الفصل الأول

المُرائي

  • (١)

    قد يكون الرياء، بحسب تعريفه، هو تكلُّف تفسير سلبي للأعمال والأقوال بما يجعلها أسوأ (مما هي عليه). أما المُرائي فهو ذلك الذي:

  • (٢)

    اعتاد أن يلتقي بأعدائه ويُثرثر معهم دون أن يُظهر كراهيته لهم. إنه يمتدح وجهًا لوجهٍ أولئك الناس الذين اغتابهم من وراء ظهورهم، كما يُبدي تعاطفه معهم عندما يُلمُّ بهم سوء الحظ ويخسرون قضية في المحكمة. وهو يتسامح مع الذين يتكلمون عنه بالسوء، بجانب تجاوزه عما يُقال ضده.

  • (٣)

    وهو يتلطَّف في كلامه مع أولئك الذين يُعانون الظلم ويشعرون بالسخط عليه. وإذا أراد أحد الناس أن يتكلم معه على وجه السرعة، طلب منه أن يرجع إليه مرةً أخرى.

  • (٤)

    وهو لا يصرِّح أبدًا بشيء عن أي شيء يشغله، وإنما يقول إنه ما يزال يفكر في الأمر، كما يدَّعي أنه قد «وصل على الفور» أو «تأخَّر كثيرًا» أو «كان مريضًا».

  • (٥)

    وهو يُجيب من يسألونه قرضًا أو معونة بقوله إنه ليس غنيًّا، وإذا باع «شيئًا» مما لديه قال إنه لا يبيع، وإذا لم يكن يبيع شيئًا بالفعل قال إنه يبيع. وإذا سمع شيئًا ادَّعى أنه لم يسمع، وإذا رأى شيئًا أنكر أنه رأى، وبعد أن يصدِّق على شيء (أو يُقرَّ به) يقول إنه لا يتذكر ذلك. مرةً يقول إنه سوف يفكر، ومرةً أخرى إنه لا يعلم، وحينًا يزعم أن الأمر يُدهشه، وحينًا آخر أنه سبق له التوصل إلى نفس الفكرة.

  • (٦)

    ومن دأبه على العموم أن يستخدم أمثال هذه العبارات: «لا أعتقد هذا»، «لا أفهم»، «هذه مفاجأة لي»، أو «إنك تقول عنه إنه تغيَّر»، و«ليست هذه هي القصة التي رواها لي»، و«لا أظن أن الموضوع كله غير معقول»، «قل هذا لشخصٍ آخر»، «لا أدري إن كان عليَّ أن أكذِّبك أم أن أدينه (وأتهمه بالوقوع في الخطأ)» أو «المهم أن تكون حريصًا ولا تتسرع بتصديق ذلك».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤