إيقاعٌ مُهتَرِئٌ للنَّشِيج

شَفَا جُرُفٍ … يا لَهُ مِن شَفَا!
بَدَا حُلُمٌ عندَهُ … واختَفَى
وأنتِ القريبةُ قُرْبَ الجراحِ
وأنتِ البعيدةُ بُعْدَ الشِّفَا …
تقولينَ: «طِرْ يا صَدِيقِي سَحَابًا
وأَمْطِرْ لَنَا حُلْمَكَ المُرْهَفَا
وهَبْ للمَدَى المتَصَحِّرِ شِعْرَكَ
نَهْرَ شَذًا
وقِهِ الأَرْفُفَا
وكُن كالصَّدَى في الرِّياحِ
وكُن كالنَّدَى في الجَداوِلِ … لا يُقْتَفَى»
.
.
.
أنا صَدِئٌ يا صديقةُ … رُوحًا
ومُهْتَرِئٌ يا صديقةُ … فَا
هُوَ الشِّعْرُ أَدْمَى جَناحي وجَفْني
فلا طارَ هذا … ولا ذا غَفَا
أرَاكِ — على بُعْدِ عُمْرَيْنِ —
عندَ شَفَا جُرُفٍ … يا لهُ مِن شَفَا!
ويَا يَا لنا مِن سَلاحِفَ …
نعْدُو … لنَهْربَ مِن قَدَرٍ زَحَفَا!
وتَصْهرُ أصْدافَنا الشَّمسُ لَهْوًا
أمَا آنَ للشَّمسِ أنْ تُكْسَفَا؟!
وللدَّهْرِ أنْ يستَرِيحَ قليلًا؟
وللبَحْرِ أنْ يَحضنَ السُّلْحُفَا؟
أمَا آنَ أنْ نتَسَامَى …
نُجَرِّدَ صَلْصالَنا …
نثْقُبَ الأَسْقُفَا؟
هَشَاشَتُنا يا وُجُودُ … فَناءٌ
تُعَلِّمُنا نتَّقِي ما اخْتَفَى
قَرِيحَتُنا يا فَناءُ … خُلُودٌ
تُعَلِّمُنا نَقْتَفِي ما اخْتَفَى
وبينهُما — إِنْ أَرَدْنَا عُبُورًا —
شَفَا جُرُفٍ
يا لَهُ من شَفَا!
يا لَهُ من شَفَا!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤