مقدمة المؤلف

بُنِيت القصة التالية على عدد كبير من الرسائل الخاصة التي تبادلها اثنان من رجال الأعمال في القرن التاسع عشر، أحدهما هو «ألفريد أندريه» Alfred André أحد كبار رجال المال الدوليين، والآخر «إدوارد ديرفيو» Edward Dervieu أحد الممولين الخصوصيين لخديوي مصر. وقد وصل عدد تلك الرسائل التي تغطي الفترة ما بين عامي ١٨٥٨م، ١٨٦٨م إلى ما ينوف على المائة رسالة، وكان نصيب أندريه منها أقل من النصف. ولقد كان أندريه بدقته المنهجية يحتفظ بنُسَخ من الرسائل التي يرسلها، قبل اختراع الآلة الكاتبة بزمن بعيد. وهذه الرسائل طويلة؛ بحيث يصل طول الرسالة في بعض الأحيان إلى ست أو سبع صفحات، كما أنها كانت تتميز بالوضوح والصراحة التامة، ويمكن القول بوجه عام إن هذه الرسائل توحي بالحديث الشخصي المباشر الصريح أكثر مما توحي بالتبادل المدروس للأفكار على الورق.

وقد وُجِدت تلك الرسائل في إحدى حُجرات أرشيف بنك فرنسا حيث كانت محفوظة مع السجلات التجارية لبنك أندريه، وهو الآن بنك دي نيفليز شلومبرجر وشركاه. وقد أثبت موظفو تلك الشركة سعة أُفُقهم؛ إذ إنهم كانوا من الكرم بدرجة أنهم سمحوا لأجنبي مثلي بدخول حجرات الأرشيف، خارجين بذلك عن تقاليد فرنسا التجارية. وإني مدين في ذلك بوجه خاص للسيدَين كوستا دي بورجارد وكرِستيان مونيير اللذَين تخطَّيَا بكرمهما ومساعداتهما القيمة حدود الضيافة.

وقد يكون من السهل تأليف كتاب عن تلك الرسائل، التي تمد المؤرخ بخيطٍ جاهز لقصة. ولكن من ناحية أخرى فإن وجود ذلك الخيط سلفًا يطرح مشاكل خاصة. فالكاتب يجد نفسه مضطرًّا إلى أن يتتبع هذا الخيط وينسج حوله، وبذلك يجد نفسه في بعض الأحيان في أماكن غريبة غير متوقعة، باحثًا عن موادَّ ربما كان يتجاهلها أو يُهملها لولا هذا الخيط. وفي الواقع تفرض الخطابات في حد ذاتها على المؤرخ البحث؛ إذ إن عليه أن يقدم المعلومات الضرورية حتى تصبح الرسائل مفهومة داخليًّا في تسلسُلها وفي محتوياتها الكلية.

وقد أثارت رسائل «أندريه-ديرفيو» صعوبات جدية. والواقع أن العلاقة بين الرجلين تصبح مفهومة من خلال الإطار الثلاثي الذي يربط بين مهنة البنوك، والعلاقات الاقتصادية، ومركز مصر عام ١٨٦٠م. ومن المستحيل فهم أي الرجُلين إلا إذا عرفنا مركز كل منهما في شبكة الشئون المالية العالمية الواسعة النطاق، ويستحيل تقدير اهتمامهما بإحدى الدول — وهي في هذه الحالة إحدى دول الشرق الأدنى — دون الإلمام بازدهار الشركات في هذه السنوات، والتأثير المدمر لذلك على توازن مهنةٍ كانت في العادة متواضعة، وتزايد اهتمام رأس المال الأوروبي (خصوصًا البريطاني) بالاستثمار في الخارج. ويستحيل كذلك أن نفهم نجاح هذه الشركات وفشلها في مصر دون أن نأخذ في الاعتبار تأثير رواج القطن على الاقتصاد المصري ومركز الرجل الغربي في المجتمع المصري.

تلك الاحتياجات هي التي حددت تنظيم هذه الدراسة. وقد خصصتُ الفصول الثلاثة الأولى لإعداد المسرح، أي تقديم إطار للقارئ يمكن من خلاله أن تكون قصة ديرفيو وأندريه مفهومة. فإذا كان الفصلان الأولان على الخصوص طويلَين ومزدحمين إلى حدٍّ ما، فإن سبب ذلك يعود إلى أنه لا يوجد تحليل آخر مشابه، لا عن تركيب المالية الدولية ولا عن توسع رأس المال الأوروبي في فترة عام ١٨٦٠م. ولقد كان من الممكن أن نبدأ بالقصة أولا ثم نقطعها بعد قليل ونخرج عن الموضوع من حين لآخر للدخول في شرح طويل، وهذا ما لم نستسِغْه. وقد حاولت هنا أن أقلد المصور السينمائي الذي يقدم أولًا منظرًا بانوراميًّا قبل أن يدخل في الموضوع الأساسي.

وبوجه عام فقد بُذلت مجهودات كبيرة لكي نزيل من هذه الفصول الأولى كل ما ليس له صلة مباشرة بالقصة. ولم يكن تحقيق ذلك من الممكن دائمًا، والسبب في ذلك يرجع إلى أن التعميمات المقدَّمة تتعارض إلى حد ما مع التفسير التقليدي للتاريخ الاقتصادي، وهذا ما يحتاج إلى تأييد — ولنأخذ على سبيل المثال تحليل الثورة المالية في الفترة ١٨٥٠–۱۸۷۰م وتقييمها وتوقيت آثارها على الكيان المصرفي القائم — فالتركيز لا يمكن الحصول عليه أحيانًا إلا إذا ضحينا بالدقة والمنطق والجو العام، بعدم الخوض في الحديث عن الظروف والعوامل. والجو العام لهذه المرحلة هو الأهداف الأولية لهذه الفصول الأولى.

ويجب أن نوضح هنا أنه على الرغم من أن الفصول الأولى الخاصة بالشئون المالية قد سبقت، لأسباب تنظيمية، قصة ديرفيو، إلا أن المنطق يجعل هذا الفصل تطورًا طبيعيًّا لهذه المراسلات. فهي تمثل جهدًا في ذاته لدراسة بناء الأعمال المصرفية العالمية في منتصف القرن التاسع عشر. ولكنه يسترشد ويستلهم مواده من أرشيف بنك Neuflize وغيره من المصادر الأخرى الهامة المشابهة.

فوضع هذه الفصول إذن لا يعني الرغبة في تقديم قضية معينة في ضوء إطار عام سبق تصوره، بل إن الصورة العامة مأخوذة من هذه القضية وقضايا أخرى معينة، يمكن بسهولة أن تتقدم القصة أو تأتي في مؤخرتها، لو لم تكن هناك عقبات في فهم المراسلات.

ومع ذلك فواجب المؤرخ ليس مجرد تقديم رسائله وإحاطتها بتلك المواد التي توضحها، بل يجب عليه أن يستخلص من هذه الرسائل أقصى ما يمكن استخلاصه من المعلومات، ويُظهر بقدر الإمكان دلالتها للقُوى التاريخية الأكبر، والتي تعتبر هذه الرسائل تعبيرًا خاصًّا لها. ولما كانت رسائل ألفريد أندريه وإدوارد ديرفيو لا تُفهم إلا ضمن أبعاد كثيرة، كان معنى ذلك أن دلالتها مضاعفة، وعلى المؤرخ إذن أن يتتبع مرة أخرى الاتجاه الذي يؤدي إليه الخيط. ومن ناحية فإن هذه الخطابات، على قدر معلوماتي، تقدم للمؤرخ الاقتصادي فرصة النظرة الثاقبة المباشرة إلى طُرق ودوافع القُوى المالية الدولية كما يراها شخصان مستقلان من ذوي المراكز العالية. وفي نفس الوقت فإنها تلقي ضوءًا على التباين في التصرف في الشئون المالية بين شخصَين يختلفان اختلافًا تامًّا في النشأة والشخصية، وتقدم دليلًا مقنعًا لأهمية العنصر الإنساني المنفذ في تحديد سرعة واتجاه التطور الاقتصادي.

وتعتبر الرسائل من ناحية أخرى وثيقة في تاريخ الإمبريالية، كما أنها تقدم للمؤرخ السياسي والدبلوماسي الدليل المباشر على الدور الذي لعبه رجال الأعمال الأوروبيون في نشأة الدَّين المصري. كما تلقي ضوءًا جديدًا على مسئولية الخديوي في الإفلاس الأخير. وهي بالإضافة إلى الأرشيف الدبلوماسي لهذه المرحلة تعطي صورة واضحة عن الصلة الوثيقة الشاذة بين ضغط الدوائر السياسية والمالية من أجل تحقيق أهداف خاصة، كما تُبين التوافق والتضارب بين المصالح الشخصية والوطنية، وكذلك الاختلافات الهامة في الأهداف والوسائل من دولة لأخرى، ومن قنصل لآخر، وبالاختصار فإنها تعطي قُوًى تاريخية كبيرة توصَف غالبًا بطريقة سطحية رتيبة؛ عمقًا وتنوعًا.

واليوم بالطبع، عندما أصبحت الإمبريالية كلمة قذرة، وعندما أصبحت علاقة الدول الأوروبية بالعالم الاسلامي تثير قلق الجميع، فإن قصة ديرفيو تزداد أهميتها؛ أولا: لأنها تقدم لنا عددًا من الموضوعات المحددة؛ مسألة قناة السويس مثلًا، التي استعادت كل أهميتها التي كانت لها في القرن الماضي، نتيجة الأحداث القريبة. ثم سبب آخر وهو أن أهميتها أبعد من أن تتعلق بمصر وحدها. إن أمامنا في حيز ضئيل معظم المشاكل الكبرى التي ما زالت تواجه كل لقاء بين الشرق والغرب: التباين المادي والتكنولوجي، عدم المساواة السياسية، المناورات والتدبير في الشئون التجارية والمالية، وأكثر من ذلك كله العجز عن فهم الأوضاع الاجتماعية والثقافية. إن تسلل أوروبا المتوسِّعة في العصر الصناعي الجديد إلى مصر في القرن التاسع عشر لم يكن نموذجًا لأساليب الالتفاف حول الشرق فحسب، ولكنه كان بداية مرحلة جادة جدًّا لإحدى مآسي التاريخ في الألف سنة الماضية: مأساة التقاء حضارتَين.

وما زالت هذه الفترة تكشف عن نفسها؛ ومن دراسة خبرة ديرفيو يمكننا أن نتعلم شيئًا عن عصرنا. والحق أننا نتعلم من هذا شيئًا أكبر مما تُعلمه لنا الأحداث الجارية. وهكذا فإن المصادر (الخاصة والعامة) التي حصلنا عليها من القرن الماضي تُفصِح بصراحة — وأحيانًا بسذاجة — عمَّا لا يمكن قبوله اليوم. وفي نفس الوقت فإننا نرى بداية التمثيلية عندما كان ستار المسرح ما زال مسدلًا والصراع ما زال في بدايته، كما نحس بعمق الهوَّة بين عالمَين وعبث المشاركة بين شريكَين غير متكافئَين، وصعوبة المهمة التي تواجهنا اليوم. ويبدو أحيانًا ونحن في القرن العشرين أننا نعيش في عالم من الفانتازيا الذلِقة: شعارات سهلة، ابتسامات سريعة، إخلاص متدفق، وتفاؤل السياسيين الذين يفكرون ويتكلمون ويتصرفون بما تُمليه عليهم العلاقات العامة. ومن حسن الحظ أنه لا يوجد مثل التاريخ مُعلمًا للناس؛ كي يواجهوا الحقائق. وقد بُذل مجهود في هذا المجلد لإظهار الجوانب المختلفة للمراسلات التي تمت بين أندريه، وديرفيو ومعناها، غير أن تناول هذه الجوانب كان خاضعًا من ناحية المبدأ لتطور القصة التي تفصح عن نفسها. أما الفصول الأخيرة والخاتمة فهي لا تتعلق كثيرًا بالتحليل الاقتصادي والسياسي التفصيلي بقدر ما تتعلق بعبرة القصة. ذلك أن ظهور ديرفيو وسقوطه في مصر يُعتبر في حد ذاته قصة جيدة لها عناصر الدراما الهامة وعيوبها أيضًا. وهي تستحق التناول بهذا الشكل، لا سيما وأن المؤرخ الاقتصادي لا يجد في الغالب متعة العمل في مثل هذه الموضوعات أو مزاياه.

•••

وإني أنتهز هذه الفرصة لكي أعبر عن شكري لكل أولئك الذين ساهموا فكريًّا وماديًّا في إظهار هذه القصة إلى الوجود. إن الكتاب في الواقع نِتاج ثانوي لدراسة أوسع عن الدور الذي لعبه رجل الأعمال في التطور الاقتصادي الفرنسي. وقد عثر على وثائق القصة خلال القيام ببعثة بحوث عام ١٩٤٨-١٩٤٩م تمولها جامعة هارفارد ولجنة البحوث في التاريخ الاقتصادي. وقد استطعت بفضل معونة جمعية الزملاء بجامعة هارفارد أن أقوم بأعمال أكبر في أوروبا عام ١٩٥٢-١٩٥٣م، ثم مكنتني معونة مجلس أبحاث العلوم الاجتماعية من أن أقوم برحلة أخرى في صيف عام ١٩٥٥م لبحث بعض النقاط المعلَّقة وحسمها. وخلال هذه الفترة أمكن تسهيل هذا البحث وغيره من الأبحاث من وقت لآخر بواسطة المنح التي كانت تقدمها جمعية الأبحاث الاجتماعية والعلمية، ومؤسسة فورد، ومنحة الزمالة في مركز الدراسات العالية في علوم السلوك. وآمل أن يكون هذا التاريخ تعويضًا جزئيًّا عن الصبر والعطف اللذَين منحتني إياهما هذه الهيئات.

وفي فرنسا فإني مَدين بالشكر لكوستا دي بورجارد M. H. Costa de Beauregard وموظفي بنك دي نيفليز شلومبرجر وشركاه De Neuflize, Schlumberger et Cie الذين تخطى عونُهم وفهمهم حدود الضيافة والكرم. ولعل هذا المثل في الاستنارة يكون نموذجًا ومشجعًا للآخرين. وإني مدين بالشكر أيضًا للسيدَين ميشيل فرانسوا وبرتراند جيل Michel François, Bertrand Gill اللذَين يعملان في الأرشيف القومي بفرنسا، واللذَين سهلا لي العمل في قسمهما الجديد المتعلق بالأرشيف الاقتصادي والخاص في أفضل الظروف ودون اعتبار للوقت. وأشكر كذلك السيدة أوزامان Ozaman التي تعمل في وزارة الخارجية الفرنسية لتعاونها في البحث والحصول على مستندات لم تكن مدرجة بالكتالوج، ولكثيرين غيرهم يصعب حصر أسمائهم هنا، ولكنهم — بطريقة أو بأخرى — أضافوا شيئًا إلى هذه الدراسة، وعلى الخصوص م. جيل M. Gille الذي ساهم مساهمة كبيرة، فهو الذي أعد نسخة مكتوبة على الآلة الكاتبة من المراسلات، وذلك عندما اضطررت إلى مغادرة فرنسا عام ١٩٤٩م قبل أن أتمكن من قراءتها كلها، وقد استمر كذلك في إمدادي بمعلوماته التي لا تبارى عن مصادر الأرشيف الخاصة بالتاريخ الاقتصادي لفرنسا.
وفي إنجلترا، قرأ المرحوم بول ه. إيمدن الفصول الأولى الخاصة بالأعمال المصرفية وأمدني بمعلومات قيِّمة عن تاريخ حياة بعض الذين لهم دور في هذه القصة. وكان السيد كينيث جوشن Kenuéth Goschen من الكَرم إلى حد أنه سمح لي بالاطلاع على السجلات الخاصة بشركة عائلته، وهي فروهلنج وجوشن. Fruhling & Goschen وهم أول من دفع بالأوراق المالية المصرية في سوق لندن.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية قام السيد كارل لوك Carl Lokke من الأرشيف القومي بمساعدتي على البحث في سجلات القنصلية المصرية. وفي نفس الوقت قدم عدد كبير من المدرسين والأصدقاء لهذا الكتاب فوائد جليلة بقراءة ونقد جزء أو كل المخطوط. ومن بين الذين جادوا بوقتهم ومعلوماتهم الأساتذة: هرج إيتكن سيجموند Haugh Aitken Sigmund وستانلي شتاين Stanley Stein في مركز الأبحاث في جامعة هارفارد، والسيدة Diamond الأستاذة حرم رالف هيدي Ralph Hidy من جامعة نيويورك في مدينة نيويورك، والسيد برونر F. H. Brunner من Arnold Bleichrodea من أصحاب البنوك التجارية، والدكتور فرتز ريدليك Fritz Redlick من جامعة هارفارد، الذي قرأ الفصول الخاصة بالبنوك واقترح عديدًا من التصحيحات والتحسينات، وقد ساعدت الأستاذة هلين رفليي Helen Rivliu من جامعة ماري لاند في تلك الموضوعات الخاصة بماضي مصر، وهي من الموضوعات التي كنت أحتاج فيها إلى النصيحة، والسادة: هوج ميلين Hugh Meleau، وجورج سوليس George Soulis وهما عضوان في جمعية الزملاء بجامعة هارفارد، وقد لفتا نظري إلى — كما ترجما لي — بعض المواد عن الروسية واليونانية. وقد قام البروفسور ليلاند جنكز Leland H. Jenks من كلية ولزلي بقراءة المخطوط بأكمله مختصرًا بعض النقاط محسنًا في الأخرى، وكانت انتقاداته في مجموعها ذات قيمة كبيرة في الإيضاح. إلى هؤلاء جميعًا أقدم أخلص شكري.

ثم هناك هؤلاء الذين ساهموا بأشكال أخرى … السيدة كالستا أوبيرت التي أعدت معظم فهرس الأسماء، وابنتي جين التي ساهمت في تصحيح المخطوط، وفوق كل هؤلاء الآنسة ماري فرنسواز بيريت كودو التي سهلت، بعنايتها وفكرها، مهمة البحث منذ رحلتي الأولى إلى فرنسا عام ١٩٤٨م.

وأخيرًا فإني مدين بالشكر بصفة خاصة لصديقين ومدرسَين لي: دكتور آرثر كول من جامعة هارفارد، والأستاذ دونالد ماكاي الأستاذ السابق بجامعة هارفارد وحاليًّا بكلية أمهرست؛ إنهما لم يساعدا في هذا البحث فحسب، بل ساعداني وشجعاني بكل طريقة منذ بدء تخرجي في الجامعة وتدريبي في البحوث. ولقد تم إنجاز البحث الموجود في هذا الكتاب تحت توجيههما، وبدونهما لم يكن من الممكن لهذه القصة أن تكتب.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤