الأنشودة الثالثة والعشرون١

سار الشاعران وحيدين صامتين كما يسير رهبان الفرنتشسكان، وأخذَت تراود دانتي فكرة خطر الشياطين، وخشي أن يلحقوا بهما، بعد أن تعرضوا للضرر والسخرية بسببهما، فعبَّر عن مخاوفه لفرجيليو، الذي أخذ يهدِّئ من روعه. ولكن ما لبث الشياطين أن مضَوا في مطاردة الشاعرين، وأوشكوا على اللحاق بهما، فحمل فرجيليو دانتي بين ذراعيه، مثل أم تحمل ابنها وتهرب به من ألسنة اللهب، وانحدر به فرجيليو إلى الوادي السادس. رأى الشاعران جماعة من المعذبين يرتدون ثيابًا ملونة، وعلى رءوسهم قلانس برَّاقة اللون، وباطنها من الرصاص الثقيل، وقد ساروا في بطء شديد، وكان هؤلاء هم جماعة المنافقين. وسأل اثنان دانتي عن شخصه، وكيف جاء إلى هذا الموضع من الجحيم. أجاب دانتي بأنه وُلد ونشأ على ضفة الأرنو الجميل، وأنه هنا بجسمه الذي كان له دائمًا. عرف دانتي أنه أمام الراهبين كاتالانو ولوديرينجو اللذين اختارتهما فلورنسا لتحقيق السلام فيها، ولكنهما أخلفا الظن فيهما، وتصرفا بطريقة لا تزال آثارها بادية حول جاردينيو. ولفت نظرَ دانتي الكاهنُ قيافا، الذي أشار بالتضحية بالمسيح في سبيل خلاص الشعب، وكان مُلقًى عاريًا في عرض الطريق، ومصلوبًا في الأرض بثلاثة أوتاد، وكان عليه أن يحتمل ثقل كل من يمرون فوقه. استفسر فرجيليو عن الطريق، وخرج إلى الوادي التالي، وقد بدت عليه أمارات الغضب لخداع مالاكودا إياه من قبل، وتابع دانتي مواطئ قدميه العزيزتين.

(١) وحيدَين صامتين٢ دون رفيقٍ٣ مضينا؛ واحدٌ إلى الأمام٤ والآخر من بعده،٥ كما يسير الرهبان المينوريون في الطريق.٦
(٤) اتجه فكري بالعراك الحالي إلى خرافة إيزوب، حيث تحدَّث عن الضفدع والفأر؛٧
(٧) إذ لا تتشابه «الآن» و«حاليًّا» أكثر من مشابهة إحداهما للأخرى،٨ إذا أحسنتَ الجمع بذهنٍ واعٍ بين البداءة والنهاية.
(١٠) وكما تتفتَّق فكرةٌ عن أخرى،٩ كذلك تولَّد من هذه١٠ غيرُها بعدُ، فضاعفتْ من خوفي الأول.١١
(١٣) وفكرتُ هكذا: «لقد هُزئ بهؤلاء بسببنا، ونالهم الضرر والسخرية،١٢ على صورة أعتقد أنها تُزعجهم كثيرًا.
(١٦) وإذا ما أُضيفَ الغضب إلى نيتهم الخبيثة، فإنهم سيأتون من ورائنا بوحشيةٍ أشد من الكلب وراء ذلك الأرنب البري الذي ينهشه.»١٣
(١٩) أحسستُ أن شَعري كله قَفَّ من الرعب، ووقفتُ إلى الوراء منتبهًا، حينما قلتُ: «أستاذي، إذا لم تُخفِ
(٢٢) نفسك وإياي سريعًا، فإني أفزع من الشياطين، إنهم من ورائنا، وإني أتخيلهم تمامًا، حتى لأسمعهم فعلًا.»١٤
(٢٥) فقال:١٥ «لو كنتُ من زجاج يستبطن الرصاص،١٦ لما رسمت صورتك الظاهرة، بأسرع مما أرسم صورتك الباطنة.١٧
(٢٨) الآن فحسب جاءت أفكارك بين أفكاري بفعلٍ واحدٍ ووجهٍ متجانسٍ،١٨ ولذلك جعلتُ من كليهما رأيًا واحدًا.١٩
(٣١) إذا كان الشاطئ الأيمن ينحدر بحيث نقدر على الهبوط إلى الوادي الآخر،٢٠ فإننا سننجو من المطاردة الموهومة.»٢١
(٣٤) ولم يكد ينتهي من ذكر قراره، حتى رأيتهم قادمين نحونا بأجنحةٍ ممتدة، غير بعيدين منا، يريدون الإمساك بنا.
(٣٧) أخذني دليلي سريعًا كالأم التي تستيقظ على الضوضاء، فترى بقربها ألسنة اللهب المشتعل،
(٤٠) وتأخذ ابنها، وتهرب ولا تتوقف، وهي حريصةٌ عليه أكثر من ذاتها، فلا ترتدي سوى قميص واحد،٢٢
(٤٣) ومن أعلى الشاطئ الوعر، ترك نفسه يهبط سريعًا،٢٣ فوق الصخر المنحدر، الذي يسد أحد جانبَي الوادي التالي.٢٤
(٤٦) لم تجرِ أبدًا مياهٌ من مسقطٍ بمثل هذه السرعة، لتدير عجلةَ طاحونٍ أرضي، حينما تزداد قربًا إلى أضراسها،
(٤٩) كما أسرع أستاذي على ذلك الشاطئ، وهو يحملني فوق صدره، كأنني له ابنٌ٢٥ لا رفيق.٢٦
(٥٢) وما كادت تصل قدماه تحتُ إلى قاع المُنخفَض في أسفل، حتى صاروا٢٧ فوقنا على المُرتفَع، ولكن ذلك لم يُعِره اضطرابًا؛
(٥٥) لأن الحكمة العليا التي أرادت أن تضعهم حُراسًا للخندق الخامس، نزعتْ منهم جميعًا القدرة على مغادرته.٢٨
(٥٨) وهناك في أسفل وجدنا قومًا يعلوهم الطلاء،٢٩ كانوا يدورون كثيرًا بخطًى بطيئة، وهم يبكون، وبدا على سيماهم الإعياء والوهن.٣٠
(٦١) وكانت عليهم عباءات ذات قلانس تدلت أمام الأعين، وصُنعتْ على طراز ما يُعمل للرهبان في كلوني.٣١
(٦٤) مُذهَّبة من الخارج حتى لتخطف الأبصار، لكن باطنها كان كله من رصاصٍ شديد الثقل،٣٢ حتى بدتْ قلانس فردريك من القش إلى جانبها.٣٣
(٦٧) واهًا لك أيها الثوب المُعنَّى إلى الأبد! واتجهنا بعدُ إلى اليسار في رُفقتهم فحسب، ونحن صاغون إلى بكائهم الأليم.٣٤
(٧٠) ولكن هؤلاء القوم المُجهَدين بأثقالهم،٣٥ ساروا ببطء شديد، حتى كانت لنا، كلما تحركتْ أعقابنا، رُفقةٌ جديدة.٣٦
(٧٣) لذلك قلت لدليلي: «اعمل على أن تجد مَن يمكن معرفته بالاسم أو بالفعل،٣٧ ونقِّل عينيك حولنا بينما نسير.»
(٧٦) فصاح من خلفنا أحد المعذبين الذي سمع اللغة التسكانية: «احبِسا أقدامكما يا مَن تعدوان هكذا،٣٨ خلال الهواء المظلم!
(٧٩) فربما تنال مني ما تطلبه.»٣٩ حينئذٍ استدار دليلي، وهو يقول لي: «انتظر، ثم تقدَّمْ وَفق خُطاه.»
(٨٢) وقفتُ، ورأيتُ اثنين أظهر وجهاهما لهفةً شديدة أن يكونا معي، ولكن عوَّقهما الحمل وضيق الطريق.٤٠
(٨٥) ولما وصلا،٤١ نظرا إليَّ طويلًا بأعينٍ حَولاء،٤٢ دون أن ينبسا بكلمة،٤٣ ثم اتجه كلٌّ منهما للآخر، وقالا فيما بينهما:
(٨٨) «هذا يبدو إنسانًا حيًّا من حركة الحنجرة،٤٤ وإذا كانا ميتَين فبأيِّ فضلٍ يسيران دون غطاءٍ من الرداء الثقيل؟»
(٩١) ثم قالا لي: «أيها التسكاني الذي أتيت إلى جماعة٤٥ المنافقين البائسين،٤٦ لا تخجل أن تقول مَن أنت!»
(٩٤) وأجبتهما: «لقد وُلدتُ ونشأتُ على ضفة الأرنو الجميل، في المدينة العظيمة،٤٧ وأنا هنا بالجسم الذي كان لي دائمًا.٤٨
(٩٧) ولكن مَن أنتما، وقد جعل الألم دموعكما كما أرى، تهطل على الخدود، وأيُّ عذاب هذا الذي أراه يتلألأ عليكما؟٤٩
(١٠٠) فأجابني أحدهما: «إن الأردية البرتقالية مصنوعةٌ من رصاص جدِّ كثيفٍ، حتى يجعل الثقلُ لموازينها مثل هذا الصرير.٥٠
(١٠٣) كنا رهبانًا مُمتَّعين٥١ من بولونيا، وإني أُدعَى كاتالانو،٥٢ وهذا يُدعَى لوديرينجو،٥٣ وأخذتنا مدينتك نحن الاثنين٥٤ معًا،٥٥
(١٠٦) وقد كان المألوف أن يُختار واحدٌ، ليحفظ فيها السلام، وتصرفنا بطريقةٍ لا تزال باديةً حول جاردينيو.»٥٦
(١٠٩) بدأتُ: «أيهذان الراهبان، إن شروركما …» ولكني لم أقل مزيدًا؛ إذ ابتدر لعيني معذبٌ مصلوبٌ في الأرض بثلاثة أوتاد.
(١١٢) وحينما رآني اختلجت كل أعضائه، وهو يُصعِّد الزفرات في لحيته،٥٧ وكاتالانو الراهب، الذي انتبه إلى ذلك،٥٨
(١١٥) قال لي: «إن ذلك المثبت في الأرض،٥٩ الذي تُمعِن فيه النظر، أشار على الفرِّيسيين بضرورة تعذيب رجلٍ واحدٍ في سبيل الشعب.
(١١٨) إنه مُلقًى عاريًا، كما ترى، في عرض الطريق، وينبغي أن يُحس أولًا كم يزن كل مَن يمرُّ فوقه.٦٠
(١٢١) وبهذه الطريقة نال حَموه٦١ التعذيبَ في هذا الخندق، والآخرون من أعضاء المجمع، الذي كان لليهود أصلَ النكبات.»٦٢
(١٢٤) حينئذٍ رأيت فرجيليو يأخذه العجب، من أجل ذلك الممدَّد المصلوب، بهذا الوضع المُزري في المنفى الأبدي.
(١٢٧) ثم وجَّه إلى الراهب هذه الكلمات: «لعله لا يسوءك، إذا كان مباحًا لك أن تقول لنا، أتوجَد إلى اليمين ثغرةٌ،
(١٣٠) نستطيع كلانا عن طريقها أن نخرج من هنا،٦٣ دون أن نَضطرَّ الملائكةَ السود٦٤ إلى القدوم، لإخراجنا من هذا العمق؟»
(١٣٣) حينئذٍ أجاب: «توجَد، أقرب مما تأمل، صخرةٌ تخرج من الدائرة الكبرى،٦٥ وتمتد فوق كل الأودية القاسية،
(١٣٦) غير أنها محطمةٌ في هذا الخندق ولا تُغطيه، وتستطيع أن تصعد فوق الحُطام، الذي ينحدر على الجانب، ويعلو من القاع.»٦٦
(١٣٩) وقف دليلي مُطأطئ الرأس برهة، ثم قال: «لقد قصَّ علينا الأمرَ باطلًا مَن يطعن الآثمين بخطافه في الجانب الآخر.»٦٧
(١٤٢) قال الراهب:٦٨ «كنتُ قد سمعتُ في بولونيا مَن يقول إن للشيطان رذائل كثيرة، وسمعت من بينها أنه كذوبٌ٦٩ وأبو الأكاذيب.»
(١٤٥) وعندئذٍ سار دليلي بخطًى فسيحة، وقد بدت ملامحه مضطربة بالغضب قليلًا،٧٠ فابتعدتُ عن المعذبين بأثقالهم،
(١٤٨) وأنا أتابع مواطئ قدميه العزيزتين.٧١
١  هذه أنشودة المنافقين.
٢  أي: إنه كان قد أخذهما التفكير فيما مرَّ بهما في الأنشودة السابقة.
٣  يعني دون صحبة الشياطين.
٤  كان دانتي يسير إلى الأمام قليلًا.
٥  تأخر فرجيليو قليلًا لكي يحمي ظهر دانتي من الشياطين.
٦  الرهبان المينوريون يعني الفرنتشسكان، وكان من عاداتهم أن يسيروا في صف طويل عند انتقالهم من مكان لآخر.
٧  كانت قصص إيزوب (عاش في القرن ٦ق.م. Aesop) اليوناني مترجَمةً إلى اللاتينية في العصور الوسطى، وأُضيفت إلى قصصه قصصٌ أخرى محرَّفة ومنقولة عن قصصه الأصلية، ومنها قصة الضفدع والفأر التي ظنها دانتي من القصص الصحيحة. وهي تتناول محاولة خداع الضفدع للفأر وسط النهر لإغراقه، وتمكن الفأر من النجاة.
وقد رسم فيلاسكيز (١٥٩٩–١٦٦٠) صورة تمثِّل إيزوب، وهي في متحف برادو في مدريد.
٨  يقارن دانتي بين كالكابرينا وبين الضفدع والفأر، وقد وقع الأوَّلان في القطران، ووقع الأخيران في الماء.
٩  هذا تعبير عن تسلسل الأفكار بعضها من بعض.
١٠  أي: من قصة الفأر والضفدع.
١١  أي: إنه خشي أن يلحقه الخطر على يد الشياطين.
١٢  هذه إشارة إلى ما نال الشياطين من خداع جامبولو، وكان هذا بسبب رغبة الشاعرين في التحدث إلى جامبولو.
١٣  هذه صورة صادقة لشراسة الكلب.
١٤  جعل الفزع دانتي يتصور الشياطين بشكلهم المرعب.
١٥  أي: قال فرجيليو.
١٦  أي: لو كان مرآة.
١٧  يعني أن فرجيليو أدرك كل ما يدور بخاطر دانتي.
١٨  أي: إن مصدر أفكارهما وشعورهما واحد، ألا وهو الخطر المحتمل وقوعه من جانب الشياطين خلفهما.
١٩  أي: إن ما ساورهما معًا سيحدِّد الخطة التي سيتبعها فرجيليو للنجاة من الخطر.
٢٠  لم يكن فرجيليو واثقًا من درجة انحدار الشاطئ المؤدي إلى الوادي.
٢١  يعني أنه إذا أمكنهما الهبوط إلى الوادي التالي فسينجوان من الخطر.
٢٢  هذه أبيات رائعة رسم دانتي فيها شعور الأم وقد استيقظت على صوت ضوضاء، فرأت النيران مشتعلة، فاحتضنت ابنها وولَّت به هاربةً بعيدًا عن الخطر، ولم تكن تفكر في شيء سوى ولدها، ولم تجد الوقت الكافي لكي تضع فوق جسدها أكثر من قميص شفاف، وبذلك غلبت الأمومةُ عندها شعورَ الخجل عند الأنثى.
٢٣  أي: إن فرجيليو انحدر فوق الصخر.
٢٤  يعني الوادي أو الخندق السادس.
٢٥  هكذا يرسم دانتي إحدى صور الأبوة الرحيمة.
٢٦  كان له بمثابة الابن، لا مجرد رفيق طريق.
٢٧  أي: صار الشياطين.
٢٨  هكذا زال نهائيًّا خطر الشياطين على الشاعرين.
٢٩  أي: ارتدَوا ثيابًا ذات ألوان، وهي رمز للنفاق، وهؤلاء هم المنافقون. ومعظم المعذبين في الجحيم عرايا، حتى يبدوا على حقيقتهم، والمنافقون من الاستثناءات القليلة.
٣٠  أي: لِما حملوه من الرداء الثقيل.
٣١  أي: على طريقة الرهبان البندتيين في كلوني (Cluni) في بورجونيا.
٣٢  يناسب ظاهرُ هذه القلانس وباطنها طبيعةَ المنافقين.
٣٣  يقال إن فردريك الثاني كان يعاقب مَن ارتكبوا الخيانة العظمى بأن يغطيهم بدروع من الرصاص الثقيل، ثم يضعهم في النار، وهذا القول من انتحال أعدائه، والمقصود أن قلانس هؤلاء المنافقين كانت عظيمة الثقل، بحيث بدت قلانس فردريك (المزعومة) إلى جانبها كأنها مصنوعة من القش.
٣٤  هكذا يبكي المنافقون لما ارتكبوه في الدنيا من الآثام.
٣٥  أي: بما حملوه من الرصاص الثقيل.
وفي التراث الإسلامي بعض الشبه بهذه الصورة في عقاب البخلاء، أو من ارتكبوا خطايا الجسد:
القرآن، إبراهيم: ٤٩.
الطبري، كتاب جامع البيان (السابق الذكر)، ج١٢، ص١٦٧-١٦٨.
٣٦  كان سير الشاعرين البطيء أسرع من سير المنافقين؛ ولذلك كان لهما في كل خطوة رفقاء جُدد.
٣٧  يشبه هذا ما سيأتي في الفردوس:
Par., XVII, 136–142.
٣٨  كان سير الشاعرين يُعَد جريًا بالنسبة للمنافقين. والكلام هنا موجَّه للشاعرين.
٣٩  أي: ربما عرف منه بعض الأشخاص الذين يريد أن يراهم.
٤٠  يرسم دانتي ما يجول بالنفس من اللهفة والرغبة الأكيدة التي يَحُول دونها عوائقُ لا يمكن التغلب عليها.
٤١  يعني أن وصولهما استغرق وقتًا غير قليل.
٤٢  نظرا بطرف عيونهما لأن القلنسوة كانت تغطي أبصارهما.
٤٣  ومضى وقت آخر وهما لا يتكلمان، للتعب الذي تولاهما بهذا المجهود.
٤٤  حركة الحنجرة دليل على الكلام، وعلى أن دانتي إنسان حي.
٤٥  يستخدم دانتي لفظ collegio بمعنى رفقة أو جماعة أو مجمع، وسيفعل هذا مع جماعة السعداء في المطهر:
Purg., XXVI, 129.
٤٦  يذكر «الكتاب المقدس» المنافقين البائسين:
Matt., VI, 16.
٤٧  أي: فلورنسا. يعبِّر دانتي بذلك عن شعور الرجل المنفي نحو بلاده العزيزة، وإن لم يمنعه ذلك من أن يصب اللعنات على فلورنسا جزاء ما فعلت. هذان البيتان موضوعان فوق لوحة مرمرية على بيت دانتي التذكاري، الذي أقامته بلدية فلورنسا في موضع بيت الأسرة القديم.
٤٨  أي: إن دانتي لا يزال إنسانًا حيًّا.
٤٩  يعني القلانس المصنوعة من الرصاص الثقيل.
٥٠  أي: إنهم يبكون من فرط ثقلها.
٥١  أنشأ البابا أوربان الرابع نظام رهبان ماريا العذراء المجيدة في بولونيا في ١٢٦١، لنشر السلام في المدن الإيطالية، ولمساعدة الفقراء والضعفاء. وانتشر هذا النظام في أنحاء إيطاليا، ولكن سرعان ما تدهور وخرج الرهبان على قواعد الدين، حتى لقَّبهم الناس بالرهبان المُمتَّعين السعداء (Frati Gaudenti).
وتوجَد لوحة حجرية عليها رسم للرهبان المُمتَّعين، وهي في المتحف المدني في بولونيا.
٥٢  كاتالانو دي كاتالاني (Catalano dei Catalani): راهب من أسرة جلفية في بولونيا، شغل عدة وظائف في مدن إيطاليا في القرن ١٣.
٥٣  لوديرينجو دلي أندالو (Loderingo degli Andalo): راهب من أسرة جبلينية من بولونيا، شغل وظائف عديدة في مدن إيطاليا في القرن ١٣.
٥٤  أضفت «نحن الاثنين» للإيضاح.
٥٥  استدعت حكومة فلورنسا هذين الراهبين في ١٢٦٦ بعد موقعة بنيفنتو؛ لكي يشغلا معًا وظيفة العمدة، وراعت فلورنسا في هذا الاختيار أن الراهبين أجنبيان من بولونيا، وأن أحدهما من أسرة جلفية، والآخر من أسرة جبلينية، وظنت أن هذا الاختيار سيؤدي إلى تحقيق العدالة.
٥٦  أي: إنهما لم يحققا العدالة، وبتأثير البابا كلمنتو الرابع انحازا إلى جانب الجلف، الذين انتهزوا الفرصة وقاموا بثورة على الجبلين، وطردوهم من فلورنسا، وفي تلك الأثناء أُحرقت قصور آل أوبرتي الجبلين حول جاردينيو (Gardigno)، حيث يقوم ميدان السنيوريا في فلورنسا في الوقت الحاضر.
٥٧  أطلق ذلك المعذب تنهداته؛ لأنه أحس بالخجل عندما رآه دانتي على هذا النحو.
٥٨  أي: تنبه إلى أن دانتي قد دهش لوضع ذلك المعذب المصلوب على الأرض.
٥٩  هو رئيس الكهنة قيافا (Caiphas)، الذي نصح مجمع الكهنة الفريسيين المنافقين بالتضحية بالمسيح في سبيل خلاص الشعب، وجاء ذكر هذا في «الكتاب المقدس»:
Giov., XI, 47–53.
وتوجَد له صورة من عمل دوتشو دي بونينسينيا (١٢٥٥ / ١٢٦٠–١٣١٨ / ١٣١٩)، وهي في كاتدرائية سيينا.
٦٠  عقاب قيافا المنافق أن يحس بثقل المعذبين الذين يسيرون فوقه وهو ملقًى على الأرض. وفي التراث الإسلامي بعض الشَّبه بهذه الصورة في عقاب المتكبرين والذين تطاولوا على إخوتهم:
السمرقندي، قرة العيون (السابق الذكر)، ص٧٢.
السيوطي، كتاب اللآلئ المصنوعة (السابق الذكر)، ج٢، ص١٩٥.
٦١  حموه هو حنان (Annas)، كما ورد في «الكتاب المقدس»:
Giov., XVIII, 13.
٦٢  أي: الذي جلب الويلات على اليهود لموقفهم من المسيح.
٦٣  أي: للوصول إلى الوادي السابع.
٦٤  يعني الشياطين.
٦٥  يعني من الجدار الخارجي لهذا الجزء من الجحيم:
Inf., XVIII, 3.
٦٦  أي: إن حطام الصخور يتجمع في القاع ويعلو، وبذلك يمكن الصعود عليه للوصول إلى الوادي التالي.
٦٧  يقصد مالاكودا الذي قال لفرجيليو إنه هناك جسر آخر:
Inf., XXI, 111.
٦٨  أي: كاتالانو.
٦٩  ورد هذا المعنى في «الكتاب المقدس»:
Giov., VIII, 44.
٧٠  غضب فرجيليو لخداع مالاكودا إياه.
٧١  هكذا كان دانتي يحب أستاذه العزيز.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤