢٥٢، طبعة ١٩٥٤م).
وأن دجاجة الماء Moorhen لها في كلٍّ من رجلَيها، إصبعان أماميَّتان، وواحدةٌ خلفية، فقط، وقَلَّ من يلحظ ذلك.
وأن الأطيش Booby: Gannet كل أصابع قدمه ملتحمة بالأغشية خلاف البط والإوز … إلخ؛ فإن أصابعها الثلاثة الأمامية هي الملتحمة فقط بالأغشية. أما الأطيش فإن أصابع قدمه الأربعة كلها ملتحمة بالأغشية.

وأن معظم النورس الصغير يُوجد له خطٌّ عرضي أسود في طرف الذيل، فإذا تم نمُوه ضاع هذا الخط، وصار الذيل أبيض رائقًا مثل نورسة البحر الأبيض المتوسط السوداء الرأس، والنورسة العادية، والنورسة الزريقي، والكيتويك.

وأن الغراب مغرم بالسرقة وإن لم يَستفِد شيئًا من المسروق؛ فقد يحمل إلى عشه بعض قطع النقود أو الملاعق الصغيرة أو قطع الصابون أو الحلي لا يريد بهذا العمل إلا إشباع ظمأ الطبع.

وأن الأذن اليمنى في الخبل Tawanyowl أكبر بكثير من اليسرى.
وأن الكركي Crane مرسوم في الدير البحري ومنقاره مربوط إلى عنقه، وعلَّل بعض الجهلاء ذلك كي لا تلتقط الحبوب والغذاء، والحقيقة أنه كي لا يطير مثلما يُوضَع الحديد في أيدي الأثيم فلا يستطيع الجري والهروب.

ويقول الجاحظ: إذا قُطِعَتْ رِجْلَا الطائرِ فإنه لا يقدر على الطيران، كما إذا قُطِعَتْ يدُ الإنسان فإنه لا يستطيع العَدْو (الجري).

وهل تعلم أن صقر الجراد Kestrel عندما يحلِّق في طيرانه وهو ثابتٌ في مكانه، بحثًا عن فريسةٍ له على الأرض، نجده يتجه برأسه نحو هبوب الرياح، حتى إن الإنجليز أطلقوا عليه اسمًا آخر وهو محلِّق الريح Windhover وذلك من جرَّاء هذه العملية؟

(١٠) أسماء الطيور

تأخذ الطيور في اللغات أسماءها من عدة عوامل حسب الآتي:

(١٠-١) من منطق أصواتها

وهذا هو الأصل في التسمية، وتشترك في ذلك معظم اللغات؛ فمثلًا في اللغة الإنجليزية نجد الكثير منها، مثل الهدهد المسمَّى عندهم Hoopoe وهذا الاسم اشتقه الإنجليز من صوته وهو Hoop-hoop الذي يردده الذَّكَر في أواخر الشتاء وأوائل الربيع (فبراير ومارس) مناجيًّا أنثاه، وكأن صوته ينادي بهذا اللفظ وذلك تمشيًا مع صوته. وقِس على ذلك في الطيور الآتية وهي «الحجل التهامي الفلسطيني» الذي يُسمِّيه الإنجليز See-see لأن صوته هكذا (ص٥٢٨). كذلك الصعو Pipit وأيضًا Notmot، وكذلك الغراب Crow وأيضًا Swallow واﻟ Cuckoo, Duck وفرخة الغيط Crex crex وهذا هو اسمها اللاتيني مأخوذ من صوتها الذي تردِّده في طيرانها، وكذلك الببَّغاء Parrot ثم أُطلِق على باقي الببَّغاوات، ومنها الببَّغاء الأسترالي المسمَّى عندهم Twenty-eight لأن صوته يقارب هذا النطق — وغير ذلك نجد الكثير في اللغات والأسماء الإنجليزية.٣

وعلى هذا القياس نجد الكثير من ذلك في اللغة العربية؛ فمثلًا نجد أن اسم الهدهد السابق قد أخذ العرب اسمه كذلك من صوته وهو الهدهدة؛ إذ يصيح بهذا اللفظ تقريبًا هكذا «هُدْهُدْ» الذي يردِّده في الربيع كما قلنا، كذلك أخذ العرب اسم الغراب من صوته الذي يردِّده هكذا «غراب، غراب»، كذلك القطا لأنها تصيح هكذا «قطا، قطا»، وأيضًا «الوروار» لأنه في ندائه يصيح بما يشبه هذه الكلمة «وِر - وِرْ»، وأيضًا الواق لأنه صوته «وَقْ»، كذلك اللَّقلَق (لأنه يُفرقِع بمنقاره هكذا تقريبًا «لق»)، وأيضًا «البط» … إلخ ما في اللغة العربية من هذا القبيل.

(١٠-٢) من تكييف أصواتها

وهذا كثير في اللغات؛ ففي الإنجليزية نجد الكثير منها مثل Bell-bird لأن صوتَه كصليل الناقوس، كذلك طائر القط Cat-bird لأن صوته كمُواء القط، وأيضًا Screamer سُمي بذلك من صياحه، كذلك الإوز الزمَّاء Trumpeter Swan لصوته الذي يردِّده في طيرانه، وفي العربية الكثير من هذا القبيل؛ فالبومة البيضاء (بومة الأجران) تُسمَّى عندنا باسم «المصاصة»؛ لأن نداءها، وخاصة أولادها في العُش، تردِّد الصوت بما يشبه مصَّ الإنسان للماء … إلخ ما في هذه المسميات، كذلك Song-thrush.

(١٠-٣) من بناء أجسامها ومميزاتٍ خاصة بها

وفي الإنجليزية الكثير من هذا مثل Ping-ouzel؛ لأن له شبه طوقٍ أبيض، وأيضًا الشحرور Blackbird؛ لعموم السواد بجسمه، كذلك Blue-bird؛ للونه الأزرق، وأيضًا Whitethroat، كذلك Gross-beak، وأيضًا Ferruginous duck، كذلك أبو قرن Hornbill، وأيضًا Wornbill وScimitar-bill، كذلك يُسمِّي الإنجليز البلبول أبا ذيلٍ مسنَّن Pintail٤ وأيضًا أبو مقص Scissor-bill؛ لأن منقاره كالمقص، واسمه عندهم أيضًا القشَّاط Skimmer؛ لأنه عندما يبحث عن طعامه يطير فوق سطح الماء غامرًا فكَّه السفلي فقط في الماء، كأنه يقشط الماء به، وأيضًا السكرتير Secretary-bird؛ لأن له ريشًا على جوانب الرأس أشبه بالقلم الذي كان يضعه قدماء الكُتاب على آذانهم، كذلك Umbrella-bird، وأيضًا Spur-winged Plover؛ لوجود شوكة في الكتف، كذلك اﻟ Waxwing؛ لأن جناحه كأن عليه شمعًا، وأيضًا العُقاب الصلعاء Bald-eagle؛ لبياض رأسه الذي هو أشبه بالصلع، وأيضًا Finfoot؛ لأن أقدامه أشبه بزعانف السمكة، وكذلك Parrot-bill … إلخ ما في الإنجليزية من هذه المسمَّيات.
واللغة العربية حافلةٌ بالكثير من هذا القبيل، مثل البط أبو سبلة وهو البلبول، كذلك «البطريق» لأن شكله بلباسه الأبيض والأسود أشبه بما يرتديه البطريق (القسيس) من اللون الأبيض والأسود، وأيضًا «الغرَّة» أشبه بغرَّة الحصان، كذلك أبو منجل، وأيضًا «الحوصل» وهو «البجع»؛ لأن له كيسًا كبيرًا تحت الفك السفلي يُعتبَر كحوصلةٍ يخزنُ فيها طعامه، وأيضًا «جلم الماء»؛ لأنه في طيرانه فوق سطح الماء دون أن يحرك جناحَيه، كأنه يجلمُه؛ أي يقطمُه ويشُقُّه، وأيضًا «الصفير» من لونه الأصفر، وكذلك «التفاحي»؛ لحمرة صدره، وأيضًا الأبلق؛ لأن الغالبية في لونه هو وجود السواد والبياض فيه، وأيضًا أبو (قرن)، وكذلك طائر الفردوس؛ لجمال ألوانه، كأنه آتٍ من الجنة، وأيضًا أبو صليب٥ … إلخ.

(١٠-٤) من أعمالها وحركاتها وطبائعها

وهذا أيضًا كثير في اللغة الإنجليزية، مثل Dipper؛ أي يغمس في الماء، Road-runner Honey-guide وWeaver وWoodpecker وTurnstone وOystercatcher وFlycatcher وWagtail؛ أي هزَّاز الذنب، Dipper, Bee-eater؛ لأن الأصل فيه هو أنه يُحب يرقات نحل العسل، وأيضًا Swift؛ لأنها تُعتبَر أسرع الطيور قاطبةً تقريبًا، Tailor-bird؛ لأنه يَخيط عُشه من ورقتَين من الشجر بنسيج العنكبوت، وأيضًا Oven-bird؛ لأنه يبني عشه على هيئة الفرن، وأيضًا Honey buzzard؛ أي حوَّام النحل؛ لأنه يسرق عسل النحل، كذلك Cow-bird لأنه يلازم الماشية ويضع فوق ظهرها وعلى قرنها، وأيضًا Mocking-bird؛ لتقليده الأصوات كأنه يسخَر بها،٦ كذلك Diver, Gardener،٧  Kingfisher, Humming Bird، وكذلك Squirrel-cuckoo؛ لأنه يجري على الأغصان بين الأشجار مثل السنجاب، وأيضًا Frigate-bird؛ لمتابعته للسفن، وأيضًا Mute swan؛ لأنه صامت، -Torrent-duck أي بط التيارات المائية عند منابع الأنهار فوق الجبال، وهو في مكانٍ آمن، فقل لذلك استعمال الأجنحة وأصبح لا يطير، انظر كذلك أسفل رقم (١).٨
وفي اللغة العربية كثيرٌ من هذه المسمَّيات، مثل المدروان؛ لأنه تقريبًا يدور حول معظم الكرة الأرضية في هجرته، كذلك الأطيش؛ لما عُرف عنه من الطيش والبلادة في إلقاء نفسه من شاهق عُلوه ويرتطم بالماء، كما أنه يُشاهَد على سطح السفينة فلا يبرحها حتى يمسك به الإنسان، كذلك الحجل؛ لأنه يظهر للرائي كأنه يحجل في مشيته، وأيضًا أبو النوم؛ لأنه ينام نهارًا ويطير ليلًا، وكذلك الحوَّام لأنه يحوم كثيرًا في طيرانه، وأيضًا الصيَّاح Screamer.

(١٠-٥) من إضافة صفات إلى الاسم الأصلي زيادةً في التعريف، وتصبح هذه الصفة مع الاسم كأنها من مستلزمات الاسم

وهذا كثير في الإنجليزية، مثل الطائر الباربت المسمى «باربت الحداد» Coppersmith Barbet؛ لأن صوته أشبه بصوت مطرقة الحدَّاد على السندان تقريبًا هكذا — tong يردِّده بصوتٍ ضعيف — ومثله كذلك Blacksmith Plover، وأيضًا الببَّغاء الخفَّاش Bat-parrot؛ لأنه يتعلق بفروع الأشجار عند الراحة والنوم مثل الخفَّاش، كذلك Trumpeter Bullfinch؛ لأنه صوته كنقر الترومبيط، كذلك Quail-thrush؛ لأنها تحني رأسها كالسُّمَانَى، وأيضًا Night-heron؛ لأنه يستريح وينام نهارًا وينشط ليلًا، وأيضًا Lazuli, Indigo, Masked, Cinnamon, Emerald، وكذلك Corn Hunting؛ أي درَّاسة القمح — Saffron Horlequin, Painted, Hermit, Sacred. وباللغة العربية الكثير من هذا، مثل البط أبو سبلة، وهو البلبول.

(١٠-٦) قد تكون مختصةً بمكان أو منسوبةً إلى أول من رآها واكتشفها

وهذا كثير في الإنجليزية، مثل Lady Amhyrst أو Griffon، أو Ruppell أو Bonelli، أو Wilson أو Richard، أو Savi أو Tsava، أو Egypt، أو Daruin، أو Somli … إلخ. واللغة العربية بها مثل هذا القبيل، مثل الرخم المصري … إلخ.٩

(١٠-٧) قد تكون التسمية سماعية، بمعنى أن الاسم سُمِعَ لأول مرة من واحد، ثم تداولَتْه الألسن على أنه اسمٌ خاص بالطائر وأصبح شائعًا

ومعظم لغات العالم من هذا القبيل؛ ففي الإنجليزية الكثير من هذا، مثل Sparraw, Tern, Vulture, Courser, Snipe, Albatross, Kestrel, Kite, Lark, Gull, Rail, Dove, Bittern, Ostrich. والعربية مليئةٌ بأمثال هذه المسميات، مثل يمام وحمام وحبارى ونعامة وقبرة ونحام وعصفور وعقاب ورخم وصقر ودج وبوم وسمان ونسر … إلخ.

وإن اللغة العربية لم تُعطِ أسماءً كافية للطيور كلها، بل إن هذه الأسماء لا تبلغ ١٪ من مجموع طيور العالم، والباقي بدون أسماء، ومعظم الأسماء العربية التي نعرفها هي ما كانت تحت أبصار العرب في الجزيرة العربية والبلاد التي افتتَحوها.

وهذا وقد راعيتُ في اختيار أسماء الطيور الاسمَ الشائعَ المتداوَل على الألسنة؛ فمثلًا الشاهين اسمه بالإنجليزية Peregrine؛ أي الباز الجوَّال، ولكن اسم الشهرة في العربية هو الشاهين؛ لذلك أخذنا بهذا الاسم. كذلك الكوكال المصري فقد سماه مينرتزهاجن Lark-heeled Cuckoo أي الكوكو القبرى الدابرة، ولكن من يَعرِف هذا؟ أما إذا قلنا الكوكال المصري Egyptian Coucal، كما سماه شلِّي بذلك، فيكون أسهل في النطق والتعريف؛ لذلك أخذنا به، بصرف النظر عن باقي الأسماء العربية له، مثل «المُكْ» و«عرق البوص» … إلخ. كذلك ترجمنا لفظ Roller ﻟ «الغراب الزيتوني»، وأيضًا Flycatcher ترجمناه «صيَّاد الذباب» أسهل من لفظ «أبي شبقونة» وهو لفظ سوري. وكذلك دجاجة الماء Moorhen وكلمة Moor أي مُستنقَع.

(١١) الطيور التي تزور مصر صيفًا للتوالد فيها حسب الجدول التالي

من هذا الرسم نستنتج أن الطيور التي تزور مصر صيفًا من أجل التوالد فيها قليلةٌ جدًّا ومحدودة، وهي سبعة أنواع، وهذا الجدول منقول من عالِم الطيور الكولونيل مينرتزهاجن، غير أننا لاحظنا بعض أشياء لم يسجِّلها مثل الحدأة المصرية؛ فإن منها بعض أفراد تتجول وتهاجر شتاءً من مصر إلى كينيا وبلاد العرب، ثم تعود ثانيةً إلى مصر في الربيع للتوالد فيها فترة الصيف، وبذلك يجب أن تُدرَج هذه الحَدَأة مع هذه القائمة السبعة واسمها «الحَدَأة المصرية» السوداء.

Black Egyptian Kite
(Milvus migrans aegyptius).
كما أننا نذكر بعض ملاحظاتٍ على هذا الجدول حسب أرقامه المبيَّنة عليه وهم:
  • (١)

    ربما يقضي قليلٌ منه فصل الشتاء.

  • (٢)

    هو مهاجرٌ كذلك من البلاد.

  • (٣)

    يُحتمَل أن يقضيَ الشتاءَ في مصر العليا.

الاسم العربي الاسم العلمي البحر الأبيض المتوسط وادي النيل الواحات الصحراء البحر الأحمر سيناء
غربًا شرقًا الدلتا الفيوم مصر العليا وادي النطرون سيوة الخارجة الداخلة ليبيا استك
مُغنٍّ زيتوني مصري Hippllais pallid pallida . . + + + + . . . . . . .
بلبل أحمر مُغنٍّ Zrythropygia g. ga, actotes + + + + + + + + . . . ؟
سنونو الرمال المصري Riparia rixaria ahelleui . . + + + . . . . . . . .
وروار عراقي Merahs suhercilias pessicus . . + . . . . . . . . . .
كوكو أرقط كبير lalamator glandarius . . + . + . . . . . . . .
قمري صيفي Stralptofalis turtur isabellina . . . + ؟ . . ؟ . . . .
أبو اليسر مطون ly lareola h. pratincola . . + . . ؟ . . . . . . .
figure
لوحة رقم (١).
figure
لوحة رقم (٢).
figure
figure

(١٢) أحكام عامة في الدين تتعلق بالصيد والذبائح وما يُمنع أكله وما يُباح من كتاب الفقه

يحرُم من الطير أكل كل ذي مِخلَب (ظُفر) يصيد به كالصقر بكافة أنواعه، بخلاف ما له ظُفر لا يصطاد به كالحمام فإنه حلال.

وقالت المالكية يحلُّ أكل كل حيوانٍ طاهر غير ضارٍّ لم يتعلق به حق الغير، فيجوز عندهم أكل الطير الذي له مِخلَب كالباز والنسر … إلخ ما ذكر.

ومن الطير المحرم في كل المذاهب هو الهدهد والخطاف والصرد والبوم والخفاش١٠ والرخم والعقعق. أما الغراب الأعصم فحلالٌ أكله. وقالت المالكية: يحل أكل الهدهد مع الكراهة، وكذلك يحل أكل الخطاف عندهم والرخم وسائر الطيور عندهم إلا الوطواط فإنه مكروه وقيل حرام. وقالت الحنفية بأنه يحل أكل الخطاف والبوم ويُكره الصرد والهدهد — وفي الخفَّاش عندهم قولان في الكراهة والحرمة. وقالوا إن العقعق مكروه فقط؛ لأنه يأكل الحب تارةً والجيَف تارةً أخرى. وقال المالكية بأنه يحل أكل الغراب بجميع أنواعه.

ويحل من الطير العصافير بأنواعها والقطا والكروان والببَّغاء والنعامة. والطاووس والكركي والبط. وقالت الشافعية بأنه لا يحلُّ أكل الببَّغاء ولا أكل الطاووس.

هذا وقد أجمع المسلمون على حلِّ أكل الصيد إذا كان بريًّا غير مملوك للغير، كالبط البري والحمام البري، بخلاف الحمام الأهلي والبط الأهلي … إلخ.

ويُشترط في الصائد أن يكون مسلمًا أو كتابيًّا، فلا يحل صيد المجوسي والوثني والمرتد وكل من لا يدين بكتاب.

وقد ثبت الصيد من قوله تعالى: وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا، وفي الحديث: ما رواه البخاري ومسلم أن أبا ثعلبة قال: قلتُ يا رسول الله، إنا بأرض صيدٍ أصيد بقوسي أو بكلبي الذي ليس بمعلَّم أو بكلبي المعلَّم، فما يصلح لي؟ فقال : «ما صِدتَ بقوسك فذكرتَ اسم الله عليه فكُل، وما صِدتَ بكلبكَ المعلَّم فذكرتَ اسم الله عليه فكُل، وما صِدتَ بكلبكَ غير المعلَّم فأدركتَ ذكاتَه (أي أدركتَه قبل أن يموتَ ثم ذبحتَه) فكُل.»

وروى البخاري ومسلم أنه سُئل عن صيد المعراض (سهم لا سِنَّ له — دقيق الطرفين غليظ الوسط — يصيب بعرضه دون حدِّه). فقال: «إذا أصبتَ بحدِّه فكُل، وإذا أصبتَ بعرضه فلا تأكل فإنه وَقِيد.» طبعًا هذا إذا صِيد الطائر فوقع ميتًا، أما إذا كان حيًّا فهو حلالٌ على الإطلاق. والوقيد في حكم من تردَّى من فوق مكانٍ عالٍ فسقط ميتًا.

(١٣) الصيد بالنبل والبندقية

إذا أصاب الصياد الصيد بسكين أو سيف أو حربة أو سهم، فأصاب بنصلها أو حدِّها فقتلَه فإنه يحلُّ أكله، أما إذا كانت الإصابة بعرضها فقتلَه ثقلها ولم يدركه حيًّا ويذبحه، فإنه لا يحل، ومثال ذلك ما إذا رماه بعصا أو خشبة أو حجر كالنَّبل فإنه لا يَحِل. وكذلك إذا رماه برصاص البنادق أو رشِّها فأماته فإنه لا يَحِل.

وقالت المالكية: لم يُوجد نص من المتقدمين في الصيد برصاص البنادق، ولكنَّ كثيرًا من المتأخرين يُوثق بهم قالوا يحل أكل ما يُصاد به ويُميته لأنه يُسيل الدم من جسم الطائر ويُسرِع في القتل أكثر من غيره، والغرض من الذكاة (الذبح) الشرعية إنما هو الإجهاز السريع على الحيوان كي يستريح من التعذيب، فكلما كان أسرع في الإجهاز عليه، كان استعماله أحسن، ولا يُشترط أن يكون الجرح بالشق، بل يصح أن يكون بالحرق أيضًا.

وفي المذاهب الأخرى: يجوز الاصطياد بالبنادق إذا كان الرامي حاذقًا وكان الحيوان يحتمل الضربة فيقع حيًّا.

وإذا اصطاد الإنسان صيدًا ووقع في الماء ثم أخرجه من الماء ميتًا، وتأكَّد أنه مات بفعل الماء، فلا يحل أكله، أما إذا أطلق عليه النيران وهو في طيرانه وعلم بموته يقينًا قبل أن يسقط الماء، ثم أخرجه من الماء ميتًا، فعندئذٍ يحل أكلُه؛ لأنه مات بفعل الصيد لا بسبب الماء.

ومن أراد أن يتوسع فعليه بكتاب الفقه على المذاهب الأربعة طبع وزارة الأوقاف، قسم المعاملات، الجزء الثاني، في كتاب الحظر والإباحة، في مبحث ما يُمنع أكله وما يُباح، ومباحث الصيد والذبائح في أول الكتاب.

١  ربما يتساءل القارئ ويقول بأن السُّمانَى يمكنها أن تتفادى الساريات والشَّرَك وتعلو في الجو وتمُر من فوق الشَّرَك وتنجو، ولكننا نقول بأن عادة السُّمَانَى في طيرانها هو أنها وهي آتية من فوق سطح البحر الأبيض المتوسط يكون طيرانها عادةً على ارتفاعٍ لا يزيد عن متر من سطح الأرض.
٢  يقول القزويني (زكريا بن محمد بن محمود)، المتوفى سنة ١٢٨٣م، في كتابه (عجائب المخلوقات) ص٢٩٥: ومن العجيب طيران الطير في الهواء وعدم سقوطه مع أن الهواء أخفُّ منه وهو أثقلُ من الهواء في أي وضع.
قال تعالى: أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللهُ.
٣  كذلك الببَّغاء الذي يُسمَّى في أمريكا الجنوبية Ara وهو صوته أيضًا. كذلك دريجة كلدير الأمريكية فقد أُخِذ اسمها من صوتها كلدير Kildeer، وكذلك Tit وكذلك Kottiwake وكذلك Whipbird الاسترالي فإن صوتَه مثل صوت فرقعة الكرباج وكذلك Rhoebe أخذ اسمه من صوته، وهو أمريكي، وكذلك Bobwhite.
٤  وأيضًا اللقَّاط أو الكيش يُسمِّيه الإنجليز أبا جاروف؛ لأن منقاره أشبه بالجاروف أو المجرفة، وهو shovel، فسمَّوه باسم Shoveller؛ أي ذو الجاروف بالنسبة لمنقاره.
وأيضًا Hoope-lark وهي مكان والصحراء تشبيهًا لها بالهدهد في جناحها. وكذلك أبو مطرقة، وكذلك Hummer-head، وكذلك أبو سعة Adjusntant سُمي بذلك من عادته في مشيه بخطًا واسعة، مثلما يفعل الضابط في الحرب، والكلمة هي بهذا المعنى.
٥  وقد يُسمَّى الطائر باللاتيني مثل Apteryx وهو الكيوي أو عديم الأجنحة.
٦  وأيضًا Oaioher، وكذلك Fruit eater + Cant-eater آكل الثمار + Honey eater … إلخ.
٧  وأيضًا هازجة الجنادب Grasshopper؛ لأن صوتها أشبه بصوت الجندب، ولأنها أيضًا تشاركه في ترديد صوتها ليلًا. وكذلك الحمام المسافر Passenger Pigeon؛ لأنه يهاجر في فصل الخريف من أمريكا.
٨  وكان القديس بطرس St Peter سائرًا على بحر الجاليلي في فلسطين، ثم شاهد طائرًا كأن أقدامه تضرب الماء وتُحدِث فرقعة، فسمَّاه Petrel؛ أي «المفرقع»، ومن وقتئذٍ أُطلقَت هذه التسمية على هذا الطائر، وهو petrel، وكذلك الأطيش الأحمق Booby، سُمي بذلك لبلاهته وطيشه؛ لأنه قد يسمح للإنسان أن يقترب منه ولا يطير، وكذلك دجة الصخور؛ لأنها تأوي إلى الجبال صيفًا في أوروبا وتتوالد بين الصخور Rock Thrush.
٩  كذلك طائر الفردوس Bird of paradise؛ لأن الزوار الأوروبيين لجزيرة غينيا الجديدة أخبرهم أهلُ الجزيرة أن هذه الطيور قد أتت من الجنة، فأصبَحَت التسمية ملازمةً لها، كذلك فإن طائر الفردوس ساكسوني عندما رآه لأول مرة حاكم ساكسونيا في ألمانيا سُمي باسمه The King bird of Saxony، وأيضًا Doller Bird وهو الغراب الزيتوني الأسترالي سُمِّي بذلك لوجود بقعةٍ زرقاءَ فاتحة تشُق وسط القوادم أشبه بالعملة الفضية.
١٠  الحقيقة أن الخفَّاش ليس من الطيور — رغم أنه يطير — بل هو من الحيوانات الثديية، ولكن كتب الفقه ذكرَتْه باعتباره أنه يطير فحسب.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤