الأنشودة الخامسة والعشرون١

اجترأ اللص فانِّي فوتشي على الله، فهاجمته الزواحف والتفَّت حوله، حتى إنه لم يستطع حراكًا. وبذلك أصبحت الزواحف صديقة لدانتي؛ لأنها صبَّت على اللص الجزاء الذي يستحق. وأعلن دانتي غضبه على بستويا لأنها أخرجت مثل هذا اللص المتغطرس. رأى دانتي كاكوس، اللص المشهور في الميتولوجيا اليونانية، الذي سكن بعض الوقت في جبل أفنتينو، حيث قتله هرقل جزاء سرقة ثيرانه. والتفَّ حول كاكوس أفاعٍ تفوق ما وُجد في ماريمَّا. وكان فوق كتفيه تنين يحرق كل من يلاقيه. رأى دانتي نبلاء فلورنسيين اشتهروا بأعمال السلب والنهب والاعتداء على الناس، وهم أنيلُّو برونلسكي، وبووزو دلِّي أباتي، وكاينفا دوناتي، وفرنتشسكو كافالكانتي، وبوتشو تشانكاتو دي جاليجاي. وشهد كيف وثبت زاحفة على أنيلو والتفَّت حوله كالتفاف اللبلاب، وامتزجا معًا، وتحوَّلا إلى كائن مسيخ له وجه واحد، واختفت فيه معالم الاثنين. ثم رأى زاحفة تهاجم بووزو دلي أباتي، وتلدغه في سرته. ووجد أن كلًّا منهما بدأ يتحول؛ الزاحفة إلى إنسان، والإنسان إلى زاحفة. وحدث هذا تدريجًا، وعلى توافق بالنسبة لكل الأعضاء؛ فتحوَّل ذَنَب الزاحفة إلى قدمين، وقدما اللص إلى ذنب زاحفة، وتحول جلد الزاحفة إلى جلد إنسان، على حين أصبح جلد اللص جلد زاحفة، واندمجت القدمان الخلفيتان عند الزاحفة، ونشأ للِّص قدما زاحفة، ونبت الشعر على جانب، ونُزع من الآخر، وتحول رأس الزاحفة إلى رأس إنسان، وبالعكس، وتقدمت الزاحفة الجديدة وهي تُطلِق صفيرها، بينما أخذ الإنسان الجديد يبصق وهو يتكلم. تولى دانتي لذلك بعضُ الاضطراب والقنوط.

(١) حينما انتهى اللص من كلامه،٢ رفع كلتا يديه على هيئة التين٣ صارخًا: «خُذهما يا رب، فإليك أوجِّههما!»٤
(٤) ومنذ ذلك اليوم كانت الزواحف صديقة لي؛٥ لأن إحداها التفَّت حينئذٍ حول عنقه، وكأنها تقول: «لا أريد أن تقول مزيدًا»،٦
(٧) وأحاطت أخرى بالذراعين، فضاعفت من قيده، وقد عقدت نفسها إلى الأمام،٧ حتى لم يستطع أن يتحرك بهما.
(١٠) واهًا لك يا بستويا! يا بستويا، لِم لا تُقرِّرين أن تتحولي إلى رماد، فلا يكون لك بقاءٌ بعد،٨ ما دمتِ تسبقين نواتك في ارتكاب الشر؟٩
(١٣) لَم أرَ في كل حلقات الجحيم المظلمة روحًا متعالية على الله هكذا، ولا حتى مَن سقطت في طيبة عن الأسوار.١٠
(١٦) لقد ولى هاربًا دون أن ينبس بكلمة، ورأيت قنطروسًا١١ مليئًا بالغضب، يجيء صائحًا: «أين هو، أين الوغد؟»١٢
(١٩) لا أعتقد أن ماريمَّا١٣ حازت من الأفاعي، بقدر ما كان منها فوق ظهره، إلى حيث يبدأ وجهنا الآدمي.١٤
(٢٢) وعلى الكتفين وخلف الرأس استلقى تنينٌ مفتوح الجناحين،١٥ يحرق كل من يلاقيه.١٦
(٢٥) قال أستاذي: «هو ذا كاكوس١٧ الذي صنع مرات عديدة بحيرة دم،١٨ تحت صخرة من جبل أفنتينو.١٩
(٢٨) إنه لا يسير مع رفاقه٢٠ في طريقٍ واحد، لسرقة ماكرة فعلها بالقطيع الكبير٢١ الذي كان منه قريبًا؛
(٣١) ولذلك كفَّ عن أعماله الشريرة، تحت هراوة هرقل، الذي ربما ناوله منها مائة،٢٢ ولم يشعر بعشر.»٢٣
(٣٤) وبينما كان يتكلم هكذا، ومضى القنطروس٢٤ إلى الأمام، جاء من تحتنا ثلاثة أشباح،٢٥ لم أنتبه إليهم أنا ولا دليلي،
(٣٧) إلا عندما صاحوا: «من أنتما؟» فتوقف بذلك حديثنا، وأنصتنا بعدُ إليهم فحسب.٢٦
(٤٠) لم أعرفهم،٢٧ ولكن حدث، كما حدث عادةً في بعض الأحيان، أن نطق واحدٌ باسم آخر.
(٤٣) وهو يقول: «أين وقف كايِنفا؟»٢٨ ولكي يقف دليلي منتبهًا، أقمتُ أصبعي حينئذٍ بين الذقن والأنف.٢٩
(٤٧) وإذا كنتَ الآن أيها القارئ متأخرًا عن تصديق ما سأقول، فلن يكون عجيبًا؛ لأني، أنا الذي رأيته، لا أكاد أجده مقبولًا.
(٤٩) وبينما أبقيتُ أهدابي مرفوعة إليهما،٣٠ وثبتْ زاحفةٌ بست أقدام٣١ أمام أحدهما،٣٢ وعقدتْ نفسها على كل جسمه.
(٥٢) وأمسكتْ بطنه بقدميها الوُسطيين، وبالأماميتين قبضت الذراعين، ثم أنشبت أسنانها في كلا الخدين،
(٥٥) ومدت الخلفيتين على الفخذين، ووضعَت الذَّنَب بين كلا الاثنين، ثم رفعته إلى الخلف على الكليتين.
(٥٨) لم يتعانق لبلابٌ وشجرةٌ أبدًا كما لفَّ الوحش الرهيب أعضاءه حول أعضاء الآخر.٣٣
(٦١) والتصقا بعدُ كما لو كانا من شمعٍ ساخن، وامتزج لوناهما، فلم يبدُ هذا ولا ذاك على ما كان،٣٤
(٦٤) كما يمتد أمام النار لونٌ داكنٌ على الورق، فلا يصير أسود بعد، ويختفي اللون الأبيض.
(٦٧) نظر الآخران إليه، وصاح كلٌّ منهما: «أواه يا أنيلُّو، كيف تتبدل! انظر، إنك لم تَعُد بعدُ الواحد ولا الاثنين.»٣٥
(٧٠) كان الرأسان قد أصبحا واحدًا، حينما بدا لنا وجهان امتزجا في وجه واحد، ضاعت فيه معالم الاثنين،٣٦
(٧٣) وتكون ذراعان من الأطراف الأربعة،٣٧ وتحول الفخذان والساقان والبطن والصدر إلى أعضاء لم يرها أحدٌ أبدًا.
(٧٦) اختفى فيهما كل شكلٍ سابق، وبدا الوحش المسيخ اثنين،٣٨ ولم يَعُد واحدًا منهما،٣٩ وسار هكذا بطيء الخطو.
(٧٩) وكالعَظاية،٤٠ تحت وطأة القيظ في أيام برج الكلب،٤١ إذ تنتقل من عَوسَج لآخر، فتبدو كومض البرق إذا عبرت الطريق؛
(٨٢) كذلك بدت زُويحفةٌ غاضبة،٤٢ وهي تتقدم نحو بطنَي الاثنين الآخرين،٤٣ وكانت سوداء داكنة كحبات الفلفل،
(٨٥) وفي ذلك الموضع الذي نستمد منه الغذاء لأول مرة،٤٤ لدغت واحدًا منهما،٤٥ ثم سقطت ممددة أمامه إلى أسفل.
(٨٨) نظر الملدوغ إليها ولم يقل شيئًا، بل تثاءب ثابت القدمين، كمن هاجمه النعاس أو الحُمى.٤٦
(٩١) نظر الزاحفةَ ونظرت إليه، وأخرجا دخانًا كثيفًا، واحدٌ من جرحه والأخرى من الفم، والْتقى الدخان بالدخان.
(٩٤) ألا فليسكت الآن لوكانوس؛ إذ يتناول البائس سابيلُّوس وناسيديوس،٤٧ وليحرص على أن يسمع ما يُروى الآن.٤٨
(٩٧) وليسكت أوفيديوس عن كادْموس وأريتوزا؛٤٩ لأنه إذا كان، وهو يقرض الشعر، يُحوِّل ذلك إلى أفعى وهذه إلى ينبوع، فإني لا أحسده؛٥٠
(١٠٠) فإنه لم يحول أبدًا طبيعتين٥١ وجهًا لوجه، حتى كان كلا الشكلين مُستعدًّا أن يُبادل الآخر مادته.٥٢
(١٠٣) لقد استجابا معًا لمثل هذه الصورة، فشقَّت الزاحفة ذَنَبها إلى شوكتين،٥٣ وضم الجريح قدميه معًا.٥٤
(١٠٦) وتلاصق الساقان ومعهما الفخذان الواحد بالآخر، حتى إنه في لحظاتٍ قصار، لم يترك الالتحام علامة بادية.
(١٠٩) والذَّنَب المشقوق أخذ الشكلَ٥٥ الذي فقده الآخر،٥٦ وأصبح جلد هذه لينًا،٥٧ على حين جفَّ الجلد هناك.٥٨
(١١٢) رأيت الذراعين يدخلان عند الإبطين،٥٩ وقدما الوحش، اللتان كانتا قصيرتين، رأيتهما تستطيلان بقدر قِصر الذراعين.٦٠
(١١٥) ثم اندمجت القدمان الخلفيتان معًا، وأصبحتا ذلك العضو الذي يُخفيه الرجل،٦١ وظهر للبائس من عضوه قدمان.٦٢
(١١٨) وبينما كان الدخان يكسو كليهما بلونٍ جديد،٦٣ ويُنبت شعرًا على جانب، وينزعه من الجانب الآخر؛
(١٢١) نهض الواحد،٦٤ وسقط الآخر إلى أسفل،٦٥ ومع ذلك لم تتحول أبصارهما اللعينة، التي بدَّل كلٌّ منهما فمه أمامها.٦٦
(١٢٤) وذلك الذي انتصب قائمًا، جذب فمه نحو صُدغَيه، ومن المادة الكثيرة التي ذهبت هناك، خرجت الأذنان من الخدين الأملسين،٦٧
(١٢٧) وما لم يذهب إلى الخلف وبقي من هذه الزيادة، جعل للوجه أنفًا، وتضخَّمت الشفتان إلى الحجم المناسب.
(١٣٠) وذلك الذي كان مستلقيًا، يدفع فمه إلى الأمام، ويسحب الأذنين إلى الرأس، كما يفعل القوقع بالقرنين،
(١٣٣) واللسان الذي كان من قبلُ واحدًا ومستعدًّا للكلام، ينقسم اثنين،٦٨ وعند الآخر يُغلَق اللسان المشقوق،٦٩ ثم ينقطع الدخان.٧٠
(١٣٦) والروح التي تحولت إلى وحش، تهرب إلى الوادي وهي تُطلق صفيرها، ويبصق الآخر من ورائه وهو يتكلم.٧١
(١٣٩) ثم أدار له كتفيه الجديدتين،٧٢ وقال للآخر:٧٣ «أريد أن يجري بووزو زحفًا في هذا الطريق، كما فعلت أنا.»
(١٤٢) هكذا رأيت أثقال٧٤ الوادي السابع تتغير وتتبدل، ولتكن غرابة المشهد هنا عذرًا لي، إذا طاش القلم قليلًا.٧٥
(١٤٥) ومع أن عينيَّ قد أصابهما بعض الاضطراب، وأصاب النفسَ القنوطُ، فلم يستطع هذان أن يهربا في خفية مُحكَمة،
(١٤٨) حتى تبيَّنتُ جيدًا بوتشو تشانكاتو، ومن بين الرفاق الثلاثة الذين جاءوا أولًا، كان هو وحده الذي لم يتغير،٧٦
(١٥١) وكان الآخر هو من تبكينه يا قلعة جافيلِّي.٧٧
١  هذه تكملة لأنشودة اللصوص السابقة.
٢  أي: فاني فوتشي السالف الذكر في الأنشودة السابقة:
Inf., XXIV.
٣  أي: وضع أصبع الإبهام بين السبابة والوسطى، وكانت هذه حركة شائعة في عهد دانتي تدل على الزراية والاحتقار. ورسم جوتو هذه الحركة في كنيسة القديس فرنتشسكو العليا في أسيسي.
٤  هكذا اجترأ فاني فوتشي على الله.
٥  أصبحت الزواحف صديقة دانتي؛ لأنها انتقمت لاجتراء فوتشي على الله.
٦  أي: إن الأفعى منعته عن الكلام.
٧  يعني أن الأفعى لفَّت رأسها على ذَنَبها بقوة، وبذلك لم يستطع اللص حراكًا.
٨  يشبه لعن دانتي لبستويا (Pistoia) اللعنات التي صبها على فلورنسا وبيزا وجنوا:
Inf., XXVI, 1–12; XXXIII, 79–90, 151–157.
٩  تقول أسطورة قديمة إن قوات كاتالينا الروماني هي التي أنشأت مدينة بستويا.
١٠  يقصد كابانيو السالف الذكر:
Inf., XIV, 46 …
١١  لم يكن هذا قنطروسًا في الحقيقة، ولكن دانتي نعته بهذا الاسم؛ لأن فرجيليو سماه نصف إنسان كناية عن وحشيته، والمقصود به كاكوس في الميتولوجيا اليونانية:
Virg., Æn., VIII, 194–267.
١٢  أي: فاني فوتشي.
١٣  كانت ماريما (Maremma) منطقة حافلة بالغابات والزواحف في تسكانا.
١٤  يستخدم دانتي لفظ شفة للدلالة على الوجه، كما يفعل في مواضع أخرى:
Inf., VIII, 7; Purg, XXIII, 47.
١٥  التنين حيوان خرافي ضخم يجمع بين صفات الزاحفة والطير.
١٦  يذكر فرجيليو في الإنيادة التنين الذي تخرج النار من فمه فتحرق كل من يلاقيه:
Virg., Æn., VIII, 251 …, 304.
١٧  كاكوس (Cacus): تنين ولص ومارد، سرق ثيران جيريون التي جاء بها هرقل من إسبانيا، ولكن هرقل عرف مكانها وقتل كاكوس:
Virg., Æn., VIII, 194 …
١٨  أي: إنه سفك دماء كثيرين.
١٩  أفنتينو (Aventino): أحد التلال السبعة التي أقيمت عليها روما، وكان مقرًّا لكاكوس المارد.
٢٠  أي: القطارس، وسبق ذكرهم:
Inf., XII, 55 …
٢١  يعني ثيران جيريون.
٢٢  اتبع دانتي رواية فرجيليو في الإنيادة، وإن خالفه في طريقة القتل:
Virg., Æn., VIII, 205 …
ويوجَد تمثال من المرمر لهرقل وهو يقتل القنطروس كاكوس بهراوته، من عمل باتشو بانديلي (١٤٩٣–١٥٦٠)، وهو أمام قصر السنيوريا في فلورنسا.
٢٣  وذلك لأنه مات بعد تسع ضربات.
٢٤  وضعت لفظ «القنطروس» بدل الضمير لإيضاح المعنى.
٢٥  أشباح أو نفوس أو أرواح.
٢٦  أي: سكت فرجيليو عن حديثه عن كاكوس، والتفت الشاعران إلى هؤلاء المعذبين.
٢٧  كان هؤلاء بعض النبلاء الفلورنسيين، وهم أنيلو دي برونلسكي (Agnello dei Brunelleschi)، وبووزو دلي أباتي (Buoso degli Abati)، وبوتشو تشانكاتو دي جاليجاي (Puccio Ciancato dei Galigai)، وقد قاموا بأعمال نهب وسرقة.
٢٨  كاينفا دي دوناتي (Cainfa dei Donati): نبيل فلورنسي اشتهر بالنهب والسرقة، وظهر هنا في صورة زاحفة.
٢٩  هكذا أشار دانتي بوضع أصبعه على فمه، حتى يسكت فرجيليو، وينتبه كل الانتباه إلى هؤلاء المعذبين.
٣٠  يعني رفع عينيه إليهما.
٣١  هذا هو كاينفا اللص الذي ظهر في صورة زاحفة.
٣٢  أي: أمام أنيلو دي برونلسكي.
٣٣  يقصد أنيلو دي برونلسكي.
٣٤  امتزج الرجل بالزاحفة، وفقدَ كل منهما شكله الأول.
٣٥  أي: إنك لست أنيلو ولا الزاحفة ولا هما معًا.
وفي التراث الإسلامي بعض الشَّبه بهذه الصورة في نهش الأفاعي لأهل الزنا، وشاربي الخمر، والنساء اللاتي منعن أولادهن من الرضاع، والكفار:
Cerulli, (op. cit.) pp. 160–163.
السمرقندي، قرة العيون (السابق الذكر)، ص١٨.
الهندي، كنز العمال (السابق الذكر)، ج٧، ص٢٨٠، رقم ٣٠٨٨ و٣٠٨٩.
وتوجَد صورة صغيرة تمثل عذاب هؤلاء الآثمين بالأفاعي والزواحف والنيران في التراث الإسلامي، وهي الصورة رقم ١٣ التي أوردها إنريكو تشيرولي في كتابه عن «المعراج»، وهي مأخوذة عن مخطوطة تركية وُضعت في هيرات في ١٤٣٦، وقُدمت إلى شاه روخ بن تيمور لنك، وهي في المكتبة الوطنية في باريس.
٣٦  يشبه هذا ما أورده أوفيديوس:
Ov., Met., IV, 373.
٣٧  أي: إنه تكوَّن من ذراعَي الرجل ومن قدمَي الزاحفة الأماميتين ذراعا الكائن العجيب الجديد.
٣٨  أي: جمع بين صفات الإنسان والزاحفة.
٣٩  أي: إنه لم يبدُ كائنًا واضحًا محدد المعالم.
٤٠  يستمد دانتي هذه الصورة من حركة العظاية، ولا يكاد يفلت شيء من ملاحظته.
٤١  أي: وقت أن تشتد أشعة الشمس صيفًا عندما تكون في برج الكلب الأكبر (canicola)، بين ٢١ يوليو و٢١ أغسطس من السنة. ويُسمَّى هذا البرج كذلك بالشِّعرى اليمانية.
٤٢  هذا هو فرنتشسكو دي كافالكانتي (Franceso dei Cavlacanti)، وهو من نبلاء فلورنسا، واشتهر بالنهب والسرقة.
٤٣  أي: بووزو دلي أباتي، وبوتشو تشانكاتو دي جاليجاي.
٤٤  يقصد سرة البطن التي يتناول منها الجنين غذاءه وهو في بطن أمه.
٤٥  أي: لدغت الزاحفة بووزو دلي أباتي.
٤٦  هذه دلائل على أنه سيفقد صورة الإنسان.
٤٧  سابيلوس (Sabellus)، وناسيديوس (Nasidius): جنديان في جيش كاتو القائد الروماني، وفي أثناء سير قواته في صحراء ليبيا لدغت أفعى الأول، فتحول إلى حفنة من رماد، ولدغت أفعى الثاني، فتحول إلى كتلة لا يمكن تسميتها. وهذه صورة مستمدة من لوكانوس:
Luc., Phars., IX, 761 …
٤٨  يعني أن دانتي سيقصُّ ما يفوق وصف لوكانوس.
٤٩  كادموس (Cadmus): مؤسس طيبة، وقد تحول إلى زاحفة. وأريتوزا (Arethusa): إحدى تابعات الإلهة ديانا، وقد تحولت إلى ينبوع لكي تتخلص من ملاحقة ألفيوس لها، كما ذكر أوفيديوس:
Ov., Met., IV, 563–604; V, 492–671.
وقد ألَّف لولي (١٦٣٢–١٦٨٧) ألحان أوبرا عن كادموس وهيرميون:
Lully S. B.: Cadmus et Hermione, opéra, paris, 1673 (ex. chanté, Decca).
٥٠  أي: إن دانتي لا يحسد فن أوفيديوس.
وقد ألَّف كارل ديترسدروف (١٧٣٩–١٧٩٩) ألحان سيمفونية عن تحولات أوفيديوس:
Dittersdorf, K. D.: Metamorphosen-sinfonien nach Ovid, 1767–1785.
٥١  يعني في أشعار أوفيديوس.
٥٢  يعني يبادل الآخر خصائصه.
٥٣  أي: إن ذَنَب الزاحفة أخذ يتحول إلى شوكة ذات طرَفين، أي: إلى قدمَي إنسان.
٥٤  أي: إن قدمَي المعذب بدأتا تتحولان إلى ذنب الزاحفة.
٥٥  أي: تحول ذنب الزاحفة إلى قدمَي إنسان.
٥٦  أي: إن المعذب فقد قدميه، وظهر بدلهما ذنب زاحفة.
٥٧  يعني أن جلد الزاحفة أصبح لينًا مثل جلد الإنسان.
٥٨  أي: أصبح جلد المعذب جافًّا مثل جلد الزاحفة.
٥٩  أي: دخل ذراعا الإنسان تحت إبطيه عندما كان يتحول إلى زاحفة.
٦٠  أي: إن ذلك حدث على توافق وتقابل.
٦١  يقصد عضو التناسل عند الرجل.
٦٢  تحول هنا عضو التناسل إلى قدمَي زاحفة.
٦٣  أي: بينما كان الدخان يلون الرجل الجديد والزاحفة الجديدة باللون المناسب.
٦٤  أي: الزاحفة التي كادت تصبح الآن في صورة إنسان.
٦٥  أي: الإنسان الذي أوشك أن يتحول إلى زاحفة.
٦٦  هذه هي المرحلة الأخيرة في هذا التحول التدريجي.
٦٧  هكذا تشكَّل الوجه الآدمي. الخدان الأملسان يعني أنهما كانا بغير أذنين.
٦٨  أي: إن لسان الإنسان تحول إلى لسان زاحفة.
٦٩  يعني تحول لسان الزاحفة إلى لسان إنسان.
٧٠  فكرة دانتي في هذا التحول هي أن اللص يشبه الزاحفة في طبعه؛ ولذلك جُعل عذاب اللصوص على هذا النحو، وبهذا يمزج دانتي بين صفات الحيوان والإنسان.
٧١  هذا يعني أنه بعد أن تحول إلى إنسان لا يزال يحتفظ ببعض صفات الأفعى من حيث البصق في أثناء الكلام.
٧٢  هذا هو فرنتشسكو دي كافالكانتي، الذي كان زاحفة ثم تحول إلى إنسان.
٧٣  هذا هو بوتشو تشانكاتو دي جاليجاي.
٧٤  يقصد اللصوص المعذبين.
٧٥  يفسر بعض النقاد فعل abbarrare بمعنى يخطئ، ويرى غيرهم أنه يعني عمل الشيء بسرعة وبطريقة غير متقنة. وهنالك بعض التقارب بين التفسيرين.
٧٦  هو بوتشو تشانكاتو دي جاليجاي.
٧٧  جافيلي (Gaville): قلعة صغيرة كانت قائمة في وادي الأرنو الأعلى حتى القرن ١٢. والمقصود هنا بالآخر فرنتشسكو كافالكانتي، الذي قتله أهل جافيلي. ولكن رجاله قاموا بالانتقام لذلك، وكان انتقامًا قاسيًا حتى بكى أهلها بمرارة لما أصابهم. ولم تبكِ جافيلي في الحقيقة موتَ كافالكانتي ذاته، ولكنها بكت لما أصابها بسبب قتله.
هكذا رسم دانتي بريشته البارعة كيف تموت نفس اللص وتتحول إلى زاحفة، وظل دانتي صامتًا أمام هذا المشهد الرهيب. وأراد بهذا كله أن يعبِّر عن غضب الله وجبروته في عقاب اللصوص الخونة الآثمين، الذين أفزعوا الناس واعتدَوا عليهم بالسلب والنهب، إرضاءً لنزواتهم الشريرة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤