الفصل الثالث

المنظر

نفس المنظر؛ رمضان مشغول بإعداد الشاي، وكبارة جالس على الصفيحة.

  • الوقت: لیلًا.
  • التاريخ: يوليو ١٩٥٢.

***

رمضان : قوم يا واد يا كبارة.
كبارة : أقوم أروح فين.
رمضان : قوم يا واد املا الجردل ورش الحتة اللي قدامنا.
كبارة : أنا مبارشش … رش انت!
رمضان : يا واد أنا صاحب عربية … قوم رش خللي نسمة هوا تیجي.
كبارة : عنها ما جت!
رمضان : الله … الله … والله عال يا سي كبارة، بقيت راجل أهه.
كبارة : أنا ياد راجل طول عمري … راجل وابن راجل كمان!
اقطع لسانك بقى واحفظ أدبك.
رمضان : انت افتريت قوي یا كبارة … والله العظيم اللي طلعك م السجن ظلمك. انت كان حقك اترنیت تأبيدة. والنبي أول ما اشوف الشاويش عبد الرحيم لأخليه يجرجرك ع القسم.
کبارة : وماله القسم … مرحبًا به … فاهمني هاتهز … ما بتهزش أنا يا اخويا.

(يجلس كبارة على الصفيحة ويقوم رمضان يرشُّ الساحة ويُحدث نفسه.)

رمضان : إخص … عالم ما ليها إلا الحرق … والله العظيم دا الظلم فيكو حلال.
كاملة (من الداخل) : هي راحت فين يا خواتي … الصفيحة كانت ملقحة هنا الوقت، ما حدش خدها غير اللي ينشك في دراعه كبارة.
(تخرج عند الباب وتنظر إلى كبارة) ينيلك … انت يا واد عليك عفريت اسمه الصفيحة … قوم يللي تنشك في دراعك.
كبارة (ينهض ويقذف إليها الصفيحة بقدمَيه) : أهي عندك کُليها!
كاملة : شوف يا خويا الواد بيرمي الصفيحة في وشي إزاي … هو السَّك اللي انت كلته على قفاك في السجن يا واد ما كفكش؟
رمضان : هو دا صنف يحوق فيه … دا صنف عاوز الشنق.

(كبارة يسير في خُيلاء شديد ويداه في جيوب جلبابه كأنه قائد منتصر.)

كاملة : شوف يا خويا المنيل على عينه ماشي منفوش إزاي زي الديك الرومي؟ … دا الراجل رضوان اللي ملو هدومه ودخل السجن طلع منه یا نضري مكسور.
رمضان : ما هودا صنف شحات ما بيهموش.
كبارة (يسير على نفس الخطى) : الحمد لله معنديش عربية شاي.
رمضان : وهو انت تطول يبقى عندك حاجة. دا انت اللي زيك ربنا منزل عليه المقت … حتى الشاي ما تطولوش.
كبارة (يسير بخُيلاء شديد جدًّا) : أنا الحمد الله فاضي وقاضي … لا عندي عربية شاي ولا عندي سرايا (ينظر لكاملة) آلا سرايا قال … دول لو شوية هوا جامدين يطربقوه على اللي فيه.
كاملة (وهي تدخل) : إنشا الله ينطربق فوق دماغك (يدخل الضابط والدكتور عزيز والعساكر. يبدو على الدكتور عزيز الضيق الشديد.)
الضابط : خد يا وله انت وهو!

(يتقدم كبارة ورمضان نحوه في ذعر شديد.)

الضابط : فين الحجر؟

(ينظر كبارة ورمضان نحوه مدهوشين.)

الضابط : ما تستعبطش انت وهو … فين الحجر الأثري؟
رمضان : أنا والله يا بيه ما أعرف أي حاجة.
الضابط : یعني مش عاوز تقول مكان الحجر فين؟
رمضان : والله يا بيه ما اعرف أي حاجة … أنا راجل صاحب عربية.
الضابط : طيب فين الحجر … راح فين؟
عزیز : دول مش ممكن ييجوا بالمناقشة … دول ما يجوش إلا بالضرب.
كبارة : والله … انت مش كنت بتقول زمان مفيش حاجة تتحقق إلا بالمناقشة.
الضابط : اخرس …
كبارة : وأنا قلت حاجة تانية يا بيه؟
الضابط : بتشتغل إيه؟
كبارة : أنا على باب الله.
الضابط : صایع یعني … جرجرهم یا عسكري ع القسم وجرجروا العربية بتاع الواد دا كمان.
رمضان (متوسلًا باكيًا) : لا والنبي يا بيه … جرجروني أنا في ستين داهية بس سيب العربية.
الضابط : يللا بلاش خوتة … اتفضل يا دكتور عزیز … اتفضل (ينصرف البوليس وعزيز والضابط إلى داخل الحي ويبقى رمضان وكبارة وعدد من الجنود).
رمضان : والنبي يا شاويش تسيب العربية وتاخدني أنا!
العسكري : اكتم وانت فاتح على جاعورتك كدة.
رمضان : والنبي أنا ما عملت حاجة يا شاويش … أنا راجل صاحب عربية.
العسكري : انجر بلاش لكاعة!

(يسحب أحد الجنود العربية فيعترض رمضان طريقه. العسكري يدفع العربية في اتجاه ورمضان يشدُّها في الاتجاه الآخر، يسقط من فوقها أثناء الدفع والمقاومة العدة كلها، فيرتفع صوت رمضان بالصراخ.)

العسكري : إنت مش حتبطل صوات زي النسوان؟
رمضان : خدوني أنا وسيبوا العربية.
العسكري : ملعون أبوك وأبو العربية … والله لنكسرها.

(يقلبون العربية ويكسرونها، ثم يجرجرون رمضان وكبارة إلى القسم. رمضان يصرخ ويصيح وكبارة يمشي هادئًا متزنًا.)

رمضان (باكيًا) : كسروا العربية يا كبارة.

(كبارة يضحك.)

رمضان : بتضحك على إيه يا واد؟
كبارة : ما اضحكش ليه؟ … معنديش عربية والحمد لله … شحات زي انت ما قلت يا واد يا رمضان.
العسكري : انتو هتسهروا ولَّا إيه؟ … انجر ع القسم يا واد انت وهو.

(يدخل الضابط ومعه عزيز واثنان فقط من العساكر.)

الضابط : طيب يا دكتور … إنت هتقف هنا ومعاك اتنين عساكر علشان يحرسوك، والعساكر التانيين حسيبهم هناك مع العمال لحد ما تخلص عمليات الحفر.
عزيز : متشكر … بس الحجر لازم نلقاه.
الضابط : هنلقاه إن شاء الله. ما يكونش عندك فكر … وأنا تحت أمرك دايمًا، انت معاك نمرة تليفوني … أي لحظة تحتاج مساعدة اتصل بيا على طول.
عزیز : بس أنا خايف يا حضرة الضابط.
الضابط : خايف من إيه يا دكتور؟
عزيز : أنا خايف م الناس دول … دول ناس أشرار، بعدين يعملوا دوشة.
الضابط : ما تخافش … دول ناس ورق … عسكري واحد يجريهم كلهم، وع العموم إذا حد عمل دوشة انت عندك السلطة اللي انت عاوزها … سيادة وزير الداخلية مدينا أمر … وانت عندك كارت بلانش تعمل اللي انت عاوزه.
عزيز : يعني أعمل اللي أنا عاوزه؟
الضابط : زي ما أنت عايز … ودلوقت عن إذنك يا دكتور واحنا هنواصل البحث عن الحجر الأثري.

(ينصرف الضابط. يجلس عزيز على الدكة منتصفًا كأنه رومل والعساكر تقف على يمينه ويساره تحرسه.)

(تخرج كاملة على الباب ومعها الصفيحة.)

كاملة : واد يا رمضان أمال فين الواد كبارة؟ واد يا كبارة خد الصفيحة يا واد أهه (مشيرة نحو الدكتور).
عزیز : اخرسي … ولية جاهلة.
كاملة : بتقول إيه يا ابني؟
عزیز : اخرسي بلاش دوشة!
كاملة : ما انا يا ابني كنت بسأل ع الدوشة … هو إيه اللي حصل؟
العسكري : العيال الصياع اللي كانوا هنا سرقوا حجر.
كاملة : سرقوا حجر. وهي الحجارة بتتسرق يا ابني؟
العسكري : لأ … أصله حجر مخصوص بتاع الدكتور.
كاملة : طب ما تجيبوا حجر غيره للدكتور وتفضوها.
العسكري : لأ. ما هو دا أصله حجر أثري یا ست …
كاملة : يعني يسواله بالميت كدة ييجي ميت جنيه؟
العسكري : آه ما هم سرقوه علشان ياخدوا المكافأة.
عزيز : أنت بتتفاهم معاها ليه؟ … دي ولية جاهلة ما تفهمش حاجة، يللا خشي جوة مش عاوز دوشة.
كاملة : اسم الله … لا هو أنا واقفة في ملكك … أنا يا راجل واقفة في ملكك … ولَّا إيه؟ أنا يا راجل واقفة عند سرايتي.
العسكري (بشدة) : اخرسي يا حرمة وخشي جوة، قطع لسانك.
كاملة : قطع لساني. إنشا الله ما يتقطع لسانه إلا أنت.
العسكري : والنبي إن ما دخلت لاضربك على وشك.
كاملة : تضربني … إنشا الله تنضرب في قلبك.
العسكري : مش عاوزة تسكتي؟

(يضربها بكعب البندقية في صدرها. تصرخ كاملة مستغيثة فيأتي على صراخها عدد كبير من الناس معهم شوم وعصى.)

أصوات : إيه الظلم دا؟
عزيز : يللا انجر یا کلب انت وهو!
أصوات : ما تشتمنیش.
عزیز : اخرس يا كلب.
صوت : ما تقولش كلب!
عزیز : اضرب یا عسكري.

(العسكري يصفع أحد الناس فيرد له الصفعة، وتبدأ معركة بالأيدي ينال الدكتور منها صفعة فيجري مذعورًا، ويقف عند الدكة يرتعد، ثم يُصدر أوامر للعساكر بضرب النار. تضرب العساكر النار في الهواء ويحدث هرج شديد، ثم تجري الناس ويختفون في أزقة الحي، ويبقى في المسرح الدكتور عزيز يرتعد من شدة الخوف ومعه العساكر.)

عزيز : البنادق متعمَّرة؟
عسكري : ما تخافش يا دكتور … إنت خايف كدة ليه؟
عزيز : أنا مش خايف ولا حاجة … أنا لازم نحتاط للأمر!
عسكري : هنحتاط من إيه … دي ناس غلابة يا دكتور، بكلمة حلوة نكسبهم.
عزيز : ما فيش حاجة اسمها كلمة حلوة. دول ناس وحوش ما ينفعش معاهم غير القوة.
عسكري : بس روَّق أمال يا دكتور … إنت أصلك ما تعرفش الناس بتوع مصر. دول ناس طيبين طول عمرهم طيبين.
عزيز : إنت ما تعرفش حاجة.
عسكري : ما أعرفش حاجة إزاي يا دكتور؟ … دنا بخدم بقالي عشرين سنة … عمري ما ضربت طلقة غير النهاردة … وبيني وبينك ضربت علشان اطمِّنك (يضحك) حاكم إنت كنت خايف خوف!
عزيز : إنت أصلك جاهل ما تقدَّرش خطورة الموقف.
عسكري : ولا خطورة ولا حاجة … يا شيخ روق وصلِّ ع النبي.
عزيز : النبي ماله ومال الحكاية دي؟ … إنت راجل متهاون ولا يمكن الاعتماد عليك في مهمة زي دي.
عسكري : ما يمكنش الاعتماد عليَّ إزاي يا دكتور؟ دنا بقالي عشرين سنة خدمة عمري ما خدت أورنيك ذنب.
عزيز : دا مش دليل على إنك كويس … دا دليل فساد الجهاز الإداري، لو فيه كادر بيدير الجهاز الإداري بالكفاءة المطلوبة ماكنتش انت قعدت … وع العموم أنا مش حقع في نفس الغلطة اللي وقع فيها الجهاز الإداري. وريني البندقية دي.
عسكري : عاوزها ليه.
عزیز : عشان استعملها في الوقت المناسب.
العسكري : اسلمهالك إزاي؟ … مصيبة كبيرة لتضرب واحد رصاصة كدة وأخرتها يجرجروني أنا ع السجن.
عزيز : إنت غير مسئول … أنا المسئول … أنا عندي کارت بلانش من سيادة وزير الداخلية إني أواجه الموقف بحزم … هات البندقية دي.
العسكري : اتفضل (يناوله البندقية … يمسكها).
عزیز : بتشتغل إزاي.
عسكري : تبص من الدبانة وتدوس ع التتك.
عزيز : فين هيا الذبابة.
عسكري : ذبابة دا إيه؟ … مفيش ذبابة … بقولك الدبانة!
عزیز : طب إزاي تتعلَّق في الكتف.
عسكري : تتعلق كدة هو (يعلقها له ويسير الدكتور جيئة وذهابًا في خطوات عسكرية).
عسكري : بس حاسب على بنطلونك لا يتعاص يا دكتور.

(ينظر الدكتور إلى أسفل ويُشمر البنطلون إلى الركبة ممسكًا إياه بيديه.)

عسكري : طب وانت هتحارب ولَّا هتمسك البنطلون كدة.
عزيز : أمال أعمل إيه.
عسكري : اربط البنطلون من تحت بدوبارة.
عزيز : واجيب دوبارة منين.
العسکري : استنى لما أشوف لك زيق مرمي هنا.

(يبحث في الأرض عن شيء يربط به بنطلون الدكتور، ثم يعثر على قطعة حبل ويربط بنطلون الدكتور من القدمين، ينظر الدكتور إلى نفسه ويبتسم مسرورًا.)

عزيز : فعلًا كدة أحسن … مافيش شك ان التجربة لها قيمتها في العمل السياسي … متشكر.
العسكري : متشكر … على إيه يا دكتور؟ … دي حاجات بنتعلمها وإحنا عيال … أيام ما كنا بنلعب عساكر وحرامية (يجلس العسكري على الدكة ويتحدث) … والله كانت أیام … تعرف يا دكتور، كنا عيال صغيرة في بلدنا. الواحد طوله يمكن شبرين … لكن كنا عفاريت … وكنا بنلعب لعبة العسكر والحرامية دي.

(يتوقف العسكري عن الحديث لحظةً ليُشعل لنفسه سيجارة، بينما الدكتور عزيز بالبندقية والبنطلون المربوط يذهب ويجيء في الساحة غير مُلتفت لكلام العسكري، يشعل العسكري سيجارة ويأخذ نفسًا عميقًا ويستأنف الحديث.)

العسكري : وكان معانا واد خواجة زي حضرتك كدة اسمه ونجت، كان الخالق الناطق شبيهك بالظبط … لكن عليه منظر زي حضرتك كدة بالظبط (يُقهقه عاليًا، يتوقف الدكتور عزيز عن المشي وينظر إليه ساخطًا ثم يصرخ بشدة).
عزيز : اخرس … إنت بتهزر معايا ولَّا إيه؟

(ينتفض العسكري مذعورًا ضاربًا سلامًا للدكتور.)

العسکري : عدم المؤاخذة يا دكتور … أنا قلت نتسلی يعني وأحكيلك حكاية … انت واخد الحكاية جد … أنا كنت بحسبك بتلعب.
عزیز (يُشوح بيده في وجه العسكري) : ألعب يا طور؟
العسكري : طب حاسب ما تشوحش كدة أحسن البندقية معمرة … ويصادف الظرف يطلع كدة ولا كدة تبقى مصيبة.
عزيز (غاضبًا) : اقعد.

(يجلس العسكري صامتًا ويتمشى الدكتور في خطوة عسكرية، ثم يتوقف فجأة ويسأل العسكري.)

عزيز : البندقية معمرة؟

(يقف العسكري ضاربًا سلامًا.)

العسكري : أيوة يا أفندم.
عزیز : طيب اقعد (يتمشى من جديد جيئة وذهابًا ثم يتوقف فجأة أمام العسكري).
عزيز : انت متأكد انها معمرة؟
العسكري (يقف ضاربًا سلامًا) : أيوة يا أفندي.
عزیز : طب خد فضِّيها واديهاني تاني.
العسكري : فضيها انت يا دكتور … شد الترباس وفضيها.
عزيز : أنا ما اعرفش حاجات زي دي … ترباس ودبانة، وكلام فارغ زي دا … أنا راجل عالم.
العسكري : عدم المؤاخذة يا دكتور … هات!

(يأخذ البندقية من الدكتور عزيز … يُخرج الظرف ويُعطيها له فيعلقها على كتفه ويعود من جديد إلى خطواته العسكرية، يدخل الأستاذ جلال الصحفي ومعه المصوِّر، واحد من جريدة البوق، عندما يُشاهد جلال الدكتور ينفجر ضاحكًا فينظر الدكتور نحوه في غضب.)

جلال : إيه الحكاية … هتعملوا فيلم ولَّا إيه يا دكتور؟
الدكتور (غاضبًا) : إيه … مضحكة ولَّا إيه … عيب تقول كلام زي دا … الكلام دا تقوله هناك في الجورنال بتاعك … لشوية عيال صحفيين زيك.
جلال : الله … إنت زعلت يا دكتور.
الدكتور : معلوم لازم أزعل … أمال فاهم إيه … المسائل بسيطة بالشكل دا؟
جلال : أنا مش قصدي أهينك يا دكتور أو أجرح شعورك … بالعكس دنا عارف إنك متضايق حبيت أضحكك.
الدكتور : مش دا الوقت المناسب للضحك.
جلال : ع العموم أنا سعيد جدًّا اللي كلامنا بيتحقق على طول الخط … أدي انت أخيرًا آمنت بأن العنف هو محرك التاريخ، وآدي انت واقف في صف الشعب مش بلسانك بس، لا ببندقية كمان.
الدكتور : شعب إيه دا اللي انت بتتكلم عنه؟ … دول ناس حرامية سرقوا الحجر الأثري اللي بيكشف عن فترة غامضة في تاريخ مصر!
جلال : مين هما اللي سرقوه؟
الدكتور : العيال دول اللي بيقعدوا هنا.
جلال : ما لقيتوش لحد دلوقت؟
الدكتور : وهنلقاه فين؟ … لازم باعوه لواحد م السواح بكام جنيه، منتهى الجهل.
جلال : يا سلام لو كان موجود … كان هو اللي جابه لكم!
الدكتور : مين هو دا؟
جلال : المعلم رضوان.
الدكتور (سعيدًا كأنما عثَر على فكرة مُدهشة) : رضوان … هو زعيم الحرامية دول.
جلال : بالعكس دا راجل طيب … وهو اللي يحل الموضوع كله.
الدكتور : رضوان ما فيش غيره …

(يُخرج أجندة من جيبه وينظر في رقم معين.)

كويس قوي … فكرة مُدهشة … عن إذنكو لحظة … أنا هجيبوا هنا مربوط في حديد.
جلال : لا … حديد إيه وبتاع إیه؟ … دانتو تجيبوه بالذوق.
الدكتور : من فضلك … ما تتدخلش في الموضوع دا … أنا معايا کارت بلانش من سيادة وزير الداخلية … کارت بلانش أتصرف زي ما أنا عاوز.

(ينصرف الدكتور مُهرولًا ليتصل تليفونيًّا بالمأمور، ويجلس جلال على الدكة المقابِلة للدكة التي يجلس عليها العسكري وبجواره المصور.)

جلال : مصيبة كبيرة على دماغ المعلم رضوان.
المصور : تفتكر هيضربوه.
جلال : هيضربوه لحد ما يعترف … وبالطبع هو ما يعرفش حاجة.
المصور : يبقى هيضربوه لحد ما يموت.
جلال : يا ريت.
المصور : يا ريت … إنت بتقول يا ريت؟
جلال : طبعًا يا ريت … أما يموت المعلم رضوان هيبقى شهيد، وهنعمل ضجة كبيرة في البلد … وهنستغل الموقف على أحسن صورة … هننشر صورته على خمس أعمدة، وهنكتب عنه كل يوم لمدة شهر. مقال من نار … أنا واثق أن التوزيع هيرتفع لعشرين ألف نسخة.
المصور : بقى انت مش همك في موت المعلم رضوان غير المانشت والمقالات اللي من نار … والتوزيع اللي هيرتفع لعشرين ألف نسخة؟
جلال : أمال انت عاوز يهمني إيه في موت المعلم رضوان؟ أظن ها هتم بالجنازة والخارجة والكلام الفارغ دا؟
المصور : إنت بتسمي الحاجات دي كلام فارغ؟
جلال : طبعًا كلام فارغ. إنت راجل عاطفي ما تنفعش في أي حركة سياسية … بتستهدف تغيير الأوضاع.
المصور : هي فين الأوضاع اللي احنا غيرناها دي؟ … احنا مش عارفين نغير الأوضاع اللي في الجورنال. دا الجرنال اللي مكتوب على الصفحة الأولى بتاعته في سبيل عالم أفضل … بيموِّله واحد إقطاعي.
جلال : وفيها إيه؟ … من واجب الحركة السياسية أن تستفيد حتی من أعدائها.
المصور : بقى معقول الراجل اللي عنده عشرة مليون وييجي ألف فدان يموِّل جريدة تستهدف تغيير الأوضاع؟
جلال : إنت لسة صغير في السياسة … مش فاهم حاجة أبدًا!
المصور : وانت اللي فاهم بشرفك!
جلال : طبعًا … مش بس كدة … دا ما فيش بيفهم غيرنا احنا!
المصور : إنتو مين؟
جلال : الشعب المصري.
المصور : السبع أنفار اللي انت عامل معاهم تنظیم؟
جلال : السبع أنفار اللي مش عاجبينك دول هم الطليعة؟
المصور : النصابين؟!
جلال : بتقول إيه؟
المصور : بقول هم النصابين!
جلال : إزاي تجرؤ وتقول كلام زي دا؟
المصور : دا أنا هقول أخطر من كدة لو حبيت!
جلال : إنت مفصول.

(يهب جلال واقفًا.)

بس دي غلطتي أنا … إنت كان لازم تنفصل من زمان … إنت عندك تطلعات طبقية وانحرافات برجوازية … إنت بولیس … اتفضل بقى يا أستاذ.
المصور : اتفضل انت … أنا قاعد هنا!
جلال : قاعد هنا تعمل إيه؟
المصور : هاقعد هنا علشان أفضحك … لازم اكشفك للناس الطيبين دول!
جلال : مش هتقدر … أنا اللي هافضحك وأعريك!
المصور : مش هتعرف … لو قعدت تتكلم عشرين سنة مش هيفهموك، انت نصاب.
جلال : أنا نصاب؟
المصور : وستين نصاب كمان.
جلال (مرتبكًا) : … طيب أنا هعرفك وهوريك … يا اهبل!
المصور : طيب اجري بقى احسنلك قبل ما اكشفك للناس وأخليهم ياكلوك.
جلال : كدة؟ … طيب أنا هوريك!

(جلال ينصرف مذعورًا فيُصدم وهو يجري بأم عنان.)

أم عنان : ما تفتح … إنت عميت؟
جلال : باردون يا مدام!
أم عنان : مدام؟ … المدام خطفت عزب يا خويا … سكن معاها في الزمالك!

(يَجري جلال إلى الخارج وتدخل أم عنان مضروبة وملابسها ممزَّقة ويبدو عليها الاختلال.)

عزب بتاع الفن الشعبي سكن الزمالك!
كاملة (تظهر عند الباب) : … جالك كلامي؟
أم عنان (تُحدث نفسها) : استنيت على باب العمارة … بقى يركب عربيات الموكوس … والمصيبة أنه بيرطن، لكن علی مین … دنا أديته علقة حيحلف بيها طول عمره.

(تقيس المسافة بقدمها).

هنا المسرح … هنا الجمهور … هنا عبد الوهاب وأم كلثوم.
(تضحك) الراجل العرة سكن في الزمالك … إيه اللي عاجبو يا خواتي في المعصعصة دي؟

(تبكي) خَد اللي ورايا واللي قدامي يا ناس.

(تتوقف عن البكاء) هنا المسرح هنا عبد الوهاب وأم كلثوم.

(تبكي.)

هنا الجمهور … هنا المسرح … هنا عبد الوهاب وأم كلثوم.
العسكري : أنت يا حرمة مش هتبطلي جنان بقى؟
أم عنان (للعسكري) : عزب الجربان سكن الزمالك!
العسكري : ما تبطلي خوتة بقى … هرشتي مخي!
أم عنان (صارخة باكية) : إيه … عاوز إيه مني انت راخر … حتضربني زي العسكري اللي واقف على باب العمارة … عاوزين مني إيه … انتو بقى عايزين مني إيه؟

(تهجم عليه.)

العسكري : يخرب بيتك … كدة قطعتيلي الزكتة … طب والله مانا عاتقك يا مجنونة يا بنت المجانين.

(يجرها نحو الخارج وهي تصرخ.)

أم عنان : سیب بقولك … إوعى أحسنلك.
(تدير وجهها للساحة) … كدة المسرح وكدة الجمهور كدة عبد الوهاب وأم كلثوم.

(تظل تُردد هذه العبارة حتى تغادر المسرح.)

(تخرج كاملة بعد ذلك تُقلدها فيصرخ فيها العسكري صرخة مدوية.)

عسكري : انتِ انهرشتي في مخك انتِ رخرة ولَّا إيه؟
كاملة : إنت بتزعق كدة ليه؟ خوفتني!
عسكري : بقى انا أخوفك انت يام قويق؟ … دانتي تخوفي بلد بحالها.
كاملة : ليه بقى يا عسكري؟ … ماحناش قد المقام ولَّا ما حناش قد المقام؟
عسكري : انجري يا ولية غوري من هنا.
كاملة : أغور من هنا يا خويا! أنا واقفة قدام ملكي … واقفة قدام سرایتي يا خويا!
عسكري : قسمًا بالله العظيم إن ما نجریتي لساحبك زي الولية دكهة على مستشفى المجاذيب.
كاملة (تجري نحو بيتها) : روح إنشا الله تبقى تتجنن وتاكل في هدومك يا بعيد!

(تُغلق الباب بشدة.)

عسكري (ناظرًا للمصور) : انت قاعد ليه يا جدع انت؟
المصور (ساهمًا) : … قاعد.
عسكري : انت مع الحكومة ولَّا مع الشعب؟
المصور (ساهمًا) : … أنا؟
عسكري : أيوة انت.
المصور : أنا مع الحقيقة.
عسكري : تبقى مع الحكومة … خليك قاعد بقی … معاكش سيجارة.
المصور : لا والله ما بدخنش.
عسكري : ما بتدخنش ولَّا مفلس؟

(يضحك.)

حاكم الماهية مابقتش تستحمل، وحياتك ما بتفضل خمس تیام … ألا احنا بقينا كام منه النهاردة؟
المصور : النهاردة … ٢٣ یا شاويش!
عسكري : ياه … دي الأيام بتفوت بسرعة يا عالم … أهو كله من عمرنا … شوف أهو زي النهاردة كدة من ٣٠ سنة خلفت الواد حسن ابني البكري … هو مولود في ٢٣ يوليو سنة ١٩٧٢، مش يبقى ٣٠ سنة مظبوط برضه.
المصور : مظبوط يا شاويش.
عسكري : أهو كان عندي أيامها ٢٨ سنة … يبقى أنا عندي ٥٨ سنة … فاضللي سنتين وأخرج على المعاش، وكمان سنتين ونتوكل على الله.
المصور : ربنا يديك العمر الطويل.
عسكري : أعمل بيه إيه؟ … يا راجل قول یا باسط … دا الموت سترة … طب والله العظيم الموت سترة … عارف الناس اللي بتخاف م الموت دول … ناس عُبط. دا الموت حلو قوي … بس ربنا يجعل أخرتنا حلوة.

(يدخل الدكتور عزيز وعدد من العساكر ومعهم المعلم رضوان وكبارة ورمضان.)

رضوان : إحنا سيبنالكوا الحتة وقلنا نقعد في حالنا برضه ورانا؟ صحیح رضينا بالظلم … والظلم مش راضي بينا.
رمضان : والنبي يا بيه أنا ما عملت حاجة … أنا راجل صاحب عربية والنبي يا بيه!
کبارة : الواحد بقى مستقيم قوي اليومين دول … من الحتة للسجن ومن السجن للحتة.

(يجلس الثلاثة على الدكة وأمامهم حرس.)

المأمور : فين الحجر؟
رضوان : والله أنا عمري مَعْرف إيه الحجر دا ولا شفته.
المأمور : طب فين الواد أبو سريع؟
رضوان : الواد أبو سريع تلاقوه في شارع الشواربي بيلعب التلات ورقات.
عسكري : دورنا عليه مالقناهش … هو بينام فين؟
رضوان : كان بينام في الفسقية … ودلوقت تلاقوه بينام في الخرابة.
المأمور : فين الخرابة دي؟
رمضان : ورا الفسقية … بس فيه هناك حيطة من غير مؤاخذة تبقوا تنطوها.
المأمور : روح مع العساكر وريهم مكان الخرابة …
رمضان (وهو يتأهَّب للانصراف) : العساکر کسرولي العربية يا بيه.
المأمور : انجر امشي … بلاش دوشة!
رمضان : حاضر … حاضر …

(ينصرف رمضان ومعه العساكر.)

المأمور : يعني كدة يا رضوان مش عاوز تتكلم؟
رضوان : أنا يا بيه مستعد أتكلم ع الحاجة اللي شفتها.
المأمور : طب اتكلم.
رضوان : بقى أنا أول ما عرفت الخبر دا خدت بعضي ورحت للبيه مدير الأمن في الداخلية.
المأمور : يعني انت بلغت مدير الأمن؟
رضوان : طبعًا بلغته بكل حاجة.
المأمور : الكلام دا انت مسئول عنه … وإذا ما كنتش بلغت سعادة مدير الأمن حتتحاسب حساب عسير.
رضوان : زي ما باقولك كدة.
المأمور : وقال إيه سعادة البيه؟
رضوان : بعد ما حكيت الحكاية … اتجعس في الكرسي کدة وبصِّلي وقال: هنبحث الأمر.
المأمور : طب ازاي ما بلغناش بإشارة علشان نتخذ الإجراءات؟
رضوان : ما هو بلغكوا وانتو اتخذتو الإجراءات.
المأمور : إجراءات إيه اللي اتخذناها؟
رضوان : جيتوا تهدوا الحتة … عملنا عركة ورحنا في داهية.
المأمور : الله … انت بلغت سعادة مدير الأمن عن إيه؟ عن سرقة الحجر؟
رضوان : سبحان الله! يا سعادة المأمور، أنا لاعرف حجر ولا عمري شوفته.
المأمور : أمال بلغت عن إیه؟
رضوان : عن عبارة الهدد دي.
المأمور : إنت فاهم انك حدق يعني؟ … عايز تقلب الموضوع علشان ما تتكلمش … طيب يا رضوان دلوقت هيظهر الحجر والواد أبو سريع، وهتشوف اللي هيجرالك! (للدكتور) تعالى يا دكتور أما نلحق القوة اللي بتفتش في الخرابة.

(ينصرف ومعه الدكتور.)

رضوان : عجایب … هما عاوزين يضربونا وبس.
كبارة : هيضربونا ليه.
رضوان : إيش عرَّفني … ما تنكتم انت راخر … لكن دا مين دا … عليَّ الحرام يانا يا العساكر الدور دا!
كبارة : يا خسارة لو كنت لسة مخاوي النهاردة … كانت الست فكِّتني ونزلتني على تحت.
رضوان : ياخي بطل هرشة مخ انت راخر … ست إيه اللي انت ماسكهالنا دي؟ هو فيه جن إلا بني آدم …

(يدخل عزب متجهًا إلى بيت أم عنان.)

عزب : يا ست أم عنان … يا ست أم عنان!
كاملة (من على باب بيتها) : أم عنان انهبلت في عقلها يا خويا!
عزب : بتقولي إيه يا ولية انتِ؟
كاملة : بقولك أم عنان انهبلت!
عزب : طب انكتمي انتِ … حد سألك؟
كاملة : أنكتم دا إيه؟ … لهوا أنا واقفة في ملكك … أنا واقفة في ملكي يا خويا … سرایتي یا خويا … ما حدش شریكي، أنا أتكلم على كيفي … والنبي لاتكلم على كيفي.
عزب : طيب اتكلمي إنشالله حتى للصبح … جتك داهية.
كاملة : آلا إية … هنا الجمهور … هنا المسرح … هنا أم كلثوم وعبد الوهاب (تضحك).

(يَلمح عزب المعلم رضوان.)

عزب : الله … مساء الخير يا معلم رضوان.
رضوان : مساء الخير يا أستاذ.
عزب : إيه الحكاية دي … الحي ماله اتشقلب حاله كدة؟
رضوان : أهو كل شيء اتشقلب!
عزب : وانت مالك قاعد كدة ليه؟
رضوان : علشان الحجر.
عزب : حجر … حجر إيه مش فاهم؟
رضوان : ولا انا فاهم وحياتك.
عزب : ما شفتش أم عنان … ما تعرفش راحت فين؟
المصور : أم عنان زمانها في مستشفى المجاذيب.
رضوان : ليه سرقت حاجة رخرة؟
عزب : إنت متاكد؟
المصور : أيوة.
عزب (يجلس) : … مسكينة … مشروع فنانة عالمية ماكملش!
كاملة : إنت قعدت مطرح عبد السلام.
عزب : بقى أم عنان تروح المستشفى … والولية المجنونة دي طلْقينها برة کدة زي الكلبة المسعورة؟
کبارة : بكرة تفوت عربية الكلاب ويلموها.
عزب : انت بتنكِّت يا كبارة؟ … مش مكسوف من نفسك … أنا مش مديك خمسين قرش علشان متقولش حاجة لأم عنان؟!
كبارة : ومين قال أنا قولت؟ … أنا في السجن من نهار انت ما خدت الولية الذواتي.
كاملة : أنا اللي قولت … أنا اللي قولتلها على كل حاجة.
عزب : يا خسارة يا أم عنان … أنا كنت حاعملك هزة في مصر.
كبارة : لكن الولية الذواتي فین يا أستاذ؟
عزب : راحت في ستين داهية … مدرب الكيروکيه بتاعها رجع، رجع من باريس واصطلحت معاه.
كبارة : يعني مش راجعة تاني!
عزب : لأ … خلاص!
كبارة (يضحك) : كانت جاية ترفع الفقر آل … وشها كان نادي علينا قوي من نهار ما جت، الأقلام نازلة ترف … على قفايا … لو كانت رجعت … … كنَّا اترفعنا أكتر من كدة … كنا اتشنقنا.
عزب : يا خسارة يا أم عنان!
رضوان : إلا عبارة هنبحث الأمر دي!
كاملة : انت قعدت مطرح عبد السلام ليه … هو مش جاي؟
عزب : يا سلام … أنا كنت حاسس بنفسي لو استمريت شهر في الزمالك كمان كنت تحولت لجثة.
(يستنشق الهواء ملء رئتَيه) … یا سلام هنا الواحد بیشم ريحة مصر … بيحس بيها … بروح مصر طالعة من تحت الأرض.
المصور : انت ساكن هنا يا أستاذ؟
عزب : لأ … أنا ساكن في العجوزة.
كاملة : والنبي انت قعدت مطرح عبد السلام ليه … هو مش قال إنهم مش هيهدوا یا خويا؟

(يدخل المأمور يكتب وعزيز والعساكر وأبو سريع يحمل الحجر.)

أبو سريع : تشتري الواحد بجنيه وانا أجيب لك كل يوم خمسة؟ يا سعادة البيه دا الحجر احنا قاطعينه م الجبل وناقشينه.
الدكتور : اخرس … إنت لص آثار … دا حجر تاریخي انت متعرفش قيمته.
أبو سريع : طيب إذا كان تاريخي وانت شايف كدة … أنا مستعد كل يوم أجيبلك واحد زيه.

(الدكتور يتحسَّس النقوش.)

أبو سريع : خواجة، دا النقش دا أنا اللي ناقشه.
عزيز : اخرس لص آثار … دا حجر يساوي ملايين الجنيهات.
المأمور : اخرس يا واد … شيل الحجر ويلَّا قدامي.
رمضان : الحمد لله اللي طلعنا براءة … أنا بس كان مالي ومال الحكاية دي؟ … أنا راجل صاحب عربية.
رضوان : وبقى الشغلة دي كلها ووجع القلب دا كله عشان حتة حجر؟ … دا البني آدم بيضيع ماحدش بيدوَّر عليه.
المأمور : يلَّا يا عسكري … اتفضل يا دكتور … يللا يا رضوان يلَّا يا واد انت وهو، اسحبهم یا عسكري.
رضوان : يسحبنا على فين؟
المأمور : ع القسم.
رضوان : لأ وشرفك!
المأمور : لأ ليه؟
رضوان : مش رايح القسم.
المأمور : حتروح غصب عنك.
رضوان : ولا غصب عني ولا بخاطري.
عسكري (ممسكًا به من كتفه) : … إيه قصدك … متعصب یعني.

(يضرب رضوان يد العسكري بشدة.)

رضوان : إوعى إيدك دي.
عسكري : وكمان بتضرب؟ دا انت نهارك أزرق.

(يفك العسكري حزامه.)

رضوان : خليه في وسطك أحسن.
العسكري : إنت بتهددني؟
رضوان : طب واللي خلق الخلق إن قلعته لأكسرلك وسطك!
المأمور : جرجروه على القسم.

(يهجم العساكر على رضوان يصدُّهم جميعًا، تنشب معركة حامية بين العساكر وبين رضوان وأهل الحي، ينتصر فيها أهل الحي ويأسر رضوان بعض العساكر، ويجري المأمور والدكتور، ويبقى كبارة ورمضان ورضوان وعزب وأبو سريع ومعه الحجر، ويتولى المعلم رضوان القيادة.)

رضوان (بحزم) : دخلوا العساكر دول بيت أم عنان.
عزب (صارخًا) : لأ … لأ!
رضوان : لأ ليه؟
عزب : العساكر ما تخشش بيت أم عنان أبدًا.
رضوان : ليه يعني؟ بیت المال یعني … اللي أقول عليه هو اللي يتنفذ.
عزب : يا معلم رضوان ما يصحش … بيت أم عنان دا حيتحول في يوم من الأيام إلى متحف.
رضوان (مستهزئًا) : متحف … والمتحف دا حتحط فيه إيه؟ إياك حجر الواد أبو سريع! اللي بقوله أنا هو اللي صح … فاهم؟
عزب (متراجعًا) : … على كلٍّ أنا مش هناقشك دلوقت يا معلم!
رضوان : لا دلوقت ولا بعدين. خش یا عسكري انت وهو.

(يدخلون.)

اقفل عليهم يا واد يا رمضان.
عزب : طيب … طيب أنا كنت عاوز استأذن … مفيش سكة هنا الواحد ينفد منها؟
رضوان : طيب مالشعب كله هنا أهه … ولَّا انت مالكش غير في الرقص؟
عزب : أنا … أنا يا معلم رضوان …
رضوان : إنت إيه وبتاع إيه؟ … جاك داهية … بس شاطر تتكلم زي البرابند … خده يا واد يا أبو سريع نططه من الخرابة اللي هناك.
عزب : أنا متشكر … متشكر … متشكر … قوي.

(يجري عزب خلف أبو سريع ناحية الخرابة.)

رضوان (ناظرًا في أعقابه) : اخص عليك راجل بلِيَّة … عامل زي الخروف المعلوف.
(للمصور) … وانت يا أستاذ … مش عاوز تهرب انت راخر؟
المصور : لا يا معلم رضوان … أنا قاعد معاكو هنا.
رضوان : ليه؟ … إنت مش تبقى الجدع بتاع المنشورات السرية؟
المصور : لا يا معلم رضوان … أنا راجل مصري وفنان … وأهلي ناس زيكو كدة بالظبط. وكان عندي أمل اعمل حاجة للناس لكن ما عجبهومش … قالوا عني عندي انحرافات برجوازية.
رضوان : أهي الارتوازية دي اللي جابت لنا الكافية هي وعبارة هنبحث الأمر … ع العموم انت راجل جدع باين عليك … بتتكلم زينا، خد العصاية دي واقف معانا هنا.
المصور : أنا حقف معاكو على طول.
رضوان : فتَّح عينك انت وهو طول الليل … هم مش حيبطلوا تاني وتالت كمان، مش حيقدروا يعملوا حاجة طول م العساكر دول في إيدينا … بس اوعى حد منهم يفلت.

(تُفتح نافذة في شقة أم عنان ويطل منها عسكري.)

عسكري : یا معلم رضوان دا احنا معاكو.
رضوان : بطَّل غلَبة واقفل الشباك دا!
العسكري : وحياة سيدي المدبولي احنا معاكو … بس نعمل إيه؟ دا احنا غلابة، احنا عبد المأمور … الوِد ودنا نمسك البنادق ونقف معاكو.
رضوان : قلت بطل غلبة واقفل الشباك، (لكبارة) وانت يا واد يا كبارة …
كبارة : نعمين يا معلمي.
رضوان : خلِّي بالك م الشارع يا واد … اطلع على سطوح كاملة فوق بس اوعى تنام … وحياة سيدي النبي أقطع رقبتك!
كبارة : ما تعتلش هم يا معلم رضوان (مبتهجًا). يا حلاوة أيامك الحلوة يا معلم رضوان.
رمضان (باكيًا) : أنا مالي أنا بس یا معلم رضوان؟ … أنا صاحب عربية والله العظيم.

(يعود أبو سريع وعزب مستند عليه.)

رضوان : انت جايب الرزية دا ليه هنا تاني؟
أبو سريع : بينط م الخرابة وقع انكسرت رجله.
رضوان : طب لقَّحه عندك هنا في ليلته المهببة دي، إحنا كنا ناقصينه راخر؟

(عزب ينظر وهو يتأوه ثم ينظر إلى الجرح الذي في قدمه ويتألم.)

عزب : عيالي لسة صغيرين … سبع عيال يا معلم رضوان مالهمش حد في الدنيا دي غيري أنا … وعشان لقمة العيش آدي احنا بنخطف ونجري ونصرخ ونلف زي الدبابير … كل دا علشانهم … وحياتك لو كنت بطولي … يمكن كنت أعمل عمل كبير … عمل خالد عمل يعيش ألف سنة … ألفين سنة … لكن سبع عيال يا معلم رضوان … مشكلة …
أبو سريع : انت هتحكلنا تاريخ حياتك … ما تبطل انت راخر.
عزب : أنا يا معلم أبو سريع واحد منكو … واحد زيكو بالظبط … … ما يغركش اللبس … دا إكسسوار عشان ننصب بیه … المجتمع كله بيعيش … بينصب … وعلشان نعيش لازم ننصب معاه وننصب عليه.
أبو سريع : أمال يعني احنا بس اللي وقعنا من قعر القفة … بننصب على خواجات مش على ولاد عرب، وكمان مش عاجبهم، ولَّا الواد الراجل الدكتور المجنون دا بتاع الآثارات، قال إيه بيت عبد الفتاح.
عزب : ما هو راخر بينصب یا أبو سريع … الناس كلها بتنصب، اللي بينصب بتلات ورقات … واللي بينصب بشهادة … واللي بينصب بكتاب … واللي بينصب بكلام … كلهم نصابين.
المصور : مش حقيقي الكلام دا يا أستاذ … فيه ناس أشراف کتيرة یا أستاذ.
عزب : معاك … بس هما فين؟
المصور : موجودين … بس انت ما دورتش عليهم … مشغول … عندك سبع عيال.

(يُفتح شباك بيت أم عنان ويطلُّ منه عسكري.)

العسكري : وقفونا معاكو تحت نشم شوية هوا معاكو ربنا يخليك!
رضوان : انكتم یا عسكري مش عاوزين دوشة.
العسكري : یا عالم هموت من الحبسة دي!
رضوان : قلت لك انكتم واقفل الشباك دا أحسن لك! (للمصور) الساعة بقت كام يا أستاذ؟
المصور : الساعة ٢ بعد نص الليل يا معلم.
رضوان : ربنا يفوت الليلة دي على خير.

(يتَّكئ على بقايا عربية رمضان ومعة بندقية عسكري، يُظلم المسرح بالتدريج حتى يسود الظلام، فتصرخ كاملة صرخة مدوية وتبدأ الأنوار وتشع بالتدريج، ويهب المعلم رضوان وكل الرجال الذين في المسرح، ويفزع عزب ويقوم نصف قُومة.)

رضوان : إيه الحكاية … إيه يا كاملة، العساكر جُم؟
كاملة : هم جم بس يا خويا؟ … دول جم وسكنوا فوق.
رضوان : الله يخرب بيتك ولية مجنونة، سقطي قلبي ف ركبي، انت مش حتبطلي الخانكة بتاعتك دي؟
كاملة : خانكة … لا … إلا كدة يا معلم رضوان … الخانكة اﻟ …
رضوان : يا ولية يا مجنونة دا احنا اللي حابسينهم فوق.
كاملة : تحبسهم؟ … ومش عیب یا معلم رضوان تحبس أربع رجالة مع حُرمة … تحبسهم ازاي يا خويا مع حرمة؟
رضوان : بقى انتِ حرمة انت … يا ولية خشي وخلِّي ليلتك دي تفوت على خير.
كاملة : لأ والنبي منا خاشة جوة يا خويا … أنا قاعدة معاكو هنا. دول أربعة والشيطان شاطر.
رضوان : طب روحي اتلقَّحي جنب الأستاذ عزب.

(كاملة تنظر لعزب وتضحك.)

كاملة : مين … انت قعدت مطرح عبد السلام؟
عزب : غوري … داهية تاخدك!
كاملة : انت قاعد عند بيتنا وبتشتمني؟
عزب : أهم بكرة يهدوه!
كاملة : والنبي ما هيهدوه … ولا هييجوا جنبه، أنا عارفة س حمدي القمندان راح فين؟ ياما قالي مش هيهدوا.
رضوان : يا شيخة خوتينا بسي حمدي القمندان بتاعك دا … ما تبطلي هرش مخ بقى … قولتلك اقعدي جنب الأستاذ عزب وانكتمي.

(تذهب إلى جوار عزب وتجلس.)

(رضوان يعود إلى مكانه وتخفت الأضواء.)

رضوان : ياد یا رمضان، يظهر أنهم مش جايين غير الصبح أنا هغمض عيني شوية كدة … خدوا بالكم كلكم.
رمضان : إحنا آخر ألسطة يا معلم رضوان … ولا يكون عندك أي فكرة.

(المسرح هادئ والأضواء خافتة، يُفتح شباك أم عنان ويُطل العساكر.)

العسكري : يا معلم رضوان احنا في عرضك … إحنا منكو.
رضوان : الله يخرب بيتكو يا ولاد الهرمة … طيب قسمًا برب العزة إن ما سكتوا لأكتفكوا وأرميكوا في الخرابة.
(يُشعل المعلم رضوان سيجارة، ويشفط نفسًا عميقًا ويَرنو بصرُه إلى قمم العمارات الشاهقة، التي تُطل على الحي البائس. ويسرح في أضواء النيون المبهرة التي تنطفئ وتشتعل مُلقية على الحي أضواءها التي تصل خافتة تثير الشجن وتُلهب الخيال. يتنهَّد المعلم رضوان يائسًا مُحدثًا نفسه بصوت مسموع.)

بقی یعني یا ولاد الهرمة لازم تهدُّوا الربع؟ والناس اللي مدرياها الحيطان دي هتروح على فين؟
أبو سريع (محدثًا نفسه) : قال إيه؟ بيت عبد الفتاح.
رضوان : ما الدنيا واسعة قدامكم أهه … ما لقتوش یعني غیر حتتنا تعملوا فيها جنينة.
رمضان : أهي جت فوق دماغي وكسروا العربية.
كبارة : يا سلام لو كنت مخاوي لحد الوقت، ما كنتش اتحوجت لبني آدم.
عزب : سبع عيال لولاهم … أنا كنت عملت عمل كبير يعيش ميت ألف سنة.
المصور : ماحدش كويس أبدًا في البلد دي غير السبعة اللي معاه، الناس كلها بوليس وجواسيس أو عندهم تطلعات برجوازية.
رضوان : ما حدش جاب للبلاد دي الكافية غير ابن الهرمة الملك واللي حواليه.
كاملة (تضحك) : هنا أم كلثوم … هنا عبد السلام إنشالله تنوكس.
المصور : عشر سنين وأنا ببحث عن الحقيقة … الدليل بتاعي كان نصاب توهني … لكن الحمد لله أخيرًا لقيت الطريق … مصر مش ناقصها النهاردة غير راجل … راجل جدع … واحد شارب من مية البلد دي … واحد بس يضحي بحياته علشان ينقذ الأمة والبلد دي ولَّادة … ویاما جلبت جدعان على طول التاريخ.
رضوان : لأ … واللي زاد وعاد حكاية هنبحث الأمر دي!
عزب : يا ناس خلونا ننام … أنا رجلي بتزن عليَّ، خلونا ننام (تنطفئ الأنوار ثم تعود الأضواء كالصبح وهم ما زالوا نائمين، كبارة ينظر من فوق السطوح ويفرك في عينه ويصرخ).
کبارة : يا معلم رضوان … يا معلم رضوان!
رضوان : إيه الحكاية يا واد … فيه هجوم علينا؟
كبارة : هجوم إيه يا معلم … والشمس بقت في وسط السما؟ … مش تقوموا علشان نفطر.
رضوان : الساعة كام دلوقت يا واد؟
المصور : الساعة حداشر ونص يا معلم.
رضوان : ياه … دول رخرين … اتأخَّروا قوي، الميعاد كان النهاردة. والهد كان لازم يبدأ م الساعة سابعة.
عزب : النهاردة الناس كلها مشغولة يا معلم … فيه احتفال كل سنة وأنت طيب.
رضوان : آه … هيخلصوا الاحتفال ويجيبوا العساكر وييجوا على هنا.
رمضان (باكيًا) : والعمل إيه يا معلم رضوان؟
رضوان : العمل هتموت، هيدغدغوك زي عربيتك.

(رمضان ينفجر باكيًا.)

رضوان : بتعيط ليه دلوقت … ما أنت هتموت جنب عربيتك.
أبو سريع : بقى كل دا علشان الحجر يا ناس؟
المصور : دا اللي باين على السطح هو الحجر، لكن تحت الحجر ياما حاجات كتير مستخبية يا أبو سريع.
كاملة : هایهدوا يا خويا؟
رضوان : ما تغوري کدة بعيد عنا … جتك داهية. (يلتفت للمصور) … وانت إيه رأيك يا أستاذ، نكافح ولَّا إيه؟
المصور : طبعًا … ما دام جايين يهدوا الحتة … يبقى لازم نمنعهم یا معلم … وبدل ما نتهزأ نموت بكرامة أحسن.
رضوان : خلاص … نموت في ستين داهية … ولكل أجل كتاب … بس يا خسارة، ياما كان نفسي أعيش لما انتقم.
المصور : مش مهم تعيش انت بالذات يا معلم رضوان … مش مهم نعيش احنا كلنا … ولادنا هيعيشوا وينتقموا.

(يفتح شباك من بيت أم عنان ويظهر منه عسكري.)

عسكري : يا معلم رضوان!
رضوان : مش هتقفل بقك دا يا عسكري؟
عسكري : يا معلم الساعة بقت اتنين ونص ولسه ما فطرناش، مصاريني بتزقزق.
رضوان : واللي خلقك … ما انت دايقه.
كبارة : عربيات مليانة عساكر كتير وجاية ع الناحية دي يا معلم رضوان.
رضوان : كام عربية يا واد يا كبارة.
كبارة : دي عربيات مالهاش أول من آخر يا معلم.
المعلم : اتشهدوا على روحكو كلكم … واللي هيموت يبقى شهيد … واللي هيعيش هيشوف الهنا كله.
عسكري : العربيات مش جاية نحيتنا هنا يا معلم … دي ماشية الناحية التانية.
المعلم : ودا وقت نُكَت يا ابن العبيطة.
عسكري : مش بنكِّت يا معلم.
رضوان : انت اتخبلت يظهر في عقلك. الخوف هرش مخك يا ابن المرعوبة.
عسكري : طب تعالى شوف بنفسك.
رضوان (يبعد رضوان لأعلى وينظر) : يا قوة الله، العربيات مش جاية نحيتنا … دا رايحة ناحية قصر عابدين.
المصور : صحيح يا معلم رضوان؟
رضوان : صحيح يا أستاذ.
٢٫٣٠ الاحتفال خلص بسرعة.
المصور : يا سلام … يبقى اللي في بالي حصل يا معلم … الساعة (يدخل إلى المسرح ضابط جيش صغير السن برتبة صاغ، ومعه جنديان من البوليس الحربي، وأمامهما الدكتور عزيز ومأمور القسم) يُهرع المعلم رضوان والمصور لاستقبالهم، كاملة تنظر في وجه الصاغ (تزغرد).
کاملة : سي حمدي القومندان أهه يا معلم رضوان … مش هیهدوا یا سي حمدي؟
حمدي : لأ يا ست كاملة … بيوتكو مش هتنهد … اللي هينهد بيوت تانية.
كاملة : ربنا يخليك لشبابك (تجري نحو عزب) مش قولتلك … صدقتني بقى يا بتاع عبد السلام.
حمدي : يا معلم رضوان … مصر في لحظة من أحرج لحظات حياتها النهاردة … وربنا يسلم وكل شيء يبقی تمام إن شاء الله … وأنا عاوزكم تساعدوني.
رضوان : إحنا تحت أمرك ومن إيدك دي لإيدك دي يا سعادة البيه.
حمدي : إحنا مش عاوزين دوشة في الحتة، وأنا بارجوك تصرف الناس لبيوتها، كل واحد يرجع لشغله … عاوزين نشتغل یا معلم علشان نبني مصر.
رضوان : ما احنا كنا قاعدين في حالنا وساكتين، هما اللي جُم ولاد الهرمة … قال إيه عاوزين يهدوا الحتة ويرمونا في الشارع ويعملوا التمثال قدام القصر.
حمدي : الكلام دا انتهى خلاص يا معلم.
رضوان : ينصر دينك … تعالى ما ابوسك والنبي.

(يتعانقان.)

حمدي : أنا كان نفسي أقعد معاكو كتير … لكن انتو عارفين … النهاردة ورانا شغل كتير.
رضوان : الله يكون في عونك ربنا معاك. وكل العالم دي معاك … رقبتي دي فداك.
حمدي : اتفضلوا … انتو يا أساتذة كلكم مع السلامة.
عزيز (يُدخن بعصبية ويذهب على المسرح جيئة وذهابًا) : أنا ضد العنف … أنا مع المناقشة، لا بد من المناقشة لتوضيح وجهات النظر.
أبو سريع : والنبي تتهوى من هنا أحسن آخدك أحبسك في بيت عبد الفتاح.
عزب : ما فيش حل غير الفن الشعبي … أنا لازم أعمل ملحمة الربع الخالي.

(يدخل جلال إلى المسرح حاملًا نسخة من عدد جريدة.)

جلال : اللي قُلناه اتحقق یا معلم … مافيش حل غير العنف … العنف هو قاطرة التاريخ.
كبارة : الله يرحمه سعد باشا قال مافيش فايدة.
عسكري : عن إذنك يا معلم رضوان احنا مروحين بقى.
رضوان : خد انت وهو رايحين على فين؟ خليكو واقفين معانا هنا … البركة فينا كلنا.
عزب : مهرجان الفن الشعبي هو الحل الوحيد لإظهار عيوب المجتمع!
كاملة : هنا أم كلثوم … وهنا عبد السلام.
جلال : العبيد لا يخسرون شيئًا إلا الأغلال.
عزیز : عندما يَقتل الإنسان الضعيف إنسانًا أضعف لم يأتِ شيئًا مذكورًا، ولكن قیام فكرة عظيمة في وجه فكرة أخرى عظيمة نظيرها أمر ينشرح له قلب الله.
المعلم : صدق الله العظيم.

(ينسدل الستار ببطء بعد أن تعانق رضوان والصاغ حمدي، قبل أن ينسدل الستار تمامًا يتحرك المصور خارجًا من المسرح.)

رضوان : على فين يا أستاذ؟
المصور : والله منا عارف يا معلم … لكن خير إن شاء الله.
(ستارة)

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤