شَظايا

أنا مِن زُجاجْ
أتصلَّدُ حين أثورُ … أصدُّ الرَّصاصْ
أَتَبَلْوَرُ حين أحبُّ … كقلبِ الإجاصْ
أكثِّفُ هذا الوجودَ ندًى حين أضحكُ
ثُمَّ أُكثِّفهُ حين أنشِجُ مِلحًا أُجاجْ
أنا مِن زُجاجْ
أشِفُّ ليرشفَ مَن قَبعوا داخلي النُّورَ
يا نورُ … قدْ كنتُ يومًا عتيمًا كقطْعةِ عاجْ
ثُمَّ رَمتْني فتاةٌ لداخِلِها … فارْتشفْتُكَ
ثُمَّ رَمتْني لخارِجِها … فاكْتشفْتُكَ
ثُمَّ اسْتَحَلْتُ زجاجْ …
لأرَى الآخرينَ وهمْ داخلي يرشفُونَكَ
أو ينقرُونَكَ مثلَ صغارِ الدَّجاجْ
أنا مِن زُجاجْ
صَقَلَتْني فتاةٌ
فصِرْتُ كمِرْآتِها … كاذِبًا
كيفَ سُرَّتْ بكِذْبِي؟!
هشَّمَتْني فتاةٌ لتنزعَ قلْبي!
كيفَ ظنَّتْ يكونُ لها وَحْدَها؟!
صَهَرَتْنِي فتاةٌ
فسِلْتُ على جِسْمِها حِمَمًا
ثُمَّ هَمَّتْ …
ولمْ أَرَ بُرهَانَ رَبِّ؟
هَلِ الذَّنْبُ ذنْبِي؟
إذا أَشْعَلَتْ في كِيَانِي الطَّبيعَةُ
زَيْتَ الرُّجُولَةِ
هلْ لا أكونُ سِرَاجْ؟
أنا مِن زجاجْ
والزُّجاجُ … رِمالٌ مُقَطَّرَةٌ
(أتذَكَّرُ تلكَ الخُرَافَةَ حتَّى أُهينَ غُرُورِي)
أنا مِن رِمالْ …
ظَمَأُ التَّائِهَاتِ … خُمُورِي
والرِّوَاءُ … اغْتِيالْ
أنا مِن رِمَالْ
والرِّمالُ … تُرَابْ
والتُّرَابُ … مِيَاهْ
والمِيَاهُ … سَرَابْ
أنا مِن سَرَابْ
أنا مِن سَرَابْ …

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤