الأنشودة الرابعة عشرة١

تأثَّر دانتي بكلام الفلورنسي المجهول في القصيدة السابقة، ودفعه حبه لوطنه إلى أن يجمع الأوراق المتناثرة، ويعيدها إلى الروح التي لزمت الصمت. ووصل الشاعران إلى الدائرة الثالثة في الحلقة السابعة، وكانت سهلًا من الرمال الجرداء التي تُشبه رمال ليبيا وقد وطئها كاتو من قبل، وأحاطت هذه الرمال بغابة المنتحرين. رأى دانتي قُطعانًا كثيرة من المعذبين، يبكون في بؤس شديد، وقد اتخذوا أوضاعًا مختلفة فوق الرمال، تبعًا لخطيئة العنف التي اقترفوها على الله أو الفن أو الطبيعة، وتساقطت عليهم ألسنة اللهب من السماء دون انقطاع. رأى دانتي كابانيو الذي احتقر الآلهة في الأرض كما احتقرهم في الجحيم، وقد اعتقد أن قوة الله قوة غاشمة مثل قوته هو. عنَّفه فرجيليو وندَّد بخطيئته، وأوضح له أن عقابه هو الغضب وما يصدر عنه من الاحتقار في حد ذاته، الذي هو بمثابة حلية تزين صدره بما يناسبه. سار الشاعران في طريق ضيق بين غابة المنتحرين وسهل الرمال، ورأيا جدولًا أحمر اللون، هو نهر فليجيتونتي. وأخذ فرجيليو يشرح لدانتي مصدر أنهار الجحيم، متأثرًا في ذلك بالميتولوجيا اليونانية، التي تقول إنه كان في كريت تمثال ضخم مصنوع من الرأس إلى القدم، من الذهب والفضة والنحاس والحديد والفخار على التوالي، وتخرج منه دموع الآثمين، ثم تنحدر إلى حلقات الجحيم، وبذلك تكون أنهار، كما أشار إلى نهر ليتي في المطهر، حيث تزول خطايا الآثمين. ثم سار الشاعران في طريق ضيق بين النهر والرمال الملتهبة، حيث لا تسقط شواظ اللهب من السماء.

(١) إني وقد كنتُ مدفوعًا بحُبِّي لموطن ميلادي، جمعتُ الأوراق المتناثرة،٢ وأعدتُها إلى من أصبح الآن خائر القوى.٣
(٤) وعندئذٍ جئنا إلى الحد الذي تنفصل عنده الدائرة الثانية عن الثالثة، حيث يبدو للعدالة فنٌّ رهيب.٤
(٧) ولكي أُحسِن وصف الأشياء الجديدة،٥ أقول إننا وصلنا إلى سهل، تطرد أرضه كل نبات.٦
(١٠) الغابة الأليمة من حوله إكليلٌ، كالخندق المشئوم من حولها،٧ وهنا أوقفنا خُطانا على حافة السهل.٨
(١٣) كان الفضاء رملًا قاحلًا كثيفًا، لا تختلف طبيعته٩ عن ذاك الذي سبق أن وطئه كاتو بقدميه.١٠
(١٦) أيها الانتقام الإلهي،١١ كم ذا ينبغي أن يُرهبك كلُّ مَن يقرأ ما كان قد أضحى مرئيًّا لعينيَّ!١٢
(١٩) رأيتُ قطعانًا كثيرة من نفوسٍ عارية،١٣ تبكي جميعًا في بؤسٍ شديد،١٤ وقد بدت خاضعةً لقوانين مُغايرة.١٥
(٢٢) اطَّرح بعضٌ فوق الأرض مستلقيًا على ظهره،١٦ وجلس بعضٌ متلاصقين تمامًا،١٧ وآخرون ساروا على الدوام.١٨
(٢٥) وهؤلاء الذين ساروا دائرين كانوا أكثر عددًا، وأولئك الذين استلقَوا للعذاب كانوا أقل، ولكن الألم زاد ألسنتهم انطلاقًا.١٩
(٢٨) وفوق كل الرمل الضخم أمطرتْ، في تساقط بطيء، نُدَف كبيرةٌ من النار،٢٠ كما يسقط الثلج على المرتفعات دون رياح.
(٣١) وكما رأى الإسكندر،٢١ في تلك المناطق الدافئة من الهند، ألسنة اللهب تسقط وهي متماسكةٌ على جيشه حتى الأرض،٢٢
(٣٤) ولذا عُني بأن تدوس فيالقه الأرض؛ لأن البخار٢٣ كان أيسر انطفاء إذا أصبح معزولًا؛٢٤
(٣٧) هكذا سقط الوهجُ الأبدي٢٥ الذي أشعل الرمل، كما يقع الحجر تحت الزناد، لمضاعفة الألم.٢٦
(٤٠) كان رقص الأيدي البائسة دون انقطاع أبدًا،٢٧ وهي تُبعِد الاحتراقَ المتجدِّد عن نفسها هنا وهناك.٢٨
(٤٣) بدأتُ: «أستاذي! يا من تغلب كلَّ شيء،٢٩ سوى الشياطين العنيدة، التي خرجت في مواجهتنا عند مدخل الباب!٣٠
(٤٦) مَن ذلك العظيم٣١ الذي يبدو غير عابئ بالحريق، وينطرح ثانيَ العِطف بازدراء، حتى بدا كأن هطلَ النار٣٢ لا يُنضجه؟!»٣٣
(٤٩) وذاك نفسه الذي أدرك أني أُسائل عنه دليلي، صاح قائلًا: «هكذا كنتُ حيًّا، وهكذا في الممات أكون.٣٤
(٥٢) ولو أن جوبيتر يُتعِب حَدَّاده،٣٥ الذي أخذ منه وهو غاضبٌ الصاعقةَ القاتلة، التي ضُربتُ بها في اليوم الأخير،٣٦
(٥٥) أو إذا كان يُتعب الآخرين واحدًا تلو واحد،٣٧ في جبل النار،٣٨ بالمصهر الأسود مناديًا: «النجدة النجدة، يا فولكانو الطيب!»
(٥٨) كما فعل في موقعة فليجرا،٣٩ وإذا كان يُصوِّب السهام إليَّ بكل ما له من قوة، فلن يستطيع أن ينال مني انتقامًا سعيدًا.»٤٠
(٦١) عندئذٍ قال دليلي بحدة شديدة، لم أسمعها بمثل هذا العنف:٤١ «يا كابانيو! لِما بك من صَلَف لا تنطفئ
(٦٤) جذوتُه؛ يزداد عقابك ويشتد،٤٢ وما من عذابٍ سوى غضبك ذاته، يمكن أن يكون ألمًا جديرًا بحَنَقك.»٤٣
(٦٧) ثم استدار نحوي بفمٍ أعذب قائلًا: «كان هذا أحد الملوك السبعة الذين حاصروا طيبة، وكان، ويبدو أنه لا يزال،
(٧٠) يزدري الله، ويُظهِر أنه لا يأبه له كثيرًا، ولكن ازدراءه — كما قلتُ له٤٤ — حليةٌ تزين صدره حقًّا بما يناسبه.٤٥
(٧٣) والآن سِر من ورائي، واحذر بعدُ أن تضع قدميك فوق الرمل الملتهب، ولكن أبقهما دائمًا ملتصقتين بالغابة.»٤٦
(٧٦) وفي صمتٍ وصلنا هناك، حيث ينبع من الغابة٤٧ جدولٌ صغير،٤٨ لا تزال حُمرته تُرعدني.
(٧٩) وكما يخرج من بوليكامي جدولٌ،٤٩ تقتسمه الخاطئات بعدُ فيما بينهن، كذلك هبط هذا الجدول وسط الرمال.
(٨٢) وكان قاعه وكِلا شاطئيه، والحاشيتان على جانبيه، قد تحولت إلى حجر، فتبيَّنتُ أن هنا مكان العبور.٥٠
(٨٥) قال: «بين كل ما أريتك إياه منذ دخلنا ذلك الباب، الذي لا يمتنع مدخله على أحدٍ،٥١
(٨٨) لم تسجل عيناك ما يلفت النظر، مثل الجدول الماثل، الذي تخمد عليه كل ألسنة اللهب.»٥٢
(٩١) كانت هذه كلمات دليلي؛ ولذا رجوته أن يزيدني من الغذاء الذي أذكى٥٣ شهيتي إليه.٥٤
(٩٤) عندئذٍ قال: «في وسط البحر٥٥ تستوي بلادٌ خربة تُدعى كريت، وقد كان العالم طاهرًا في ظل ملكها.٥٦
(٩٧) وهناك جبلٌ يُدعى إيدا، كان من قبل سعيدًا بالماء وأوراق الشجر،٥٧ وهو الآن قفرٌ مثل غابر الأثر.
(١٠٠) كانت رِيا قد اختارته لابنها مهدًا أمينًا، ولكي تُحسِن إخفاءه، كانت تدوي بالصراخ عند بكائه.٥٨
(١٠٣) وفي داخل الجبل ينتصب قائمًا عجوزٌ ضخم،٥٩ وهو يدير كتفيه لدمياط، وينظر إلى روما كأنها مرآته.٦٠
(١٠٦) رأسه مصوغٌ من خالص الذهب،٦١ والصدر والذراعان من نقي الفضة،٦٢ ثم هو إلى الركبة من نحاسٍ،٦٣
(١٠٩) ومن هنا إلى أسفل كلُّه من حديدٍ دون خبث،٦٤ سوى أن يُمنى قدميه من فخَّار،٦٥ وهو يعتمد عليها أكثر من الأخرى.٦٦
(١١٢) وكل أجزائه — ما عدا الذهب — يقسمها شقٌّ تقطر منه دموع،٦٧ تحفر — وهي متجمعةٌ — ذلك الصخر.
(١١٥) وينحدر مجراها في هذا الوادي من صخرة إلى أخرى، وتُكوِّن أكيرونتي،٦٨ واستيكس،٦٩ وفليجيتونتي،٧٠ ثم تهبط في تلك القناة الضيقة،٧١
(١١٨) إلى حيث لا هبوط بعدُ،٧٢ وتصنع كوتشيتوس،٧٣ وسوف ترى أي مستنقعٍ هو؛ ولذا لن أتكلم عنه هنا.»
(١٢١) قلت له: «إذا كان هذا الجدول ينبع من دنيانا على هذا النحو،٧٤ فلِمَ يبدو لنا على هذا الجانب وحده؟»
(١٢٤) قال لي: «أنت تعلم أن هذا المكان مستديرٌ، ومع أنك سرتَ طويلًا إلى اليسار فحسب، هابطًا إلى القاع،٧٥
(١٢٧) فإنك لم تقطع بعدُ كل الدائرة؛ ولذا إذا ظهر لنا شيءٌ جديدٌ، فينبغي ألا يجلب على وجهك أمارات العجب.»٧٦
(١٣٠) قلت ثانيًا: «أستاذي، أين يوجَد فِليجيتونتي وليتي؟ فإنك تسكت عن أحدهما، والآخر تقول إن هذا المطر يصنعه.»٧٧
(١٣٣) أجاب: «في الحق إنك تروقني في كل ما تسأل، ولكن غليان الماء الأحمر كان ينبغي أن يحل جيدًا واحدًا مما تسأل.٧٨
(١٣٦) أما ليتي فسوف تراه، ولكن خارج هذه الهاوية،٧٩ هناك حيث تذهب النفوس لكي تغتسل، عندما تُمحى الخطيئة بالندم.»
(١٣٩) ثم قال: «الآن حان وقت رحيلنا عن الغابة، فاحرص على أن تسير من ورائي، إن الضفتين اللتين لا تشتعلان تُفسحان
(١٤٢) طريقًا،٨٠ وعليهما تخمد كل نار.»
١  هذه أنشودة من لعنوا الله، أو أنشودة كابانيو.
٢  هذه عودة إلى الأنشودة السابقة عندما مزقت الكلاب الأعشاب الجافة التي احتمى بها جاكومو دا سانت أندريا:
Inf., XIII, 142 …
٣  هكذا يعبِّر دانتي عن حنينه إلى الوطن. وفي هذا إشارة إلى ما سبق، مع التمهيد للقصيدة الحالية.
٤  وصل الشاعران حيث رأيا صورة رهيبة من صور العدالة الإلهية.
٥  أي: العذاب الجديد الذي لم يرَ دانتي له مثيلًا.
٦  يعني أن السهل رملي قاحل لا ينمو فيه نبات.
٧  يحيط مستنقع الدم بغابة المنتحرين، كما يحيط بالغابة هذا السهل الرملي القاحل.
٨  يعني حافة السهل.
٩  يشبه هذا الرمل صحراء ليبيا القاحلة.
١٠  هو ماركوس بورتشيوس كاتو (٩٥–٤٦ق.م. Marcus Porcius Cato)، سياسي روماني، ومن أنصار الجمهورية، ومن تلاميذ المدرسة الرواقية. عارض كلًّا من قيصر وبومبي، ولكن عندما قامت الحرب بينهما انضم إلى الأخير. وهرب بعد معركة فارساليا إلى أفريقيا، ولَحِق بقوات بومبي بعد سير شاق فوق رمال ليبيا المحرقة. وهزم قيصر هذه القوات، ولم يقبل كاتو الهزيمة، كما لم يرضَ بالانحياز إلى قيصر، فآثر الانتحار. وسيجعله دانتي حارسًا للطريق إلى جبل المطهر:
Luc., Phars., X, 411 …
Purg., I, 31.
١١  يذكر دانتي الانتقام الإلهي، ويناسب هذا رغبته في الانتقام الأدبي من أعدائه.
١٢  يعني أن علائم الرهبة قد ارتسمت في عينَي دانتي، مما ينبغي أن يجعل كلَّ من يراه يشعر برهبة الجحيم.
١٣  نفوس الجحيم جُلها عارية؛ لكي تظهر الآثام على حقيقتها. وهذا تمهيد لرجال الفن في عصر النهضة الذين سيُعنَون بدراسة الجسم البشري وتشريحه للوصول إلى دقة التعبير عن المعاني الإنسانية، مع إبراز مفاتن الجسم. وسيتجلى هذا عند رجال التصوير والنحت، وعلى الأخص عند ميكلأنجلو. وهذا كله خروج على تقاليد العصور الوسطى.
١٤  هذه نفوس من ارتكبوا العنف في الحياة الدنيا.
١٥  يعني أن عقابهم كان مخالفًا لما سبق، ويتفاوت تبعًا لنوع الإثم.
١٦  هذه إشارة إلى كابانيو الذي سيأتي بعد قليل.
١٧  فعلوا ذلك لكي يتعرضوا لأقل قدر من النيران الهابطة عليهم، وهم المُرابون الذين ارتكبوا العنف ضد الطبيعة والفن.
١٨  هؤلاء هم من ارتكبوا اللواط وخالفوا الطبيعة.
١٩  يعني أن العذاب الذي لاقَوه زاد إطلاق ألسنتهم بلعنة الجحيم كما لعنوا الله في الدنيا.
٢٠  يشبه هذا سقوط النار فوق قوم لوط كما ورد في «الكتاب المقدس»:
Gen., XIX, 24.
وهناك شبه بين هذه الصورة وبعض ما ورد في التراث الإسلامي بالنسبة لقوم لوط:
القرآن، الأعراف: ٨٣؛ هود: ٨٢.
الهندي، كنز العمال (السابق الذكر)، ج٧، ص٢٤٦، رقم ٢٨٠٠.
الخازن، تفسير القرآن (السابق الذكر)، ج٣، ص٣٤٩.
٢١  وصل الإسكندر الأكبر في فتوحه حتى الهند. ويُقال إنه كتب إلى أرسطو عن عجائب الهند، وذكر أن الثلج سقط على جنوده، ثم كرات النار.
وتوجَد صورة صغيرة له ترجع إلى القرن ١١، وهي في كنيسة سان جورجو دي جريتشي في البندقية. وكذلك يوجَد له نحت يمثِّله جالسًا على محفَّة، وعلى جانبيه جريفونان خرافيان، ويرجع إلى القرن ١٢، وهو في كنيسة سان ماركو في البندقية.
٢٢  يعني أن ألسنة النار بقيت متماسكة حتى بلغت الأرض، وهذا دليل على شدتها.
٢٣  أي: البخار الناتج عن الاحتراق.
٢٤  تنطفئ النار إذا امتنع عنها الهواء. فعل جنود الإسكندر ذلك قبل أن تسقط نيران أخرى.
٢٥  أي: نيران الجحيم.
٢٦  اشتعلت الرمال بالنار كاشتعال الزناد، وبذلك تضاعف عذاب الآثمين.
٢٧  يعني تحركت أكفُّهم على الدوام بحركة تشبه الرقص غير المنتظم لكي تطفئ النيران.
٢٨  يعني النيران التي تسقط دون توقف.
٢٩  في الأصل: الأشياء، بالجمع.
٣٠  يقصد الشياطين الذين حاولوا منع الشاعرَين من دخول مدينة ديس كما سبق:
Inf., VIII, 82 …
ولا يخلو هذا القول من سخرية رقيقة وجَّهها دانتي إلى فرجيليو، وهو بذلك يردُّ ردًّا خفيفًا على ملاحظات فرجيليو عليه في أكثر من موضع من الجحيم:
Inf., III, 76–81; XI, 75–78.
٣١  كابانيوس (Capaneus) بن هيبونوس: أحد الملوك السبعة الذين حاصروا طيبة في الميتولوجيا القديمة، واشتهر بقسوته وقوته الجسدية واحتقاره الآلهة. صعد أسوار طيبة وأخذ يلعن الآلهة، فأرسل عليه جوبيتر صاعقة قتلته. أورد أخباره استاتزيوس:
Stat., Theb., X, 845–906, 907–911, 918 …
٣٢  في الأصل: المطر.
٣٣  يعني لا يُخضِعه هطل النار.
٣٤  أي: إنه كما كان يحتقر الآلهة في الدنيا، فإنه يحتقرهم في الجحيم.
٣٥  حداد الإله جوبيتر هو ابنه فولكانو، كما ورد في الميتولوجيا القديمة.
وتوجَد صورة لفولكانو الحداد، من عمل جورجو فازاري (١٥١١–١٥٧٤)، وهي في القصر القديم في فلورنسا.
٣٦  عندما قذف جوبيتر كابانيو بصاعقة لم يسقط، ومات واقفًا.
٣٧  يعني بقية العمال الذين عملوا مع فولكانو في صناعة الصواعق.
٣٨  مونجيبلو (Mongibello): لفظ مأخوذ من التسمية العربية لبركان إتنا، وهو المقصود هنا، وأطلقوا عليه جبل النار.
٣٩  فليجرا (Phlegra): وادٍ في تساليا أهلكَ فيه جوبيتر المَرَدة الذين حاولوا صعود جبل أوليمبس، في الميتولوجيا القديمة.
وقد رسم جوليو رومانو (١٤٩٢ أو ١٤٩٩–١٥٤٦) صورةً ترمز لجوبيتر وهو يفتك بالمردة، وهي في قصر الشاي في مانتوا. وكذلك رسم بيرينو دل فاجا (١٥٠٠–١٥٤٧) صورةً تمثِّل جوبيتر يفتك بالمردة، وهي في قصر دوريا في جنوا.
٤٠  اعتقد كابانيو أن الانتقام عند الله لذة وتسلية، وليس لتحقيق العدالة، وهو بذلك يتصور في الله القوة الغاشمة المادية التي توفرت لديه هو.
٤١  انتهى صبر فرجيليو، فخرج على مألوفه وخاطب كابانيو بعنف شديد.
٤٢  يعني أن هذه الغطرسة الغاشمة، وهذا الغضب العاجز المستمر، هو في ذاته العقاب المناسب لخطيئته.
٤٣  يمثِّل كابانيو القوة الغاشمة، والغطرسة الجوفاء، والكبرياء الفارغة. وقوته قوة خارجية لا تقابلها قوة الروح. وهو يتصور الله على صورته. وعندما هزمه جوبيتر اعتقد أن قوته المادية قد فاقت قوته هو، ولم يعتقد أن قوة الله فوق القوة المادية. كان يحتقر الله في الدنيا وظل يحتقره في الجحيم. وقوته الوحشية الخارقة تجعله لا يشعر بنيران الجحيم. وهو ثائر على الله، ولا يعترف بالهزيمة. هذه صورة رسمها دانتي للقوة الغاشمة الوحشية التي لا تؤيدها قوة الروح، وهذه صورة من صور البشر. وكابانيو على عكس فاريناتا دلي أوبرتي، الذي يمثِّل قوة الروح التي تستند إلى الهدف النبيل، كما سبق ذكره:
Inf., X.
٤٤  قال له ذلك منذ قليل.
٤٥  الاحتقار في ذاته هو العقاب الذي يناسبه.
٤٦  هكذا يحرص فرجيليو على أن يجنِّب دانتي المخاطر.
٤٧  يعني غابة المنتحرين.
٤٨  هذا هو استمرار لنهر الدم — فليجيتونتي — الذي دار حول الدائرة الأولى والدائرة الثانية، ثم وصل إلى الدائرة الثالثة في الحلقة السابعة.
٤٩  يقارن دانتي هذا الجدول بالنُّهير ذي المياه الساخنة الحمراء اللون الذي يخرج من نبع بوليكامي (Bulicame) على مقربة من فيتربو، ويُقال إن العاهرات كن يستخدمن مياهه للنظافة.
٥٠  هذا هو مكان العبور الوحيد بين الرمال المحترقة ونهر الدماء.
٥١  أي: باب الجحيم السالف الذكر:
Inf., III, 1 …
٥٢  تطفئ الأبخرة المتصاعدة من نهر الدم النيران المتساقطة من السماء.
٥٣  في قراءة أخرى لنص الكوميديا أعطى أو منح الغذاء.
٥٤  المقصود بهذا غذاء المعرفة التي لا يشبع منها دانتي.
٥٥  أي: البحر الأبيض المتوسط.
٥٦  يقصد العصر الذهبي لجزيرة كريت في عهد ملكها ساتورن، كما تقول الميتولوجيا القديمة:
Virg., Æn., III, 104; VIII, 319–329.
٥٧  إيدا (Ida): جبل مرتفع وسط جزيرة كريت مقر زيوس، وتكثر به الينابيع:
Hom., Ill., VIII, 47; XII, 19; XV, 151.
٥٨  في الميتولوجيا أن ريا (Rhéa) زوجة ساتورن أخفت ابنها جوبيتر في جبل إيدا لكي تنقذه من بطش أبيه، الذي سبق أن افترس بعض أبنائه، وكانت تخفي صوت بكائه بإحداث أصوات عالية يصدرها بعض أتباعها:
Ov., Fasti, IV, 197–214.
٥٩  يقصد تمثالًا كبيرًا صُنع من المعادن الأربعة التي تدل على العصور التي مرت بها البشرية، وكما ورد في «الكتاب المقدس» في رؤيا نبوخذ نصر ملك بابل:
Dan., II, 31–33.
ووردت هذه الصورة عند أوفيديوس:
Ov., Met., I, 89 …
٦٠  وقف التمثال في البحر الأبيض المتوسط مركز الحضارة في العالم، وينظر موليًا ظهره إلى الشرق، مهد الحضارة القديمة، ويرمز له بمدينة دمياط دون غيرها من المدن لأن شهرتها وصلت أوروبا في أثناء الحروب الصليبية القريبة إلى عهد دانتي، ويتجه التمثال صوب روما، مهد الحضارة الجديدة.
٦١  الذهب رمز العصر الذهبي الأول قبل أن يرتكب الإنسان الخطيئة.
٦٢  الفضة رمز العصر الثاني.
٦٣  النحاس رمز العصر الثالث.
٦٤  الحديد رمز العصر الرابع.
٦٥  الصلصال رمز السلطة الدينية.
٦٦  القدم اليسرى، وهي من الحديد، رمز سلطة الإمبراطور.
٦٧  الدموع رمز الخطيئة.
٦٨  نهر أكيرونتي سبق ذكره:
Inf., III, 71.
٦٩  نهر أو مستنقع استيكس ورد من قبل:
Inf., VII, 106.
٧٠  نهر فليجيتونتي أو نهر الدماء سبق ذكره:
Inf., XII, 47.
٧١  سيأتي ذكر هذا الممر الضيق:
Inf., XX, III, 46.
٧٢  يعني أدنى موضع في الجحيم، حيث مركز العالم عند دانتي، وهناك لا يمكن الهبوط بعد.
٧٣  سيأتي نهر كوتشيتوس بعد:
Inf., XXXII, 22 …
٧٤  لم يدرك دانتي أن هذا المجرى هو نفس فليجيتونتي، ولذلك سأل فرجيليو عن ذلك.
٧٥  يعني أنهما سارا حتى الآن إلى اليسار، ولا داعي للعجب عند رؤية أشياء جديدة.
٧٦  هذا لأنه سيعرف كل شيء فيما بعد.
٧٧  يقصد مطر الدموع.
٧٨  يعني أن الدم الذي يغلي في نهر الدماء كان يكفي لأن يوضح لدانتي أنه نهر فليجيتونتي.
٧٩  نهر ليتي في الفردوس الأرضي في المطهر:
Purg, XXVIII, 121 …
٨٠  أي: طريق ضيق بين النهر والرمال، حيث لا تسقط ألسنة اللهب من السماء.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤