حكايات الفصول الأربعة

«تتسلَّل إلى داخلك نظراتُ الإشفاق من التقدُّم في السن والمرض والعُزلة والوَحْدة. تختلط، وتتشابك، فلا تستقر على معنى محدَّد. تكتفي بمشاعر الضِّيق والتوجُّس من شيء لا تدرك كُنهَه. يرهِقك انعكاسُ ما تقرؤه على تفكيرك، وتصرُّفاتك، والنظرات المحدِّقة. لا تراها، لكنك تشعر بها، تعرِّيك، تفضحك …»

في الفصل الأخير من العمر، حين يحلو للجسد أن يخذُل صاحبَه، تبدو كلُّ الذكريات شديدةَ النضارة، وتغدو الرؤية شديدةَ الوضوح، وحين يحدث كل هذا في الإسكندرية أمام البحر، يجد الأسى طريقَه إلى النفس. هذا ما جرى لبطل روايتنا؛ ذاك المترجم الذي وهَب عمره كلَّه للترجمة، فصار مهووسًا بتقليب الاحتمالات والغرق في دوَّامة الخيارات، وعندما أدرَك أنه في فصل حياته الأخير، لم ينشغل بالموت النهائي الوشيك، وإنما بما يموت فيه أثناء انتظاره الموت! يشعر في أعماقه بأنه شاب، فيواصل انشغالَه بالترجمة وانخراطَه في النقاشات الدينية والسياسية مع أصدقائه القدامى في مَقهاه المفضَّل، لكن جسده لا يكفُّ عن خِذلانه!


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيد الأستاذ محمد جبريل.

تحميل كتاب حكايات الفصول الأربعة مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ٢٠٠٤.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٤.

عن المؤلف

محمد جبريل: كاتب وروائي وصحفي مصري، ويُعَد أحدَ أبرز الروائيين المعاصِرين؛ حيث أثبَت في أعماله الأدبية كفاءةً عالية في السرد القصصي والروائي، ولاقَت أعماله استحسانًا كبيرًا لدى الأدباء والنقاد والقرَّاء في مصر وخارجها.

وُلد في عام ١٩٣٨م بمحافظة الإسكندرية، عمل أولًا في الصحافة، حيث بدأت مسيرته التحريرية في القسم الأدبي بجريدة «الجمهورية» عامَ ١٩٦٠م، ثم انتقل إلى جريدة «المساء»، ثم أصبح مديرًا لتحرير مجلة «الإصلاح الاجتماعي» التي كانت تصدر شهريًّا، كما عُيِّن خبيرًا بالمركز العربي للدراسات الإعلامية للسكان والتنمية والتعمير في عام ١٩٧٤م، وعُيِّن مديرًا لتحرير جريدة «الوطن» العمانية في عام ١٩٧٦م، فضلًا عن عضويته في اتحاد الكُتَّاب المصريين، وجمعية الأدباء، ونادي القصة، ونقابة الصحفيين المصريين، واتحاد الصحفيين العرب.

إلى جانب عمله الصحفي الذي تميَّز به، كان شَغُوفًا بالعمل الأدبي أيضًا؛ حيث ألَّف العشرات من المجموعات القصصية والروايات التي اتَّسمَت بطابعها التاريخي والسردي والتراثي، وتُرجِم بعضها إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والماليزية، وكانت له مشارَكات فعَّالة في عددٍ من الندوات والمؤتمرات والمهرجانات الثقافية، داخل مصر وخارجها، ونالت بعض أعماله شهاداتٍ وجوائزَ تقديريةً مرموقة، فحصل على جائزة الدولة التشجيعية في الأدب عام ١٩٧٥م، ونال وِسامَ العلوم والفنون والآداب من الطبقة الأولى عام ١٩٧٦م، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية عام ٢٠٢٠.

ومن أعماله الأدبية البارزة: «تلك اللحظة»، و«الأسوار»، و«هل»، و«قاضي البهار ينزل البحر»، و«اعترافات سيد القرية»، و«زهرة الصباح»، و«الشاطئ الآخَر»، و«برج الأسرار»، و«حارة اليهود»، و«البحر أمامها»، و«مصر في قصص كُتَّابها المعاصِرين»، و«كوب شاي بحليب»، وغير ذلك الكثير، فضلًا عن المقالات والدراسات الأدبية والسِّيَر الذاتية.

رشح كتاب "حكايات الفصول الأربعة" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤