غوامض يصعب فهمها

حين أصحو، أعرف أني أفقت من حلمٍ، وأنَّ الأحلام زالت، يستغرق الحلم زمنًا طويلًا من الوقائع؛ التي يغيب عنها الترابط، أنظر إلى ساعة يدي، أعرف أنَّ النوم استغرقني دقائق قليلة، كل ما رأيته في المنام حدث في هذا الوقت القليل، قد يعبر الحلم في ومضة يصعب التوقُّف أمامها، أو تأمُّلها، وقد يطيل البقاء في الذاكرة، لا يغادرها.

غالبية الأحلام تأتي في اللحظات، ما بين اليقظة والنوم، أشعر بما حولي، أدرك — عند الصحو — أني كنت نائمًا. من يواتيني في الحلم، لا تبدو ملامحه، كما ألتقيها في الصحو، تغيب التفصيلات والقسمات، هو الشخص الذي أعرفه، وإن لم يكن الشخص نفسه تمامًا. الحلم غلالة تخفي المنمنمات، ربما تختلط الملامح، تومئ إلى ما أعرفه، مَن أعرفه، وإن غاب الوضوح؛ الحلم لا يهب الصورة كاملة.

معظم الأحلام أنساها، يبقى من الحلم ما يشبه التشوُّش، لكن تفصيلات الحلم تغيب، أستعيد الواقعة من ألفِها إلى يائها، أربط بين الصورة الماثلة في الذهن بالحركة والانفعال والحجرات والردهات والممرات والأقبية والسلالم والمآذن والميادين، ربما استيقظت على أحلامٍ مشوشة، تختلط فيها الملامح والنداءات والهتافات والصرخات. أتململ بين النوم والرغبة في الصحو، أحاول تحريك أطرافي، أهزُّ رأسي كأني أنفض ما صحوت عليه، لا أعرف بماذا حلمت، لأني لا أتذكره، أنسى الكلمات والتصرفات، أضع رأسي تحت الماء، أتأكد إن كنت خرجت من الحلم.

ربما أفقت على صوتٍ يناديني، الصوت أميِّزه بأني أعرف صاحبه، أهتف بعفوية: «من؟» يمتصُّ السكون سؤالي.

أصحو على هاتفٍ، أهبُّ مفزوعًا، أتلفَّت، أحاول تبيُّن مصدر الصوت، يبدو كأنه لأمي، أتذكر — على الرغم من موتها — نبرته المشفقة، تحثُّني على الصحو، ربما وصل الصوت إلى سمع جارة الطابق الأرضي، يتخلَّل إلقاءها تحية الصباح خنفٌ واضحٌ، هو ما يسري في الهاتف الذي أستيقظ عليه.

يختلط ما أراه، لا أفرق بين ما هو حلم، وما هو حقيقة، ما أراه في النوم، وما أعيشه في اليقظة، تتناوشني التخيُّلات والأحلام وأحلام اليقظة.

لا أبوح بأحلامي لأحدٍ، لا أطلب لها تفسيرًا، حتى الكوابيس أعيشها، أغالب ما يتناوشني فيها من الخوف والفزع والرعب، ما أنساه تمامًا، أو تشحب تفصيلاته، وما تظل تفصيلاته واضحة في ذاكرتي.

وقفت للصيد على مكعب أسمنتي في المينا الشرقية، جذب السنارة ما لم أتبيَّنه، أخذني إلى البحر، غاص بي إلى الأعماق، رأيت ما لم أره من قبل من الحوريات، وأنهار اللبن والعسل، وأنواع الورود، الأشجار الكثيفة، الأغصان والأوراق، والأضواء الملونة. مساحة الشرفة متر في متر، تفصل بين شقق بنايتنا في شارع إسماعيل صبري، تصل المساحة المقتطَعة بزاوية من شقتَي الطابق الأول، أجلس فيها، أخلو للقراءة والكتابة، أطلُّ على الشارع من فجوة العمودين المتقابلين، يعلوهما أفريزٌ مزيَّن بالمقرنصات والنقوش، يأخذني الشرود، دون توقُّف عند معنًى محدد، أقف وراء الشرفة، أردِّد ما أستمع إليه من هتافات المتظاهرين، أو مريدي الجلوات القادمة من أبو العباس إلى جامع الشيخ إبراهيم، أنظر — في جلستي وراء العمودين الحجريين — إلى الحياة في أسفل، المارة والدكاكين والباعة الجائلين ومواكب الختان وشِوار العروس.

أسير في ميدانٍ واسع، على جانبيه بنايات مختلفة الطرز، تتفرع منه شوارع فرعية، لا أعرف الميدان، ولا إلى أين تمضي الشوارع المتفرعة منه، أميل إلى شارعٍ طويلٍ، لا يبدو غريبًا، لعله في وسط البلد، المنشية وما حولها، المحال على جانبَي الطريق والواجهات الزجاجية واللافتات. أهمل إشارات المرور، أتجاهل السيارات في اندفاعها، الفرامل المفاجئة والكلاكسات والتحذيرات والشتائم. تتملَّكني الحيرة: «الطرق متقاطعة، أي الشوارع أختار؟ ما ينتظرني في نهايته؟»

لما صحوتُ، كانت قبضتي مضمومة، تذكرت استرخائي في انتظار جذبة السِّنارة للصيد، أتشاغل بالتطلع إلى البحر الحصيرة وأسراب الطير والبلانسات وصيادي الجرافة، وعلى جانبَي الأفق لسان السلسلة الحجري، وقلعة قايتباي، ومئذنة أبو العباس تجد لأعلاها موضعًا بين بنايات بحري.

وجدتني جالسًا على المدرج الحجري بمسرح كوم الدكَّة الروماني، أتطلَّع إلى الأفق من جلستي على كورنيش المينا الشرقية، أحدق في الهلال المتبقي من القمر، أطل — من زيق النعش المغلق — إلى مشيِّعي جنازتي، أميز أسرتي وأقاربي وأصدقائي، لا أعرف الكثيرين، الجنازة صامتة، تتخلَّلها أحاديث هامسة.

أسير في طرقاتٍ يشحب ضوءُها، تتفرَّع إلى ممرات ضيقة، متداخلة، تفضي إلى قاعة واسعة، تتفرع منها ردهات، تحيَّرت لحظة: «أيها أسلك؟!»، ظلمة حالكة، لا أتبيَّن فيها شيئًا مما حولي.

روى لي صبحي بهجت عن الدرويش حسن مستجاب، وما جرى بينهما في أثناء نومه، حدَّد اسمه وسحنته وتكوينه الجسدي وموضع إقامته، لصق الجدار، أول شارع الموازيني. طلب أن يدفنه في مكانٍ حدَّده، في المسافة بين جامع أبو العباس والدحديرة خلف الجامع. أعاني انفصامًا بين ما أحاول بلوغه، وما يصدُّني، بدت الأحلام بديلًا لما يصعب تحقيقه، أغمض عينَي على ما أتمناه، ما أعجز عن فعله، أمنِّي النفس بأن أفكَّ ألغازه في النوم، تواتيني الأحلام؛ بما يصعب تذكُّره، لا أعيه، تغيب دقائقه وتفصيلاته.

رأيتها جالسة على الكرسي المجاور للسرير، تبتسم، تبسط ذراعيها تأهبًا لاحتضاني: «أتذكرك، هل تتذكرني؟»

وفي نبرة مشجعة: «التقينا كثيرًا.»

صحوت.

رأيتها جالسة على الكرسي، عرفت أني لم أكن في حلمٍ، ولا هي طيف، أو رؤيا تشغلني، أصاخت السمع لكلماتي، أفسِّر لها تصرفاتي، وما تجد فيه خروجًا عن قواعد الجيرة.

ربما استيقظتُ على حلمٍ لا أتذكره، لكنه يترك في نفسي تأثيراتٍ حزينة، حينما يغلبني نومٌ ثقيلٌ، تغيب الأحلام، لا أتذكرها، كأنها لم تكن، في داخلي أصداء لأحلامٍ عشتها، لا أذكر تمامًا ما قلته في الحلم، ولا ما قاله مَن بادَلني الكلام، لا أذكر شيئًا مما حلمت به، كأنها فقاعات متلاشية، أما الكابوس فإنه يظلُّ في ذاكرتي، أستعيد تفصيلاته، أنهض مفزوعًا، أغالب لهاث الأنفاس، وتفصُّد العرق، وارتفاع ضربات القلب؛ بما يخيفني.

لا أعرف إن كانت رؤيتي له في اليقظة، أم في الحلم؟ عرفت أن رؤى الصحو تختلف عن رؤى المنام؛ رؤى المنام يغطيها الغيم. أرى في المنام ما لا أراه في الصحو، في الحياة من حولي أعيش حالة من أحلام اليقظة، لا أخلط بين حلم اليقظة الذي أكاد أعيه وألمسه، وبين حلم النوم الذي لا أكاد أتبيَّن تفصيلاته، يذوي ويتلاشى عقب الصحو، وانشغالي بأمور حياتي، حلم اليقظة يصنع بشرًا حقيقيين ومخترعين، ويصنع أطيافًا وأخيلة.

أحاول أن أتذكر الأحلام بروايتها لحظة استيقاظي، أثبِّتها في ذاكرتي، ربما تذكَّرت الحلم، أو استعدت منه مواقف متناثرة، أو لا يبقى سوى المشاعر الهانئة، أو المقبِضة.

ثمة أحلام تبدو — حين الاستيقاظ — واضحة، لأنها لم تكن كذلك، كأنها قد حدثت بالفعل، أرتبك لاختلاطها بأحداثٍ عشتها بالفعل. أسأل: هل كان مَن زارني في الحلم في هيئته الصحيحة؟ لماذا التقيته في ذلك المكان دون سواه؟ هل ظل المكان على صورته، أو تداخل فيه ما بدَّله؟

صحوت متعبًا، أجهدتني الأحلام التي كنت هيَّأت نفسي لها، تبدَّلت، داخلَتْها أشكال غريبة، تحوَّلت إلى كوابيس، حاولت مغالبتها. أزمعت ألا أتعمَّد الحلم، لا أطلب النوم وفي بالي ما أريد استعادته، أخلي الذهن — تمامًا — من المرئيات، أدرك — أحيانًا — أن ما أعانيه هو كابوس، فأحاول الاستيقاظ منه، أحرِّك يدي، وأجاهد لفتح عيني، أصيح، أصرخ، حتى أصحو، أو يوقظني مَن يفطن إلى معاناتي، تتداخل في الكوابيس نداءاتٌ وصيحات وصرخات وأوامر ومعارك، عانيت — في ثلاث ليالٍ متوالية — مطاردة حيوانات مفترسة، أشبه بالذئاب، لم أرَ الذئب إلا في الصور، قاربتني بشرر الأعين والمخالب والأنياب، لو لم يوقظني الخوف، ربما متُّ في مكاني.

أحاول الصحو للتخلُّص من الكابوس، لكن أنفاسه تظل في وجهي، أمدُّ أصابعي إلى الكومودينو المجاور، أشعر بملامستها، أثق أني أزحت الغطاء، لكن الكابوس لا يفارقني، كأنه احتواني تمامًا، أتلفَّت — لحظة استيقاظي — أتبيَّن ما إذا كنت نائمًا، أم أني صحوت. أفزع للطرقات العنيفة، أهبُّ في مكاني، يختلط الصحو والحلم والكابوس، لا أدري وقت الطرقات. في الكوابيس أجساد معلقة في المشانق، وطيور تنقر أعين بشر، فتعميهم، ورقصات محمومة تؤديها مخلوقات، ليست مما أعرفه من الكائنات، أهمُّ بالفرار، فيفاجئني اختفاؤها، وصحوي من النوم.

عند الصحو تزول الكوابيس، تغيب الرؤى القاسية والانفعالات والخوف والتهويمات والوساوس والهذيان والتعب. عَلت الأمواج في المينا الشرقية، جاوزت الكورنيش الحجري إلى داخل المدينة، ابتلعت البشر والبنايات والشوارع، وكلَّ ما يعترض طريقها، تبينَّت نفسي، أحاول الفرار، لحقتني الأمواج أعلى مئذنة أبو العباس.

رأيت — فيما يرى النائم — أني أغرق في البحر، الأمواج تحاصرني، أقاوم جذْبها لي، أغوص في الحلم، كما في داخل الموج، أطوِّح ذراعي، ألتقط أنفاسي بصعوبة، صوتي يعلو عن آخره بصيحات الاستغاثة.

حاولت أن أقاوم الإعياء، وأنهض من فراشي، ظللت — لثوانٍ — عاجزًا عن الحركة، أتلفَّت حولي كأني أنوي الاستغاثة؛ بمن يعينني على النهوض.

رأيت مخلوقًا غامض التكوين والملامح، يقترب، تلفتُّ كأني أبحث عن منفذٍ للفرار، يد سدَّت فمي، وكتمت صوتي، لم أعد قادرًا على الكلام ولا الصياح، رأيتني فيما يشبه الحديقة، تطلُّ من الشجرة المجاورة أفعى هائلة، تهمُّ بالتحرُّك إلى ناحيتي، جريت بآخر ما عندي، ظللت أعدو وأعدو، أخترق شوارع لم أرَها من قبل، يترامى من خلفي وقع أقدامٍ تلاحقني، تطاردني، صحوت على يدٍ تربت صدري، تحشرجَ صوتي بالخوف: كابوس.

حين خرجت من الكابوس، صارعت ما لاحظت تأثيراته، وأنا أغالب ضيق التنفس، أعاني ما يشبه التهيؤ للموت. استيقظت على صراخ زوجتي، غاب آخر الحلم، لكنني عرفت أنَّ الصراخ أيقظني من إطباق راحتي على فمها، أخذنا الكلام — ربما — فقالت ما لم أستطع تحمُّله، أتبعت كلماتي وضع يدي على الفم المفتوح، لإسكات الصراخ. فاجأتني المخلوقات الوحشية الملامح، تراجعت — بوجهي وأعلى صدري — لتجنُّب مخالبها وأنيابها، أحرِّك جسدي، كلُّ جسدي حاول المدافعة؛ حتى الصراخ، كأنني صحوت على سماعه.

هل أصحو، فأرى المَشاهد التي تقتحمني الآن؟

لم يغادرني الكابوس، أنفاسه الثقيلة تجثم على وجهي وصدري، كأنه يصرُّ على إحاطتي بصرخاته وأنيابه ومخالبه، حدست أنه سيطول، وأني — ربما — لن أفيق منه.

أغمضت عينَي، وفتحتهما، أتشكك إن كنت رأيت شيئًا، معظم الأحلام أنساها، أخفق في طرد الكوابيس، تعلق بذاكرتي، تلازمني، كأنها التصقت بلحمي. في الصباح، سألتُ نفسي: لماذا كان الحلم بهذه البشاعة؟

كنت قد أغمضت عينَي على نية الثأر من فايز مصيلحي، أهوي بالساطور على الجسد المكوم، حتى تغيب ارتعاشاته، لم أتصوَّر أن يجرَّني الحلم إلى ما انتهى إليه.

لماذا الكوابيس ترتبط بالظلمة والقيعان؟ لماذا يعلو الأنين والصياح والصراخ؟ لماذا تبدو الملامح شائهة، تختلط بالأنياب والمخالب والأشباح؟

بعد أن تعددت الكوابيس صرتُ أخشى النوم، أتباطأ في التوجُّه إلى الفراش، تؤرقني الخيالات في ليالٍ كثيرة، أتوقع الأحلام القاسية والكوابيس، أحرص على الضوء الخفيف في الحجرة، يزيل الكوابيس، لا تواتيني.

عرفت أن الصحو هو ما يجب أن أحرص عليه، يسلِّمني النوم إلى استغراقٍ عميقٍ، ثم تتداخل الأحلام والكوابيس، يعلو إيقاعها بذهاب الاستغراق ودنو الصحو، يتداخل الإغفاء واليقظة، أبذل جهدًا؛ حتى أستعيد التنبُّه.

ربما أتذكر الحلم، أستعيد تفصيلاته، وربما أنسى الحلم تمامًا، حدث في المنام، تلاشى في الصحو، كأنه لم يكن. تدرَّبت أن أغمض عينَي على الحلم الذي أريده، أصحو في الموعد الذي أحدِّده، لحظة أن يتحوَّل الحلم إلى كابوس، ربما يسَّرت لي الأحلام حلَّ مشكلات كثيرة، ما يبدو صعبًا، أو مستحيلًا.

قسمت معظم يومي إلى وقتَين: النوم والحلم، تواتيني الأحلام في أوقات النهار، وأنا بمفردي، أو داخل المكتب، أو في قعدات السمر بالمقهى، أتمدَّد على السرير، أتأمَّل نشع السقف والجدران، أحاول النوم، أضع في ذاكرتي ما أريد الحلم به، ألتقط حتى الإيماءات والجزئيات والتفصيلات الصغيرة، أغمض عينَي على استدعاء البحر، يأخذني إلى رأس التين والأنفوشي وحلقة السمك، أشرد في المقامات والأضرحة والمزارات والموالد وحلقات الذكر والإنشاد والتسابيح.

استغرقتني — لأول مرة منذ وقتٍ طويلٍ — أحلامٌ تخلو من الأذى، ومتباعدة، تتيح لي ما لا ألتقيه في الكوابيس، الكوابيس تدفعني إلى الصحو.

آخر ما صحوت عليه، رجل غائب الملامح، يقتعد قمة الهرم، وأنا بالقرب من تدلي ساقيه، يحيطه الفراغ، والناس مشغولون في عمليات البيع والشراء، كما لو أن قعدة الرجل فوق الهرم لا تثيرهم، لا تحفزهم للفعل.

لم يكن الهرم في موضعه، تضاءلت مساحة الخلاء المحيط، الغلالة الشفيفة حول الرجل غيَّبت الملامح، حتى أقعدته أعلى الهرم، لا أدري إن اقتربت من القمة، أم استقرَّت أعلاها تمامًا، كأن ذراعيه، امتدتا إلى التقاء البحر والأفق. داخلني خوف لنظراته في الفضاء المترامي، عجزت عن التقاط ما يضمره في التحديق إلى نهايات الرؤية؛ الأسطح والبنايات العالية والمآذن والأبراج، وما لم أتبيَّنه في تلفُّت عينيه.

غالبتُ ما أعانيه، وأنا أدعوه إلى النزول.

لم يسمعني، أو أنه تجاهل دعوتي المحذِّرة.

لزم ارتفاع صوتي تعبيرات محسوبة باليدين، فلا أسقط، صحوت على انتفاضة جسدي، لا أعرف إن كان ما رأيته حلمًا أم كابوسًا، لكنه يعاودني؛ فيصعب مغالبته.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤