شكر وتقدير

خرج هذا الكتاب من رحم مؤتمرٍ أُقيم في قاعة المجلس الكنَسي بجامعة كوبنهاجن من ١٧ إلى ١٩ أغسطس ٢٠٠٦ برعاية مؤسسة جون تمبلتون ومشروع «تحديد أولويات البحث في الأديان في القرن الحادي والعشرين» التابع لجامعة كوبنهاجن. كان الهدف من المؤتمر هو استكشاف المفاهيم الأساسية للمادة والمعلومات في علوم الفيزياء والأحياء والفلسفة واللاهوت المعاصرين، فيما يخصُّ مسألة الواقع المطلق.

نظَّمنا نحن — المحرِّرين والرؤساء المشاركين — ندوة «الإله والمادة والمعلومات. ما المطلق؟» بالتعاون مع الدكتورة ماري آن مايرز، مُديرة مبادَرة «النهج المتواضع» التابعة لمؤسسة جون تمبلتون. تدعم مبادرة «النهج المُتواضِع» أبحاثًا متطوِّرة مُتعدِّدة التخصصات طالما أنها تظل حسَّاسة للفروق الدقيقة بين التخصُّصات، فيما تبحث عن الروابط والصلات النظرية. ثمَّة حاجة ماسَّة إلى تلك الدراسات في مجالات البحث الجوهرية للعلوم، وهي وثيقة الصِّلة بالميتافيزيقا المعاصرة، ومع ذلك يصعب تصوُّرها وتقديم نظرة عامة عنها.

نحن شاكرون لماري آن مايرز على حماسِها الدائم وخبرتها، ولمؤسسة جون تمبلتون على رعايتها المؤتمر بكرمٍ بالغ. نودُّ أيضًا أن نتوجَّه بالشكر إلى مدير تحرير دار نشر جامعة كامبريدج الدكتور سايمون كابلين، على مُساعدته وتشجيعه على نشر هذا الكتاب، وكذلك الأقران المراجعين غير المعروفة هويتهم على دعمهم له. وضعت ليندسي بارنز ولورا كلارك من تلك الدار المعايير التحريرية لذلك الكتاب وتعاونتا عن كثب مع ترين-أميلي فوج كريستيانسن طالبة الدراسات العُليا بجامعة كوبنهاجن، التي شاركت في ذلك الكتاب بصفتها باحثة مساعدة وبرهنت على مهاراتها التحليلية مرارًا وتكرارًا. نحن مدينون بالشكر لها ولميكيل كريستفوفرسن على مساعدتهما في المرحلة الأخيرة من الإنتاج.

خرجت جميع الأوراق البحثية المضمَّنة في الكتاب من مؤتمر كوبنهاجن باستثناء ورقتين بحثيتَين. فقد طلبنا من البروفيسور فيليب كلايتون أن يكتب لنا عرضًا تاريخيًّا فلسفيًّا مختصرًا لمفهوم المادة، يركز فيه بصفة خاصة على الحداثة، ونشكره على أداء ذلك بسرعة وإتقان. أردنا أيضًا أن نُضمِّن المقال المنهجي الذي كتبه عالم علم الأحياء التطوري الراحل جون ماينارد سميث بعنوان «مفهوم المعلومات في علم الأحياء» (دورية «فيلوسوفي أوف ساينس» ٦٧ (٢)، يونيو ٢٠٠٠)؛ نشكر الدورية على منحنا الإذن بإعادة نشر المقال باعتباره الفصل السابع في ذلك الكتاب.

نُهدي ذلك الكتاب إلى ذكرى آرثر بيكوك الذي وافتْه المنية، للأسف، في ٢١ أكتوبر ٢٠٠٦. كان آرثر بيكوك جزءًا من المجموعة، لكنَّ مرضه منعه من حضور المؤتمر، فنوقِشَت ورقته البحثية في غيابه. الفصل الثاني عشر من ذلك الكتاب هو أحد آخر الأعمال التي خطَّتها يده. أبحاث بيكوك في مجالَي الكيمياء الحيوية والتقاء اللاهوت والعلم مرموقة، ويمكن الاطِّلاع على شهادته الفِكرية في كتابه الذي نشر بعد وفاته «كل ما هو كائن: إيمان طبيعاني للقرن الحادي والعشرين» (دار فورترس برس، ٢٠٠٧). بالنسبة للعديد منَّا، لم يكن آرثر عالمًا عظيمًا فحسب، بل كان أيضًا مرشدًا ومشاركًا لنا في تساؤلاتنا، وصديقًا يُصغي ويستكشف ويتطلَّع إلى المزيد دومًا. نحن ممنونون لآرثر على الالتزام والكرم اللذين اجتمعا في شخصِه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤