هورست بينيك (١٩٣٠م–…)

علامات وعبارات

دخانٌ في الجو،
أو نارٌ في البحر،
أو صاعقة في الغابة،
تلك علامات الأمس
نسيناها،
لا أحد يراها،
نتحدث كلٌّ منَّا للآخر
بالكلمات،
أو بعبارات،
أو بدخان،
أو نار،
مجموع الكلمات عبارة،
من مجموع عبارات تتكون لغة،
نتحدث
مسجونين
داخل لغة،
نتحدث
ونقيم الواحد بجوار الآخر
في الظلمة،
والطحلب ينمو فوق الأفواه …

وُلِد هذا الشاعر والكاتب في مدينة جليفتس في منطقة شليزيين أو سيلزيا الواقعة على جانبَي نهر الأودر.

عمِل فترةً قصيرة مساعدًا وتلميذًا للشاعر والكاتب المسرحي الشهير برتولت بريشت في فرقته المسرحية ومسرحه المعروف في برلين الشرقية، ثم أُلقِي القبض عليه في سنة ١٩٥١م وتم اعتقاله في معسكرات العمل الرهيبة في سيبيريا حتى أواخر سنة ١٩٥٥م …

هرب من ألمانيا الشرقية السابقة إلى ألمانيا الاتحادية، وعمل منذ سنة ١٩٥٥م في دار الإذاعة بمدينة فرانكفورت (على نهر الماين) ثم الْتحق في سنة ١٩٦١م بدار نشر الجيب في مدينة ميونيخ حيث لا يزال يعمل في فحص المخطوطات والكتب المقدَّمة لهذه الدار …

وهو شاعر وكاتب يتميز بلغته البسيطة المقتصدة الخالية من أي انفعالٍ ساخن أو عاطفية محمومة (مما يدل على أنه يحقق شرطًا جوهريًّا من شروط الكتابة الحديثة والشعر الحديث!) وتدور كتاباته حول الدعوة للمحافظة على ماهية الإنسان الحقة، وصونه من التمزق والدمار والخراب في مهب أعاصير العصر، والإبقاء على حريته الباطنة في مواجهة الأخطار البشعة التي تهدد البشرية كلها في أيامنا (التي أصبح فيها اندثار الجنس البشري من على سطح الأرض قضيةً ملحَّة تشغل بال البقية الباقية من أصحاب الضمير المهتمين بمصير الإنسان …)

من كُتبه ودواوينه الشعرية كتاب «أحلام سجين» (١٩٥٧م) وهو مجموعة من القصائد والخواطر النثرية، و«قطعٌ ليلية» (١٩٥٩م) وهو مجموعة قصصية، و«أحاديث مع أدباء» (١٩٦٧م) وهي مجموعة حوارات قام بها مع عدد من الشعراء والكُتاب …

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤