الأنشودة العشرون١

رأى دانتي عذابًا جديدًا كان عليه أن يصوغه شعرًا، وقد انكشف له خندق رواه بكاء أليم. وشهد قومًا يتقدمون بخطوات بطيئة في بطن الوادي الرابع، وكان هؤلاء هم السحرة والعرافين والمنجمين. ورأى دانتي مشهدًا عجبًا؛ إذ التوت رءوس المعذبين إلى الخلف، وساروا إلى الوراء، وبلَّلت دموعهم فلقة الأرداف. تأثر دانتي لما أصاب صورة البشر من الانحراف والتشويه، فبكى بمرارة وقد اعتمد على صخرة في الجسر الوعر. عمل فرجيليو على تهدئة خاطره، وقال له إنه ليس هناك مَن هو أضل من إنسان يأخذه الأسى أمام قضاء الله. وأشار فرجيليو إلى بعض هؤلاء السحرة والعرافين، مثل أمفياروس وتيريسياس اليونانيَّين، وأرونس الإترسكي، ومانتو ابنة تيريسياس، التي غادرت اليونان وهامت على وجهها في الأرض طويلًا، ثم استقرت في مسقط رأسه. أشار فرجيليو إلى بعض المناطق في شمالي إيطاليا، والتي كان دانتي يعرفها، مثل الأبنين عند بحيرة جاردا، وعليها قلعة بسكييرا الحصينة. وقال إن العرافة مانتو استقرت في أرض قفراء، وعاشت هناك ومارست فنون السحر، وهناك ماتت، ثم شُيدت مدينة فوق عظامها الميتة وسُميت مانتوا. وأشار فرجيليو إلى أوريبيلوس وكالكاس العرافَين اليونانيين، اللذين أعطيا الإشارة للسفن بالرحيل إلى حرب طروادة. وذكر فرجيليو ميكيل اسكوت الساحر الاسكتلندي، وبوناتي المنجم والفلكي من مدينة فورلي، وأشار إلى أسدينتي الإسكافي من بارما، الذي اشتهر بالسحر والشعوذة. وكان القمر قد أخذ في الغروب، وآذنت الشمس بالشروق، وبذلك حان الوقت لكي يتابع الشاعران رحلتهما.

(١) فلْأصنع شعرًا من العذاب الجديد، وأجعل منه مادةً للأنشودة العشرين٢ من أغنيتي الأولى،٣ أغنية الغارقين.٤
(٤) وكنتُ قد تأهبتُ بكل مشاعري، لكي أنظر في الخندق الذي كُشف لي، وقد سقاه بكاءٌ أليم.٥
(٧) فرأيت قومًا في الوادي المستدير، يأتون٦ باكين صامتين،٧ بالخطوات التي يسير بها الليتانيون في هذه الدنيا.٨
(١٠) ولما ازداد انخفاض بصري إليهم،٩ بدا لي من العجب أن كلًّا منهم قد الْتوى، بين الذقن وأول الصدر؛١٠
(١٣) إذ استدار الوجه للكليتين،١١ وكان عليهم أن يسيروا إلى الوراء؛ إذ امتنع عليهم النظر إلى الأمام.١٢
(١٦) قد يلتوي بعض الناس على هذا النحو تمامًا من الشلل، ولكني لم أرَ هذا، ولا أعتقد أنه موجود.١٣
(١٩) فليجعلك الله تجني ثمرة قراءتك أيها القارئ،١٤ ولتفكر الآن بنفسك كيف كنتُ أستطيع حفظَ وجهي جافًّا من الدموع،١٥
(٢٢) عندما رأيت من كثب صورتنا الإنسانية١٦ منقلبةً على هذا الوضع، حتى بلَّل بكاء الأعين منهم قناة الردفَين!١٧
(٢٥) بكيتُ حقًّا، وقد اعتمدتُ على صخرة من الجسر الوعر،١٨ حتى قال لي رفيقي: «أأنت أيضًا من الحمقى الآخرين؟١٩
(٢٨) هنا تعيش الشفقة حينما تكون قد ماتت تمامًا،٢٠ ومَن أضلُّ ممَّن يأخذه الأسى أمام قضاء الله!٢١
(٣١) ارفع الرأس، ارفع، انظر إلى مَن انفتحتْ له الأرض أمام أعين أهل طيبة، فصاحوا جميعًا: «إلى أين تهوي
(٣٤) يا أمفياروس؟٢٢ ولماذا تترك الحرب؟» إنه ما انفكَّ يهبط في الهاوية إلى مينوس،٢٣ الذي يقبض على كل آثم.٢٤
(٣٧) تطلَّعْ إلى مَن جعل مِن كتفيه صدرًا، ولأنه أراد أن يرى إلى الأمام كثيرًا، فهو ينظر الآن إلى الوراء، ويسير إلى الخلف.٢٥
(٤٠) وانظر إلى تيريسياس٢٦ الذي غيَّر مظهره، حينما تحول من رجلٍ إلى امرأة، وقد بدَّل كل أعضائه،
(٤٣) ثم كان عليه أن يضرب بعصاه الثعبانَين المتعانقين مرة أخرى،٢٧ قبل أن يستعيد ريشَ الذَّكر.٢٨
(٤٦) ذلك هو أرونس،٢٩ الذي يُسنِد ظهره إلى بطن تيريسياس،٣٠ والذي كان له — في جبال لوني٣١ حيث يطهِّر الأرضَ٣٢ أهلُ كارارا الساكنون في أسفل —
(٤٩) كهفٌ لسُكناه، بين المرمر الأبيض؛ إذ لم تمتنع عليه عند النظر رؤيةُ النجوم ومياه البحر.٣٣
(٥٢) وتلك التي تغطي ثدييها اللذين لا تراهما،٣٤ بجدائل محلولة، ولها في الجانب الآخر كل جلد أشعر،٣٥
(٥٥) كانت هي مانتو٣٦ التي جابت بلادًا كثيرة، ثم استقرت هناك حيث وُلدتُ؛٣٧ ولذلك يسرُّني أن تنصت إليَّ قليلًا.
(٥٨) بعد أن غادر أبوها الحياة، واستُبعدتْ مدينة باخوس،٣٨ هامت على وجهها في الأرض طويلًا.
(٦١) في أعالي إيطاليا الجميلة، وعلى سفح جبال الألب، التي تُغلق ألمانيا فوق التيرول،٣٩ تستلقي بحيرةٌ تُدعى بيناكوس.٤٠
(٦٤) وأعتقد أن الأبنين٤١ خلال ألف نبع وأكثر، بين بحيرة جاردا ووادي كامونيكا، يرتوي بالماء الذي يسكن في تلك البحيرة.
(٦٧) وفي الوسط مكانٌ،٤٢ هناك حيث استطاع راعي ترنتو وراعي بريشا والفيروني أن يمنحوا البركات، إذا ساروا في ذلك الطريق.٤٣
(٧٠) وتجثم بسكييرا،٤٤ القلعة الجميلة القوية، في مواجهة أهل بريشا وأهل برجامو، حيث يزيد هبوط الشاطئ من حولها.٤٥
(٧٣) وهناك لا بد أن يفيض كلُّ ما لا يقوى على البقاء في بطن بيناكوس، وفي أسفل يصنع من نفسه نهرًا خلال المروج الخضراء.٤٦
(٧٦) وحينما تبدأ المياه في جريانها، لا تُسمَّى بيناكوس بعدُ، ولكن تُدعى مينتشو حتى مدينة جوفرنو، حيث تصب في نهر البو.٤٧
(٧٩) ولا تجري كثيرًا حتى تجد مُنخفَضًا، تنساب فيه وتتحول إلى مستنقعٍ، اعتاد أن يصير وخيمًا في الصيف أحيانًا.٤٨
(٨٢) وبينما كانت العذراء المتوحشة٤٩ تمر هناك، رأت وسط المستنقع أرضًا غير ذات زرع، وعارية من السكان.
(٨٥) ولكي تهرب من كل علاقة بالبشر، استقرت مع خدمها هناك، حتى تمارس فنونها،٥٠ وعاشت، وهناك تركت جسدها رُفاتًا.٥١
(٨٨) والرجال الذين تفرقوا بعدئذٍ من حوله، اجتمعوا عند ذلك المكان، وقد كان منيعًا بالمستنقع الذي أحاطه من كل جانب.
(٩١) وشادوا المدينة فوق تلك الأَعظُم النَّخِرات،٥٢ وباسم تلك التي اختارت المكان أولًا، سمَّوها مانتوا، دون كهانة أخرى.٥٣
(٩٤) وكان السكان بداخلها قد أصبحوا أكثر عددًا، قبل أن يتلقى جنونُ الكونت كازالودي٥٤ غدرَ بينامونتي.٥٥
(٩٧) ولذلك أوصيك — إذا سمعت أبدًا أن مدينتي نشأت عن أصلٍ مغاير — ألا تجعل أية أكذوبة تطمس الصدق.»٥٦
(١٠٠) قلت: «أستاذي! إن كلماتك أكيدةٌ لديَّ تمامًا، وهي تسيطر على إيماني، حتى ليبدو لي ما عداها كفحمٍ خبَتْ جذوتُه.٥٧
(١٠٣) ولكن خبِّرني عن القوم الذين يتقدمون، إذا وجدتَ من بينهم واحدًا يستحق الذكر!٥٨ لأنه لا يشغل ذهني سوى ذلك.»
(١٠٦) عندئذٍ قال لي: «ذلك الذي تتدلَّى لحيته من خده على كتفيه الداكنتين حينما خلت من ذكورها اليونان،
(١٠٩) حتى لم يكد يبقى أحدٌ في المهد؛٥٩ كان عرَّافًا، وأعطى هو وكالكاس٦٠ الإشارة لقطع أول حبل٦١ في أوليس.٦٢
(١١٢) كان اسمه أوريبيلوس،٦٣ وهكذا تتغنى به مأساتي الرفيعة في موضع منها،٦٤ وإنك تعرفه جيدًا، أنت يا مَن تعرفها كلها.
(١١٥) وذلك الآخر الذي يبدو في الجنبين شديد الهُزال، كان ميكيل اسكوت،٦٥ الذي عرف حقًّا ألاعيب الخدع السحرية.
(١١٨) وانظر جويدو بوناتِّي،٦٦ وانظر إلى أسدينتي٦٧ الذي يتمنى الآن لو أنه التزم العملَ في الخيط والجلد، ولكنه يندم بعد الأوان.
(١٢١) وانظر إلى البائسات اللائي تركن الإبرة والمغزل والمنسج، وجعلن من أنفسهن عرافات، وصنعن من العشب والدمى طلاسم.٦٨
(١٢٤) ولكن تعالَ الآن، فإن قابيل بأشواكه٦٩ يسيطر على حدود نصفَي الكرة، ويلمس الموج عند أشبيلية،٧٠
(١٢٧) وكان القمر قد صار بدرًا مساء أمس،٧١ وينبغي أن تذكر هذا جيدًا؛ لأنه لم يُؤذِك مرةً في الغابة العميقة.»٧٢
(١٣٠) هكذا تحدَّث إليَّ إذ كنا نسير.
١  هذه أنشودة العرافين والمُنجمين.
٢  يعني لفظ canto أنشودة أو نشيدًا أو قصيدة. وفي اللفظ دلالة على الغناء والموسيقى.
٣  يعني الجحيم، الجزء الأول من الكوميديا.
٤  يعني الغارقين في عذاب الجحيم.
٥  هذه هي دموع العرافين والمتنبئين بالغيب.
٦  أي: إنهم يقتربون.
٧  قد يكون البكاء الصامت أشد من البكاء المصحوب بالصوت.
٨  الليتاني (Ietane): صلاة خاصة أو عامة. يسير القساوسة في موكبهم وئيدًا لأدائها، وهي صلاة تكفير، ودعاء لزوال الأوبئة ورفع الأخطار، ووُجدت في الكنيسة الشرقية والكاثوليكية والبروتستانتية.
٩  لم يلحظ دانتي المشهد العجيب لأول وهلة، ولكن عندما تابع المعذبين ببصره رأى أمرًا عجبًا.
١٠  يعني التوَت رقابهم ورءوسهم إلى الخلف.
١١  أي: نحو الظهر أو الخصر.
١٢  ذلك لأن العرافين حاولوا أن ينظروا المستقبل، وهم لا يرَون الآن ما أمامهم.
١٣  يحاول دانتي أن يفسر هذه الظاهرة الغريبة، ويستمد الصورة من مرض الشلل.
وفي التراث الإسلامي بعض الشبه بهذه الصورة في عقاب مَن لم يؤمنوا بكتاب الله:
القرآن، النساء: ٤٧.
أبو جعفر محمد الطبري، كتاب جامع البيان في تفسير القرآن، القاهرة، ١٣٢٣ﻫ، ج٥، ص٧٧.
الشعراني، مختصر تذكرة القرطبي (السابق الذكر)، ص٤٧.
الغزالي، إحياء علوم الدين (السابق الذكر)، ج٤، ص٢٦.
١٤  يعتقد دانتي أن من يقرأ الكوميديا يتعلم.
١٥  أضفت «من الدموع» لإيضاح المعنى.
١٦  أضفت «الإنسانية» لإيضاح المعنى.
١٧  سالت دموع المعذبين على ظهورهم حتى فلقة الأرداف.
١٨  سبق أن رأى دانتي ألوانًا من العذاب، ولكنه في كل مرة كان يرى الإنسان في صورته المألوفة، وفي هذه المرة رأى الإنسان وقد اختلفت صورته في هذا الوضع الغريب، فبكى بمرارة وأسند رأسه إلى حجر ناتئ في الجسر الوعر. وهذا هو دانتي الشاعر الفنان المُرهف الحس، الذي يشارك المعذبين آلامهم، فتسيل عبراته.
١٩  يحاول فرجيليو أن يكفكف من دمع دانتي، ويريد أن يقول إن الرجل العاقل لا يجد في عذاب هؤلاء العرافين مبررًا للبكاء، ولكن دانتي لا يستطيع سوى أن يبكي آلام هؤلاء المعذبين.
٢٠  يعني أنه لا يجوز البكاء في الجحيم، وإبداء الرحمة حيث ماتت كل رحمة.
٢١  ينطق فرجيليو بهذه الحكمة لكي يُهدئ من روع دانتي.
٢٢  أمفياروس (Amphiarus): أحد الملوك السبعة في الميتولوجيا اليونانية، الذين ساروا لحصار طيبة لإعادة بولينيسي إلى العرش، وقد تنبأ بأنه سيموت في هذه الحملة، وحاول بذلك أن يتجنب الحرب، ولكن جوبيتر فغرَ الأرض أمامه، فطوَته في جوفها:
Stat., Theb., VII, 690–823.
٢٣  مينوس قاضي الجحيم:
Inf., V, 4–15.
٢٤  أضفت لفظ «آثم» لإيضاح المعنى.
٢٥  هكذا ينال العرافون والمُنجمون عقابهم.
٢٦  تيريسياس (Tiresias): عراف طيبة في أثناء حرب طروادة:
Ov., Met., III, 324–331.
٢٧  تقول الأسطورة إن تيريسياس تحوَّل إلى امرأة عندما ضرب بعصاه ثعبانين متعانقين لكي يفرقهما، ولم يستعد رجولته إلا بعد سبع سنوات عندما ضرب ثعبانين متعانقين مرة أخرى.
٢٨  المقصود اللحية ومظاهر الرجولة.
٢٩  أرونس (Aruns): عرافٌ إترسكي تنبأ بانتصار قيصر على بومبي:
Luc., Phars., I, 584–588.
٣٠  أضفت لفظ «تيريسياس» للإيضاح.
٣١  جبال لوني (Luni) على مقربة من كارارا (Carrara)، وهي جبال مشهورة بالمرمر الأبيض منذ عهد الرومان. وزار دانتي هذه المنطقة حوالي ١٣٠٦.
٣٢  يعني تطهير الأرض من الأعشاب الضارة بزراعتها.
٣٣  أي: إنه استطاع في الكهف أن يرى النجوم والبحر عندما كان يتنبأ بالمستقبل.
٣٤  لم يرَ دانتي ثديي هذه الآثمة؛ لأنها سارت بوجهها المعكوس إلى الخلف.
٣٥  أي: الجزء الأمامي من الجسم الذي ينبت عليه بعض الشعر، ويقصد الشعر حول عضو التناسل. وهكذا لا يكاد يفلت جزء من جسم الإنسان من ملاحظة دانتي.
٣٦  مانتو (Manto) هي ابنة تيريسياس، غادرت وطنها بعد موت أبيها لكي تتجنب طغيان كريون.
٣٧  أي: استقرت في موضع مانتوا، وهي مكان ميلاد فرجيليو:
Virg., Æn., X, 199.
٣٨  أي: عندما أصبحت طيبة — مدينة باخوس — تحت طغيان كريون.
٣٩  هي الجبال الواقعة بين وادي كامونيكا ووادي الأديج في شمالي إيطاليا.
٤٠  بيناكوس (Benacus) هو الاسم القديم لبحيرة جاردا في شمالي إيطاليا.
٤١  المقصود بالأبنين هنا الجبل الذي يقع غربي بحيرة جاردا.
٤٢  اختلف النقاد في تحديد ذلك الموضع الذي كانت تلتقي فيه حدود هذه الأسقفيات الثلاثة، وترك دانتي المكان دون تحديد.
٤٣  أي: عندما كان الأساقفة يخرجون لمباشرة وظائفهم الدينية.
٤٤  بسكييرا (Peschiera): مدينة محصنة في الجنوب الشرقي من بحيرة جاردا، اتخذها أهل فيرونا كقلعة أمام هجمات أهل بريشا (Brescia) وأهل برجامو (Bergamo).
٤٥  يلي بسكييرا أرضٌ منخفضة.
٤٦  هذه مروج فيرونا الخضراء.
٤٧  يخترق نهر مينتشو (Mincio) مروج فيرونا، ثم يصب عند مدينة جوفرنو (Governo) في نهر البو.
٤٨  عند مانتوا، وقبل نهر البو، تبدأ المستنقعات التي تساعد على نشر الأوبئة.
٤٩  يقصد مانتو العرافة السالفة الذكر.
٥٠  أي: تمارس التنجيم والسحر.
٥١  يعني أنها ماتت هناك.
٥٢  أي: حيث خلَّفت مانتو عظامها:
Virg., Æn., X, 198 …
٥٣  سُميت المدينة مانتوا (Mantua)، وهو مشتق من مانتو دون الاستعانة بالكهانة والسحر، كما كانت العادة عند اختيار أسماء المدن قديمًا.
٥٤  سيطر آل كازالودي (I Casalodi) على مانتوا في ١٢٧٢، ولكنهم كانوا موضع كراهية الشعب.
٥٥  هذا هو بينامونتي دي بووناكورسي (Pinamonte de Buonaccorsi) الذي نصح الكونت ألبرتو دي كازالودي بأن ينفي كل الأمراء البارزين من مانتوا، حتى لا يكونوا مصدر خطر عليه. ولما تم ذلك تزعَّم الشعب، وقتل البقية الباقية من الأُسر البارزة، وطرد الكونت ألبرتو، وسيطر على مانتوا حتى ١٢٩١. والمقصود بجنون الكونت كازالودي استماعه إلى رأي بينامونتي المشار إليه.
٥٦  يحذر فرجيليو دانتي من تصديق أي قول عن أصل مانتوا غير هذا، وإن كان فرجيليو لم يذكر هذه الأسطورة على هذه الصورة تمامًا:
Virg., Æn., X, 198 …
٥٧  أي: إن كل قول آخر سيكون عند دانتي مثل رماد فحم لا ينبعث منه ضوء.
٥٨  هؤلاء هم المعذبون في الوادي أو الخندق الرابع.
٥٩  كان ذلك عند الخروج إلى حرب طروادة.
٦٠  كالكاس (Calcas): عراف يوناني صحب قومه في حرب طروادة:
Virg., Æn., II, 114–124.
Hom., Ill., I, 68–113; II, 299–332.
٦١  أي: قطع أول حبل في السفن الذاهبة إلى حرب طروادة.
٦٢  أوليس (Aulis): ميناء يوناني في بويتزيا خرج منها الإغريق إلى حرب طروادة.
٦٣  أوريبيلوس (Eurypylus): عراف وساحر يوناني، أعلن مع كالكاس أن الآلهة طلبت تضحية بشرية من اليونانيين قبل الخروج إلى حرب طروادة:
Virg., Æn., II, 108–129.
٦٤  المقصود بالمأساة أو التراجيديا إنيادة فرجيليو.
٦٥  ميكيل اسكوت (١١٩٠–١٢٥٠ Michel Scott). وُلد في اسكتلندا، ودرس في أكسفورد وباريس وطليطلة، وعاش بعض الوقت في بلاط الإمبراطور فردريك الثاني في نابلي، واشتهر بتبحره في الفلسفة والفلك والسحر والتنجيم، وترجم بعض مؤلفات أرسطو من العربية إلى اللاتينية.
٦٦  جويدو بوناتي (عاش في القرن ١٣ Guido Bonatti): مُنجم وفلكي من مدينة فورلي، وضع كتابًا ضخمًا في علم الفلك، وعمل في خدمة جويدو دي مونتفلترو، ويقال إنه كان من عوامل انتصاره على القوات البابوية في فورلي في ١٢٨٢.
٦٧  أسدينتي (Asdente): إسكافي من بارما، اشتهر بالتنجيم والسحر في النصف الثاني من القرن ١٣.
٦٨  يُندِّد دانتي بالنساء اللائي تركن واجباتهن إلى صناعة الطلاسم.
وتوجَد صورة بالموزايكو تمثِّل السنة مع الشمس والقمر، وهي في كاتدرائية أووستا، في بييمونتي قرب حدود سويسرا.
٦٩  المقصود بذلك القمرُ، الذي اعتقد أهل العصور الوسطى أن قابيل يقيم فيه ومعه حزمة من الأشواك.
ورسم جويا (١٧٤٦–١٨٢٨) صورة بها حشد من السحرة والعرافين جالسين على الأرض يتلقَّون أسرار المهنة من الشيطان، وهي في متحف برادو في مدريد.
٧٠  هذه حدود نصف الكرة عند دانتي، أي: في المحيط الواقع غربي إسبانيا، والمقصود أن القمر أخذ في الغروب، وبدأت الشمس في الشروق، أي: إن الوقت قد جاوز السادسة صباحًا.
٧١  يعني الليلة السابقة في ٨ أبريل ١٣٠٠.
٧٢  أي: إنه أضاء ظلمات الغابة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤