تقاريظ الكتاب

لم يَدُرْ في خَلَدِنا عندما انتهينا من طبع هذا الكتاب أنهُ يلقى من سراة الأمة الإسرائيلية ووجهائها استحسانًا عظيمًا وإقبالًا لا مثيل لهُ يدفعاننا إلى المجاهرة بالثناء على فضلهم ومكارم أخلاقهم، ولم نكن نتوقع أن سيادة الحبر الجليل حاخام باشي الطائفة الإسرائيلية في مصر سيكون في طليعة المؤيدين لمشروعنا بما أظهرهُ لنا من دلائل الترغيب والاستحسان، فإنهُ — أطال الله بقاءَهُ — تكرم علينا بالكتاب الآتي باللغة العبرية، فرأينا أن نترجمهُ ونزين بهِ صفحات الكتاب إقرارًا بفضلهِ وإجلالًا لعظيم قدرهِ، قال:

طالعتُ بكل سرور التأليف الحديث «تاريخ الأمة الإسرائيليَّة» لسعادة مؤلفهِ الفاضل شاهين بك مكاريوس، تأمَّلتُ حسن ترتيبهِ وتنسيقهِ وإحكام ضبطهِ في إيراد التواريخ والأخبار، فأُعجبتُ بدقَّة روايتهِ وموافقتهِ لأصح المؤلفات التي وضعها أشهر مؤرخي الأمة الإسرائيلية، فبالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن أبناءِ طائفتي أقدم إلى مؤلفهِ الفاضل عظيم شكري وامتناني على مشروعهِ العظيم الذي عانى الصعاب الكثيرة في سبيل إتمامهِ وإبرازه إلى الأمة تحفةً نفيسةً وذخرًا جميلًا، أسأل الله أن يمدَّهُ ببركاتهِ السموية لتنوير الأذهان بالعلم والمعرفة، ولي الثقة التامة أن الجميع يقبلون على مطالعة هذا السفر المفيد، ويكونون عضدًا لمؤلفهِ الفاضل لإبراز غيرهِ من جواهر مؤلَّفاتهِ النفيسة العائدة بالنفع العظيم على أبناءِ الطائفة عمومًا ومحبي الفضيلة خصوصًا.

وأسأل الله في الختام أن يكلل عملهُ المبرور بالنجاح الذي يستحقهُ كما يشتهي قلبهُ وقلب كل محب للعلم والأدب.

حاخام باشي مصر
روفائيل هارون بن شمعون
وهذا ما ورد إلينا من حضرة صديقنا الأستاذ الفاضل الحاخام مسعود حاي بن شمعون وكيل حاخامخانة مصر:

جناب الصديق الحميم سعادتلو أفندم شاهين بك مكاريوس الأفخم

بعد التحية والاحترام … إن كتابي هذا ينوب عني بالاعتراف بفضلكم العظيم لاعتنائكم بتأليف كتاب «تاريخ الأمة الإسرائيلية»، فقد تصفحتُ بإمعانٍ زائد كل مشتملاتهِ، وقرأتُ صفحاتهِ حرفًا حرفًا فوجدتهُ كتابًا جامعًا لأعظم الفرائد والفوائد، وسِفْرًا شاملًا لأشتات الأخبار والتواريخ التي تقلَّبت عليها الأمة الإسرائيلية من أقدم عصورها إلى هذا اليوم، فهو حَرِيٌّ بأن يطالعهُ كل فردٍ من أفراد الأمة لما فيهِ من الحقائق الراهنة المدوَّنة على نسقٍ بديعٍ يروق الخاصَّة والعامَّة على السواءِ، ويسهل على الأحداث مطالعتهُ وإدراك معانيهِ.

ولقد قارنتهُ بأعظم كتب المؤرخين من أبناءِ الأمة الإسرائيلية الذين سأُوضح أسماءَهم، فظهر لي بأجلى بيان أن كتابكم أعظم فائدةً وأعذب موردًا وأقرب منالًا لإحرازهِ على مزيَّة الضبط والتدقيق في تنسيق الأخبار الصحيحة وتنظيم الحقائق التاريخية، فضلًا عن أنهُ جامع لفرائد أولئك المؤرخين وشامل لفوائد عظيمة وشوارد متفرقة لم تدوَّن في صحائف من تقدمكم من المؤرخين الصادقين.

أما الكتب التي راجعتُ كتابكم عليها فهي: أولًا «اليوسيفون»، وثانيًا «هادوروت»، وثالثًا «صيماح دافيد»، ورابعًا «تواريخ المؤرخ الشهير كلمن شولمن»، وهم دبري يمي عولام وملحاموت هايهوديم وقدمونيوت هايهوديم ودبري يمي يسرائيل، وغيرها من أشهر كتب مؤرخي الأمة، وعندي أن كتابكم هذا سيأتي بفوائد عظيمة للأمة عمومًا وللأحداث منها خصوصًا، إذ يمكِّنهم من مطالعة تاريخ أمتهم باللغة العربية على أقرب منالٍ وأهون سبيل، ولا عجب بعد ذلك إذا رأيتم الإقبال عليهِ عظيمًا.

هذا وأرجو في الختام قبول تشكراتي القلبية، وإني أسأل الله أن يبارك أعمالكم ويعضد مساعيكم الحميدة، ويرينا من ثمار أياديكم البيضاء في تنوير الأذهان والانتصار للحقيقة في كتبكم التي عزمتم على تأليفها وطبعها ما يؤكد للأمة حُسن خدماتكم المشهورة، وأطال الله بقاءَكم.

صديقكم
مسعود حاي بن شمعون

وقد اكتفينا بهذين التقريظين مع الشكر للذين أتحفونا بغيرهما، وربما نعود فننشر بقية التقاريظ في وقتٍ آخر.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤