الأنشودة التاسعة عشرة١

وصل الشاعران إلى الوادي الثالث حيث يُعذَّب أهل السمعانية، الذين حصلوا على الأشياء المقدسة بالمال دون التقوى. رأى دانتي في قاع هذا الوادي فتحات متساوية تشبه فتحات معمدان سان جوفاني في فلورنسا، التي كان قد حطم إحداها لإنقاذ طفل أوشك على الغرق فيها. وظهر من كل فتحة ساقا أحد المعذبين، الذين كانوا في وضع مقلوب جزاء خطيئتهم، واشتعلت النيران في باطن أقدامهم، كما يحدث للأشياء المطلية بالزيت. استفسر دانتي عن أحد المعذبين، فحمله فرجيليو وهبط به حتى يمكنه الرؤية، وكان هناك البابا نيقولا الثالث الذي اشتهر بحبه للمال. ظن نيقولا أن دانتي هو بونيفاتشو الثامن، وقد جاء إلى الجحيم قبل أوانه، وندَّد بجشعه وبما جلبه على الكنيسة من العار، ولكن دانتي أوضح له الأمر، وعنَّفه على آثامه، وقال إن القديس بطرس لم ينل من المسيح المفتاحين المقدسين بالمال، وإن عَبَدة الذهب والفضة أسوأ من الوثنيين؛ لأن الأولين يتخذون آلهة متعددة، بينما الآخرون يتخذون إلهًا واحدًا. وعدَّ دانتي الإمبراطور قسطنطين الأول مسئولًا عن هذه المساوئ، وعن إفساده الكنيسة بمنحته الدنيوية — المزعومة — للبابا سلفسترو أول البابوات الأثرياء. أبدى فرجيليو أمارات الرضا عندما سمع رنين كلمات دانتي الصادقة. وحمله مرة أخرى، وعاد إلى الصعود في الطريق الذي هبط منه، ووصل به إلى المعبر بين الشاطئ الرابع والشاطئ الخامس، ثم أنزله برفق في الطريق الصعب، وهناك انكشف لدانتي الوادي التالي.

(١) سمعان، أيها الساحر!٢ ويا أيها الأتباع البائسون، أيها اللصوص الذين أَفسدتم بالذهب والفضة نِعَم الله،٣ التي ينبغي
(٤) أن تقترن بطيِّب الأعمال،٤ الآن يجب أن يصدح من أجلكم البوق،٥ ما دمتم قد أصبحتم في الخندق الثالث.
(٧) وكنا قد صعدنا فوق القبر التالي،٦ في ذلك الجانب من الجسر الصخري، الذي يعلو فوق سرة الخندق.
(١٠) أيتها الحكمة العليا،٧ أيُّ فنٍّ هذا الذي تُبدينه في السماء وفي الأرض وفي عالم الشر!٨ وبأية عدالة توزعين أفضالك!٩
(١٣) على الجوانب وفي القاع رأيتُ الحجر القاتم، مليئًا بفجوات، كانت جميعها باتساع واحد، وكانت كلها مستديرة.
(١٦) لم تبدُ لي أصغر ولا أكبر من فجوات سان جوفاني،١٠ معمداني الجميل،١١ التي جُعلتْ مكانًا لمن يزاولون المعمودية،
(١٩) لقد حطمتُ إحداها منذ سنوات غير بعيدة بعدُ، من أجل طفل كان يغرق فيها،١٢ وليكن هذا دليلًا يزيل شكوك كل إنسان.١٣
(٢٢) ومن فم كلٍّ منها برزَت قدما آثمٍ وساقاه حتى الكعبين، وكان سائره قد بقي في الداخل.١٤
(٢٥) اشتعلت النار في باطن قدمَي كلٍّ منهم،١٥ فاهتزت مفاصلهم بعنف شديد،١٦ حتى ليمكنها أن تمزق حبالًا من جافِّ العشب أو اللبلاب.١٧
(٢٨) وكما تتحرك الشعلة فيما طلاه الزيت، على السطح الخارجي وحده، كذلك امتدت النار من أعقابهم إلى الأطراف.١٨
(٣١) قلت: «أستاذي! مَن ذلك الذي يتلوى، وهو يهتز أكثر من سائر رفاقه، وقد أحرقتْه نيرانٌ أشد احمرارًا؟»١٩
(٣٤) فأجابني: «إذا أردتَ أن أحملك هناك أسفل، إلى ذلك الشاطئ الذي يزداد انخفاضًا،٢٠ فستعرف منه شخصه وخطاياه.»
(٣٧) قلتُ: «إن كل ما يرضيك جميل عندي ومقبول،٢١ أنت سيدي وتعرف أني لا أحيد عن مرادك،٢٢ وتدرك ما أسكت عنه.»٢٣
(٤٠) جئنا حينئذٍ على الشاطئ الرابع، واستدرنا وهبطنا إلى اليسار هناك أسفل، في القاع الضيق ذي الفجوات.
(٤٣) لم يُنزلني بعدُ أستاذي الطيب عن جنبه،٢٤ حتى بلغ بي فجوةَ ذلك المعذَّب، الذي بكى بساقيه كثيرًا.٢٥
(٤٦) بدأتُ قائلًا: «يا كائنًا مَن كنتَ، أنت يا من تجعل عاليك سافلك،٢٦ ويا أيتها النفس البائسة التي غُرستْ كالخازوق، تكلمي إن استطعت.»٢٧
(٤٩) وقفتُ كالراهب الذي يتلقى اعتراف القاتل الغادر، الذي يناديه حينما يُزرَع في الأرض،٢٨ لكي يؤخِّر عنه المنون.٢٩
(٥٢) صاح: «أأنت الواقف هناك، أأنت ذا الواقف هناك يا بونيفاتشو؟٣٠ لقد كذب عليَّ كتاب المستقبل منذ سنين كثيرة.٣١
(٥٥) أشَبِعتَ هكذا سريعًا من تلك الثروة،٣٢ التي لم تخشَ من أجلها أن تأخذ السيدةَ الجميلة بالخداع،٣٣ ثم تجعل منها حطامًا؟»٣٤
(٥٨) أصبحت مثل أولئك الذين يقفون كمن سُخِر منهم؛ لأنهم لم يفهموا ما تلقَّوه من جواب، فلا يُحيرون جوابًا.٣٥
(٦١) حينئذٍ قال فرجيليو: «قل له سريعًا: «أنت لست إياه، أنا لست من تظن»»، وأجبتُ كما أُلقيَ عليَّ.٣٦
(٦٤) ولذا هز ذلك المعذب بعنفٍ كلتا قدميه، ثم قال لي بصوت باكٍ، وهو يتنهد:٣٧ «إذن فماذا تسألني؟
(٦٧) إذا كان يعنيك كثيرًا أن تعرف مَن أنا، حتى سارعتَ كذلك إلى هذه الضفة، فاعلم أني ارتديت يومًا الثوب الأعظم،٣٨
(٧٠) وفي الحق كنتُ ابنًا للدبة،٣٩ وكنت شديد الحرص على تقدم صغار الدببة، ففي أعلى اختزنتُ المال،٤٠ وهنا نفسي.٤١
(٧٣) وتحت رأسي أُلقيَ بالآخرين،٤٢ الذين سبقوني في ممارسة السمعانية،٤٣ وقد قبعوا الآن في فجوات الصخر.
(٧٦) وسأهوي سريعًا هناك في أسفل، عندما يأتي ذلك الذي ظننتُ أنك هو،٤٤ لما وجهتُ إليك سؤالي المفاجئ.٤٥
(٧٩) ولكن الوقت الذي احترقتْ فيه قدماي، وكنتُ خلاله هكذا مقلوبًا، أطولُ مما سيقضيه هو مغروسًا بقدمين مضطرمتين؛٤٦
(٨٢) لأنه سيأتي بعده من الغرب٤٧ راعٍ دون قانون،٤٨ ذو أفعال أشنع، يمكن أن تغطيه وتغطيني.٤٩
(٨٥) سيصبح جاسون الجديد،٥٠ الذي يُقرأ عنه في قصة المكابيين، وكما كان ملكه ضعيفًا أمامه، هكذا سيصبح من يحكم فرنسا.»٥١
(٨٨) لا أدري هل كنتُ شديد الوطأة عليه، لأني أجبته بهذا النظم: «أواه! خبِّرني الآن، كم من كنوز تطلَّب
(٩١) السيدُ الإله٥٢ من القديس بطرس، قبل أن يعهد إليه بالمفتاحين؟٥٣ وبالتأكيد لم يطلب إليه سوى: «اتبِعني.»٥٤
(٩٤) لم ينتزع بطرس ولا الآخرون من متَّى ذهبًا ولا فضة،٥٥ حينما اختاره القدَر للمقام الذي أضاعته النفس الآثمة.٥٦
(٩٧) ولذا فلتبقَ هنا، فإنك تلقى العقاب المناسب، واحفظ جيدًا مالًا سلبته حرامًا، فجعلك جريئًا على الملك شارل.٥٧
(١٠٠) ولولا أنه لا يزال يمنعني احترامي للمفتاحين العظيمين، اللذين احتفظتَ بهما في الحياة السعيدة،٥٨
(١٠٣) لاستخدمتُ بعدُ كلامًا أشد؛ لأن جشعك يُحزن الدنيا، باضطهادك الأخيارَ، ورفعِك شأنَ الأشرار.٥٩
(١٠٦) لقد توقع يوحنا الإنجيلي٦٠ راعيًا مثلك، عندما رأى تلك التي تجلس على الماء،٦١ تقترف الفحشاء مع الملوك،
(١٠٩) تلك التي وُلدت بسبعة رءوس،٦٢ واستمدت حيويتها من قرونها العشرة،٦٣ ما دام زوجها مرتاحًا إلى الفضائل.٦٤
(١١٢) إنكم قد صنعتم من الذهب والفضة إلهًا،٦٥ وأيُّ فَرق بينكم وبين الوثني، سوى أنه يعبد إلهًا واحدًا، وأنتم تعبدون مائة؟
(١١٥) آه لك يا قسطنطين! كم ذا ولَّد من الشرور، لا اعتناقك المسيحية، ولكن ذلك الصَّداق الذي أخذه منك أول ثريٍّ من البابوات!»٦٦
(١١٨) وبينما كنتُ أتغنَّى بمثل هذه الألحان، اهتزَّت كلتا قدميه بقوة، إما لوخز الضمير أو عضة الغضب.
(١٢١) وأعتقد حقًّا أن ذلك قد أرضى دليلي؛ لأنه أصغى دائمًا، وعلى فمه بسمة الرضا،٦٧ إلى رنين كلماتي الصادقة.
(١٢٤) ولذلك أخذني بكلتا ذراعيه، وبعد أن حمل جسمي كله على صدره، عاد إلى الصعود في الطريق الذي هبط منه.٦٨
(١٢٧) لم يلقَ تعبًا إذ حملني وأنا ملتصقٌ به، حتى وصل بي إلى قمة الجسر، الذي هو معبرٌ بين الشاطئ الرابع والخامس.
(١٣٠) وهنا أنزل الحِمل برفق،٦٩ ووضعه برفقٍ على الصخر المنحدر الوعر، وهو حتى على المعز معبرٌ صعب.٧٠
(١٣٣) وهناك كُشف لي عن خندقٍ جديد.٧١
١  هذه أنشودة السمعانية، أي: من ارتكبوا خطيئة بيع أو شراء الأشياء الروحية بالمال، سواء أكانوا من رجال الدين أم من العلمانيين.
٢  سمعان الساحر (Simon)، الذي أراد أن يشتري الروح القدس بالمال من القديسَين بطرس ويوحنا، كما ورد في «الكتاب المقدس»:
Apos., VII, 9–20.
٣  يعني أنهم اشترَوا بالمال هبات الله ونعمه.
٤  لا تُشترى الأشياء الروحية المقدسة بالمال، ولكنها تُنال بالصلاح والتقوى.
٥  ربما أراد دانتي القول بأنه ينبغي عليه أن يرفع صوته حتى يسمعوا كلامه. ولعله أراد بذلك الموازنة بصوت البوق الذي كان يصدح عند صدور أحكام القضاة على المتهمين في زمنه.
٦  يقصد الخندق التالي. وكل خندق أو وادٍ بمثابة قبر للمعذَّبين.
٧  أي: الله بما أوتي من حكمة.
٨  يعني في الجحيم.
٩  أي: يوزع الله بحكمته العليا الثواب والعقاب بعدالة وجزاء لما فعله الناس من خير أو شر.
١٠  كان معمدان سان جوفاني (San Giovanni)، أهم كنيسة في فلورنسا قبل إقامة الكاتدرائية، وسُمي باسم حامي المدينة. وكان به مواضع لوقوف القساوسة عندما يقومون بعماد الأطفال، وهي ليست موجودة الآن، ولكن لا يزال شبيهها قائمًا حتى الآن في معمدان بيزا. ويشير إليه دانتي في الفردوس:
Par., XVI, 25.
وتوجَد صورة صغيرة لهذا المعمدان، وترجع إلى القرن ١٤، وهي في مكتبة كيدجي في روما.
١١  ينعت دانتي معمدان سان جوفاني بلفظ الجميل، وقد عُمِّد فيه، وكان يأمل يومًا أن تُتوِّج فلورنسا هامتَه فيه بإكليل الشعراء.
١٢  عندما كان دانتي أحد أعضاء مجلس السنيوريا في فلورنسا، وفي إحدى زياراته لمعمدان سان جوفاني، أنقذ طفلًا أوشك على الغرق في حوضه. ويقول بعض المؤرخين إنه كان بالديناتشو دي كافيتشولي (Baldinaccio dei Cavicciuli).
١٣  المقصود إزالة الشك في أن دانتي لم يكن يحترم هذا المكان المقدس.
١٤  كان وضع هؤلاء المعذبين مقلوبًا؛ لأنهم قلبوا الأوضاع في الحياة، ووُضع في كل ثغرة جماعةٌ من المعذبين، الواحد فوق الآخر، ولعله كان في باطن الأرض سرداب يتسع لهم، ولا يظهر إلا آخرهم، وإذا أتى مُعذَّب جديد يدفع الظاهر إلى داخل الحفرة ويحل مكانه.
وفي التراث الإسلامي بعض الشبه بهذه الصورة من حيث السير على الرءوس:
الهندي، كنز العمال (السابق الذكر)، ج٧، ص٢٤٦، رقم ٢٨٠٩، ص٢٨٠، رقم ٣٠٨٨.
١٥  هذا للمزيد في تعذيبهم.
١٦  اهتزت مفاصلهم بعنف من شدة اللهب.
١٧  يعني أن اهتزازهم العنيف كان يمزق أقوى الأربطة والقيود.
١٨  هذا التشبيه مستمد من ملاحظة احتراق سطح مدهون بالزيت أو الشحم.
١٩  كان عقاب هذا المعذب أشد لأنه من رجال الدين، وهم أولى باتباع تعاليم الدين. ويُجري دانتي التشبيه بألفاظ سهلة بسيطة تجعل المشهد — على رغم غرابته — يبدو حقيقيًّا.
٢٠  يبذل فرجيليو دائمًا كل ما يستطيع لكي يُشبع رغبة دانتي في المعرفة.
٢١  سبق معنًى قريب من هذا:
Inf., II, 79.
٢٢  هذه إشارة إلى معنًى سابق:
Inf., II, 140.
٢٣  سبق تكرار هذا المعنى، وسيأتي بعد:
Inf., X, 18; XVI, 118–120; XXIII, 25.
٢٤  حمل فرجيليو دانتي حتى وصل به إلى مكان ذلك المعذب الذي رآه من أعلى الجسر.
٢٥  يبكي بساقيه، أي: يهزهما بعنف، ولم يكن يستطيع أن يُعبِّر عن بكائه بغير هذه الطريقة.
٢٦  هذا هو عقاب من باع الأشياء المقدسة بالمال، وبذلك اتجه إلى الدنيا لا إلى السماء.
٢٧  هو البابا نيقولا الثالث (١٢٧٧–١٢٨٠ Niccolo III)، الذي باع الدين بالمال، وبذلك اتجه إلى الدنيا لا إلى السماء.
ويوجَد تمثال له في مدافن الفاتيكان.
٢٨  كان عقاب القاتل في العصور الوسطى أن يُدفن حيًّا، ورأسه إلى أسفل.
٢٩  يُشبِّه دانتي نفسه بالراهب الذي يتلقى اعتراف القاتل وهو لا يزال متعلقًا بأهداب الحياة عند تنفيذ العقوبة فيه.
٣٠  ينادي بونيفاتشو الثامن عدو دانتي اللدود.
٣١  ظن نيقولا الثالث أن من يحادثه هو بونيفاتشو الثامن — لا دانتي — واعتقد أن كتاب المستقبل قد أخطأ عندما جاء بونيفاتشو — على ظنه — قبل وفاته في ١٣٠٢.
٣٢  اشتهر بونيفاتشو بجشعه وحبه للمال، ويتساءل نيقولا هل شبع بما جمعه منذ تولِّيه البابوية في ١٢٩٤.
٣٣  أي: الكنيسة. هذه إشارة إلى أن بونيفاتشو حمل تشيليستينو الخامس على أن يعتزل الكرسي البابوي، وحل مكانه.
٣٤  جلب على الكنيسة العار بسوء سيرته.
٣٥  صوَّر دانتي نفسه كشخص لم يفهم قول نيقولا، وتعرَّض بذلك للسخرية، فسكت ولم يستطع الكلام.
٣٦  سارع فرجيليو إلى مساعدة دانتي، وأشار عليه بالكلام.
٣٧  تألم نيقولا الثالث لأنه لم يجد أمامه بونيفاتشو الثامن كما اعتقد.
٣٨  يعني الثوب البابوي.
٣٩  المقصود بالدبة البابا نيقولا الثالث، من أسرة أورسيني (Orsini) في روما.
ويوجَد نحت يمثِّل شارة هذه الأسرة في صورة دب، وهو في كنيسة القديسَين يوحنا وبولس في البندقية.
٤٠  أي: اختزن المال في الدنيا.
٤١  واختزن نفسه بآثامه في الجحيم.
٤٢  أي: يوجَد تحته بابوات سبقوه في هذه الخطيئة، وهم إنشنتو الرابع (١٢٤٣–١٢٥٤)، وإسكندر الرابع (١٢٥٤–١٢٦١)، وأوربان الرابع (١٢٦١–١٢٦٥)، وكلمنتو الرابع (١٢٦٥–١٢٦٨).
وتوجَد صور لهؤلاء البابوات في مدافن الفاتيكان.
٤٣  السمعانية يعني بيع الأشياء المقدسة بالمال.
٤٤  أي: بونيفاتشو الثامن.
٤٥  أي: السؤال الذي وجَّهه إلى دانتي في أبيات ٥٢–٥٧.
٤٦  بهذا يعبِّر نيقولا الثالث عن طول العذاب الذي لقيه.
٤٧  يقصد كلمنتو الخامس (١٣٠٥–١٣١٤ Clemento V.)، وكان أسقف بوردو من قبل، ونقل الكرسي البابوي إلى أفنيون، وبدأ فترة الأسر البابوي، واشتهر بحبه للمال. والغرب يعني فرنسا.
٤٨  أي: إنه لم يعرف القانون السماوي ولا القانون الدنيوي.
٤٩  أي: إن كلمنتو الخامس سيرتكب وحده من الآثام ما يكفي لعذاب اثنين.
٥٠  هو الأسقف جاسون، أو ياسون (Jason) بن الأسقف سمعان الثاني، حصل على مركزه الديني برشوة أنطيوقس ملك سوريا، كما ورد في «الكتاب المقدس»:
Maccab, 2, IV, 7–17; V, 5–10, ecc.
٥١  أي: إن أنطيوقس انحاز إلى جاسون، وكذلك انحاز فيليب الجميل في فرنسا إلى كلمنتو الخامس.
٥٢  يعني السيد المسيح.
٥٣  يعني مفتاحَي السماء، كما ورد في «الكتاب المقدس»:
Matt., XVI, 18-19.
وتوجَد صورة للمسيح يقدِّم مفتاحَي السماء إلى القديس بطرس، وهي من عمل بيترو بيرودجينو (حوالي ١٤٤٥ / ١٤٥٠–١٥٢٣)، وهي في مُصلَّى سستو في الفاتيكان. وكذلك رسم روبنز (١٥٧٧–١٦٤٠) صورة لهذا المشهد، وهي في مجموعة والاس، في لندن.
٥٤  هذا من أقوال المسيح:
Matt., IV, 19; Mar., I, 18.
٥٥  هذه إشارة إلى «الكتاب المقدس»:
Apos., I, 13–26.
٥٦  المقصود يهوذا الإسخريوطي.
٥٧  ربما كان المقصود أموال العشور الكنسية، أو ثروات أخرى جعلت نيقولا الثالث يقوى على معارضه سياسة شارل دانجو ملك صقلية.
ويوجَد تمثال لشارل دانجو من صُنع أرنولفو دي كامبيو في القرن ١٣، وهو في الكامبيدوليو في روما.
٥٨  أي: في الحياة على الأرض.
٥٩  ليس للأبرار ثروة ينالون بها الحظوة، بعكس الأشرار الذين يشترون الأشياء المقدسة بالمال. وكم من آثام يرتكبها بعض رجال الدين باسم الدين.
٦٠  هذه إشارة إلى ما جاء في «الكتاب المقدس»:
Apoc., XVII, 1 …
٦١  يعني الكنيسة التي أفسدها الذهب:
Apoc., XVII, 15.
٦٢  أي: الطقوس السبعة.
٦٣  يعني الوصايا العشرة.
٦٤  أي: البابا زوج الكنيسة.
٦٥  هذا إشارة إلى «الكتاب المقدس»:
Osea, VIII, 4.
٦٦  هذه إشارة إلى منحة قسطنطين الأول (٣٠٦–٣٢٧م Costantino) للبابا سيلفيسترو الأول (٣١٤–٣٣٦ Silvestro I.). ومع أن بُطلان وثيقة تنازل قسطنطين عن سلطته الدنيوية لسيلفيسترو لم يثبت إلا في القرن ١٥ على يد لورنتزو فالا، فإن دانتي لم يعترف بقانونية هذه المنحة؛ لأن السلطتين الروحية والزمنية مستمدتان عنده من الله مباشرةً، كما قال في كتابه «الملكية»:
Mon., III, 10, ecc.
وتوجَد صورة لقسطنطين يقود جواد سيلفسترو إلى روما، وترجع إلى القرن ١٤، وهي في كنيسة القديسين الأربعة المكلَّلين في روما.
وكذلك يوجَد حَفر يمثِّل البابا سيلفيسترو الأول وهو في كنيسة القديس يوحنا اللاتيراني في روما.
٦٧  في الأصل: الشفة، يعني الابتسامة أو الوجه.
٦٨  كان فرجيليو يحمل دانتي كابنٍ له. هذه صورة من صور الأبوة التي افتقدها دانتي في حياته الأسرية.
٦٩  وفي قراءة أخرى: أنزل برفق الحِمل اللطيف.
٧٠  هذا دليل على وعورة الطريق، وقد جنَّبه فرجيليو هذه المشقة.
٧١  هذا هو الخندق أو الوادي الرابع.
وفي التراث الإسلامي بعض الشبه من حيث تقسيم جهنم أو الجحيم، واشتمالها على أودية وخنادق وآبار وسجون وجسور …
الشعراني، مختصر تذكرة القرطبي (السابق الذكر)، ص٧٠، ٧٤.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤