الفصل الثامن

البيانات الضخمة والمجتمع

الروبوتات والوظائف

تنبَّأت كتاباتُ عالِم الاقتصاد البارز جون مينارد كينز خلال الكساد الاقتصادي البريطاني في ١٩٣٠ بما ستبدو عليه الحياةُ المهنية بعد قرنٍ من الزمن. خلقت الثورة الصناعية وظائفَ جديدةً في المصانع محورها المُدُن، وغيَّرت المجتمع الذي كان زراعيًّا في الأساس. كان يُعتقَد أن الأعمال التي تتطلَّب عددًا كبيرًا من العمالة ستؤديها الآلات في نهاية المطاف، الأمر الذي سيؤدي بالبعض إلى البطالة، وبالبعض الآخر إلى العمل لعدد قليل جدًّا من أيام الأسبوع. كان كينز مهتمًّا بوجه خاص بكيفية استخدام الناس لأوقات الفراغ الأطول بعد أن تُحرِّرهم التطورات التقنية من قيود المتطلبات المُلحَّة للعمل مقابل أجر. ربما كانت المسألة الأكثر إلحاحًا هي مسألة الدعم المالي التي تؤدي إلى الاقتراح بأن دخلًا أساسيًّا شاملًا من شأنه أن يوفِّر وسيلةً لمواكبة انخفاض عدد الوظائف المتاحة.

شهدنا تدريجيًّا، على مدار القرن العشرين، تناقُص عدد الوظائف في مجال الصناعة بسبب الآلات الأكثر تطوُّرًا، وعلى الرغم من أن الكثير من خطوط الإنتاج، على سبيل المثال، قد أصبحت آليةً بالكامل منذ عقود، فإن أسبوع العمل الذي يستمر لخمس عشرة ساعةً فقط الذي تنبَّأ به كينز لم يتحقَّق، ويبدو أنه كان من المُستبعَد أن يتحقَّق في المستقبل القريب. لا شك في أن الثورة الرقمية ستُغيِّر من أنماط العمالة، مثلما فعلت الثورة الصناعية تمامًا، ولكن بطرقٍ من المُستبعَد أن نتمكَّن من التنبؤ بها بدقة. ومع تطوُّر تقنية «إنترنت الأشياء»، أصبح اعتماد عالَمنا على البيانات في تزايُد. سيلعب استخدام نتائج تحليل البيانات الضخمة في الوقت الحقيقي في اتخاذ القرارات والإجراءات دورًا تزداد أهميته في مجتمعنا يومًا بعد يوم.

ثمَّة مقترحات تقول إنَّ دور البشر سيقتصر فقط على صناعة الآلات وبرمجتها، ولكن هذا محض تخمين، كما أن هذا المجال، على أي حال، من مجالات العمل المتخصِّصة التي يمكننا أن نتوقَّع على نحو واقعي أن نرى الروبوتات تستبدل البشرَ فيها. على سبيل المثال، سيُقلِّل التشخيص الطبي الآلي المتطوِّر من عدد العِمالة الطبية. ومن المرجَّح أن يفعل الجرَّاحون الآليون، ذوو القدرات الكبيرة الشبيهة بقدرات نظام واتسون من شركة آي بي إم، المِثل. كما ستتطوَّر معالجة اللغات الطبيعية، وهي مجالٌ آخر من مجالات البيانات الضخمة، بدرجةٍ لن نتمكَّن معها من تمييز ما إذا كُنا نتحدَّث إلى جهاز آلي أم إلى طبيب، على الأقل عندما لا نتحدَّث إليه وجهًا لوجه.

ولكن، من الصعب التنبؤ بالوظائف التي سيؤديها البشر في حال سيطرت الروبوتات على الكثير من الأدوار الحالية. من المفترض أن يكون الابتكار مجالًا يخصُّ البشر دون غيرهم، إلا أنَّ علماء في مجال الكمبيوتر، يعملون بالتعاون فيما بينهم في جامعتَي كامبريدج وآبريستويث، طوَّروا عالِمًا آليًّا أسمَوه آدم. نجحَ آدم في وضع فرضياتٍ جديدة في مجال علم الجينوم واختبارها، الأمر الذي أدَّى إلى اكتشافاتٍ علمية جديدة. وشهدت الأبحاث في هذا المجال تقدُّمًا أكبر عندما نجحَ فريقٌ من جامعة مانشستر في تطوير إيف، وهو روبوت يعمل على تصميم عقاقير للأمراض الاستوائية. وطبَّق كلا المشروعَين أساليبَ الذكاء الاصطناعي.

تتجلَّى براعة الروائيين على أنها ذات طابع بشري فريد؛ فهي نتاجُ الخبرات والمشاعر والخيال، ولكن حتى هذا المجال الإبداعي لم يسلم من غزو الروبوتات. تقبل جائزة نيكي هوشي شينيشي الأدبية رواياتٍ ألَّفَها أو شارك في تأليفها مؤلِّفون غير بشريين. في ٢٠١٦، اجتازت أربعُ رواياتٍ اشترك في تأليفها مؤلِّفون من البشر وأجهزة الكمبيوتر المرحلةَ الأولى من المسابقة، من دون أن يعلم الحُكَّام شيئًا عن تفاصيل تأليفها.

على الرغم من أن العلماء والروائيين قد ينتهي بهم المطاف بمشاركة العمل مع الروبوتات، فبالنسبة إلى أغلبنا، سيتجلَّى تأثيرُ البيئة القائمة على البيانات الضخمة على نحو أوضح في أنشطتنا اليومية؛ وذلك من خلال الأجهزة الذكية.

المَركبات الذكية

في ٧ ديسمبر ٢٠١٦، أعلنت أمازون أنها نجحت في جعل طائرتها الأولى من دون طيَّار لتوصيل الطلبات التجارية، تشق طريقها مسترشِدةً بنظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس). تسلم صاحبُ الطلب، وهو رجلٌ يعيش في الريف بالقرب من كامبريدج في المملكة المتحدة، طَردًا يزن ٤٫٧ أرطال. يستفيد حاليًّا من خدمة توصيل الطلبات باستخدام طائراتٍ من دون طيَّار عميلان فقط من عملاء خدمة أمازون برايم إير، وكلاهما يعيشان ضمن مساحة تبلغ ٥٫٢ أميال فقط من مركز التوزيع بالقرب من كامبريدج. ثمَّة مقطع فيديو يعرض هذه الرحلة الجوية، وقد أشرنا إليه في قسم «قراءات إضافية». يبدو أن هذه الخدمة قد تكون إشارة البدء بجمع البيانات الضخمة من أجل هذا المشروع.

شركة أمازون ليست الشركة الأولى التي تنجح في توصيل الطلبات التجارية باستخدام طائراتٍ من دون طيَّار. في نوفمبر ٢٠١٦، بدأت شركة فليرتي في استخدام هذه الخدمة في توصيل البيتزا في حدود منطقة على مسافاتٍ صغيرة من مقرها في نيوزيلندا، كما كان يوجد عدد من المشروعات المشابهة في أماكن أخرى. يبدو حاليًّا أن خدمات التوصيل باستخدام طائراتٍ من دون طيَّار ستزداد، خاصةً في الأماكن المنعزلة حيث يمكن إدارة مسائل الخصوصية. لا شك أن هجومًا إلكترونيًّا أو حتى عطلًا في الأنظمة الحاسوبية من شأنه أن يتسبَّب في فوضى عارمة: إذا تعطَّلت طائرة توصيل صغيرة من دون طيَّار، على سبيل المثال، فقد تتسبَّب في إصابة أو وفاة البشر أو الحيوانات، كما أنها قد تتسبَّب في إلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات.

هذا ما حدثَ عندما تمَّت السيطرة عن بُعد على البرنامج الذي يتحكَّم في سيارة تسير على الطريق بسرعة ٧٠ ميلًا في الساعة. في ٢٠١٥، قدَّم خبيران أمنيان، تشارلي ميلر وكريس فالاسيك، يعملان في مجلة «وايرد»، عرضًا على متطوِّعٍ لإثبات أن «يوكونيكت» Uconnect، وهي لوحة معلوماتٍ حاسوبية تُستخدَم في توصيل السيارة بالإنترنت، يمكن اختراقها عن بُعد أثناء تحرُّك السيارة. كانت نتائج التقرير مقلقة؛ فقد تمكَّن المخترقان الخبيران من استخدام كمبيوتر محمول متصل بالإنترنت في التحكم في سيارةٍ طراز جيب شيروكي على مستوى التوجيه والمكابح ونظام نقل الحركة، ووظائف أخرى أقل أهميةً مثل مكيِّف الهواء والراديو. كانت السيارة الجيب تتحرَّك بسرعة ٧٠ ميلًا في الساعة في طريق عام مزدحم عندما تعطَّلت استجابة دواسة السرعة تمامًا، الأمر الذي أفزعَ السائق كثيرًا.

نتيجةً لهذا الاختبار، أصدرت شركة كرايسلر العاملة في مجال تصنيع السيارات تحذيرًا إلى ١٫٤ مليون مالِك سيارة وأرسلت إليهم محركات أقراص «يو إس بي» تحتوي على تحديثات برامج لتثبيتها عبر منفذٍ في لوحة المعلومات. نجحَ هذا الهجوم بسبب ثغرة أمنية في شبكة الهواتف الذكية تمَّ إصلاحها بعد ذلك، ولكن، توضِّح هذه القصة ضرورة التعامل مع فكرة احتمالية حدوث هجماتٍ إلكترونية على المركبات الذكية قبل أن تُصبح هذه التقنية متداولةً بالكامل.

يبدو أن حُلول المركبات الذاتية القيادة، بدءًا من السيارات إلى الطائرات، أمرٌ حتمي. أصبحت الطائرات تطير ذاتيًّا بالفعل، بما في ذلك الإقلاع والهبوط. وعلى الرغم من أن فكرة استخدام طائراتٍ من دون طيَّار في نقل البشر على نطاق واسع مُستبعَدة، فإنها تُستخدم حاليًّا في الزراعة في عملية الرش الذكي للمحاصيل، وكذلك في الأغراض العسكرية. ربما لا تزال المركبات الذكية في مراحل تطوُّرها الأولى لاستخدامها في الأغراض العامة، ولكن، أصبحت الأجهزة الذكية بالفعل جزءًا من المنازل الحديثة.

المنازل الذكية

كما ذكرنا في الفصل الثالث، يُعَد مصطلح «إنترنت الأشياء» طريقةً ملائمة للإشارة إلى الأعداد الهائلة من أجهزة الاستشعار الإلكترونية المتصلة بالإنترنت. على سبيل المثال، يُعَد أيُّ جهاز إلكتروني يمكن تركيبه في المنزل والتحكم فيه عن بُعد، من خلال واجهة مستخدِم يستعرضها قاطنُ المنزل عبر التلفزيون أو الهاتف الذكي أو الكمبيوتر المحمول، جهازًا ذكيًّا؛ ومن ثمَّ يكون جزءًا من إنترنت الأشياء. تُثبَّت نقاط تحكم مركزية تعمل بالصوت في الكثير من المنازل، والتي تتحكَّم في الإنارة، والتدفئة، وأبواب المرائب، والكثير من الأجهزة المنزلية الأخرى. يعني الاتصال بالواي فاي (تشير إلى «دقة النقل اللاسلكي»، أو القدرة على الاتصال بشبكات، على غرار الإنترنت، باستخدام موجات الراديو بدلًا من الأسلاك) أنه يمكنك أن تسأل مكبِّر الصوت الذكي (عن طريق أن تدعوه بالاسم الذي ستُطلقه عليه) عن حالة الطقس المحلي أو التقارير الإخبارية الوطنية.

تقدِّم هذه الأجهزة خدماتٍ تستند إلى السحابة الإلكترونية، وهي لا تخلو من العيوب فيما يتعلَّق بالخصوصية. طالما أنَّ الجهاز قيد التشغيل، فكلُّ ما تقول يُسجَّل ويُخزَّن في خادم بعيد. خلال تحقيق في جريمة قتل حدثت مؤخَّرًا، طلبت الشرطة في الولايات المتحدة من شركة أمازون أن تُفصح عن بياناتٍ من أحد أجهزة إيكو (الذي يعمل بالتحكُّم في الصوت ويتصل بخدمة مساعِد أليكسا الصوتي لتشغيل الموسيقى، والتزويد بالمعلومات، والتقارير الإخبارية، وما إلى ذلك) اعتقادًا منهم أنها ستساعدهم في تحقيقاتهم. لم توافق شركة أمازون على فعل ذلك في البداية إلا أنَّ المشتبه به أذِنَ لها بالإفصاح عن التسجيلات أملًا في أنها ستساعد في إثبات براءته.

سيؤدِّي المزيد من التطور، بناءً على الحوسبة السحابية، إلى أن تصبح الأجهزة الكهربائية مثل الغسالات، والثلاجات، وروبوتات التنظيف المنزلية جزءًا من المنزل الذكي، ويتم التحكم فيها عن بُعد عبر الهواتف الذكية، أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة، أو مكبِّرات الصوت المنزلية. وبما أنه يتم التحكُّم في جميع هذه الأنظمة عبر الإنترنت، فمن المُحتمَل أن تكون عُرضةً للخطر من قِبَل المخترقين؛ ومن ثمَّ، فإن الأمن مجال مهم يستوجب البحث.

حتى لُعب الأطفال ليست مُحصَّنة. فقد تعرَّضت دمية ذكية، تُدعَى «صديقتي كايلا»، حازت لقبَ «أفضل لعبة مبتكرة لعام ٢٠١٤» من اتحاد لندن لصناعة الألعاب، للاختراق بعد ذلك. يمكن للطفل، من خلال جهاز غير مُؤمَّن يعمل بالبلوتوث مخفي داخل الدمية، أن يطرح أسئلةً على الدمية ويسمع إجاباتها. حثَّت الوكالة الاتحادية للشبكات في ألمانيا، المسئولة عن مراقبة الاتصالات عبر الإنترنت، الآباءَ على تدمير الدمية، والتي مُنِع إنتاجها حاليًّا، بسبب ما تُمثِّله من خطر على الخصوصية. تمكَّن المخترقون من إثبات أنه من السهل للغاية أن يستمعوا إلى الطفل ويقدِّموا له إجاباتٍ غير مناسبة، بما في ذلك كلمات من قائمة الكلمات المحظورة التي وضعتها الشركة المُصنِّعة.

المدن الذكية

على الرغم من أن المنازل الذكية بدأت في التحوُّل إلى واقع، فمن المتوقع أن يحوِّل إنترنت الأشياء — بالإضافة إلى الأساليب المتعدِّدة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات — المدنَ الذكية إلى واقع. بدأت الكثير من الدول، بما فيها الهند، وأيرلندا، والمملكة المتحدة، وكوريا الجنوبية، والصين، وسنغافورة، في تصميم مدنٍ ذكية بالفعل. تدور فكرة المدن الذكية حول تحقيق فاعلية أكبر في عالَم اليوم المزدحم، وفي ظل النمو المطرد للمدن. يسجِّل انتقالُ سكان الريف إلى المدن معدلات ارتفاعٍ متزايدة. في ٢٠١٤، كان ٥٤ في المائة من السكان يعيشون في المدن، وبحلول ٢٠٥٠، تتوقَّع الأمم المتحدة أن حوالي ٦٦ في المائة من سكان العالَم سيقطنون المدن.

تُدفَع تقنية المدن الذكية بالأفكار المنفصلة المتراكمة من التطبيقات السابقة لإنترنت الأشياء وأساليب إدارة البيانات الضخمة. على سبيل المثال، ستكون السيارات من دون سائق، والمتابعة الصحية عن بُعد، والمنازل الذكية، والعمل عن بُعد من سمات المدينة الذكية. ستعتمد هذه المدينة على إدارة وتحليل البيانات الضخمة المُجمَّعَة من جميع أجهزة الاستشعار الهائلة العدد في المدينة. ومن ثمَّ، فإن البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء معًا هما جوهر المدن الذكية.

أمَّا عن أوجه النفع التي تعود على المجتمع ككل، فلعلَّ نظام الطاقة الذكي أحدها. من شأن هذا النظام أن ينظِّم إضاءة الشوارع، ومراقبة المرور، بل ومتابعة جمع القُمامة. ويمكن تحقيق هذا كلِّه من خلال تركيب عدد هائل من بطاقات تحديد الهُوية بموجات الراديو وأجهزة استشعار لا سلكية في جميع أنحاء المدينة. ستُرسل هذه البطاقة، المكوَّنة من شريحة دقيقة وهوائي صغير، البيانات من الأجهزة المنفردة إلى موقع مركزي لتحليلها. على سبيل المثال، يمكن لإدارة المدينة أن تتابع الحالة المرورية عن طريق تركيب بطاقات تحديد الهُوية بموجات الراديو في السيارات، وكذلك كاميرات رقمية في الشوارع. وسيكون الأمان الشخصي المُحسَّن أحد الاعتبارات أيضًا؛ إذ يمكن على سبيل المثال وضع بطاقاتٍ مع الأطفال سرًّا ومتابعتهم عبر الهاتف المحمول لأحد الوالدَين أو كلَيهما. ستُنتِج أجهزة الاستشعار هذه كميةً هائلة من البيانات التي ستحتاج إلى متابعة وتحليل في الوقت الحقيقي عبر وحدة معالجة بياناتٍ مركزية. ويمكن استخدامها بعد ذلك في مجموعة متنوِّعة من الأغراض، بما في ذلك قياس معدل الانسياب المروري، وتحديد مواقع الاختناقات المرورية، واقتراح مساراتٍ بديلة. ولا شكَّ أن أمن البيانات يُشكِّل أهميةً قصوى في هذا الإطار؛ فأي عطل أو اختراق كبير للنظام سيؤثِّر سريعًا في ثقة المواطنين.

أُنشِئت منطقة الأعمال الدولية في سونجدو بكوريا الجنوبية خصوصًا لتكون مدينةً ذكية. ومن بين السمات الرئيسية لهذه المدينة أنها تحتوي على اتصال واسع النطاق بالإنترنت عبر الألياف الضوئية. وتُستخدَم هذه التقنية الحديثة لضمان سرعة الوصول إلى السمات المرغوبة للمدينة الذكية. كما أن المدن الذكية الجديدة مُصمَّمة للحد من الآثار البيئية السلبية، ما يجعلها نموذج المدن المستقبلية المستدامة. في حين أن الكثير من المدن الذكية، مثل سونجدو، صُمِّمَت وأُنشِئت خصوصًا لهذا الغرض، فإن المدن الحالية ستستلزم تحديث بنيتها التحتية تدريجيًّا.

في مايو ٢٠١٦، كشفت مبادرة النبض العالمي التابعة للأمم المتحدة، وهي مبادرة تهدف إلى الترويج لأبحاث البيانات الضخمة من أجل الصالح العالمي، النقابَ عن مسابقتها المفتوحة تحت عنوان «مسابقة الأفكار العظيمة لعام ٢٠١٦: المدن المستدامة» للدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا ودولة كوريا. بحلول موعد المسابقة النهائي في شهر يونيو، جرى استلام أكثر من ٢٥٠ مُقترَحًا وأُعلِنَ عن الفائزين في العديد من الفئات في شهر أغسطس ٢٠١٦. فازت دولة كوريا بالجائزة الكبرى على مقترحها لتحسين وسائل النقل والمواصلات العامة عن طريق تقليل فترات الانتظار استنادًا إلى المعلومات المستقاة من الجمهور حول صفوف الانتظار.

استشراف المستقبل

في هذا الكتاب، رأينا كيف مرَّت بيانات العلوم بتحوُّلاتٍ جذرية على مدار العقود القليلة الماضية بفضل مظاهر التقدُّم التقني التي تحقَّقت بابتكار الإنترنت والكَون الرقمي. في هذا الفصل الأخير، استرقنا النظر على بعض الجوانب في حياتنا التي تلعب البيانات الضخمة دورًا مهمًّا في تشكيلها، سواءٌ في الحاضر أو المستقبل. وعلى الرغم من أنه لا يمكننا أن نأمل في أن نغطِّي جميع الجوانب التي تؤثِّر فيها البيانات الضخمة في هذه المقدمة القصيرة، فقد تناولنا بعضًا من التطبيقات المتنوِّعة التي تؤثِّر فينا بالفعل.

ستزداد البيانات التي يُنتجها العالَم أكثر فأكثر. ولا شكَّ في أن أساليب التعامُل مع كل هذه البيانات بفاعلية وبطريقة مجدية ستظل موضوع الأبحاث المُكثَّفة، لا سيَّما في مجال التحليل في الوقت الحقيقي. تشير ثورة البيانات الضخمة إلى بداية تغيير جذري في الطريقة التي يسير بها العالَم، وكما هو الحال مع جميع مظاهر التقدُّم التقني، أصبح الأفراد، والعلماء، والحكومات؛ مجتمعين يتحمَّلون مسئوليةً أخلاقية لضمان استخدامها على النحو الصحيح. البيانات الضخمة قوة. وإمكاناتها للخير هائلة. وكيفية تجنُّب إساءة استخدامها أمرٌ متروك لنا.

جدول سعة التخزين بالبايت
المصطلح معناه
بت رقم ثنائي واحد: صفر أو واحد
بايت ٨بت
كيلوبايت ١٠٠٠بايت
ميجابايت ١٠٠٠كيلوبايت
جيجابايت ١٠٠٠ميجابايت
تيرابايت ١٠٠٠جيجابايت
بيتابايت ١٠٠٠تيرابايت
إكسابايت ١٠٠٠بيتابايت
زيتابايت ١٠٠٠إكسابايت
يوتابايت ١٠٠٠زيتابايت
جدول الشفرة القياسية الأمريكية لتبادل المعلومات للأحرف الإنجليزية الصغيرة
الحرف النظام السداسي العشري النظام الثنائي النظام العشري
a ٦١ ٠١١٠٠٠٠١ ٩٧
b ٦٢ ٠١١٠٠٠١٠ ٩٨
c ٦٣ ٠١١٠٠٠١١ ٩٩
d ٦٤ ٠١١٠٠١٠٠ ١٠٠
e ٦٥ ٠١١٠٠١٠١ ١٠١
f ٦٦ ٠١١٠٠١١٠ ١٠٢
g ٦٧ ٠١١٠٠١١١ ١٠٣
h ٦٨ ٠١١٠١٠٠٠ ١٠٤
i ٦٩ ٠١١٠١٠٠١ ١٠٥
j A6 ٠١١٠١٠١٠ ١٠٦
k B6 ٠١١٠١٠١١ ١٠٧
l C6 ٠١١٠١١٠٠ ١٠٨
m D6 ٠١١٠١١٠١ ١٠٩
n E6 ٠١١٠١١١٠ ١١٠
o F6 ٠١١٠١١١١ ١١١
p ٧٠ ٠١١١٠٠٠٠ ١١٢
q ٧١ ٠١١١٠٠٠١ ١١٣
r ٧٢ ٠١١١٠٠١٠ ١١٤
s ٧٣ ٠١١١٠٠١١ ١١٥
t ٧٤ ٠١١١٠١٠٠ ١١٦
u ٧٥ ٠١١١٠١٠١ ١١٧
v ٧٦ ٠١١١٠١١٠ ١١٨
w ٧٧ ٠١١١٠١١١ ١١٩
x ٧٨ ٠١١١١٠٠٠ ١٢٠
y ٧٩ ٠١١١١٠٠١ ١٢١
z A7 ٠١١١١٠١٠ ١٢٢
مسطرة المسافة ٢٠ ٠٠٠١٠٠٠٠ ٣٢

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤