الأنشودة الثامنة والعشرون١

يعلن دانتي عجزه عن وصف ما شهده من الدماء والجروح في الوادي التاسع الرهيب، الذي يفوق مظهره كل ما شهدته أرض أبوليا وضحايا حرب طروادة من الجرحى والقتلى. ورأى معذبًا مقطوع الحنجرة والأنف وبأذن واحدة جزاء ما أثاره من الشقاق في رومانيا، وكان هو بيير دي مديتشينا، الذي تنبأ لدانتي بما سيرتكبه مالاتستينو، حاكم ريميني، من الغدر بخصومه، وسيجعلهم يأتون للتفاوض معه، ثم يغرقهم في البحر، بحيث لن يصبحوا أمام ريح فوكارا في حاجة إلى ضراعة أو قسم. ورأى دانتي أيضًا كوريون مقطوع اللسان؛ لأنه كان سببًا في قيام الحرب الأهلية في عهد قيصر. وشهد موسكا دي لامبرتي مقطوع اليدين، وكان سببًا في انقسام فلورنسا إلى جلف وجبلين. وأخيرًا رأى دانتي معذبًا، وقد حمل رأسه المقطوع في يده كأنه مصباح يتدلى، وكان هو برتران دي بورن، شاعر التروبادور، الذي أوقع بين هنري الثاني ملك إنجلترا وابنه الشاب.

(١) مَن ذا يستطيع أبدًا ولو بمنثور الكلام،٢ وكثرة تكرار القول، أن يُشبع الحديث عن الدم والجروح التي رأيتها الآن؟٣
(٤) حقًّا إن كل لسان سيناله الإخفاق؛ لأن عقلنا وألفاظنا تُعوزها الكفاية لإدراك هذا كله.٤
(٧) وإذا اجتمع بعدُ كل الناس، الذين كانوا قد بكَوا دماءهم، فوق أرض أبوليا٥ المشئومة،٦
(١٠) بسبب الطرواديين٧ والحرب الطويلة،٨ التي جعلت من خواتم الذهب، غنائم عظيمة — كما يكتب ليفيوس الذي لا يخطئ٩
(١٢) إذا اجتمعوا مع أولئك الذين أحسوا بآلام الطعنات، وهم يقاومون روبرتو جويسكاردو،١٠ والآخرين الذين لا تزال عظامهم تُجمَع١١
(١٦) في أرض تشيبيرانو،١٢ حيث كان كل مواطن من أبوليا كاذبًا، وهناك في تالياكوتزو،١٣ حيث انتصر دون سلاحٍ ألاردو العجوز،١٤
(١٩) وإذا أظهر أحدهم عضوه الجريح، وكشف آخر عن عضوه المقطوع، فلن يساوي هذا شيئًا إلى مظهر الوادي التاسع الرهيب.١٥
(٢٢) ومعذَّبٌ، وقد كان مجروح الحلق، مقطوع الأنف حتى أسفل الحاجبين، ولم تكن له سوى أُذنٍ واحدةٍ،١٦
(٢٥) وقف مع الآخرين ينظر إليَّ في عجبٍ، وفتح قبل غيره قصبة الهواء، التي كان كل جزء فيها أحمر اللون من الخارج،١٧
(٢٨) وقال: «أنت يا مَن لا تصمه خطيئةٌ، ومَن رأيته فوقُ في أرض اللاتين،١٨ إذا لم يخدعني فرط التشابه،
(٣١) فلتذكر بيير دا مديتشينا،١٩ إذا كنت ستعود يومًا لرؤية الوادي الجميل،٢٠ الذي ينحدر من فيرتشيلي إلى ماركابو،٢١
(٣٤) وعرِّف أفضل اثنين في مدينة فانو؛٢٢ السيد جويدو٢٣ وأنجوليلُّو كذلك،٢٤ بأنه إذا لم يكن تنبؤنا هنا باطلًا،
(٣٧) فسيُقذَف بهما خارج سفينتهما، وسيغرقان٢٥ بالقرب من كاتُّوليكا،٢٦ بخيانة طاغية خبيث.٢٧
(٤٠) بين جزيرتَي قبرص وميورقة، لم يشهد نبتون أبدًا جريمة نكراء مثلها، لا من القراصنة ولا من أهل أرْجو.٢٨
(٤٣) وذلك الخائن، الذي لا يرى سوى بعين واحدة،٢٩ ويحكم المدينة،٣٠ التي يود معذب معي هنا٣١ أن لم يكن قد رآها أبدًا،
(٤٦) سيجعلهم يأتون للتفاوض معه، وسيعمل بعدُ٣٢ على أن يكونوا أمام ريح فوكارا، في غير حاجة إلى قَسَم أو ضراعة.»٣٣
(٤٩) فقلت له: «إذا أردت أن أحمل أنباءك إلى أعلى، فأرني وفسِّر لي من ذاك صاحب النظرة المريرة.»٣٤
(٥٢) عندئذٍ وضع يده على فك أحد رفاقه، وفتح له فمه، وهو يصيح: «إن هذا صامت لا يتكلم.٣٥
(٥٥) قضى هذا المنبوذ٣٦ على شكوك قيصر، وهو يؤكد أن من أعدَّ العُدة لا يناله من الانتظار دائمًا سوى الخسران.»٣٧
(٥٨) أواه، كم بدا لي كوريون خائر النفس، بلسانه المقطوع في حلقه، وقد كان في قوله شديد الجرأة!٣٨
(٦١) وأحدهم، وكانت كلتا يديه مقطوعة، بينما هو يرفع ساعديه في الهواء المظلم، حتى لوَّث الدم وجهه،
(٦٤) صاح قائلًا: «ألا فلتذكر موسكا كذلك،٣٩ الذي قال وا أسفاه «إن ما وقع قد وقع»، وكان بذلك أصل الفساد لشعب تسكانا.»٤٠
(٦٧) وأضفت إليه: «والموت لعشيرتك.»٤١ ولذلك سار كإنسانٍ بائسٍ مجنون، وهو يجمع ألمًا إلى ألم.
(٧٠) ولكني بقيت لكي أنظر إلى الجماعة،٤٢ فرأيت مشهدًا كان من شأنه أن يخيفني، عند مجرد ذكره، ودون مزيدٍ من تجربة،٤٣
(٧٣) لولا الضمير الذي يجعلني مطمئنًّا، ذلك الرفيق الطيب الذي يشد أزر الرجل، تحت درعٍ من إحساسه بالطهر.٤٤
(٧٦) رأيت حقًّا، ويبدو لي أني لا أزال أرى، جذعًا بغير رأس، يذهب كما ذهب الآخرون في هذا القطيع البائس،
(٧٩) وأمسك الرأس المقطوع من الشعر، وقد تعلق في يده على صورة مصباح، وذلك نظر إلينا وقال: «واهًا لي!»
(٨٢) ومن نفسه جعل لنفسه مصباحًا،٤٥ وكانا اثنين في واحد، وواحدًا في اثنين،٤٦ وكيف يمكن هذا، يعرف ذاك مَن يحكم هكذا.٤٧
(٨٥) وحينما أصبح عند أسفل الجسر، رفع ذراعه عاليًا بكل رأسه، لكي يقرِّب إلينا كلماته،
(٨٨) التي كانت: «الآن انظر إلى العذاب الأليم، يا مَن تسير لكي ترى الموتى وأنت تتنفس،٤٨ انظر أهناك لهذا العذاب الشديد مثيل!
(٩١) ولكي تحمل الأنباء عني، اعرف أني برتران دي بورن، ذلك الذي بذل الآراء الشريرة للملك الشاب،٤٩
(٩٤) لقد جعلت الأب والابن يثور أحدهما على الآخر، ولم يفعل أخيتوفيل بأبشالوم وداود٥٠ أكثر من هذا بتحريضه الخبيث.
(٩٧) أما وقد فرقتُ بين قومٍ متحدين هكذا، فإني، وا أسفاه! أحمل مخي المفصول عن أصله، الذي هو في هذا الجذع!
(١٠٠) وهكذا يُلاحَظ القِصاص في شخصي.»٥١
١  هذه قصيدة من أثاروا الفتن الدينية والسياسية.
٢  هذا لأن الكلام المنثور أسهل قولًا من الشعر.
٣  هذا كناية عن هول ما رآه دانتي في الخندق التاسع من الحلقة الثامنة.
٤  يعترف دانتي بعجزه عن القول. ويشبه هذا قول دانتي نفسه في «الوليمة»، ويشبه قول فرجيليو في الإنيادة:
Conv., III, Canz., 14–18.
Virg., Æn., VI, 625.
٥  المقصود بأبوليا هنا كل المنطقة الجنوبية في إيطاليا، كما قصد دانتي هذا في المطهر:
Purg., VII, 126.
٦  أرض أبوليا المشئومة لِما حل بها من الويلات.
٧  أريقت دماء كثيرة عندما قدم الطرواديون لبسط سلطانهم على جنوبي إيطاليا ٣٤٣–٢٩٠ق.م.:
Livius, Ab Urbe Condita Libri, X, 9 …
٨  أي: حروب روما وقرطاجنة ٢٢٤–١٤٦ق.م.:
Liv. (op. cit.) XXII, 26.
٩  أي: خواتم الذهب التي فقدها الرومان في حرب قرطاجنة، كما يروي ليفيوس (٦٧ق.م.–١٧م Titus Livius) المؤرخ الروماني:
Liv. (op. cit.) XXIII, 7, 12.
١٠  أي: الأعداء الذين واجههم روبرتو جويسكاردو (١٠١٥–١٠٨٥ Roberto Guiscardo) دوق أبوليا وكالابريا، سواء أكانوا من العرب في جنوبي إيطاليا أم غيرهم.
١١  يعني الإيطاليين والفرنسيين والألمان الذين قُتلوا في حروب شارل دانجو عندما أغار على نابلي في ١٢٦٦.
١٢  تقع تشبيرانو (Ceperano) على الحدود بين أملاك البابا ونابلي. ولم تحدث هناك معركة، ولكنها كانت بمثابة ممر يؤدي إلى نابلي، حيث وقعت معركة بنفينتو، وبذلك لا توجَد في الحقيقة عظام الموتى في تشبيرانو ذاتها.
١٣  قلعة تاليا كوتزو (Tagliacozzo) في أبروتزي بجنوبي إيطاليا.
١٤  ألاردو دي فاليري (١٢٠٠–١٢٧٧ Alardo de Valéry) كونستابل شامبانيا، الذي صحب لويس التاسع ملك فرنسا في حملاته الصليبية، وفي عودته من إحداها مر بإيطاليا، وساعد شارل دانجو الرأي والمشورة على الانتصار على كونرادينو، آخر أسرة سوابيا في تاليا كوتزو في ١٢٦٨.
١٥  يعني أن منظر الخندق أو الوادي التاسع كان أبشع من منظر هؤلاء القتلى والجرحى في الحروب الطويلة التي ذكرها دانتي منذ عهد الطرواديين حتى عصره.
١٦  أثار هذا المعذب الشقاق بين أمراء رومانيا؛ ولذلك قطع دانتي حلقه وأذنه وأنفه، وسائل الغدر عنده. ويشبه هذا قول فرجيليو:
Ving., Æn., VI, 494 …
١٧  أي: إن القصبة الهوائية قد تلوثت بالدم من الخارج.
١٨  يعني إيطاليا، وسبق هذا التعبير:
Inf., XXII, 65; XXVII, 27.
١٩  بيترو دا مديتشينا دا بيانكوتشي (Pietro da Medicina da Biancucci)، حكمت أسرته مدينة مديتشينا في شرق بولونيا، وأمر الإمبراطور فردريك الثاني بطرده مع أسرته من رومانيا في ١٢٨٧، لِما ارتكبه من الدسائس، ومع ذلك فقد عمل على إثارة الشقاق بين أمراء رومانيا، وعلى الأخص بين آل مالاتستا وآل بولنتا.
٢٠  المقصود سهل لمبارديا، وهذه كلمات تعبر عن الحنين إلى الوطن.
٢١  تحدد فيرتشيلي (Vercelli) في سهل لمبارديا الغرب عند بييمونتي، وتحدد قلعة ماركابو (Marcabo) بالقرب من مصبات البو في الشرق امتداد رومانيا.
٢٢  فانو (Fano): مدينة على ساحل الأدرياتيك على مقربة من بيزارو.
٢٣  جويدو دل كاسيرو (Guido del Cassero): نبيل من فانو.
٢٤  أنجوليلو دا كالينيانو (Angioliello da Calignano): نبيل آخر من فانو.
٢٥  طريقة الغرق هي أنهما وُضعا مُقيَّدَين في كيس بداخله حجر ضخم.
٢٦  كاتوليكا (Cattolica): مدينة تقع على الأدرياتيك بين ريميني وبيزارو.
٢٧  أي: مالاتستينو الذي دعا جويدو وأنجوليلو للتباحث في كاتوليكا، ولكنه غدر بهما وأغرقهما عند رأس فوكارا (Focara) الواقع بين فانو وكاتوليكا.
٢٨  أي: إن نبتون (Neptune)، إله البحر في الميتولوجيا الرومانية، لم يشهد جريمة مماثلة في البحر الأبيض المتوسط ارتكبها القراصنة أو أهل أرجو (Argo)، أي: الإغريق.
ويوجَد لنبتون تمثال من عمل جوفاني بولونيا المعروف بجامبولنيا (١٥٢٩–١٦٠٨)، وهو قائم بجوار قصر الكومون في بولونيا.
٢٩  أي: مالاتستينو دي مالاتستا (Malatesino dei Malatesta)، وُلد بعين واحدة، وحكم ريميني حكمًا مستبدًّا من ١٣١٢ إلى ١٣١٧.
٣٠  أي: ريميني.
ويوجد حفل يمثل مدينة ريميني وهو من صنع أجوستينو دي دوتشو (١٤١٨–١٤٨١) وهو في التمبيو مالاتستيانو.
٣١  هذه إشارة إلى الأبيات من ٤٩ إلى ٦٠.
٣٢  أي: عند إبحارهم.
٣٣  اشتهرت فوكارا بعواصفها الهوجاء. والمقصود أنهما سيغرقان هناك.
٣٤  يطلب دانتي تفسير ما جاء في البيتين ٤٤-٤٥.
٣٥  لا يتكلم لأنه كان مقطوع اللسان، كما سيأتي بعدُ في بيت ٥٩.
ويوجد حفر يمثل الحقيقة تقطع لسان الخديعة، ويرجع إلى القرن ١٢ وهو في كاتدرائية مودينا.
٣٦  هذا هو كوريون (Curion) الذي نصح يوليوس قيصر بأن يعبر نهر روبيكون (Rubicon) بالقرب من ريميني، الذي كان في ٤٩ق.م. الحد بين إيطاليا وغالة في جنوب الألب، وبهذا أعلن قيصر الحرب على الجمهورية. ومع أن هذه النصيحة سببت النصر، إلا أنها كانت في الوقت نفسه سببًا لإشعال الحرب الأهلية.
٣٧  أورد لوكانوس هذا المعنى:
Luc., Phars., I, 281.
٣٨  أي: عندما نصح يوليوس قيصر.
٣٩  موسكا دي لامبرتي (Mosca dei Lamberti): من أبطال فلورنسا الذين كان دانتي يتطلع إلى لقائهم (Inf., VI, 80). حدث أن ساءت العلاقة بين أسرة أميدي وأسرة بوندلمونتي في فلورنسا، بسبب عدول أحد أفراد الأسرة الأخيرة عن الزواج بفتاة من الأسرة الأولى؛ لأنه أحب فتاة من أسرة دوناتي في ١٢١٥، وظهر التردد بشأن ما يُتبع في أسرة أميدي، ولكن موسكا حسم هذا التردد بقوله إن ما وقع قد وقع، ولا يمكن نقضه، وأشار بقتل بوندلمونتي. ونفذ القتل أمام صخرة تمثال مارس في فلورنسا، وبذلك انقسمت فلورنسا إلى حزبَي الجلف والجبلين.
وفي التراث الإسلامي بعض الشبه بعقاب موسكا هنا، وذلك في عقاب من يأكل مال الناس، فيسير يوم القيامة وهو أجذم:
الهندي، كنز العمال (السابق الذكر)، ج٥، ص٣٢٧، رقم ٥٧١٧.
السمرقندي، قرة العيون (السابق الذكر)، ص٦٥.
٤٠  أي: انقسام فلورنسا إلى الجلف والجبلين، وما سبَّبه ذلك من الويلات.
٤١  أي: إن سلالة موسكا نُفيت نهائيًّا من فلورنسا مع سائر الجبلين في ١٢٥٨.
٤٢  يعني بقية مثيري الفتن الدينية والسياسية.
٤٣  أي: إنه ليس في حاجة إلى المزيد من رؤية هذا المعذب، وهو مقطوع الرأس. ويحمله في يده كمصباح ينير له الطريق.
٤٤  يشبه هذا قول أوفيديوس:
Ov., Fasti, I, 485.
٤٥  أضاء الرأس لنفسه الطريق في الظلام، والمعذب ممسك به بيديه.
وفي التراث الإسلامي بعض الشبه بهذه الصورة في عقاب القاتل الذي يحمل رأسه بيديه يوم القيامة:
الهندي، كنز العمال (السابق الذكر)، ج٧، ص٢٨٧، رقم ٣٢٠١.
وفي صورة الجحيم التي ترجع إلى القرن ١٤، ولم تثبت نسبتها إلى فنان بعينه، وينسبها بعض إلى فرنتشسكو تراييني، توجَد رسوم لمثيري الشقاق والفتن، وفيها يمسك بعض المعذبين بيده رأسه المقطوع، ويبدو آخرون وقد شُقت بطونهم، وخرجت أمعاؤهم، ولدغتهم الأفاعي. والصورة في الكامبو سانتو في بيزا.
٤٦  يعني كان الرأس والجسم شيئًا واحدًا.
٤٧  أي: الله.
٤٨  يعني أنه على قيد الحياة.
٤٩  برتران دي بورن دي هوتفور (١١٤٠–١٢١٥ Bertran de Born de Hautefort): كان من شعراء التروبادور في جنوبي فرنسا، وله شعر في الحرب، وكان من رهبان دالون بقرب هوتفور، ويقال إنه أثار الشقاق بين هنري الثاني ملك إنجلترا، وابنه هنري الشاب.
ألَّف بونكيلي (١٨٤٣–١٨٨٦) ألحان أوبرا عنه:
Ponchielli, A.: Bertrando del Bornio, opera (non rappresentata).
٥٠  أخيتوفيل (Achitofel) شجَّع أبشالوم (Absalom) في الثورة على أبيه داود (David)، ملك إسرائيل، ولكنه هُزم وقُتل، كما جاء في «الكتاب المقدس»:
٢. Sam., III, 3; XV–XVII.
وقد ألَّف تشيماروزا (١٧٤٩–١٨٠١) ألحان أوراتوريو عن أبشالوم:
Cimarosa, D.: Absalom, oratorio, Venezia, 1782.
٥١  يعني أنه ينال العقاب المناسب. ويشبه هذا المعنى ما ورد في «الكتاب المقدس»:
Esod., XXI, 24; Matt., VII, 2.
ولقد حذفت من هذه الأنشودة أبياتًا وجدتها غير جديرة بالترجمة، وردت عن النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. وقد أخطأ دانتي في ذلك خطأ جسيمًا، تأثر فيه بما كان سائدًا في عصره، بين العامة أو في المؤلفات، عن الرسول العظيم، بحيث لم يستطع أهل الغرب وقتئذٍ تقدير رسالة الإسلام الحقة، وفهم حكمته الإلهية. على أن هذا لم يمنع أهل العصر — ومن بينهم دانتي — من تقدير الحضارة الإسلامية والتأثر بثمراتها، التي كانت عنصرًا فعالًا في خروج العالم الغربي من العصور الوسطى إلى عصر النهضة، فالعصر الحديث.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤