الأميرة قدرية حسين

بقلم  بدر الدين 

شَدَّ ما يسر المرء أن يرى فتاة من بنات وطنه آخذة بنصيب وافر من الأدب، يخفِق بين جوانحها قلب تجري فيه دماء الشرف والكرم والشهامة والرحمة والإحسان.

وما أبلغ اليراع الذي يتناوله بنان رطب يفيض عليه رقة عواطفه ليستودعها بطون الصحف آيات بينات ناطقة بالإباء والإخلاص!

لقد تلوت ما نشر من قبل لهذه الأميرة الناشئة وأخذت أتوسم لها مستقبلًا باهرًا في حلبة الأدب يرفع من قدر السيدة الشرقية.

وما كنت أحسبني سأذيع أريج أدبها الغض في لغتنا الشريفة يومًا ما. وها أنا ذا اليوم أعطر قلمي بنفثاتها الذكية. ولا أزال أتمنى لها من الرقي الفكري فوق ما وصلت إليه حتى الآن.

وليس من المستغرب على هذه الأميرة الناشئة في حجر العلياء أن ترفع لواء الأدب في مصر، بل في الشرق ساميًا خفاقًا، وأن تتجمل بأشرف وجدان وأرق عواطف تنطوي عليها جوانح إنسان.

وليس من البدع أن تشدو بمدح الغزاة الأكرمين المدافعين عن الوطن والدين، وأن يفيض على شباة يراعها شعورها الحي، القوي، المتوقد غيرة وحمية وشماسًا، فقديمًا اشتملت نساء العرب بالدروع بدل الشفوف، واستعضن عن المغازل والمناسج بالسيوف، ولا تزال نسوة الأتراك حتى الساعة يندمجن في الصفوف ويكافحن الأعداء غير عابئات بالحتوف.

فالآن أفسح ليراعها الرشيق مجال القول لينقل إلى هذه الصفحات خميلة بديعة مجللة بالأزاهر الجميلة من روض أدبها النضير.

أيها الحسام! إنك الكفيل بحراسة الحياة ومع ذلك فأنت مثلها مراوغ عديم الوفاء، فأنت الخصم الألد لوجود الإنسان في حين أنك المحتفظ بكيانه.

وإنك لتتراءى في معمعان القتال كالغمام والصاعقة، وهذا هو السبب في أنك حينما ترسل عبراتك تشبه السحاب، وعندما تضحك أيها الصمصامة الذكر فإنما تحاكي البرق الخاطف.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤