الفصل الثاني عشر

أليس هاملتون

تدلُّ المُدوَّنات على أن أليس هاملتون (١٨٦٩–١٩٧٠م) وُلِدت في مدينة نيويورك، ولكنَّ مَوطنها الحقيقيَّ — الذي نُقِلت إليه وهي ابنة ستة أسابيع — كان في إنديانا. وقد هاجَر جدها لأبيها من شمال أيرلندا إلى فورت واين وهو شابٌّ، ثم لحِقَ به أبوه، فكان جيلها رابع جيل يعيش فيما يُسمُّونه «البيت القديم»؛ لهذا كله نفهم لماذا كان الكثير من عمل الدكتورة هاملتون الرائدة في الطب مركزًا في الوسط الغربي، وكان أبواها، وهما مونتجمري هاملتون وجرترود بوند هاملتون يؤمنان بأن للفتَيات حقًّا مُساويًا للصِّبيان في التعليم، وكانت لهما آراؤهما فيما يجب أن يتضمنه هذا التعليم. وقد تذكَّرت أليس فيما بعدُ «أننا تلقَّينا قشورًا من الرياضيات علَّمَتنا إياها مُربِّيةٌ نهارية، ولكني لم أتجاوز بدايات الجبر، وتعلَّمْنا ما خاله أبوانا هامًّا؛ اللغات والأدب والتاريخ، وظفِرنا بتعليمٍ مُنظَّم في اللغات فقط، أما المواد الأخرى فكان علينا أن نتعلمها بالقراءة، وهذا ما فعلناه … وكانت عادة قيامنا بالبحث عن المعلومات التي نريدها عادةً ثمينة جدًّا.»1

وكانت مدرسة مس بورتر في فارمنجتن بكونكتيكت تقليدية بالنسبة لبنات أسرة هاملتون؛ فكلما بلغت إحداهن السابعة عشرة أُرسلت إلى هناك لمدة سنتَين، وكان عدد البنات عشرًا، وكانت آخرهن أصغر شقيقات أليس.

ولما عادت أليس إلى فورت واين في سنة ١٨٨٨م كان واضحًا أن نجم آل هاملتون الزواد آخذًا في الانحدار إلى المغيب؛ فإذا كانت البنات يُرِدن أن يحظَين بحياةٍ رغدة فعليهن أن يعملن. وكانت الأعمال المفتوحة أمام النساء في مثل مركزهن في الحياة مقصورة على التعليم والتمريض، وممارسة الطب رغم صعوباتها، وقد اختارت أليس الطب، ثم كتبت بعد ذلك: «وليس ذلك لأنني كنت ذات عقل علمي، بل إني كنت جاهلةً كل الجهل بالعلوم، ولكني اخترت الطب لأنني — كطبيبة — سأستطيع الذهاب حيث أشاء إلى أراضٍ بعيدة، أو إلى الأكواخ الحقيرة في المدن وأنا واثقةٌ من أني سأكون ذات نفع أينما كنت.»2
وقضت أليس عامًا تدرس الفيزياء والكيمياء على يد مُدرِّس بمدرسةٍ عالية، والتشريح في مدرسة للطب من الدرجة الثالثة بفورت وايت، ثم ذهبت إلى مدرسة الطب بجامعة متشيجان في آن آربور التي تخرَّجت منها في سنة ١٨٩٣م، وكانت نيَّتها أن تدخل المجال الجديد للباثولوجيا، الذي يهتمُّ بدراسة التغيرات في أنسجة الجسم بسبب المرض ورد فعل النسيج للمرض، ولكن جورج دوك (١٨٦٠–١٩٥١م) أستاذها في الطب (الذي سوف يصف في سنة ١٨٩٦م أول حالة انسداد للشريان التاجي في أمريكا ثبتت بالتشريح) أقنعها أن تنال أولًا شيئًا من التدريب في المستشفى، وكان رأيه أنها بدون ذلك ستظل معرفتها وخبرتها ذات جانب واحد؛ ولذا خصَّصت سنة للامتياز في بوستن قبل أن تذهب إلى ألمانيا، حيث كان المشهور أن بها أحسن معمل في الباثولوجيا والبكتريولوجيا. وبعد أن درست في ليبزج وميونخ وصلت إلى قرار بأن «ليبزج لم يكن لديها ما تُعطينِيه في البكتريولوجيا مما لم أكُن حصلتُ عليه من قبلُ (في آن آربور) … ولكن لا الألمان ولا الأمريكيون كانوا مُستعدِّين لتصديق ذلك.»3

وعادت إلى أمريكا في سنة ١٨٩٦م، فوجدت أن الأطباء الأمريكيين لا يُلقون كبير اهتمامهم إلى المُشتغل بالباثولوجيا وما يقوم به من عمل؛ مما جعل عامها في ألمانيا يبدو لها كالمُهدَر بوجهٍ ما، فلا أحد يريد «الباثولوجية» هاملتون. ولما لم يكُن أمامها عملٌ مُتوقَّع قرَّرت أن تُخصِّص الشتاء لدراسة التشريح الباثولوجي على يد سيمون فلكسنر في مدرسة طب جونز هوبكنز. وفي الصيف التالي تلقَّت وقبِلَت عرضًا بتدريس الباثولوجيا في مدرسة الطب النسوية بجامعة نورثوسترن في شيكاغو، وهو منصبٌ شغلَته حتى سنة ١٩٠٢م، ولكنها شعرت أنها لن تكون إلا بكتريولوجية من الدرجة الثالثة أو الرابعة، وقرَّرت أن تُخصِّص جهدها لمشكلاتٍ ذات أهمية إنسانية مباشرة. وتحقيقًا لهذه الغاية بدأت تُنفِق أكثر وقت أمكَنَها أن تُوفِّره من التعليم في العمل بهال هاوس، وهي مدرسة تأسَّسَت على يد جين آدمز سنة ١٨٨٩م، وذهبت أليس لتعيش في هال هاوس في سنة ١٨٩٧م.

تخصصٌ جديد

وكان سكان هال هاوس يعيشون جيرانًا لفقراء المدينة، ومن بينهم المهاجرون المُستغلَّون الحائرون. وقد سمِعَت الدكتورة هاملتون حكاياتٍ شنيعةً عن حوادث وأمراض يُعاني منها عمال المصانع، ومن بين هذه الأمراض التسمُّم بأول أكسيد الكربون في مصانع الصلب، والتسمُّم بالرَّصاص بين عمال الطلاء، والالتهاب الرئوي والروماتزم في أفنية الماشية. وفي ذلك الحين لم تكن في شيكاغو عيادات أطفال، فسمحت مس آدمز للدكتورة هاملتون أن تُنشئ عيادة للأطفال في الحمَّام الكائن ببدروم الجمنازيوم (وكتبت أليس: «… ومع أنني لم أشعر على الإطلاق بأني على كفاءة لعلاج الأطفال المرضى، إلا أنني غامرت بفتح عيادة لصحة الأطفال»).4 وأكَّد لها الاتصال بأمهات الأطفال ما كانت قد سمِعَته عن عدم الاهتمام بالحياة البشرية والعناء السائد في الصناعة.
وكان الطب الصناعي طبًّا مُعترَفًا به في ألمانيا وبريطانيا والنمسا وهولندا واسكندنافيا وفي إيطاليا وإسبانيا، أما في الولايات المتحدة فلا. وقيل في تبرير ذلك إن العامل الأمريكيَّ الأفضل أجرًا لا يُعاني من الآفات التي يتعرض لها العامل الأوروبي بمُستواه الأحط كثيرًا في المعيشة. «… ولما تحدَّثَت إلى أصدقائها الأطباء عن الصمت الغريب حول هذا الموضوع في المجلات والكتب الأمريكية، أحسَّت أن هذا الموضوع متهَم بالاشتراكية أو بالعاطفية الأنثوية نحو الفقراء، ولم تَعقِد الجمعية الطبية الأمريكية قطُّ اجتماعًا مُخصَّصًا للموضوع، وفيما عدا بعض الجرَّاحين المُرتبطين بالشركات الكبرى التي تُدير مصانع الصلب أو السكك الحديدية أو مناجم الفحم، لم يكن هناك أطباء في إلينوي مُتخصصين في ميدان الطب الصناعي.»5

ومن المُتمرِّدين القلائل على مؤامرة الصمت التي تتستَّر على ظروف العمل كان الأستاذ تشارلز ر. هندرسون (١٨٤٨–١٩١٥م) رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة شيكاغو، وكان قد درس وأُعجِب بنظام الألمان في التأمين على الفئات العاملة، وكان مُتلهفًا أن يراه مُطبَّقًا في أمريكا. وفي سنة ١٩١٠م تسنَّى له أن يُقنِع حاكم إلينوي بتعيين لجنة لأمراض العمل لتقوم بأول مسح لأمراض الصناعة تقوم به ولاية، وقد عُيِّن الدكتور هندرسون والدكتورة هاملتون في هذه اللجنة، وكانت مَهمَّتها المُحدَّدة أن تُحدِّد أسباب التسمم بالرصاص.

وكان الاعتقاد السائد أن التسمم بالرصاص يَنجم عن الإمساك بالطعام بيدَين غير مغسولتين، فكانت القاعدة الوحيدة المُقرَّرة من جانب الإدارة لحماية العمال أن يغسلوا أيديَهم بعنايةٍ قبل الذهاب إلى بيوتهم، والعامل الذي يَمرض يُتَّهم بأنه أهمل هذه النصيحة. وكانت الدكتورة هاملتون مُقتنِعة منذ البداية بأن التسمم بالرصاص ينجم عن استنشاق تراب الرصاص وأبخِرته، واقترحت تَعقُّب حالات تَسمُّم بالرصاص بقصد إقناع الإدارة بأن المشكلة جِدِّية. وكانت الصعوبة في العثور على الضحايا أو أدلة على مرضهم؛ فالعمال الذين يمرضون كانوا يختفون عن الأنظار ببساطة، فالمرض هو الثمن الذي يتوقعون أن يدفعوه لفقرهم. ولما كانت اليد العاملة رخيصة وكثيرة فلا أحد يُفتِّش عن عمال، ونادرًا ما يُعرَف مورد الأسماء الأخيرة للرجال الذين يعملون تحت إمرته، ولا الشركة تحتفظ بسِجلات لأسماء المستخدمين وعناوينهم. واتَّضح ان المستشفيات لم تُقدِّم سوى بياناتٍ محدودة؛ فالطبيب المُقيم النموذجي لا يتعرف على تسمُّم الرصاص عند ما يراه، وكان خليقًا أن يعزوَ علة المرض إلى تأثير الإفراط في الشراب.

وبعد شهور من البحث الدائب في أحياء شيكاغو الصربية والبلغارية والبولندية تمكَّنَت الدكتورة هاملتون من الإثبات بالوثائق لاثنتَين وعشرين حالة من التسمم بتراب الرصاص وأبخرته. ولما قدَّمت ما عثرت عليه إلى إدوارد كورنيش في شركة شيكاغو الوطنية للرصاص، تصرَّف بغير إبطاء، وتم تركيب نظام كافٍ للتهوية، وزوَّد الرجال المُتصلين عن قرب بالرصاص الجافِّ بأجهزة تَنفُّس صُمِّمت لهم خصوصًا، وتأسَّس قسمٌ طبي، وصار كل عامل يُفحَص أسبوعيًّا بواسطة طبيب، وحذَت مصانع أخرى حذوَ الشركة الوطنية.

وفي سنة ١٩١١م أصدرت ولاية إلينوي قانونًا بالتعويض عن أمراض الصناعة الناجمة عن الأبخرة والغازات والأتربة السامة. وفي هذه الأثناء كانت الدكتورة هاملتون قد حضرت المؤتمر الدوليَّ لحوادث وأمراض العمل المُنعقِد في بروكسل في سبتمبر سنة ١٩١٠م، وهناك قابلَت تشارلز أونيل مُفوض العمل في مصلحة التجارة بالولايات المتحدة. وقد كتبت الدكتورة هاملتون عن المؤتمر وهذا اللقاء: «كانت هذه رحلةً هامة لي، ليس فقط لأنها علَّمتني الكثير في مجال الصحة الوقائية، بل أكثر من هذا؛ لأنها انتهت بقطع الصلة بيني وبين البحث المعملي واتخاذي هذا التخصص الجديد رسالةً لحياتي.»6

واقترح المفوض أن تقوم بدراسةٍ تُغطي القُطر كله، شبيهة بتلك التي قامت بها في شيكاغو، ومدَّت أبحاثها مُتجاوِزةً حدود التسمم بالرصاص، فزارت المناجم والمحاجر والمصانع والمصاهر ومواقع البناء، فوجدت قاطعي أحجار «أصابعهم ميتة»، أيديهم خدِرة ورمادية من تذبذبات المطارق الهوائية، ووجدت عمال المحاجر مُصابين بالسُّل، والعاملين في الرمال مُصابين بالتسمم السليكي، وهما مرضان يَنجمان من الاستنشاق المُتواصل لتراب الأحجار. ووجدت أن البنزول — وهو مُركَّب كيماوي شديد الخطورة كان يُستخدم يومئذٍ في مصانع الأحذية والمطاط — يُهاجم نخاع العظام الذي ينتج الكرات الحمراء في الجسم؛ مما يُسبب الأنيميا والنزف الحادَّ تحت الجلد ومن اللِّثة والأنف. ووجدت أن العاملين في الأنفاق مُعرَّضين لمرض «كيسون»؛ فالرجال يُعانون من عطبٍ حادٍّ في المخ والحبل الشوكي نتيجةً لنقلهم بسرعة من حجرات الضغط التي يعملون فيها إلى الجو العادي مباشرةً، والأعراض هي الألم العنيف في الأطراف (الالتواءات) واضطرابات في المخ (الترنح الأعمى)، وقد حلَّت المشكلة بإنشاء سلسلة من حجرات التخلخل. وفي الدراسة الأخيرة التي قامت بها (١٩٣٧-١٩٣٨م) وجدت أنَّ ثانيَ كبريتور الكربون المستخدَم في نوعٍ مُبكِّر من الألياف الصناعية معروفٍ بِاسم فيسكوز يُسبِّب الشلل والجنون.

وبجانب الأمراض كانت هناك إصاباتٌ كثيرة، منها حوادث بَتْر الأصابع والأطراف، بل فقد البصر. وكانت هذه الإصابات تَحدُث لأن التعليمات الخاصة بالأمان قليلة وقلَّما تُراعى. وسنةً بعد سنةٍ قدَّمت تقارير إلى واشنطن عن الظروف الرهيبة في الصناعة الأمريكية، وحاضرت وألَّفت الكتب، وكتبت المقالات للصحف والمجلات، وجاءت الإصلاحات ببطء ولكنها جاءت.

قضايا أخرى

لقد تبنَّت أليس هاملتون قضايا كانت — على الأقل — سابقة لزمنها. وفي أوائل العقد الأول من القرن العشرين كانت تُناصر وتُنادي بتحديد النسل. وفي سنة ١٩١٥م انغمسَت في أنشطةٍ تدعو للسلام، وحضرت مؤتمرًا دوليًّا للنساء في لاهاي بهولندا، كان الغرض منه إنهاء الحرب المُندلعة يومئذٍ في أوروبا بإرسال وُفود من النساء المُحايدات لزيارة عواصم الدول المُتحاربة في محاولة للتوسط. وفشِلَ المشروع، ونعتوا الشركات بأنهن «سِلميات»، ولكن بمعنًى يحمل الزِّراية.

وفي أواخر سنة ١٩١٨م، بعد أن ألقت الدكتورة هاملتون بوقتٍ قصيرٍ محاضرات كاتر في مدرسة طب هارفرد (وهي مُقدَّمة للتعيين في الكلية)، وحضرت هي ومس آدمز اجتماعًا للعصبة الدولية النسوية للسِّلم الدائم، طلب إليهما الكويكريون الأمريكيون أن تنظرا وهما في الخارج في حالة أطفال ألمانيا المهزومة. وقد ارتاعت الدكتورة هاملتون، «إن يوميَّاتي في ألمانيا صورٌ مُتلاحقة من الجوع، شاهدَتها في دور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس، وفي المستشفيات ومصحَّات السُّل، وفي المعسكرات الخلوية للفِتيان والفتَيات. لقد رأيت حينئذٍ — وجهًا لوجه — ما لم أرَه من قبلُ إلا في رسوم الكتب الطبية؛ حالات مُتطرفة من الضَّوى (وهو هُزال أنسجة الجسم بسبب سوء التغذية). لقد كانوا جميعًا عرايا (في المعسكرات الخلوية)؛ لأنهم يجب أن يتركوا أشعَّة الشمس على أبدانهم ليعرضوا جزئيًّا نقص الدهون. وهكذا أُتيحَ لنا أن نرى السِّيقان كالعِصي والبطون المُنتفِخة والأضلاع التي يمكننا أن نُحصيَها وألواح الأكتاف البارزة كالأجنحة. لقد رأيناهم يأكلون وجبة الظهيرة، وهي عبارة عن بعض الحساء المُكوَّن من ماءٍ ساخن به حبوبٌ مجروشة وأوراقٌ خضراء وبضع قطرات من المرجرين.»7

وعادت هي ومس آدمز إلى الوطن عازمتَين على عملِ ما تستطيعان لتخفيف مشاعر ما بعد الحرب نحو ألمانيا المقهورة، ولجمع الأموال لمراكز الإطعام التي يعتزم الكويكريون إنشاءها. ولئن كانت الدكتورة هاملتون قبل ذلك مثار دهشة لميولها السلمية المُعادية للحرب، فإنها الآن صارت متهَمة صراحةً بمُمالأة الألمان.

وقالت إحدى المُساهِمات السخيَّات في مدرسة الطب لعضو في إدارة جامعة هارفرد إنها لن تُعطيَ بنسًا آخر للكلية، إذا عُيِّنت بالكلية أي شخصية تطوف بالناس مُثيرةً عطفهم على ألمانيا. وطلبت إلى الدكتورة هاملتون أن تُفنِّد هذا الاتهام، ولكنها رفضت وقالت إنها ستُواصل الكلام — كلما وجدَت لذلك فرصة — في موضوع الأطفال الألمان الجياع، وإنها ستجمع الأموال لهم.

وتولَّى دافيد إسدال عميد مدرسة الطب دحْضَ احتجاج المُكتتبة الكريمة، وعُيِّنت الدكتورة هاملتون أستاذةً مُساعدة للطب الصناعي، ودرست أيضًا الطب الوقائيَّ والصحة العامة. وفي سنة ١٩٣٥م تقاعدت من هارفرد وهي أستاذة فخرية للطب الصناعي.

لقد كانت صحة الشعب — في كل مكان — موضع اهتمامها. ولما عُيِّنت عضوًا في لجنة الصحة بعصبة الأمم في سنة ١٩٢٤م، درست مشكلات الصحة في كل أنحاء أوروبا.

وقد عاشت أليس هاملتون حتى سن الواحدة بعد المائة، وكثيرًا ما كانت سابقة لزمنها، ولم تكن قطُّ مُتخلِّفةً عنه؛ ففي سن الثمانين قالت لمخبر صحفي فنَّان — هو س. ج. وولف — كان يكتب عنها مقالًا بمجلة نيويورك تايمز: «إن كنت تريد أن ترسمني بالقلم فسأخلع قُبَّعتي؛ لأنه ما من شيءٍ يحدد عصر امرأة مِثل القبعة، وأنا أرفض أن أرتبط بعصر أو تاريخٍ مُعيَّن.»8

وإنه — قطعًا — لخيرُ تأبين لها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤