إهداء الكتاب

لربِّ السياسة والكياسة ورجل الحزم والعزم، صاحب الهمة المشهورة والحكمة المعروفة عطوفتلو أفندم بطرس باشا غالي ناظر المالية الأفخم …

سيدي المفضال …

جرت عادة جهابذة التأليف والتصنيف، وخُدَّام الأقلام، رجال التحرير والتحبير، أن يهدوا كتبهم ويقدموا مُؤَلَّفاتهم لمن يرون فيه الجدارة واللياقة. فمنهم من يهديها لمن كان عالمًا نحريرًا، أو جهبذًا مفلقًا خطيرًا؛ تقربًا منه واعترافًا بفضله ونبله، ومنهم من يقدمها لمن كان غنيًّا مثريًا، ولو لم يدرِ شيئًا من العلوم والمعارف؛ ليستظل تحت ظل سعته ويساره الظليل الوارف.

أما أنا فقد آليت على نفسي أن لا أحذو هذا الحذو ولا أنحو هذا النحو. على أنني قد استصوبت — ولا أخالني إلا مصيبًا — أن أقدم إليكم كتابي هذا بمثابة هدية قبطية أرجو أن تحظى من لدنكم بالقبول وتفوز بالاستحسان؛ وذلك لأني من أبناء طائفتكم الذين هم في يمِّ فضلكم وكرمكم الخضم مغمورون غارقون، وبأنظار عنايتكم وحُسنِ رِعَايَتِكُم مشمولون ومرموقون.

وناهيك ما لكم على طائفتنا بأسرها من الأيادي البيضاء والمناقب الحسناء التي هي أشهر من أن تُذكر وأكثر من أن تُحصر.

فيا حبذا لو تكرمتم عليَّ بقبول تلك الهدية، وغضيتم الطرف عن قصوري وتقصيري. أطال الله أيامكم ونفعنا بنفثات هممكم ونفحات معارفكم وعلومكم، إنَّه السميع المجيب.

بنده محسوبكم
توفيق عزوز

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤