الأنشودة التاسعة١

شحب لون دانتي عندما وجد فرجيليو قد تغيَّر لونه لما أخفق في دخول مدينة ديس، وتنبه فرجيليو إلى ذلك، فأخفى ما ساوره، وأخذ يبعث الثقة في دانتي. ولكن فرجيليو عاد إلى التردد بين الشك والثقة، فزادت مخاوف دانتي. وأراد دانتي من ناحيته أن يجد سبيلًا للاطمئنان، فسأل فرجيليو إذا كان قد زار أعماق الجحيم من قبل، فأجابه بالإيجاب. رأى دانتي فوق البرج العالي ثلاث جنِّيات جهنميات تجمَعن بين صفات الطير والنساء، وقد تعلَّقت بهن الأفاعي، وأخذن يمزقن صدورهن بالأظفار، ويلطمن أنفسهم بالأكف، وحاولن استدعاء ميدوزا لكي تحوِّل دانتي إلى حجر حالَ رؤيته إياها، ولكن فرجيليو أداره إلى الوراء وأغمض عينيه وأنقذه من الخطر. وسمع دانتي دويَّ تكسُّر رهيب اهتز له شاطئا المستنقع، وكان ذلك أشبه بريح عاتية تحطم الأشجار وتدفع الوحوش والرعاة إلى الفرار. وهبط من السماء رسول، فهربت الشياطين كما تهرب الضفادع أمام الأفعى وتلتصق بقاع المستنقع. فتح رسول السماء باب مدينة ديس بضربة من صولجانه، وعنَّف الشياطين على صَلَفهم، ثم عاد من حيث أتى، وقد بدتْ عليه سيماء رجل تشغله مسائل أخرى. زالت مخاوف دانتي، ودخل الشاعران مدينة ديس بسلام. ورأى دانتي أمامه سهلًا فسيحًا مليئًا بالقبور، يشبه الأرض عند مدينتَي أرليس وبولا. وكانت تلك قبورَ المعذبين من الهراطقة، وقد وُضعوا في توابيت توهجت بألسنة اللهب، وهم يرسلون صرخات الألم. ومضى الشاعران إلى الأمام بين قبور المعذبين وأسوار مدينة ديس.

(١) ذلك اللون الذي رسمه الخَوَر عليَّ من الخارج، عندما رأيتُ دليلي يعود أدراجه، طوى بداخله سريعًا لونه الطارئ.٢
(٤) وتوقف منتبهًا كمن يتسمَّع؛ إذ لم تسعفه عيناه بالرؤية بعيدًا، في الهواء الأسود والضباب الكثيف.٣
(٧) وبدأ قائلًا: «علينا — حسبُ — أن نكسب المعركة،٤ وإلا٥ … إنها لكذلك مَن أسدتْ إلينا العون،٦ أواه! كم يبدو متأخرًا مجيء غيري هنا!»٧
(١٠) ورأيتُ في وضوحٍ كيف وارى ما بدأ به بالآخر، الذي أتى من بعد، وكان كاملًا مخالفًا للأول،٨
(١٣) ولكن حديثه على رغم ذلك قد بعث في نفسي الخوف؛ لأني فهمت من الكلام المقطَّع معنًى، ربما كان أسوأ مما ذهب إليه قصده.٩
(١٦) «ألم يهبط أحدٌ أبدًا من الحلقة الأولى١٠ إلى أعماق هذه الهوة البائسة، وليس له من عذابٍ سوى الأمل المفقود؟»١١
(١٩) ألقيتُ عليه هذا السؤال، فأجاب بقوله: «نادرًا ما يحدث أن يقوم أحدنا١٢ بهذه الرحلة التي أذهب فيها.
(٢٢) وفي الحق إني كنتُ من قبل مرة هنا في أسفل، عندما ناشدَتْني ذلك إريكتو تلك القاسية،١٣ التي استدعَت الأشباحَ إلى أجسادها.
(٢٥) وكنت قد تجردتُ من جسدي منذ قليل، عندما جعلتني أَنفُذ داخل ذلك السُّور،١٤ لكي أُخرج روحًا من حلقة يهوذا.١٥
(٢٨) ذلك هو أسفل مكانٍ وأشدُّه إظلامًا، وأبعدُه عن السماء التي تحيط بكل شيءٍ، إني أحسن معرفة الطريق، ولذا فلْتطمئنَّ نفسك.١٦
(٣١) وهذا المستنقع الذي ينفث تلك الروائح الخبيثة، يلتفُّ حول مدينة العذاب، التي لا نستطيع الآن دخولها دون غضب.»١٧
(٣٤) وقال غير هذا، ولكني لا أعيه في ذاكرتي؛ لأن عيني جذبتْ كل انتباهي،١٨ نحو البرج العالي ذي القمة المحمرَّة،١٩
(٣٧) حيث انتصبتْ في مكانٍ منه فجأةً ثلاثُ جنِّيات جهنميات مخضَّبات بالدم،٢٠ لهن أعضاء النساء وشكلهن،
(٤٠) وتمَنطَقن بهيدراتٍ٢١ شديدة الخضرة، وكان لهنَّ مكان الشَّعر أفاعٍ صغارٌ وأخرى ذواتُ قرون، أطبقتْ على وجوههن المرعبة.
(٤٣) وذاك٢٢ الذي عرف جيدًا وصائف ملكة البكاء الأبدي،٢٣ قال لي: «انظر الجنيات القاسيات؛٢٤
(٤٦) فهذه ميجيرا٢٥ في الجانب الأيسر، وتلك أليكتو٢٦ التي تبكي إلى اليمين، وفي الوسط تيزيفوني.»٢٧ وعندئذٍ لزم الصمت.
(٤٩) مزقتْ كلٌّ منهن صدرها بالأظافر، ولطمن أنفسهن بالأكف٢٨ وصرخن صراخًا مُدويًا، فالتصقتُ بالشاعر وقد تملَّكني الخوف.٢٩
(٥٢) قلن وهنَّ ينظرن جميعًا إلى أسفل: «تعالَي ميدوزا:٣٠ إننا سنحوِّله الآن إلى حجرٍ هكذا، لقد أخطأنا إذ لم ننتقم من تيزيوس على هجومه.»٣١
(٥٥) «استدِر إلى الوراء وأغلِق العينين إغلاقًا؛ لأن جورجون إذا ظهرتْ ورأتها عيناك،٣٢ فلن يكون هناك رجوعٌ إلى أعلى أبدًا.»٣٣
(٥٨) هكذا قال أستاذي، وأدارني بنفسه إلى الوراء ولم يثق بيديَّ وحدهما، بل بيديه أيضًا أغلق عينيَّ.٣٤
(٦١) وأنتم يا ذوي العقول السليمة، تأملوا ما يختفي وراء حجاب هذه الأبيات الغريبة، من مذهب واعتقاد.٣٥
(٦٤) وكان قد جاء فوق الأمواج المضطربة،٣٦ دويُّ تكسُّرٍ مليءٌ بالفزع،٣٧ جعل كلا الشاطئين يرتجفان.٣٨
(٦٧) لم يختلف هذا عن ريحٍ عاتيةٍ تولدتْ عن حرارة متضادة،٣٩ تعصف بالغابة دون توقف،
(٧٠) تحطِّم الفروعَ وتطرحها أرضًا وتحملها بعيدًا، وتمضي شامخةً تحدو زوبعةً من الغبار، وتدفع الوحوشَ والرعاة إلى الهرب.٤٠
(٧٣) فكَّ فرجيليو إسار عينيَّ وقال: «الآن وَجِّه زمام البصر٤١ إلى ذلك الزبد القديم، هناك حيث ذلك الضباب أكثف ما يكون.»
(٧٦) وكالضفادع أمام عدوِّها الأفعى؛ إذ تتفرق كلها غاطسةً في الماء حتى تلتصق جميعًا بالقاع؛٤٢
(٧٩) هكذا رأيت أكثر من ألف نفسٍ هالكة تهرب أمام مَن٤٣ عبَر مستنقع استيكس، بقدمين لم يُصبهما بللٌ.٤٤
(٨٢) أزاح دليلي ذلك الهواء الكثيف٤٥ عن وجهه، بحركات كثيرة من يده اليسرى إلى الأمام، وبدا أن ذلك الجهد وحده قد ألحق به الضجر.٤٦
(٨٥) وتبينتُ٤٧ أنه كان رسولًا من السماء، فاتجهتُ إلى أستاذي، فأشار إليَّ أن ألزم الصمت وأنحني أمامه.٤٨
(٨٨) آه، كم بدا لي مليئًا بالازدراء!٤٩ لقد وصل إلى الباب،٥٠ وفتحه بضربةٍ من صولجانه٥١ إذ لم يعترضه عائق.
(٩١) وبدأ عند المدخل الرَّهيب قائلًا: «أيها المطرودون من السماء، أيها القوم الأدنياء، كيف يسكن نفوسَكم مثلُ هذا الصَّلَف؟٥٢
(٩٤) ولِم تُعارضون تلك الإرادة،٥٣ التي لا يفوتها تحقيق غايتها أبدًا، وكثيرًا ما زادتكم عذابًا؟٥٤
(٩٧) وماذا يُفيد مقاومتُكم أحكامَ القدر؟٥٥ إن شيطانكم تشيربيروس، لو أحسنتم التذكر، لا يزال من أجل ذلك مقطوعَ الذقن والحلق.»٥٦
(١٠٠) ثم عاد في الطريق الموحل، دون أن يوجه إلينا كلمة،٥٧ ولكن بدتْ عليه سيماء رجل تستحثُّه مسألةٌ أخرى وتشغله٥٨
(١٠٣) عن أمر مَن هو قائمٌ أمامه،٥٩ ثم حركنا أقدامنا٦٠ صوب المدينة،٦١ مطمئنين إلى هذه الكلمات المقدسة.٦٢
(١٠٦) ودخلنا هناك دون عراك،٦٣ وأنا الذي كانت تساورني رغبةٌ مُلحَّة في أن أرى حال مَن تضمُّهم مثل تلك القلعة.٦٤
(١٠٩) أُسرِّح عينيَّ فيما حواليَّ لما صرتُ فيها،٦٥ وأرى على كلتا اليدين٦٦ سهلًا فسيحًا، مليئًا بالألم والعذاب الشديد.
(١١٢) وكما تجعل القبورُ الأرضَ كلها غير مستوية،٦٧ عند مدينة أرليس٦٨ حيث تركد مياه الرون، وكما عند بولا٦٩ قرب خليج كارنارو،
(١١٥) الذي يُغلق باب إيطاليا٧٠ ويغمر أطرافها بالماء؛٧١ كذلك فعلَت القبورُ هنا في كل جانب، غير أن الصورة كانت هنا أدهى وأمرَّ؛٧٢
(١١٨) إذ انتشرت بين القبور ألسنةٌ من اللهب، اشتعلت بها جميعًا حتى لا تتطلب مهنةٌ حديدًا أشد وهجًا.٧٣
(١٢١) كل أغطية القبور كانت مرفوعة، وقد خرجت منها صرخاتٌ قاسية، حتى بدا جليًّا أنها صادرةٌ عن معذبين بائسين.٧٤
(١٢٤) قلتُ: «أستاذي، مَن هؤلاء القوم الذين دُفنوا في تلك التوابيت،٧٥ ويُسمَعون بتنهداتهم الأليمة؟»٧٦
(١٢٧) أجابني قائلًا: «هنا الهراطقة مع أتباعهم من كل نِحلة، والقبور مليئة بهم أكثر مما تعتقد.٧٧
(١٣٠) هنا كل قرينٍ مع قرينه مدفونٌ، ويزيد سعير النار ويخفُّ داخل القبور.»٧٨ وبعد أن استدار دليلي إلى اليمين،
(١٣٣) مررنا بين المعذبين والأسوار العالية.
١  هذه أنشودة رسول السماء الذي هبط لكي يفتح مدينة ديس للشاعرين.
٢  شحب لون فرجيليو عندما أخفق في التغلب على الشياطين.
٣  استخدم فرجيليو حاسة السمع عندما لم يساعده الظلام على الرؤية.
٤  يدل هذا على تصميم فرجيليو على الظَّفَر، وثقته في نفسه.
٥  يعاود فرجيليو الشك في هذا الموقف.
٦  يشير إلى المعونة التي قدمتها بياتريتشي من قبل:
Inf., II, 52 …
٧  يدل هذا على قلق فرجيليو لتأخر وصول العون المنتظر.
٨  يشير دانتي إلى كلام فرجيليو عن ثقته في نفسه، ثم كلامه عن الشك والقلق بعد ذلك.
٩  أي: ربما فسر دانتي كلام فرجيليو بما لم يقصد إليه.
١٠  أي: من المعذبين في اللمبو.
١١  أراد دانتي أن يطمئن نفسه بهذا السؤال، وحاول أن يعرف هل سبق لفرجيليو معرفة هذا الطريق. وجعل دانتي سؤاله غير مباشر، حتى لا يجرح فرجيليو إذا لم يكن يعرفه.
١٢  أي: من أهل اللمبو.
١٣  إريكتو (Erichto): ساحرة من تساليا، كانت لها القدرة على إرجاع الأرواح إلى أجسادها:
Luc., Phars., VI, 507 …
١٤  أي: اجتاز أسوار مدينة ديس.
١٥  حلقة يهوذا هي الحلقة التاسعة في أسفل الجحيم. وربما كانت الروح التي أنقذها فرجيليو — كما يرى بعض النقاد — روح بالاميديس، أحد أبطال حرب طروادة:
Virg., Æn., II, 81 …
١٦  هكذا أعاد فرجيليو الثقة إلى دانتي.
١٧  ذلك لاعتراض الشياطين طريقهما.
١٨  أي: إنه رأى بعينه أولًا، ثم انتبه بكُليته إلى أعلى البرج.
١٩  قمة البرج متوهجة بسبب شعلتَي النار في أعلاه.
٢٠  هؤلاء إلهات أو شيطانات جهنميات من الأساطير اليونانية (Furies)، ومهمتهن الانتقام من الآثمين:
Virg., Æn., VI, 554-555.
٢١  هيدرات (Hydras)، تعني حيات متعددة الرءوس، كما ورد في الميتولوجيا القديمة:
Virg., Æn., VII, 658.
ويوجَد رسم للهيدرا كحيوان من ذوات الأربع، له رءوس زواحف متعددة، وذَنَب طويل في آخره حُمَّة كما للعقرب، وذلك في صورة ترجع إلى القرن ١٤، وهي في كنيسة سانتا ماريا في بومبوزا.
٢٢  أي: فرجيليو.
٢٣  هي بروزربينا (Proserpina) ابنة جوبيتر في الميتولوجيا القديمة. خطفها بلوتوس الشيطان بينما كانت تجمع الأزهار في صقلية، وأصبحت ملكة الجحيم، ويُطلَق اسمها على القمر:
Virg., Æn., IV, 698; VI, 142, 402, 487.
Ov., Met., V, 385 …
وصنع برنيني (١٥٩٨–١٦٨٠) تمثالًا يرمز لاختطاف بروزربينا، وهو في متحف بورجيزي في روما. وكذلك فعل جيراردون (١٦٢٨–١٧١٥)، وتمثاله في حديقة قصر فرساي في ضاحية باريس.
وقد وضع مونتفردي (١٥٧٦–١٦٤٣) ألحان أوبرا عن بروزربينا. وكذلك فعل لولي (١٦٣٢–١٦٨٧):
Monteverdi, Claudio: Proserpina Rapita, opera, Venezia, 1630.
Lully, J.B.: Proserpine, opéra, Paris, 1680.
٢٤  إيرينيس (Erinyes) هو اللفظ اليوناني للشيطانات أو الجنيات.
٢٥  ميجيرا (Megaera) بمعنى العدوة اللدودة.
٢٦  أليكتو (Alecto) بمعنى بغير راحة.
٢٧  تيزيفوني (Tisiphone) بمعنى التي تعاقب القتلة. هؤلاء الشيطانات كُن يَقمن بخدمة بروزربينا ملكة الجحيم:
Virg., Æn., VI, 570–605.
Ov., Met., IV, 451, 481.
Statius, Thebaides, I, 103–115.
٢٨  هذه علامة اليأس والأسى.
٢٩  كلمة الشك في النص الإيطالي تعني الخوف. ودانتي يحتمي دائمًا بفرجيليو.
٣٠  ميدوزا (Medusa): شخصية خرافية في الميتولوجيا القديمة، كانت فتاة جميلة، وحوَّل بوسيدون شعرها إلى أفاعٍ. وتُعرَف بجورجون:
Virg., Æn., II, 616; VI, 289; VIII, 438.
رسم ليوناردو دا فنتشي (١٤٥٢–١٥١٩) صورة ميدوزا، وقد غطت الأفاعي رأسها، وفغرت فاها، وجحظت عيناها، وارتسمت على وجهها علائم القسوة والوحشية. والصورة في متحف أوفيتزي في فلورنسا. وكذلك رسم كارفادجو (١٥٨٢–١٦١٠) صورة لرأس ميدوزا وقد استلقت بأفاعيها إلى الوراء، وهي في متحف بيتي في فلورنسا. وصنع تشليني (١٥٠٠–١٥٧٢) تمثالًا لبرسيوس وهو يقتل ميدوزا، وحمل رأسها في يده، وبقيت أشلاؤها عند قدميه. والتمثال من البرونز، وموجود في اللودجا دي لانتزي في فلورنسا.
وتوجَد صورتان عربيتان صغيرتان متقابلتان تمثلان برشاوش (برسيوس) ممسكًا برأس الغول المقتول (ميدوزا). والرسم تحت رقم ٥٣٢٣، مخطوطات عربية، في مكتبة المتحف البريطاني في لندن.
٣١  يعني أنهن آسفات لعدم تحويل تيزيوس ملك أثينا عندما دخل الجحيم، ولو فعلن ذلك لما اجترأ آدمي بعده على القدوم حيًّا إلى الجحيم. وتقول الأساطير إن تيزيوس هبط إلى الجحيم ليأخذ بروزربينا، ولكنه أخفق وبقي هناك حتى أنقذه هرقل:
Virg., Æn., VI, 392 …
ألَّف لولي (١٦٣٢–١٦٧٨) ألحان أوبرا عن تيزيوس:
Lully, J.B.: Thésée, opéra, Paris, 1675 (ex. Télefunken).
٣٢  جورجون (Gorgon)، أي: كائن مكون من جسم امرأة ورأسها مغطًّى بالأفاعي. وفي الميتولوجيا القديمة ثلاث جورجونات، وهن ميدوزا، السالفة الذكر، واستينو (Stheno)، وأريال (Euryale)، والمقصود هنا ميدوزا.
٣٣  كان فرجيليو حريصًا على ألا يرى دانتي ميدوزا حتى لا يتحول إلى حجر.
٣٤  فعل فرجيليو ذلك زيادة في المحافظة على دانتي.
٣٥  يشير دانتي إلى الأبيات التي تتكلم عن أسطورة ميدوزا والشيطانات. اختلف النقاد في فهم دانتي لهذه الأسطورة، يرى بعضٌ أن ميدوزا عنده رمز المرأة الشهوانية التي تسيطر على الرجل، أو أنها رمز لكراهية المرأة للرجل ويرى آخرون أن دانتي كان على وشك أن يدخل بين جماعة الهراطقة، وأن ميدوزا تبعث الشك في الإنسان المؤمن، وتميل به عن العقيدة السليمة، ولذلك منعه فرجيليو من أن ينظر إليها حتى يبقى صحيح العقيدة. يمثل فرجيليو الدليل أو العقل الإنساني، وكان لا بد إلى جانبه من معونة السماء، التي تتمثل في ملاك يهبط من السماء، حتى ينجو دانتي من الضلال.
٣٦  اضطربت الأمواج لما جاء فوقها.
٣٧  هذا وصف مستمد من ملاحظة دانتي للعواصف والأنواء.
٣٨  أعلن هذا الدوي عن قدوم رسول السماء الذي لا تقف أمامه قوة.
٣٩  يقصد التقاء تيارين من الهواء تختلف درجة حرارتهما، وكلما زاد التفاوت بينهما اشتد عصف الريح.
٤٠  هكذا أعطى دانتي صورة صادقة لثورة الرياح العاصفة.
رسم ليوناردو دا فنتشي صورة للعاصفة بهذه التفاصيل — مستمدة أيضًا من ملاحظة مظاهر الطبيعة — وهي موجودة في المكتبة الملكية، بقصر وندسور في إنجلترا.
٤١  أي: انظر بكل ما فيك من قوة على الإبصار.
٤٢  تحتمي الضفادع بقاع المستنقع هربًا من الأفعى.
٤٣  هذا هو الملاك الذي هبط كرسول من السماء، لكي يفتح مدينة ديس وقد أغلقها الشياطين في وجه الشاعرين. وهو رمز لقوة عليا خارقة.
٤٤  يوازن دانتي بين اختفاء المعذبين أمام رسول السماء، وبين اختفاء الضفادع أمام الأفعى.
٤٥  أي: الضباب الكثيف.
٤٦  أي: الضيق الذي سببه الضباب الكثيف.
٤٧  تبين مما رآه عند قدومه أنه رسول من السماء.
٤٨  أشار إليه أن ينحني احترامًا لرسول السماء.
٤٩  يزدري الآثمين والشياطين.
٥٠  أي: باب مدينة ديس.
٥١  الصولجان رمز القوة التي منحها له الله.
٥٢  هكذا يعنِّفهم رسول السماء، وينعتهم بصفاتهم.
٥٣  أي: إرادة الله.
٥٤  زادت في عذابهم، وعلى الأخص عند هبوط المسيح إلى اللمبو.
٥٥  أي: لا جدوى في معاندة القدر.
٥٦  هذه إشارة إلى هبوط هرقل إلى الجحيم، وتغلُّبه على تشيربيروس، حيث قيَّده بالسلاسل، وجرح ذقنه وحلقه:
Virg., Æn., VI, 392 …
٥٧  عاد رسول السماء توًّا من حيث أتى بعد أداء واجبه، كما كانت بياتريتشي راغبة في العودة سريعًا إلى السماء عندما نزلت إلى اللمبو لإنقاذ دانتي:
Inf., II, 71.
٥٨  هذه مظاهر من يؤدي عملًا عاجلًا لإنقاذ قوم من الخطر، وأمامه مسائل أخرى عليه القيام بها. هكذا يرسم دانتي بعض تفاصيل للنفس الإنسانية.
٥٩  يعني دانتي.
٦٠  هذا هو تعبير دانتي، والمقصود السير.
٦١  في الأصل أرض، يعني مدينة. ويتكرر هذا الاستعمال في مواضع كثيرة.
٦٢  هكذا زالت مخاوف دانتي وعادت إليه الطمأنينة.
٦٣  يعني دون عقبة.
وضع دانتي الهراطقة في بداءة مدينة ديس، وبالقرب من أسوارها، وهم منفصلون عن بقية الآثمين قبلهم، كما يبعدون عن المعذبين في أعماق الجحيم، أي: إن دانتي يعاملهم معاملة خاصة في مكان خاص مناسب، كما عامل أهل اللمبو، وبذلك احترم دانتي حرية الفكر عند الهراطقة، وإن خالفهم في العقيدة. وهنا تبدأ الحلقة السادسة.
٦٤  يعني مدينة ديس.
٦٥  سرح عينيه فيما حوله لتلهفه على رؤية الهراطقة، وهذه بعض صور الإنسان.
٦٦  أي: رأى أمامه سهلًا فسيحًا.
٦٧  أبدلتُ البيت ١١٢ بالبيت ١١٥ مراعاةً للأسلوب العربي.
٦٨  أرليس (Arles): مدينة في مقاطعة البروفنس في فرنسا، وبها مقابر رومانية ومسيحية، ونشأت حولها أساطير في العصور الوسطى. ويرى بعض المؤرخين احتمال زيارة دانتي لفرنسا بناء على هذه الإشارة وغيرها.
٦٩  بولا (Pola): ميناء على خليج كوارنيرو (Quarnero) في إستيريا، وبها مقابر رومانية.
وتوجَد مقبرة من مدينة بولا كأثر منها، وهو في المتحف المدني في البندقية.
٧٠  يغلق، يعني يحدد.
٧١  استغل هذا القولَ الوطنيون الإيطاليون في القرن ١٩، الذين كانوا يطالبون النمسا بضم إستيريا إلى إيطاليا.
٧٢  زاد عدم استواء الأرض هنا بسبب العذاب الذي لقيه الآثمون.
٧٣  يعني أن الحديد لا يقتضي زيادةً من صنعة الحدَّاد وفنِّه ليصبح متوهجًا مثل تلك القبور. وهذه صورة مقتبسة من حياة الصُّناع في فلورنسا.
٧٤  هذا تعبير عن مدى الأسى والعذاب الذي لقيه الهراطقة.
٧٥  جعل دانتي في كل تابوت أحد زعماء الهراطقة ومعه أتباعه.
٧٦  في الأصل: «الذين يجعلون أنفسهم مسموعين بتنهداتهم الأليمة»، والمعنى واحد.
٧٧  هذا كناية عن كثرة الهراطقة الذين كانوا يمارسون عقائدهم سرًّا.
٧٨  تتفاوت قوة النار تبعًا لقُرب المذهب أو بُعده عن العقيدة المسيحية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤