كتاب الطباع

«وسوف أضع أمامك، واحدًا بعد الآخَر، جميعَ الأنماط المتنوِّعة التي ينقسم إليها الرجال، وأبيِّن كيف يدبِّرون شئونهم؛ ذلك لأني أعتقد يا عزيزي بوليكليس أن أبناءنا سيكونون رجالًا أفضل لأننا تركنا لهم مثل هذه الدروس.»

أخَذ «كتاب الطِّباع» العديدَ من الأوجه والأشكال عبر تاريخه؛ فمنذ كتابته على يد تلميذ «أرسطو» النجيب وصديقه المقرَّب «ثيوفراسط» وحتى الآن، ما زال يستطيع انتزاعَ انتباه القُراء والنُّقاد؛ فمن جهةٍ هو كتاب أخلاق وتاريخ وأدب، ومن أخرى هو سِفر فلسفي ولوحات اجتماعية سُجلت في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد وبدايات العصر الهليني المبكر، فمن خلال ثلاثين لوحة يَعرض لنا «ثيوفراسط» نماذجَ أخلاقية وحياتية لطِباع الناس في عصره، فنرى فيها المتسلِّط والبخيل والجبان والمغرور والمقزِّز والمتعالي والأحمق وغيرهم، بعباراتٍ مختصرة تَصِف أحوالهم وصفاتهم وحياتهم. وقد طمَح الدكتور «عبد الغفار مكاوي» بترجمة هذا العمل، إلى أن يجد فيه الكُتابُ العرب ما يغذِّي خيالهم، فيُخرجوا لنا نصوصًا كوميدية بحقٍّ بدلًا من تلك التي لا تُعبِّر عن شيء سوى الفراغ.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الدكتور عبد الغفار مكاوي.

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر أصل هذا الكتاب باللغة اليونانية القديمة في تاريخ غير معروف.
  • صدرت هذه الترجمة عام ١٩٩٨.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٢.

عن المؤلف

ثيوفراسط: عالِم نباتات، وأحدُ الفلاسفة الإغريق العظام؛ فهو تلميذ المعلِّم الأول «أرسطو» وصديقه ومساعده وخليفته في رئاسة مدرسته لفترةٍ قاربت خمسة وثلاثين عامًا.

وُلد عام ٣٧١ق.م. بمدينة «إرزوس» بجزيرة «لِسْبُوس»، ويُقال إن اسمه الأصلي «تيرتاموس» وأن «أرسطو» هو الذي سمَّاه « ثيوفراسط» (أي المتحدِّث الإلهي) إعجابًا بقُدْراته ومواهبه الفائقة في الفصاحة وحُسْن الكلام. بعد أن أتمَّ تعليمَه في مسقط رأسه، ذهب إلى أثينا وحقَّق حُلْمه بدخول «أكاديمية أفلاطون»، وهناك توطَّدت علاقتُه بالفيلسوف «أرسطو»، الذي كان يَكْبره باثني عشر عامًا، فأصبح مساعدَه وزميله في البحث والدراسة وأقرب أصدقائه إليه، وبعد وفاة «أفلاطون» توجَّه الاثنان إلى مدينة «آسوس»، ومنها إلى جزيرة «لِسْبُوس»، ثم إلى «مقدونيا» التي مكثا فيها تسعة أعوام، وبعد وفاة «أرسطو» تولَّى رئاسةَ «المدرسة المشَّائية».

تميَّز بالذكاء والبراعة التي جذبت إليه الكثير من المتعلمين؛ فقد زاد عدد تلاميذه على الألفَين، ومنهم: الشاعر المسرحي «ميناندر»، والسياسي «ديمتريوس الفاليروني»، والخطيب «داينارخوس»، والطبيب «إيراسستراتوس»، والفيلسوفان «ستراتون» و«أركيزيلاوس».

كما تميَّز إنتاجه المعرفي بالغزارة والتنوُّع؛ فكتب في الفيزياء، وسائر العلوم الطبيعية كالفلك، والطقس، والهيدرولوجيا (علم المياه)، والتعدين، والزلازل، والنبات، والحيوان، وعِلم النفس، والأخلاق، والسياسة، والاقتصاد، والطب والتشريح، والخطابة والشعر، والأدب، والتاريخ. ومن أهم أعماله التي وصلَت إلينا: كتاب «تاريخ النبات» وهو أقدمُ مَرجعٍ نباتي معروف حيث وصف فيه ٤٨٠ نوعًا، وكتاب «الميتافيزيقيا»، فضلًا عن كتاب «الطِّباع»، والكثير من الأبحاث والتلخيصات الغنية بفلسفته وأفكاره.

اشتهر بعزوفه عن الزواج حتى لا يعطِّله أو تَعُوقه تكاليفُ الأسرة عن التفرُّغ للنظر والتأمُّل الفلسفي. وظلَّ على حاله حتى وافَته المَنِية عام ٢٨٧ق.م. عن عُمرٍ يناهز الخامسة والثمانين عامًا، فشيَّعه جمهورٌ كبير من المواطنين إلى مَثْواه الأخير في أثينا. .

رشح كتاب "كتاب الطباع" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤