الأنشودة السادسة والعشرون١

وجَّه دانتي كلمات الغضب والسخرية إلى وطنه، عندما أثارته رؤية بعض اللصوص من نبلاء فلورنسا، وقال إن فلورنسا لن تصعد بهم سُلم المجد، وإنه لا بد من عقاب الآثمين. صعد دانتي فوق الصخور، ويعاونه فرجيليو، للوصول إلى الوادي التالي. وصف دانتي بعض مظاهر الريف الإيطالي، ووازن بين ذلك وما شهده من شُعلات النار التي كانت تتسلل في عُنق الوادي الثامن، وقد أخفت بداخلها واحدًا من اللصوص. رأى دانتي شعلة تسير ولها قرنان، فاستفسر عنها، فأجابه فرجيليو بأنها تضم أوليسيس وديوميد، من أبطال الميتولوجيا اليونانية. وألحف دانتي في الرجاء لكي ينتظر حتى تأتي تلك الشعلة ذات القرنين، فقبل فرجيليو الرجاء، وسأله أن يدع له الكلام. تحدث فرجيليو إلى الآثمين حديثًا رقيقًا. قال أوليسيس إن الروابط الأسرية لم تغلب شوقه إلى أن تزيد معرفته بالدنيا والبشر، وإنه خرج مع جماعة صغيرة في سفينة واحدة، ورأى جزر غربي البحر الأبيض المتوسط، وشاطئ أوروبا حتى إسبانيا، وشاطئ أفريقيا حتى مراكش، ووصل إلى ما بعد أشبيلية وسبتة. وهنا حفز رفاقه لمتابعة الرحلة في المحيط المجهول، وقال لهم إنهم لم يُخلقوا لكي يعيشوا كالوحوش، ولكن ليتبعوا الفضيلة والمعرفة. فساروا في البحر متحفزين، وجعلوا من مجاديفهم أجنحة، واجتازوا خط الاستواء. وبعد سير خمسة شهور رأَوا جبلًا شاهق الارتفاع، فتولاهم الفرح، ولكن سرعان ما انقلب إلى بكاء؛ لأنه هبَّت ريح عاتية دارت بسفينتهم وأغرقتها، فابتلعهم اليم.

(١) انعمي يا فيورنتزا،٢ ما دمتِ جد عظيمة، حتى لتضربين أجنحتك فوق البحر والبر، ويشيع اسمك في الجحيم!٣
(٤) رأيت خمسة بين اللصوص من مواطنيك هؤلاء،٤ الذين يجيئني منهم العار، ولن تصعدي بهم إلى المجد العظيم.٥
(٧) ولكن إذا كان الإنسان يحلم بالصدق قُبيل الصباح،٦ فستشعرين في وقتٍ قليل بما ترجوه لك براتو،٧ ولا أذكر غيرها.
(١٠) وإذا كان هذا قد وقع، فلم يكن قبل الأوان، هكذا حدث، ما دام ينبغي حقًّا أن يكون!٨ إذ سيزيد عليَّ الثقل كلما تقدَّمَت بي السنون.
(١٣) وهنا رحلنا، وفوق الدرجات التي صنعتها أضراس الصخر، لنهبط عليها أولًا،٩ عاد دليلي إلى الصعود وجذبني إلى أعلى،
(١٦) وبينما نحن نتقدم في الطريق المنعزل، بين الصخور المدبَّبة وصخور الجسر، لم تَسِر قدماي دون ارتكاز اليدين.١٠
(١٩) حينئذٍ تألمتُ، وأنا أتألم الآن بعد، عندما أوجِّه فكري إلى ما رأيت، وأشتد في كبح نفسي بما ليس لي به عهد؛
(٢٢) لكيلا تجري دون نبراسٍ من فضيلة،١١ حتى إذا كان نجمٌ بعيد أو ما هو أفضل١٢ قد منحني الخير، فلن أحرم منه نفسي بنفسي.١٣
(٢٥) عندما يستريح الفلاح فوق التل — في الوقت الذي لا تُواري وجهها عنا كثيرًا،١٤ تلك التي تضيء الدنيا،١٥
(٢٨) وحينما يتنحى الذباب للبعوض١٦ — يرى الفلاح الحُباحب في أسفل الوادي،١٧ هناك إذ يمكن أن يجمع الكَرْم ويحرث الأرض،١٨
(٣١) بمثل هذه الشعلات الكثيرة أضاء الوادي الثامن كله، كما تبينتُ سريعًا حينما كنتُ هناك، حيث بدا لي القاع.١٩
(٣٤) وكذلك الذي انتقم له برجا الدبَّين، وقد رأى عربة إيليا عند الرحيل، حينما ارتفعت الجياد منتصبةً إلى السماء،٢٠
(٣٧) ولم يستطع أن يُتابعها بعينيه، حتى لم يرَ سوى شعلة النار وحدها، كسحابة صغيرة تصعد إلى أعلى،
(٤٠) هكذا تحركت كلٌّ منها في عنق الوادي؛ إذ تسللت كل شعلة منها بآثم، دون أن تكشف إحداها عن سرقتها.٢١
(٤٣) وقفتُ فوق الجسر لكي أنظر أسفل،٢٢ ولو لم أكن قد أمسكت بصخرة، لهويت إلى أسفل دون أن أُدفع.٢٣
(٤٦) ودليلي الذي رآني مأخوذًا هكذا، قال لي: «إن الأرواح بداخل النيران، وقد التفَّ كلٌّ منها بما يحرقها.»
(٤٩) فأجبته: «أستاذي، باستماعي إليك أزداد يقينًا، ولكن الأمر كان قد وضح لي على هذا النحو، وكنت أود أن أقول لك:
(٥٢) مَن ذا في تلك النار التي تأتي منقسمة هكذا في أعلى،٢٤ وتبدو أنها تندلع من الحطب؛ إذ وُضع إتيوكليس مع أخيه؟»٢٥
(٥٥) فأجابني: «هناك يُعذَّب فيها أوليسيس وديوميد،٢٦ وهكذا يذهبان معًا إلى العقاب، كما أثارا معًا غضب الإله،٢٧
(٥٨) وهما في باطن شعلتهما يُعوِلان لخدعة الحصان،٢٨ التي صنعت بابًا، خرجت منه بذرة الرومان النبيلة.٢٩
(٦١) ويبكيان بداخلها على حيلة، لا تزال ديداميا وهي ميتة تحزن بسببها من أخيل،٣٠ وينالان هناك العقاب من أجل بالاديوم.»٣١
(٦٤) فقلتُ: «إذا استطاعا الكلام وسط هذه النيران،٣٢ فإني أرجوك مُلحًّا يا أستاذي، وأرجو ثانيةً أن يَعدِل الرجاء ألفًا،٣٣
(٦٧) ألا تمنعني من الانتظار، حتى تأتي هنا الشعلة ذات القرنين، إنك ترى كيف أندفع إليها برغبةٍ جامحة!»
(٧٠) قال لي: «إن ضراعتك جديرةٌ بالثناء الوافر؛ ولذلك فإني أقبلها،٣٤ ولكن احرص على أن تمسك لسانك.
(٧٣) دع لي الكلام، فإني أدركتُ ما تريد،٣٥ وربما احتقرا حديثك؛ إذ كانا من الإغريق.»٣٦
(٧٦) وبعد أن جاءت الشعلة هنا، حيث بدا الوقت والمكان سانحًا لدليلي، سمعته يتكلم بهذا الأسلوب:
(٧٩) «أيها الاثنان في بطن نارٍ واحدة، إذا كنتُ أستحق منكما وقد كنت حيًّا، إذا كنت أستحق منكما كثيرًا أو قليلًا،٣٧
(٨٢) حينما كتبتُ في الدنيا أشعاري الرفيعة،٣٨ فلا تُبديا حراكًا، ولكن فليقل لي أحدكما، أين ذهب ليموت حينما فقد نفسه.»٣٩
(٨٥) بدأ يهتز القرن الأكبر٤٠ في الشعلة القديمة، وهو يُدوِّي مثل تلك التي تُرهقها الريح،
(٨٨) وبينما هو يحرك طرفه من ناحية لأخرى، كأنه اللسان الذي يتكلم،٤١ أطلق صوته وقال:٤٢ «حينما
(٩١) رحلتُ عن تشيرتشي،٤٣ التي احتجزتني أكثر من عامٍ هناك بقرب جاييتا، قبل أن يسميها كذلك إينياس؛٤٤
(٩٤) لم يكن شغفي بابني،٤٥ ولا العطف على أبي الشيخ،٤٦ ولا الحب الواجب الذي كان ينبغي أن يجعل بنيلوب سعيدة؛٤٧
(٩٧) لم يكن بمستطيع أن يغلب في نفسي الحماسة التي كانت لديَّ، لكي أُصبح خبيرًا بالدنيا، وبمساوئ البشر وفضائلهم،٤٨
(١٠٠) ولكني وضعتُ نفسي على البحر٤٩ العميق المفتوح،٥٠ في سفينة واحدة، مع تلك الجماعة القليلة التي لم تتخلَّ عني.
(١٠٣) رأيت هذا الشاطئ وذاك،٥١ حتى إسبانيا، وحتى مراكش، وجزيرة السردينيين، والجزر الأخرى٥٢ التي يغسل ما حولها ذلك البحر.
(١٠٦) كنت ورفاقي شيوخًا بِطاء،٥٣ حينما بلغنا ذلك الممر الضيق،٥٤ حيث اتخذ هرقل علامتيه،٥٥
(١٠٩) كي لا يسير الإنسان قُدمًا، وتركتُ إلى اليمين أشبيلية،٥٦ وفي الجانب الآخر كنتُ قد خلَّفتُ سبتة.٥٧
(١١٢) قلت: «أيها الإخوان الذين وصلتم إلى الغرب،٥٨ خلال مائة ألفٍ من المخاطر،٥٩ إنكم لن تريدوا، في هذه اللحظة القصيرة
(١١٥) من يقظة الحواس المتبقية لنا، منعَ اختبارنا العالم الخالي من البشر،٦٠ فيما وراء الشمس.٦١
(١١٨) ارعَوا أصلكم، إنكم لم تُخلَقوا لتعيشوا كالوحوش، ولكن لتبتغوا الفضل والمعرفة.»٦٢
(١٢١) بهذا الحديث القصير، جعلتُ رفاقي متحفزين للرحلة هكذا، حتى كاد يتعذر عليَّ أن أكبح جماحهم،٦٣
(١٢٤) وحينما أدرنا مُؤخَّر السفينة في الصباح،٦٤ جعلنا من المجاديف أجنحة، في هذا الطيران المجنون،٦٥ ونحن نسير إلى اليسار دوامًا.٦٦
(١٢٧) كل النجوم في القطب الآخر كان الليل قد رآها،٦٧ وازداد نجمنا هبوطًا، حتى لم يعد يظهر فوق سطح البحر.٦٨
(١٣٠) أضاء النور خمس مرات وأظلم مثلها،٦٩ في أسفل القمر، منذ أن دخلنا الرحلة الصعبة،٧٠
(١٣٣) حينما لاح لنا جبلٌ داكنٌ على البعد، وبدا لي شاهق الارتفاع، إلى حدٍّ لم أرَ له مثيلًا.٧١
(١٣٦) داخَلَنا الفرحُ، وسرعان ما انقلب إلى بكاء؛٧٢ إذ هبَّت عاصفةٌ من الأرض الجديدة، وضربت مُقدَّم السفينة،
(١٣٩) فجعلته يدور ثلاث مرات مع المياه كلها، وفي الرابعة رفعتْ مؤخرها إلى أعلى، وهبطت بالمقدمة إلى أسفل، كما راق للغير،٧٣
(١٤٢) حتى انسد من فوقنا البحر.»٧٤
١  هذه أنشودة مشيري السوء الذين لا يَصدُرون في آرائهم عن الأمانة والصدق، وتُعرَف بأنشودة أوليسيس.
٢  أثار اللصوص من نبلاء فلورنسا في القصيدة السابقة غضب دانتي وسخريته بفلورنسا، فنطق بهذه الأبيات.
٣  يذكر دانتي فلورنسا والفلورنسيين في أغلب حلقات الجحيم.
٤  لا يزال دانتي يندِّد بمواطنيه اللصوص ويسخر بهم.
٥  هذه كلمات دانتي المنفي، الذي عرف ويلات وطنه وآثامه.
٦  اعتقد القدماء أن الحلم في الفجر يعبر عن حقيقة على وشك الوقوع:
Ov., Her., XIX, 195 …
٧  براتو (Prato): مدينة صغيرة قريبة من فلورنسا، وكانت على علاقة طيبة بها. والمقصود بهذا في الغاب الكردينال نيقولا دا براتو (Niccolo da Prato)، الذي أرسله البابا بندتو الحادي عشر في ١٣٠٤ للتوفيق بين زعماء فلورنسا، ولكنه لم يفلح، فأصدر البابا قرار الحرمان ضد فلورنسا، وأصابها بعض الكوارث التي عُزيت إلى لعنة الكنيسة.
٨  أي: إن عقاب الآثمين أمر لا مناص منه.
٩  كان الشاعران قد هبطا من قبل لرؤية ما في الخندق السابع:
In., XXIV, 73, 79.
١٠  كان على دانتي أن يستعين بارتكاز اليدين على الصخور بسبب وعورة الطريق.
١١  كان دانتي في خندق مشيري السوء. وكان قد جرب وظائف الدولة، وعمل في حياة المنفى أحيانًا كسكرتير ومستشار لبعض الأمراء، وعرف بذلك قيمة المشورة الصادقة والمشورة الخبيثة.
١٢  المقصود الرحمة الإلهية.
١٣  يعني لن يقدم خادع الرأي حتى لا يحرم نفسه من الخير الإلهي.
١٤  في الأصل: «التي تجعل وجهها أقل خفاءً»، والمعنى واحد. والمقصود أن وجه الشمس يستمر زمنًا أطول.
١٥  أي: الشمس زمن الصيف، حيث يطول النهار ويقصر الليل.
١٦  أي: عند حلول المساء، فيظهر البعوض بدلًا من الذباب.
١٧  الحباحب أو القطارب: حشرات مضيئة تظهر صيفًا.
١٨  هذه صورة دقيقة من صور الفلاح في حضن الطبيعة.
١٩  أي: عندما وصل إلى الجسر الذي يعلو الخندق الثامن.
٢٠  وردت أخبار إليا (Elijah) وصعوده إلى السماء وسط العاصفة في «الكتاب المقدس»:
2Re, II, 11-12; 23-24.
ويوجَد حَفر يمثِّل عربة إيليا على باب كنيسة سانتا سابينا في روما.
٢١  أي: إن كل شعلة تسللت وهي تخفي لصًّا في بطنها.
٢٢  يعني لكي ينظر إلى ما في الخندق.
٢٣  كان دانتي ينظر متطلعًا إلى ما في الوادي، ولو لم يمسك بصخرة بارزة لسقط.
٢٤  كانت كل شعلة تسير كتلة واحدة إلا هذه، فقد ظهر لها لسانان في أعلى، ولذلك كان دانتي متطلعًا لأن يعرف السبب.
٢٥  إتيوكليس (Eteocles) وبولينسيس (Polynices) ابنا أوديب (Œdipus) ملك طيبة، اللذان اقتتلا من أجل وراثة العرش، وقتل أحدهما الآخر. ولما وُضعت جثتاهما في الحطب لإحراقهما انقسم اللهب قسمين، كنايةً عن استمرار الكراهية بين الأخوين بعد الموت:
Stat., Theb., XII, 429 …
٢٦  أوليسيس (Ulysses, Ulixes) هو أوديسيوس (Odysseus) في اليونانية، وهو ابن لايرتس ملك إيتاكا وخليفته، وهو بطل أوديسية هوميروس. وديوميد (Diomede) هو ابن تيديوس وديفيلي، وملك أرجوس، وأحد أبطال حرب طروادة. اشترك أوليسيس وديوميد في تلك الحرب، وقاما بكثير من أعمال الخداع والعنف.
ويوجَد رسمان لأوليسيس وديوميد في كتاب جوستو دي مينا بووي المشار إليه.
٢٧  يعني أنهما يذهبان الآن وهما ينالان معًا العقاب الإلهي، كما وقفا قبلُ معًا في وجه الغضب الإلهي.
٢٨  أشار أوليسيس وديوميد بإخفاء الجنود داخل الحصان الخشبي، وبهذه الخدعة أمكن فتح أسوار طروادة. ويذكر دانتي أوليسيس في المطهر وفي الفردوس:
Virg., Æn., II, 13 …, 162–170.
Hom., Od., IV, 271; VIII, 492; XI, 523.
Purg., XIX, 22; Par., XXVII, 82-83.
٢٩  أي: إينياس، أبو الشعب الروماني في الميتولوجيا الرومانية. وسبق ذكره:
Inf., II, 32; IV, 122.
٣٠  كان أوليسيس وديوميد السبب في اشتراك أخيل في حرب طروادة، على الرغم من إخفاء أمه إياه؛ إذ كانت تخشى موته في تلك الحرب، وقد ماتت زوجته ديداميا (Deidamia) حزنًا عليه:
Stat., Achilleid, I, 536 …
وقد ألَّف هيندل (١٦٨٥–١٧٥٩) ألحان أوبرا ديداميا، وهي غير مسجلة:
Händel, G. F.: Deidamia, opera, London, 1740.
٣١  وكذلك كان أوليسيس وديوميد السبب في سرقة تمثال بالاديوم (Palladium)، الذي اعتقدت طروادة أن سلامتها مرتبطة به.
٣٢  لا يريد دانتي أن يكلف هذين المعذبين ما فوق طاقتهما.
٣٣  كان دانتي بهذا الرجاء شديد الرغبة في التحدث إلى هذين الآثمين.
٣٤  يعامل فرجيليو دانتي بالعطف ويستجيب لرغباته.
٣٥  يشبه هذا ما سبق قوله:
Inf., XXIII, 25 …
٣٦  أي: لأنهما من أبطال الإغريق الذين عُرفوا بالكبرياء.
٣٧  يتكلم فرجيليو بكل كياسة إلى المعذبين في باطن الشعلة.
٣٨  أي: الإنيادة.
٣٩  أي: يطلب إلى أوليسيس أن يروي مصيره بعد أن قام برحلته إلى المحيط، كما تقول الميتولوجيا اليونانية.
٤٠  أي: لسان النار الأعلى، وهذه إشارة إلى أوليسيس.
٤١  يشبِّه دانتي اللهب بلسان الإنسان عندما يهتز ويتحرك عند الكلام.
وفي التراث الإسلامي بعض الشبه بهذه الصورة، حيث يخرج يوم القيامة عنق من النار له عينان وأذنان ولسان:
الشعراني، مختصر تذكرة القرطبي (السابق الذكر)، ص٧٢ و٧٣.
٤٢  كان لا بد للمعذب أن يطلق أو يقذف بالكلمات التي اعترضتها النيران حتى تصل إلى مسامع الشاعرين.
٤٣  تشيرتشي (Circe): ساحرة آوت عندها أوليسيس عند عودته من طروادة:
Virg., Æn., VII, 1–4, 10.
Hom., Od., X, 210 …
٤٤  أطلق اسم إينياس مرضعته جاييتا (Gaeta) على هذه المدينة في جنوبي إيطاليا:
Virg., Æn., VII, 1–4.
٤٥  تليماكوس (Telemachus) هو ابن أوليسيس.
٤٦  لايريتس (Leartes) هو أبو أوليسيس.
٤٧  بنيلوب (Penelope) هي زوجة أوليسيس الوفية.
وقد ألَّف مونتفردي (١٥٧٦–١٦٤٣) ألحان أوبرا عودة أوليسيس، وهي غير مسجلة:
Monteverdi, C.: Il Ritorno d’Ulisse in Patria, opera, Bologna, 1640.
٤٨  كانت رغبة أوليسيس في معرفة العالم والبشر أقوى من كل الروابط والعقبات، نجد هنا روح دانتي وطبيعته.
٤٩  أي: البحر الأبيض المتوسط.
٥٠  هو بحر عميق مفتوح بالمقارنة بالبحر الأيوني في مياه اليونان.
٥١  أي: الشاطئ الأوروبي والشاطئ الأفريقي للبحر الأبيض المتوسط.
٥٢  يعني صقلية وكورسيكا وجزر البليار.
٥٣  يعني أنهم كانوا شيوخًا أعوزتهم سرعة الشباب.
٥٤  أي: بوغاز جبل طارق.
٥٥  علامتا هرقل هما جبل كاليبي (جبل طارق) في الشاطئ الأوروبي، وقمة بني حسن في الشاطئ الأفريقي، وهما علامة على نهاية العالم المسكون في هذه الناحية، وتخيل القدماء أن الشمس تغرب على مقربة منهما.
٥٦  أشبيلية (Sibilia) على ساحل إسبانيا.
٥٧  سبتة (Setta) على ساحل أفريقيا.
٥٨  أي: إلى آخر حدود العالم المعروف.
٥٩  يخاطب أوليسيس رفاقه بصوت رقيق عطوف، ويذكِّرهم بالمخاطر التي اجتازوها سويًّا، والتي تربط بينهم برباط الزمالة والأخوة.
٦٠  اعتقد القدماء أن العالم بعد هذا الموضع خالٍ من البشر، وأنه بحر وشياطين ونار ووحوش، ولكن منذ وقت دانتي بدأ التفكير في احتمال وجود عالم جديد مسكون.
٦١  يدعو أوليسيس رفاقه إلى متابعة السير في المحيط لرؤية عالم جديد يقع وراء الحد الذي تغرب عنده الشمس، كما اعتقد القدماء.
٦٢  بهذا الكلام يحاول أوليسيس أن يستحثَّ رفاقه، ويدفعهم إلى متابعة السفر إلى العالم المجهول.
٦٣  هكذا أفلحت كلمات أوليسيس في شحذ همة رفاقه.
٦٤  أي: حينما أداروا مؤخر السفينة نحو الشرق، أي: العالم القديم المعروف.
٦٥  أي: هذا السفر الشاق الصعب.
٦٦  يعني نحو الجنوب الغربي، وهذا هو الاتجاه الذي سيتبعه كريستوفورو كولومبو، الرحالة الجنوي، في خدمة إسبانيا في النصف الثاني من القرن ١٥، عندما يكشف العالم الجديد.
٦٧  أي: القطب الجنوبي.
٦٨  أي: إنهم عبروا خط الاستواء ورأَوا النجوم في نصف الكرة الجنوبي، على حين اختفت نجوم نصف الكرة الشمالي.
٦٩  يعني وجه القمر الذي يطل على الأرض.
٧٠  أي: إنه انقضت خمسة شهور على بدء الرحلة.
٧١  هذا هو جبل المطهر.
٧٢  هذه مقابلة بين الفرح والحزن بسبب ظهور جبل المطهر، ثم الموت السريع بسبب العاصفة الهوجاء. وصورة غرق سفينة أوليسيس مستمدة من فرجيليو:
Virg., Æn., I, 114–117.
٧٣  أي: الله.
٧٤  على الرغم من خطيئة أوليسيس الذي أبدى لرفاقه رأيًا أدى بهم إلى الموت، فإن دانتي قد خلق منه شخصية تمثل ناحية من شخصية دانتي ذاته؛ فهو بطل شجاع جريء مقدام لا يعبأ بالمصاعب، ولا تقف أمامه العقبات، ولا تمنعه الروابط الأسرية من ركوب المخاطر. وهو يبعث في رفاقه الشجاعة الجرأة، ويخرج بهم إلى البحار المجهولة للكشف عن عالم جديد، حتى لو لقوا حتفهم في سبيل ذلك. وهذا تمهيد وتوطئة لكشف الدنيا الجديدة، ونجد في ذلك كله روح دانتي الجريء الذي لا يخشى شيئًا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤