الأنشودة الرابعة١

أفاق دانتي من نومه على صوت رعد قاصف، فأخذ يدور ببصره فيما حوله لكي يعرف أين هو. وجد دانتي نفسه على حافة وادي العذاب السحيق، وحال الظلام دون أن يرى أعماقه. دخل الشاعران الحلقة الأولى من حلقات الجحيم، وسمع دانتي تنهدات المعذبين، التي ارتعد لها الهواء فرَقًا ورعبًا، وكان ذلك هو اللمبو، مقر عظماء العالم القديم الذين ماتوا قبل ظهور المسيحية، ومقر من ماتوا ولم ينالوا التعميد المسيحي، وعذابهم أن يعيشوا تحدوهم الرغبة في الخلاص دون أمل في الحصول عليه. تساءل دانتي عن احتمال خروج بعض هذه النفوس من هذا اللمبو، فأخبره فرجيليو أن المسيح كان قد هبط هنا لإنقاذ بعض المعذَّبين، مثل آدم وموسى وداود وراحيل، وأدخلهم في زُمرة السعداء. وفي أثناء المسير رأى دانتي نارًا تضيء الظلام، وهذا استثناء في عالم الجحيم؛ وذلك لأن الشاعرين كانا مُقبِلَين على جماعة من عظماء العالم القديم. رأى دانتي هوميروس وهوراس وأوفيديوس، الذين قابلوه بالترحاب وأعدوه واحدًا منهم، فاعتز بذلك. وتقدمت هذه الجماعة حتى وصلوا إلى قلعة شماء ذات سبعة أسوار، وهناك رأى دانتي بعض شخصيات الأساطير القديمة، مثل إليكترا وهيكتور وإينياس، وشهد بعض أبطال العالم القديم، مثل قيصر ولوتشيوس بروتس وصلاح الدين. وكذلك رأى بعض فلاسفة العالم القديم وعلمائه، مثل سقراط وأفلاطون وديوسقوريدس وبطليموس وجالينوس، ورأى ابن سينا وابن رشد. وأخيرًا خرج الشاعران إلى مكان أَعوزَه ما يبدِّد الظلمات.

(١) حطم النومَ العميق في رأسي رعدٌ ثقيل،٢ حتى هاجني الفزع، كشخص صحا بعنفٍ واستيقظ.
(٣) وحينما استويتُ قائمًا، حرَّكتُ عينيَ المرتاحةَ فيما حولي،٣ ونظرتُ بإمعان لكي أعرف المكان الذي كنتُ فيه.
(٧) حقًّا لقد وجدتُ نفسي على الحافة من وادي الهاوية الأليم، الذي يتلقى دويَّ صرخاتٍ لا تنتهي.
(١٠) كان مظلمًا عميقًا ملبدًا بالسحب، حتى إني حينما حدَّقتُ ببصري في أعماقه، لم أتبين فيه شيئًا.٤
(١٣) وبوجه شاحبٍ٥ بدأ شاعري: «الآن فلنهبط هنا — أسفل — في العالم الأعمى، وسأكون أنا الأول، وأنت الثاني.»٦
(١٦) قلت وقد لاحظتُ لونَ وجهه: «كيف أمضي وأنت خائف، وقد اعتدتَ أن تُطمئنني عند الشك؟»٧
(١٩) أجابني: «إن عذاب القوم الذين هم هنا في أسفل،٨ يرسم على وجهي ذلك الأسى٩ الذي تحسبه خوفًا.
(٢٢) دعنا نذهب؛ لأن الطريق الطويل يدفعنا إلى ذلك.»١٠ هكذا دخل وجعلني أدخل إلى الحلقة الأولى، التي تحيط بالهاوية.١١
(٢٥) لم يكن هنا بكاءٌ حسبما يُسمع، ولكن كانت تنهدات،١٢ جعلَت الهواء الأبدي يرتعد منها.
(٢٨) وصدر هذا عن ألمٌ بغير تعذيب،١٣ نالته حشود كانت كثيرة وكبيرة، من الأطفال والنساء والرجال.
(٣١) قال أستاذي الطيب: «إنك لا تسأل: أيةُ أرواحٍ هذه التي تراها؟١٤ الآن أريد أن تعرف، وقبل أن توغل في المسير،
(٣٤) أنهم لم يأثموا، وإذا كانت لهم فضائل، فهي لا تكفي؛ لأنهم لم ينالوا التعميد،١٥ الذي هو بابٌ للعقيدة التي تؤمن بها.
(٣٧) وإذا كانوا قد عاشوا قبل المسيحية، فإنهم لم يعبدوا الله كما ينبغي، وأنا نفسي واحدٌ من بين هؤلاء.١٦
(٤٠) بمثل هذه العيوب أصبحنا من الهالكين، لا بخطيئةٍ أخرى، وعذابنا الوحيد أن نعيش في شوقٍ لا يحدوه أمل.»١٧
(٤٣) أخذ بقلبي أسًى مريرٌ حينما سمعته؛ لأني عرفتُ أن قومًا ذوي قدْر عظيم، كانوا مُعلَّقين في ذلك اللمبو.١٨
(٤٦) بدأتُ، وأنا راغب في الوثوق من ذلك الإيمان الذي يغلب كلَّ خطأ: «قل لي يا سيدي، أخبِرني أستاذي،
(٤٩) ألم يخرج أحدٌ من هنا أبدًا، بجدارته أو بفضل غيره، فأصبح بعدُ سعيدًا؟» وذاك الذي فهم كلامي الخفي،١٩
(٥٢) أجاب: «كنتُ جديدًا على هذه الحال، حينما رأيتُ قادرًا٢٠ يأتي هنا، متوجًا بعلامة النصر.٢١
(٥٥) وانتزع منا شبح أبينا الأول،٢٢ وشبح ابنه قابيل،٢٣ وشبح نوح،٢٤ وموسى المشرِّع المطيع،٢٥
(٥٨) والبطريق إبراهيم،٢٦ والملك داود،٢٧ وإسرائيل،٢٨ ومعه والده وأولاده، وراحيل،٢٩ التي فعل إسرائيل من أجلها الكثير،٣٠
(٦١) وكثيرين غيرهم، وجعلهم سعداء؛ وأريد أن تعلم أنه لم تُنقَذ من قبلهم أرواح بشرية.»
(٦٤) لم نتوقف عن المسير بينما كان يتكلم، ولكنا مضينا في اختراق الغابة،٣١ أعني غابة الأرواح المزدحمة.
(٦٧) لم يكن طريقنا قد استطال بعدُ، منذ أن أخذني النوم، حينما رأيتُ نارًا، تغلب عالمًا من الظلمات.٣٢
(٧٠) وكنا لا نزال نبعد عنها قليلًا،٣٣ ولكن إلى حد لا يمنع من أن أتبين نوعًا أن قومًا أمجادًا شغلوا ذلك الموضع.٣٤
(٧٣) قلت: «أنت يا مَن تُمجِّد كلَّ علمٍ وفن،٣٥ مَن هؤلاء أصحاب مثل هذا المجد، الذي يميزهم عن حال الآخرين؟»
(٧٦) أجابني: «إن ذكراهم المجيدة التي يتردد صداها في حياتك في أعلى،٣٦ تُكسِبهم في السماء الفضلَ الذي يميزهم هكذا.»٣٧
(٧٩) سمعتُ وقتئذٍ صوتًا يقول:٣٨ «مجِّدوا الشاعر الأعظم،٣٩ إن شبحه يعود وكان قد ارتحل.»٤٠
(٨٢) وبعد أن توقف الصوت وسكت، رأيت أشباح عظماء أربعة قادمين نحونا، ولم يكن لهم مظهر الحزن ولا البِشر.
(٨٥) بدأ أستاذي الطيب يقول: «انظر إلى مَن حمل بيده ذلك السيف، ويأتي أمام ثلاثة كأنه السيد.٤١
(٨٨) ذاك هوميروس أمير الشعر، والآخر الذي يأتي من بعده هو هوراتيوس الساخر،٤٢ والثالث أوفيديوس،٤٣ والأخير لوكانوس.٤٤
(٩١) ولأن كلًّا منهم يشترك معي في الاسم،٤٥ الذي نطق به الصوت الوحيد،٤٦ فهم يشرفونني، وبذا يحسنون صُنعًا.»٤٧
(٩٤) هكذا رأيتُ المدرسة الجميلة مجتمعةً؛٤٨ مدرسة ذلك السيد صاحب القصيدة العظمى،٤٩ الذي يُحلِّق فوق الآخرين كالنسر.
(٩٧) وبعد أن تحادثوا معًا قليلًا،٥٠ التفتوا إليَّ بإيماءة تحية، فابتسم أستاذي لذلك.٥١
(١٠٠) وأضفَوا عليَّ فوق ذلك مجدًا أعظم؛ لأنهم جعلوني واحدًا من زمرتهم، فأصبحت السادس بين هؤلاء الحكماء.٥٢
(١٠٣) وهكذا ذهبنا حتى ذلك النور، ونحن نتحدث عن أمور يَحسُن السكوت عنها،٥٣ كما حَسُن الكلام هناك حيث كنا.٥٤
(١٠٦) جئنا إلى أسفل قلعة نبيلة، محاطة سبع مرات بأسوار عالية، ومحمية من حولها بجدول جميل.٥٥
(١٠٩) هذا عبرناه كأرضٍ صُلبة،٥٦ ودخلتُ سبعة أبوابٍ مع هؤلاء الحكماء، ووصلنا إلى مرعًى ذي خضرة نضرة.
(١١٢) كان هناك قوم ذوو عيون هادئة وقورة، وفي وجوههم أمارات سلطانٍ عظيم، تكلموا نادرًا، وبأصوات رقيقة.٥٧
(١١٥) وهكذا انتحينا إلى أحد الجوانب، في مكان مكشوفٍ مستشرف مضيء، يمكن أن يُرَوا منه جميعهم.٥٨
(١١٨) وهناك قبالتنا فوق خضرة منقوشة، تبدَّت لي النفوس العظيمة،٥٩ التي شعرتُ في نفسي بالفخر لرؤياها.٦٠
(١٢١) رأيتُ٦١ إليكترا،٦٢ مع رفاق كثيرين، وعرفتُ من بينهم هيكتور،٦٣ وإينياس،٦٤ وقيصر المسلَّح٦٥ بعينَي الصقر.٦٦
(١٢٤) ورأيت كاميلا٦٧ وبانتسيليا٦٨ في الجانب الآخر، ورأيت لاتينوس الملك،٦٩ الذي جلس مع ابنته لافينيا.٧٠
(١٢٧) ورأيت بروتس،٧١ هذا الذي طرد تاركوينيوس،٧٢ ولوكريتزيا،٧٣ وجوليا،٧٤ ومارتزيا،٧٥ وكورنيليا،٧٦ وفي جانبٍ٧٧ رأيت صلاح الدين وحيدًا.٧٨
(١٣٠) وحينما رفعتُ عينيَّ إلى أعلى قليلًا، رأيت أستاذ الذين يعلمون،٧٩ يجلس بين أسرةٍ فلسفية.٨٠
(١٣٣) وكلهم ينظر إليه، ويُمجِّده الجميع، وهنا رأيت سقراط٨١ وأفلاطون،٨٢ اللذين وقفا أقرب إليه من الآخرين،
(١٣٦) وديموقريطس،٨٣ الذي يجعل العالمَ وليدَ الصدفة، وديوجينس،٨٤ وأناجزاجوراس،٨٥ وطاليس،٨٦ وإيمبيدوقليس،٨٧ وهيراقليطس،٨٨ وزينون.٨٩
(١٣٩) ورأيتُ ذلك الطيب جامعَ الخصائص، أعني ديوسقوريدس،٩٠ ورأيت أورفيوس،٩١ وتوليوس،٩٢ ولينوس،٩٣ وسينيكا الخلقي،٩٤
(١٤٢) وإقليدس الهندسي،٩٥ وبطليموس،٩٦ وهيبوقراطيس،٩٧ وابن سينا،٩٨ وجالينوس،٩٩ وابن رشد، الذي صنع التفسير الكبير.١٠٠
(١٤٥) ولا أستطيع أن أصوِّرهم كلهم تمامًا؛ لأن الموضوع الطويل يدفعني، حتى إنه كثيرًا ما يقصِّر الكلام عن الواقع.١٠١
(١٤٨) جماعة الستة تنخفض إلى اثنين.١٠٢ وفي طريق آخر يقودني الدليل الحكيم، خارج منطقة السكون، إلى الهواء المرتعد.١٠٣
(١٥١) وأبلغ١٠٤ مكانًا ليس به ما يضيء.١٠٥
١  هذه أنشودة من ماتوا دون أن ينالوا التعميد، أو أنشودة اللمبو.
٢  يقول بعض النقاد إن هذا الرعد جاء عقب البرق الذي ذكره دانتي في آخر القصيدة السابقة. ويرى آخرون أنه كناية عن صوت المعذبين الذي سنلقاه بعد قليل.
٣  استراح دانتي في أثناء النوم الذي أثقل أجفانه.
٤  لم يتبين دانتي شيئًا لعُمق الجحيم.
٥  شحب لون فرجيليو لتأثره وعطفه على المعذبين.
٦  يسير فرجيليو ويتبعه دانتي، وفي هذه الألفاظ تعاطف وولاء بين الشاعرين.
٧  يحمل الشك هنا معنى الخوف؛ لأن دانتي ظن أن فرجيليو قد ساده الخوف والفزع، وهو بهذا يحكم عليه حكمَه على نفسه.
٨  يقصد المعذبين في اللمبو (Limbo من لمبوس — Limbus — اللاتينية)، أي: الحافة أو الطرف أو المنطقة الواقعة عند الحدود، وهذه هي الحلقة الأولى في الجحيم.
٩  شرح فرجيليو أن تغيُّر لونه كان بسبب عذاب رفقائه في اللمبو، ولكن سؤال دانتي رده إلى القيام بواجبه كدليل في هذه الرحلة الطويلة.
١٠  يستحثُّ فرجيليو دانتي للسير بسبب طول الرحلة.
١١  هذا هو اللمبو، مكان من لم ينالوا التعميد المسيحي. خالف دانتي الفكرة المسيحية عن اللمبو عند القديس توماس الأكويني، الذي يجعله على مقربة من الجحيم، وليس جزءًا منه ومقدمة له:
D’Aq., Sum., Th., III, Sup., 9, LXIX, 5.
١٢  لم تكن هناك وسيلة سوى السمع لمعرفة ما بداخل الجحيم، وذلك لتعذُّر الرؤية.
١٣  أحس هؤلاء جميعًا بألم النفس دون أن ينالهم تعذيب جسدي.
١٤  هذا يعني أن دانتي كان يسير في صمت، وربما سكت للرهبة التي استولت عليه. وأدرك فرجيليو ما مر بخاطره، وأخذ يشرح له الأمر.
١٥  لم ينالوا التعميد لأنهم ماتوا قبل ظهور المسيحية، أو ماتوا ولم يُعمَّدوا في العهد المسيحي.
١٦  هذا تعبير عن أسف فرجيليو؛ لأنه حُرم من الفردوس عند دانتي.
١٧  عاش هؤلاء دون أمل في الخلاص.
وهناك بعض الشبه بين أهل اللمبو وأهل الأعراف في التراث الإسلامي، الذين يطمعون ويتشوقون إلى الجنة، مثل أطفال المشركين، والعلماء الذين ضيعوا ثمرة علمهم، والملائكة الذكور:
القرآن، الأعراف: ٤٦.
علاء الدين بن محمد البغدادي، المعروف بالخازن، تفسير القرآن الجليل المسمَّى لُباب التأويل في معاني التنزيل، القاهرة، ١٣١٢ﻫ، ج٢، ص٩٢.
محمد بن محمد الحسيني الزبيدي، الشهير بمرتضى، كتاب إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين، لأبي حامد الغزالي، القاهرة، ١٣١١ﻫ، ج٨، ص٥٦٥.
١٨  تألم دانتي لمصير هؤلاء المعذبين المعلقين في اللمبو.
١٩  أي: الكلام المستتر. لم يشأ دانتي أن يُظهر شكه في هبوط المسيح إلى اللمبو لإنقاذ بعض النفوس، فألقى بهذا السؤال.
٢٠  يقصد يسوع المسيح. وورد هذا في «الكتاب المقدس»:
S. Pietro, III, 99.
وقد رسم أندريا دي بونايوتو (١٣٤٣–١٣٧٧) صورة لنزول المسيح إلى اللمبو، وهي في مُصلَّى الإسبان في كنسية سانتا ماريا نوفيلا في فلورنسا.
وألَّف أنتونيو سالييري (١٧٥٠–١٨٢٥) ألحان أوراتوريو عن نزول المسيح إلى اللمبو:
Salieri Antonio: Gesù nel Limbo, oratorio, Vienna, 1803.
٢١  يقصد هالة تمثل الصليب، وهي صورة المسيح في فن العصور الوسطى.
٢٢  يعني آدم، الأب الأول للبشر، وجعل دانتي مكانه في الفردوس، وكذلك «الكتاب المقدس»:
Par., XXXII, 120.
Gen., III, 22–24.
٢٣  قابيل (Abel): الابن الثاني لآدم.
٢٤  نوح (Noé): هو صاحب الطوفان. كما ورد في «الكتاب المقدس»، وجعل دانتي مكانه في الفردوس:
Gen., IX, 13–17.
Par., XXVI, 82–142.
٢٥  موسى (Moisé): هو نبي إسرائيل، ومكانه الفردوس:
Par., XXXII, 130–132.
Matt, XVII, 3-4; Gerem, XV, 1.
٢٦  إبراهيم (Abraam) الذي أراد التضحية بابنه إسحق:
Jos., I, 1, 2, 7, ccc.
ويوجَد رسم لإبراهيم — ومعه إقليدس — من عمل أندريا دي بونايوتو (١٣٤٣–١٣٧٧)، وهو في كنيسة سانتا ماريا نوفيلا في فلورنسا.
٢٧  داود (David): ملك إسرائيل، ومكانه الفردوس:
Par., XXV, 72; XXXII, 11.
Sal., I, 16; XXII, 1; CXII, 6-7.
٢٨  يعقوب (Jacob) بن إسحق، مكانه الفردوس:
Par., XXXII, 68.
Gen., XXXII, 28.
٢٩  راحيل زوجة يعقوب. انظر أنشودة ٢، هامش ٤٣.
٣٠  لكي يتزوج يعقوب (الذي تَسمى بإسرائيل) من راحيل؛ خدم أباها عدة سنوات:
Gen., XXIX, 20, 30.
٣١  كان ازدحام النفوس مثل غابة كثيفة، وبهذا يقارب دانتي بين الإنسان والنبات.
٣٢  هذا العالم — أي: الجحيم — له شكل دائري؛ لأنه في صورة مخروط.
٣٣  أي: على مسافة قليلة من النار.
٣٤  يعني اللمبو.
٣٥  يريد أن يقول إن فرجيليو مجَّد العلم والفن بمؤلَّفاته.
٣٦  يقصد ذكرى الأمجاد التي يتردد صداها في الدنيا.
٣٧  الذكرى الطيبة في الأرض تنفعهم في السماء.
٣٨  لم يذكر دانتي اسم صاحب الصوت. يرى بعض النقاد أنه صوت هوميروس أمير الشعراء.
ورسم يوجين ديلاكروا (١٧٩٨–١٨٦٣) صورة اللمبو في جحيم دانتي، ويظهر فيها فرجيليو وهو يُقدِّم دانتي إلى هوميروس ورفاقه، والصورة في قبة المكتبة بقصر اللكسمبورج في الحي اللاتيني في باريس. وكان ديلاكروا من المقدرين لعبقرية دانتي، والمتأثرين بشعره.
٣٩  أي: فرجيليو. وستطلق الأجيال التالية هذه الكلمات على دانتي نفسه.
٤٠  أي: إنه كان قد ذهب إلى الغابة المظلمة لإنقاذ دانتي:
Inf., I, 61 …
٤١  هوميروس (Homerus): أمير الشعراء، صاحب الإلياذة والأوديسة، أكبر آثار الإغريق في الشعر. ويمتاز شعره بالقوة والصفاء ودقة التعبير، وقد صوَّر الميتولوجيا القديمة، ورسم حياة الآلهة والإنسان. ولم يعرف دانتي هوميروس مباشرةً، ولكنه عرف أشياء عنه من بعض ملخصات لاتينية، وعن مؤلفات أرسطو وهوراتيوس. ويسير الشعراء الأربعة وعليهم أمارات العبقرية، ويملئون المكان بفنهم الرفيع.
ويوجَد تمثال نصفي من المرمر لهوميروس، من القرن ٩ق.م.، وهو في المتحف الوطني في نابلي. وله رسم من عمل رمبرانت (١٦٠٦–١٦٦٩)، وهو في متحف الفن في لاهاي.
٤٢  هذا هو كوينتوس هوراتيوس (٦٥–٨ق.م. Quintus Horatius): شاعر لاتيني امتاز بالشعر التهكمي والغنائي، وله كتاب عن فن الشعر.
٤٣  بوبليوس أوفيديوس نازو (٤٣ق.م.–١٧م Publius Ovidius Naso): شاعر لاتيني امتاز بكتابته عن الميتولوجيا القديمة التي أفاد منها دانتي، وعلى الأخص كتاب التحولات (Metamorphoseos).
٤٤  ماركوس أنايس لوكانوس (٢٩–٦٥م Marcus Annaeus Lucanus): شاعر لاتيني كتب فارساليا (Pharsalia)، التي تتناول الكفاح بين قيصر وبومبي، واستمد منه دانتي بعض معلوماته.
٤٥  يقصد لقب الشاعر الأعظم.
٤٦  يعني صوت هوميروس الذي نطق بذلك اللقب بالنسبة لفرجيليو.
٤٧  يفخر دانتي بأنه في مستوى هؤلاء الشعراء العظام.
٤٨  هي مدرسة هوميروس، وتُسمَّى المدرسة الجميلة لأن الفن هو الجمال. وتقابل الأسرة الفلسفية التي اجتمعت حول أرسطو، كما سيأتي بعد.
٤٩  أي: الإلياذة.
٥٠  أي: تحدثوا عن دانتي.
٥١  ابتسم فرجيليو علامة الرضا لِما نال تلميذه من رفعة القدر.
٥٢  يلاحظ الناقد فرنتشسكو دوفيديو أن دانتي قد ذكر في المطهر أسماء بعض شعراء اللاتين على أنهم من أهل اللمبو، مثل تيرينتيوس وبلاوتوس وفارو، ولكن هذا لا يمنع أن دانتي أعد نفسه السادس بعد العظماء الذين ذكرهم آنفًا:
Purg, XXII, 97–100.
٥٣  تكلموا عن الشعر والفن.
٥٤  كان يؤثر دانتي أن يكون الحديث عن الشعر والفن حيث لقي جماعة الشعراء، وليس في الطريق.
٥٥  يرى بعض النقاد أن القلعة رمز للعلم يحوطها سياج العلوم، مثل النثر والخطابة والهندسة والموسيقى، والنُّهَير رمز لاستعداد العقل لتلقِّي العلم. ويرى غيرهم أن القلعة رمز للفلسفة، يحوطها سياج الطبيعة وما وراء الطبيعة والأخلاق والسياسة … ووصفُ القلعة وأسوارها مأخوذ من صور القلاع في العصور الوسطى. وجعلها دانتي موطن النفوس العظيمة من أبطال العالم القديم وشعرائه وفلاسفته، وهي نوع من المطهر الدائم لهذه النفوس، وإن كان موضعها في مقدمة الجحيم.
وفي التراث الإسلامي بعض الشبه بقلعة في الفردوس محاطة بثمانية أسوار:
محيي الدين بن عربي، كتاب الفتوحات المكية، القاهرة، ١٢٩٣ﻫ، ج٢، ص٥٦٧، ٥٧٨.
Palacios, op. cit., p. 84.
٥٦  يعني أنهم مروا بأرض صلبة، مما يجعل السير عليها سهلًا.
٥٧  هكذا رسم دانتي صفات عظماء الفلاسفة بهذه الكلمات القليلة. واستمد دانتي ذلك من ملاحظته لحركات الناس وأصواتهم، وكان هو نفسه قليل الكلام.
٥٨  يقصد المجتمعين في القلعة، وسيأتي ذكرهم بعد.
٥٩  أي: أبطال العالم القديم، وعظماء الفلاسفة والعلم الأقدمون. وموضعهم على التوالي: ١٢١–١٢٩، ١٣٠–١٤٤.
٦٠  أحس دانتي بالفخر عندما رأى هؤلاء العظماء.
٦١  طريقة تعداد أسماء من يراهم الشاعر مقتبسة عن الشعر القصصي القديم.
٦٢  إليكترا (Electra): من شخصيات الأساطير اليونانية، وهي ابنة أتلاس، وزوجة جوبيتر زعيم الآلهة عند الرومان، ووَلدت داردانوس أبا أهل طروادة:
Virg., Æn., VIII, 134 …
وقد ألَّف ريتشارد شتراوس (١٨٦٤–١٩٤٩) ألحان أوبرا إليكترا:
Strauss, Richard: Electra, opera, Dresda, 1906–1908 (Cet).
٦٣  هيكتور (Hector): أكبر أبناء برياموس ملك طروادة، وزوج أندروماخ، وزعيم الطرواديين عندما حاصرها الإغريق في حرب طروادة، وقتله أخيل بطل الإغريق، ومجَّده هوميروس وفرجيليو. ووضعه دانتي في اللمبو، وذكره في الفردوس:
Virg., Æn., II, 281.
Humérus, III, II, 816; VI, 394 …; XII, 727; XXII, 35–404; XXIV, 14.
Par., VI, 68.
ويوجَد رسم لهيكتور في كتاب جوستو دي مينابووي من القرن ١٤، وهو في متحف كورسيني في روما.
٦٤  إينياس أحد أبطال طروادة، ومؤسس روما كما تقول الأساطير، وسبقت الإشارة إليه في الأنشودة ١، سطر ٧٤، حاشية ٣٧.
٦٥  قيصر من أعظم قواد الرومان، ويُعَد أول أباطرتهم. سبقت الإشارة إليه في الأنشودة ١، سطر ٧٠، حاشية ٣٢.
٦٦  يعني أنه كان يمتاز بعينين واسعتين مليئتين بالحيوية.
٦٧  سبق الكلام عن كاميلا في الأنشودة ١، سطر ١٠٧، حاشية ٥٣.
٦٨  بانتسيليا (Pentesilea) ابنه مارس وأورتيرا، واشتهرت بالشجاعة والجمال، وكانت ملكة الأمازون، وساعدت الطرواديين بعد مقتل هكتور، وقتلها أخيل:
Virg., Æn., I, 490–493.
ويوجَد رسم لبانتسيليا في كتاب جوستو دي مينابووي من القرن ١٤، وهو في متحف كورسيني في روما.
وألَّف أوتمار شيك (١٨٨٦–١٩٥٧) ألحان أوبرا عن بانتسيليا:
Schoeck, Othmar: Penthesilia, opera, Dresda, 1927.
٦٩  لاتينوس (Latinus): ملك لاتزيوم، وأبو لافينيا:
Virg., Æn., VII, 72.
٧٠  لافينيا (Lavinia): زوجة إينياس الثالثة، وكان أبوها لاتينوس قد وعد بزواجها من تورنوس ملك الروتوليين، وبسببها وقعت الحرب بينه وبين إينياس.
وتوجَد صورة صغيرة تمثِّل الملك لاتينوس يزوِّج ابنته لافينيا لإينياس، وترجع إلى القرن ١٤، وهي في مكتبة كيدجي في روما.
وقد وضع مونتفردي (١٥٧٦–١٦٤٣) مؤلَّفًا موسيقيًّا عن زواج إينياس ولافينيا:
Monteverdi, Claudio: Nozze d’Enea con Lavinia, opera, Venezia, 1641 (Perdute).
٧١  لوتشيوس بروتس (Lucius Brutus) الذي طرد تاركوينيوس المتغطرس، وأقام الجمهورية في روما في أواخر القرن السادس قبل الميلاد:
Virg., VI, 821-822.
٧٢  لوتشيوس تاركوينيوس المتغطرس (٥٣٤–٥١٠ق.م. Lucius Tarquinius Superbus). حكمَ روما حكمًا مستبدًّا، واشترك لوتشيوس بروتس في التآمر عليه وطرده من روما.
٧٣  لوكريتزيا (Lucrezia)، هي زوجة تاركوينيوس كولانتينوس، التي اعتدى عليها ابن تاركوينيوس العظيم السالف الذكر.
وتوجَد صورة صغيرة للوكريتزيا وطرد الملك تاركوينيوس، وترجع إلى القرن ١٤، وهي في مكتبة كيدجي في روما. ولها صورة من عمل رمبرانت (١٦٠٦–١٦٦٩)، وهي في المتحف الوطني في واشنجطون.
٧٤  جوليا (Julia)، هي ابنة يوليوس قيصر، وزوجة بومبي الكبير:
Lucan, Pharsalia, I, 113–118.
٧٥  مارتزيا (Marzia)، هي ابنة ماركيوس فيليبوس، وزوجة كاتوني الثانية:
Luc., Phars., II, 328 …
٧٦  كورنيليا (Corniglia)، هي ابنة شبيوني الأفريقي، وزوجة تيبريوس جراكوس. وهي رمز للأم الرومانية في المجتمع القديم. وسيذكرها كاتشاجويدا في الفردوس:
Par., XV, 129.
٧٧  هذا هو صلاح الدين الأيوبي (١١٣٧–١١٩٣م Saladino)، مؤسس الدولة الأيوبية في مصر والشام، وبطل الحروب الصليبية. أثار إعجاب العالم المسيحي بشجاعته وفروسيته وتسامحه وسعة أفقه. ووضعُ صلاح الدين في هذا الموضع لا يعني عدم تقدير دانتي له، وبالعكس لقد أبدى دانتي إعجابه به، ومجَّده على طريقته، بوضعه في هذا المكان في اللمبو مع حكماء العالم القديم وعظمائه وأبطاله، الذين تمنى أن يكون هو نفسه في زمرتهم في الحياة الآخرة.
ويوجَد رسم لصلاح الدين في كتاب جوستو دي مينابووي، من القرن ١٤، وهو في متحف كورسيني في روما.
٧٨  وقف صلاح الدين بمفرده؛ ربما لأنه ينتمي إلى عقيدة تخالف المسيحية، أو ربما لأنه لم يكن رومانيًّا، ولعل دانتي أراد أن يصوره كأحد أبطال الأساطير. وهو رمز للمثل الأعلى الإسلامي عند دانتي.
٧٩  أرسطو المعلم الأول (٣٨٤–٣٢٢ق.م. Aristotle)، تلميذ أفلاطون، ومعلم الإسكندر، وزعيم فلاسفة اليونان، وأثَّر في مجرى التفكير الفلسفي والعلمي في العالم. وكتب في الأخلاق والسياسة والطبيعة. وأصبحت له شهرة في العصور الوسطى، وترجم الإمبراطور فردريك الثاني مؤلفاته إلى اللاتينية عن العربية، وتأثر به توماس الأكويني في وضع الفلسفة المدرسية. وسماه دانتي في «الوليمة» معلم الفلاسفة، وأستاذ العقل البشري، والفيلسوف المُمجَّد، وأشار إليه وإلى مؤلفاته في أكثر من موضع من الكوميديا وسائر كتاباته. واطلع دانتي على آثاره المترجمة إلى اللاتينية، وعلى ترجمة غير جيدة لعلم الأخلاق باللهجة الفلورنسية.
٨٠  استوحى الفنان رافايلو (١٤٨٢–١٥٢٠) من وصف دانتي صورة مدرسة أثينا الموجودة في الفاتيكان في روما، وهي تمثِّل الفلاسفة والعلماء الأقدمين وقد وقفوا في أوضاع مختلفة، وتعبر عن عقولهم وعلومهم.
٨١  سقراط (٤٦٩–٣٩٩ق.م. Socrates)، بدأ حياته نحاتًا، ثم اشتغل بالجندية والتدريس. كان أحكم أهل عصره، وامتاز بعقله المبدع وبحبه للمعرفة. ولم يحفل بممتلكات الدنيا، وسعى إلى استكمال العقل والروح، وبحث الماهية، وسعى إلى الاستدلال القياسي والاستقرائي، واعترف بجهله في سبيل البحث عن الحقيقة. وهاجم السفسطائية التي تجعل الفرد محور الوجود، واتُّهم بإفساد الشباب اليوناني وإنكار الآلهة. وحُكم عليه بالإعدام، وقَبِل الحكم ولم يهرب. ويُعَد الشهيد الأول للعقل. لم يؤلف كتبًا، ولكن بعض آرائه قد وردت في مؤلفات تلميذه أفلاطون.
٨٢  أفلاطون (٤٢٧–٣٤٧ق.م. Platone): تلميذ سقراط وأستاذ أرسطو. تسوده روح إلهية وتطلع إلى المثل الأعلى، وأسس الأكاديمية. وكتب المحاورات، ومنها فيدون والجمهورية والتيماوس، وعرف دانتي كتابه الأخير على الأخص، عن طريق تشيشيرون وتوماس الأكويني.
٨٣  ديموقريطس (٤٦٠–٣٦١ق.م. Dimocritus): فيلسوف يوناني، وأول من تكلم عن نظرية الذرة. عرفه دانتي عن طريق تشيشيرون:
Cicerone, De Natura Deorum, I, 24.
٨٤  ديوجينس (٤٠٤–٣٢٥ق.م. Diogenes): فيلسوف يوناني، كان يحتقر مُتع الحياة. عرفه دانتي عن طريق القديس أوغسطين.
٨٥  أناجزاجوراس (٥٠٠–٤٢٨ق.م. Anaxagoras): فيلسوف يوناني آمن بعقل واحد يحكم العالم. عرفه دانتي عن طريق تشيشيرون:
Cic., Academica, I, 13; II, 31; Tusculan Disputations, I, 43.
٨٦  طاليس (٦٣٩–٥٤٦ق.م. Thales): فيلسوف يوناني أسس المدرسة الأيونية في الفلسفة والرياضة. واعتقد أن الماء أصل الوجود.
٨٧  إيمبيدوقليس (٤٩٠–٤٣٠ق.م. Empedocles): فيلسوف صقلي، يرى أن الوجود يرجع إلى العناصر الأربعة. عرفه دانتي عن طريق تشيشيرون.
٨٨  هيراقليطس (مات حوالي ٥٠٠ق.م. Heraclitus): فيلسوف يوناني يرى أن النار أصل الوجود. عرفه دانتي عن طريق تشيشيرون:
Cic., Acad., IV, 37; Tusc., V, 36.
٨٩  زينون (وُلد في أواخر القرن ٥ق.م. Zenon): فيلسوف يوناني له بحوث في حقيقة الحركة. وربما قصد دانتي زينون الفيلسوف اليوناني الذي وُلد في أواخر القرن ٤ق.م.، وهو مؤسس المدرسة الرواقية.
٩٠  ديوسقوريدس (عاش في القرن الأول ق.م. Dioscorides): طبيب يوناني وضع كتابًا في خصائص الأعشاب الطبية.
٩١  أورفيوس (Orpheus): شاعر وموسيقي من شخصيات الأساطير اليونانية، ويُقال إن موسيقاه كانت تجذب الأحجار والحيوانات من ورائه. تزوج إيريديس التي ماتت بلدغ أفعى، فهبط إلى العالم الأسفل باحثًا عنها، وأثرت موسيقاه في برسيفون إلهة ذلك العالم، فبعثت إيريديس إلى الحياة، واشترطت عليه ألا ينظر إليها وهي تسير وراءه في العالم الأسفل، ولكنه نسي ونظر إليها، فذهبت إلى الأبد. وقتلت المانياديات من أهل تراقيا أورفيوس، وطاف رأسه على الماء حتى وصل إلى جزيرة لسبوس حيث دُفن. وعرف دانتي أورفيوس عن طريق أوفيديوس:
Ov., Met., XI, I …
ويوجَد رسم بالموزايكو على الأرض يمثِّل أورفيوس يعزف على القيثارة، ومن حوله اجتمعت الحيوانات، ويرجع هذا الرسم إلى القرن الأول الميلادي، وهو في المتحف الوطني في باليرمو. وكذلك يوجَد حفر من المرمر يمثِّل أورفيوس وإيريديس، ويرجع إلى القرن ٤ق.م.، وهو في المتحف الوطني في نابلي.
وقد وضع أكثرُ من موسيقيٍّ ألحان أوبرات أو ألحانًا غنائية عن أورفيوس، فنجد مونتفردي (١٥٧٦–١٦٤٣) وضع أوبرا عنه يصوِّر هبوطه إلى أعماق الجحيم لكي يأتي بإيريديس، وكاد ينجح في نيل بغيته بفضل سحر موسيقاه لملك الجحيم، لولا أنه لم يسمع نصحه ونظر إلى الخلف، فذهب سعيه سدًى. وألَّف رامو (١٦٨٣–١٧٦٤) لحنًا غنائيًّا عن أورفيوس. ووضع جلوك (١٧١٤–١٧٨٧) ألحان أوبرا أورفيوس وإيريديس، وفيها نجح أورفيوس في العودة بمحبوبته إلى الأرض بمعونة إله الحب. وألَّف برليوز (١٨٠٣–١٨٦٩) مؤلَّفًا موسيقيًّا غنائيًّا عن أورفيوس. وكذلك وضع أوفنباخ (١٨١٩–١٨٨٠) ألحان أوبيريت عن أورفيوس في الجحيم:
Monteverdi, Claudio: Orfeo, opera, Mantova, 1607 (Vox).
Rameau J. Philippe: Orphée, cantata, Paris prima del 1772 (DGG ARC).
Gluck, Chr., Willard: Orpheus and Eurydice, opera, Vienna, 1762 (Decca).
Berlioz, Hector: La Mort d’Orphée, musica vocale, Paris, 1827.
Offenbach, Jacques: Orphée aux Enfers, operette, Paris, 1858 (Telefunken).
٩٢  هو ماركوس توليوس تشيشيرون (١٠٦–٤٣ق.م. Marcus Tullius Cicerone)، كاتب وفيلسوف وسياسي روماني، وهو من أتباع الأكاديمية الجديدة، آمن بالله وحرية الإرادة، وأخذ عن فلاسفة اليونان ما وافق عقله، وحاول التوفيق بين المذاهب المتعارضة، وكتب في الخطابة، والتكهن بالغيب، والأكاديمية، والواجب، والصداقة.
٩٣  لينوس (Linus): شاعر وموسيقي من شخصيات الأساطير اليونانية، وهو أستاذ أورفيوس. وعرفه دانتي عن طريق فرجيليو:
Virg., Ecl., IV, 55–57; VI, 67.
٩٤  لوسيوس أنايس سينيكا (٤ق.م.–٦٥م Lucius Annaeus Seneca): شاعر وفيلسوف روماني. كان معلم نيرون. وكتب في الأخلاق والفلسفة، ووضع تراجيديات. وقتله نيرون.
ورسم ديلاكروا (١٧٩٨–١٨٦٣) صورة لموت سينيكا بأمر نيرون، وهي في مكتبة قصر البربون في باريس.
٩٥  إقليدس (عاش في القرن ٤ق.م. Euclid)، الرياضي الإسكندري، كتب في الرياضة والعدسات والهندسة والموسيقى.
٩٦  كلاوديوس بطليموس (عاش في القرن ٢م Claudius Ptolemaeus)، الجغرافي الفلكي الرياضي المصري. تُرجمت مؤلفاته عن الفلك والجغرافيا من العربية إلى اللاتينية. وتقوم نظريته في الفلك على أساس الحركة الظاهرة لا الحقيقية، وعنده أن الأرض ثابتة ومركز الكون، وتدور الكواكب حولها، واتخذ اليابس أدنى المواقع بحكم ثقله، ويعلوه الماء والنار والهواء والأثير. ويوجَد في الأثير أو بعده ثماني سموات، وهي سماء القمر، وسماء عطارد، وسماء الزهرة، وسماء الشمس، وسماء المريخ، وسماء المشتري، وسماء زحل، وسماء النجوم الثابتة، ثم أُضيفت سماء الاعتدال، وسماء المحرك الأول أو سماء السموات. وأخذ دانتي بنظرية بطليموس التي ظلت سائدة في العصور الوسطى، حتى ظهور كوبرنيكوس وجاليليو، اللذين أثبتا أن الشمس مركز تدور من حوله كواكب وأجرام، منها الأرض.
ويوجَد نحت يمثل بطليموس وأمامه الكرة الأرضية، وهو من صنع أندريا بيزانو (حوالي ١٢٩٠–١٣٤٨)، وهو مما يتزين به برج الكاتدرائية في فلورنسا.
٩٧  هيبوقراطيس (٤٦٠–٣٥٦ق.م. Hippocrates)، الطبيب اليوناني، ويُعَد أبا الطب، واشتهر بتشخيص الأمراض، ويُعرف بأبيقراط.
٩٨  حسين بن عبد الله بن سينا (٩٨٠–١٠٣٦م Avicenna)، الفيلسوف والطبيب الإسلامي. وُلد في بخارى، وعاش في فارس. ومن مؤلفاته: النفس، والقانون في الطب والشفاء. واشتهر بالتعليق على أرسطو وجالينوس، وتُرجمت مؤلفاته إلى اللاتينية. وتأثر دانتي ببعض آرائه عن أثر الكواكب في حياة الناس، وعن الطريق اللبني في السماء، والفرق بين النور والبهاء، كما ورد في كتاب «الوليمة»، في طبعة أكسفورد لمؤلفات دانتي سنة ١٩٢٤:
Conv., II, 14 (27–32); II, 15 (69–77); III, 14 (38–41); IV, 21 (15–17).
وتوجَد صورة صغيرة لابن سينا في كتاب عبري يرجع إلى القرن ١٤ أو القرن ١٥، والكتاب في مكتبة جامعة بولونيا.
٩٩  كلاوديوس جالينوس (١٣١–٢٠١م Claudius Galinus)، الطبيب اليوناني. عاش في الأناضول والإسكندرية وروما. وكتب في الطب والفلسفة، وتُرجمت بعض كتبه من العربية إلى اللاتينية.
١٠٠  محمد بن أحمد بن رشد (١١٢٦–١١٩٨م Averrois)، الفيلسوف والطبيب الأندلسي. ويُعتبر أكبر شُراح أرسطو، وأحيا دراسته في العصور الوسطى. وكتب التعليق على كتاب النفس لأرسطو، وتُرجم إلى اللاتينية. تأثر به دانتي في السياسة، وفي العذاب والنعيم الروحي عن طريق ألبرتو الكبير وتوماس الأكويني.
ويوجَد رسم لابن رشد في كنيسة سانتا ماريا نوفلا بفلورنسا في مُصلَّى الإسبان، في صورة علوم الأرض، وقد ظهر مع أريوس وتوماس الأكويني، وربما كانت الصورة من عمل أندريا دا فيرنتزه في القرن ١٤.
١٠١  يعني أن الكلمات لا تسعفه كثيرًا، فيقصِّر وصفه عن تناول كل مشاهداته وخواطره.
١٠٢  أي: عندما يتجه فرجيليو ودانتي إلى متابعة رحلتهما، تقلُّ الجماعة المكونة من الشعراء الستة إلى رجلين اثنين.
١٠٣  أي: إنهما خرجا من الهواء الساكن في القلعة النبيلة إلى الهواء العاصف في اللمبو.
١٠٤  يستخدم دانتي الفعل المضارع لكي يزيد الموقف حياة.
١٠٥  أي: موضع لا يصله ضوء الشمس.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤