الفصل الثامن

مسألة وختام

هذا حدُّ ما اتَّصل إليَّ من أخبار أهل الحِرَف الدمشقيَّة، وما يتعلَّق بها جمعته بسرعة كليَّة؛ كي لا يفوتني وقت اجتماع محفلكم الموقر، ودونته بهذه الكُليمات واعدًا أنْ أجمع ما سأقف عليه من هذا القبيل إتمامًا للفائدة.

وقبل الفراغ من هذا الموضوع رأيت من المناسب أنْ أضع لذاتي، ولكلِّ من شاء الدخول في هذا المبحث من الذوات الكرام الأعلام المحقِّقين، الذين سيطَّلعون على أعمال المجمع الشرقي العلمي في ليدن، حلَّ المسألتين الآتيتين:
  • أولًا: هل أنَّ لهذا الانتظام في تراتيب الحِرَف في دمشق رباطًا تاريخيًّا يربطهم بالماسونيَّة منذ القديم؟ وإذا كان ذلك كذلك فالمراد تعيين الوقت والظرف الذي حدث فيه الأمر المذكور.
  • ثانيًا: إذا كان لا يوجد هكذا ارتباط فلماذا رُوعِيَ في الحِرَف نفس الترتيب تقريبًا الجاري في الماسونيَّة؟ هل أنَّ هذا مجرَّد صدفة؟ أو أنَّ ترتيب الماسونيَّة كان منشأه في هذه الديار؟ أرجو الجواب على ذلك.

ولما كنتُ حديث النشأة قليل المعرفة، أختم خطابي بطلب المعذرة، وغض الطرف على ما تجرَّأتُ اليوم عليكم به بدخولي إلى هذا المقام الجليل، ووُلوجي بموضوع لم أجد لي به معينًا في كتب السالفين، ولا دليلًا إلَّا ما تناقلته الألسن من تقاليد الأقدمين، فلا تحسبوه مني هوجًا إنْ رأيتم خللًا بالتعبير أو إخلالًا من التقصير؛ فإن العصمة لله وحده وهو بكلِّ شيءٍ عليم خبير.

عن دمشق في ١٢ آب ١٨٨٢
إلياس عبده قدسي

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤