مقدمة

يدور هذا الكتاب حول فُرَص البقاء المستقبلية لجنسنا البشري، الإنسان الحكيم، في القرن الحادي والعشرين.

يتناول الكتاب التحدِّي المُركَّب الذي يَتمثَّل في المخاطر العشرة الكبرى التي تتهدَّد وُجودنا والتي واجهناها نحن البشَر في المليون سنة الماضية، وما يُمكنُنا أن نفعله حيالها بعقلانية.

يُقدِّم الكتاب أدلة جديدة من مصادر علمية موثوقة من أجل تسليط الضوء على طبيعة المخاطر التي ستجلبُها علينا أعدادنا الضخمة ومطالبنا المَهولة التي تُرهق الكوكب، كما يَستكشِف نقاط القوة والضعف التي تُميِّز نوعَنا في مواجَهة تلك المخاطر.

لقد أصبحت هذه التحديات ضخمةً للغاية في الوقت الراهن، لدرجة أنني أُقابل أشخاصًا من جميع أنحاء العالم طوال الوقت — علماءَ وأجدادًا وشبابًا — يشعُرون بالتشاؤم، إن لم يكن باليأس، بشأن المستقبل الذي سنتركه لأطفالنا ولأطفالهم.

وعلى الرغم من ذلك، فهذا الكتاب ليس عن المُشكلات فحسْب، بل عن الحلول في المقام الأول. إنه عن الأمل، ولكنه أملٌ مَبنيٌّ على أُسس جيدة من الحقائق والعِلم، وليس على الإيمان أو الجهل أو التمنِّي فحسْب.

إنه عن كيف يُمكننا نحن البشر الوصول إلى رؤيةٍ مُشترَكة واضحة حول طبيعة أعظم اختبار نخضع له — وحول طبيعتنا نفسها — لنعمل معًا كجنسٍ بشَريٍّ على حلِّ هذه المشكلات وتحقيق الازدهار.

يتناول هذا الكتاب ما نبرَع فيه دائمًا نحن البشر؛ ألا وهو فهمُ وإيجادُ حلولٍ تعاونية للتحدِّيات التي تُهدِّد حياتنا.

لا يدَّعي هذا الكتاب التنبُّؤ بالمستقبل خلال عملية استكشاف أعظم المخاطر التي نواجِهُها، فهذا أمر مُستحيل. إنه يقدم ببساطة أفضل الأدلة ويقول إنَّ الإدراك السليم لهذه المخاطر يمنحنا تأثيرًا أكبر على مستقبلنا وعلى الخيارات المتاحة أمامنا لتشكيلِه. يُختَتَم كل فصل بنصيحةٍ واضحة حول ما يُمكن فعله على المستوى العالَمي، وأيضًا ما يُمكن للأفراد فعله بأنفسهم لإحداث تغيير عالَمي. والأهم من ذلك، يسعى الكِتاب إلى دمج هذه الحلول معًا، بدلًا من محاوَلة حلِّ مُشكلاتنا على نحوٍ مُجزَّأ، وهو ما لا يُفرز سوى مشكلاتٍ أكثر تعقيدًا. لا يدَّعي الكتاب بأي حالٍ أن لدَيه جميع الإجابات، ولكنه، كبداية، يجمع بعضًا من أكثر الأفكار وضوحًا في العالَم عنها، كما أنه يهدف إلى المساعدة في بناء النقاش حول مسألة البقاء التي لا بدَّ أن نُناقشها.

يُقدِّم الكتاب أيضًا طريقةً عملية للمُضيِّ قدمًا، طريقة يُمكن أن يَنخرط فيها كل فرد من أفراد جنسِنا البشَري.

أقرُّ أنني أَدين بشُكر خاصٍّ لأفكار وإلهام البروفيسور الراحل توني ماك مايكل، والبروفيسور بول إيرليش، والبروفيسور هيو بوسينجهام، والبروفيسور تيري هيوز، والبروفيسور ويل شتيفن، والبروفيسور رافي نايدو، والبروفيسور مينج هونج وونج، والبروفيسور ألون تال، والبروفيسور بوب دوجلاس، وبيل ماكيبين، واللواء مايكل جيفري، والبروفيسور كلايف هاميلتون، والبروفيسور أيان لو، وجيردا فيربيرج، وشيريسثا سايني، والدكتور شون كوفي، والدكتور دينيس هاسي، وإيان دنلوب، وبيل دارسي، وبيتر داي، والدكتور مارك ستافورد سميث، والدكتور أليكس ريتشي، والدكتور أدريان جيبز، والدكتور إيان تشامبرز، وريتشارد هاينبيرج، والبروفيسور إي أو ويلسون، وديفيد سوزوكي.

كانبرا، مقاطعة العاصمة الأسترالية، أستراليا
جوليان كريب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤