الفصل الثامن

بعض عوائد اليهود والموسيقى

لما كان عند اليهود بيت مقدس كانت الشريعة تلزمهم استعمال فن الموسيقى في العبادة الدينية والأفراح العمومية، كالأعياد ورءوس الشهور ونحوها، وذُكر في التوراة أسماءُ كثير من الآلات الموسيقية التي لا يزال بعضها مستعملًا إلى الآن.١
لا يخفى أن في التوراة نشائد فرحٍ وشكر وتسبيح وحزن ومراثي كمراثي داود على موت شاول وابنير، ومراثي أرميا على خراب أورشليم، ونشائد الغلبة والظفر والتهنئة كنشيد موسى على عبور البحر الأحمر، ونشيد دبورة وباراق وغيرهم، وكان اليهود يصعدون كل سنة ثلاث مرات إلى أورشليم في أعيادهم الثلاثة حسب وصية التوراة، وفي طريقهم كانوا يطربون أنفسهم ويخففون أتعابهم بالترنم،٢ وسفر المزامير هو مجموع نشائد كثيرة العدد ومتنوعة موحًى بها من الله، ومنظومةً لكي تُجرى على جميع الألحان الموسيقية عندهم.
والموسيقى هي من أقدم الفنون النفيسة، فإن موسى يخبرنا أن يوبال الذي عاش قبل الطوفان كان أبًا لكل ضارب في العود والمزمار،٣ وكان لابان يتشكى من صهرهِ يعقوب أنهُ هرب خفيةً، ولم يخبرهُ حتى يشيعهُ بالفرح والأغاني بالدف والعود،٤ ولما عبر الإسرائيليون البحر الأحمر نظم موسى تسبيحةً ورنمها مع بني إسرائيل، وكانت أختهُ مريم تنشدها وجميع النساءِ وراءَها بالدفوف.٥
وقد صنع أبواق فضة لأجل الهتاف بها في أفراحهم وأعيادهم ورءوس شهورهم وعلى محرقاتهم وذبائحهم السلامية، وداود الذي كان حاذقًا بالعزف كان يسكِّن روح شاول الردي بواسطة الضرب في العود،٦ ولما استقلَّ بالملك وقسَمَ وظائف اللاويين وأشغالهم عيَّن عددًا عظيمًا منهم لأجل الغناءِ والضرب في آلات الطرب في الهيكل،٧ ولما أجمع رأي الإسرائيليين على نقل تابوت الرب من قرية يعاريم أصعدهُ داود إلى أورشليم بأغاني وعيدان وربابات ودفوف وصنوج وأبواق،٨ وعلى هذا المنوال مُسح سليمان ملكًا،٩ وكان الأنبياءُ يستعينون باستعمال آلات الغناء عندما يتنبئُون.١٠
وكان آساف وهيمان ويدوثون رؤساء المغنين في خيمة الشهادة تحت يد داود، وفي الهيكل تحت يد سليمان، وكان لآساف أربعة بنين وليدوثون ستة ولهيمان أربعة عشر، فهؤلاء الأربعة والعشرون من اللاويين أولاد هؤلاءِ الثلاثة الرؤساءِ في الغناءِ في الهيكل صاروا رؤساءَ أربع وعشرين فرقةً من المغنين يخدمون في الهيكل بالدَّور، وكان عددهم كثيرًا هناك، ولكن كانوا يكثرون بنوعٍ خصوصي في الأعياد العظيمة، وكانوا يصطفُّون بالترتيب حول مذبح المحرقة، وبما أن كل شغلهم ووظيفتهم في بيت المقدس كان عليهم أن يتعلموا الغناءَ ويمارسوهُ، لا ريب في أنهم قد أتقنوا ذلك جدًّا سواءٌ كان بالصوت أو بالآلات.١١
وكان الملوك أيضًا يستعملون الغناء، فإن آساف كان رئيس المغنين عند داود، وورد في أخبار الأيام الثاني ما يأتي، وأوقف اللاويين في بيت الرب بصنوج ورباب وعيدان حسب أمر داود.١٢

ولا يمكننا أن نحكم على كيفية إجراءِ الألحان عند اليهود واستعمال الآلات إلا على سبيل الظن، نظرًا إلى تقادم عهدهم وفقد معرفة ذلك، وقد ذُكر في التوراة عدد وافر من الآلات الموسيقية، غير أنهُ لا يمكننا أن نصفها جميعها كما ينبغي، ولكن إذا قابلناها مع الآلات التي كانت مستعملة عند اليونانيين والرومانيين والمصريين يمكننا أن نصف البعض منها بحسب الإمكان، وسنذكر معها البعض من الآلات المعروفة في هذه الأيام لزيادة الفائدة.

وهذه الآلات قسمان أحدهما يختصُّ بفن الإيقاع، أي: الأصول كالطبل والدُّف والنقارات والصنوج ونحو ذلك كثير، وهذا لا يتعلق بمعرفة الألحان، بل بقياس الزمان:
  • الأول منها: الصنوج، ويقال لها: صنوج التصويت، وصنوج الهتاف،١٣ وهي صفائح مستديرة من النحاس الأصفر١٤ قطر كلٍّ منها نحو شبر، ولها في مركز أحد سطحيها عروة تمسك منها حين العمل بها الذي يتمُّ بإمساك اثنتين منها كل واحدة بيدٍ وضرب إحداهما على الأخرى لأجل الطرب.
    ومنها الفقيشات، وهي صنوج صغيرة من نحاس أصفر يستعملها الراقصون في المراسح الواحدة منها قدر الريال المجيدي يوضع منها في كل يدٍ صنجان أحدهما في رأس الإبهام، والآخر في رأس الشاهدة ليضرب بهما الأصول حين الرقص، ويوجد إشارة في التوراة إلى كلا النوعين، أي: صنوج اليد وصنوج الأصابع، وإلى استعمالها في الهيكل والأفراح العمومية،١٥ ويقال لما يجعل في إطار الدف من الهنات المدورة صنوج أيضًا.
  • الثاني: الطبل، وهو أشكال كثيرة منها الطبل الكبير ذو الوجهين، وهو لوح رقيق من خشب ملتف يلاقي أحد طرفيهِ الآخر فيكون على شكل أسطوانة مستديرة مجوفة ارتفاعها نحو شبرَيْن، فيشدُّ على فوهتها رقًّا من جلد الخيل يضربون عليهما.
  • الثالث: الدرابكَّة، ويقال لها: دربكة، وهي نظير جرة من فخار لها عنق طويل مقطوعة من وسطها الذي قطرهُ نحو شبرٍ ومشدود على مكان القطع رق ليضربوا عليه، والنقَّارات وهي طبول ذات وجهٍ واحد مصنوعة من فخار أو نحاس على هيئة الطاسة يشدون على فوهتها رقًّا، والعمل يكون على اثنتين منها؛ إحداهما يضرب عليها الدُم، والأخرى التَكَ.
  • الرابع: الدُّفُّ أو الدَّفُّ،١٦ وهو طارة من خشب مشدود عليها جلد، فالكبير منهُ قطر دائرتهِ نحو شبرين ويسمونهُ مزهرًا يستعملهُ البعض في احتفالاتهم التعبدية، وعليهِ قول الشاعر:
    ويومٍ كظل الرمح قصَّر طولهُ
    دمُ الزق عنا واصطكاك المزاهرِ

    والصغير قطرهُ عرض نحو عشرة أصابع، وموضوعٌ في دائرتهِ الخشبية صنوجٌ صغيرة، والموسيقيون في بر الشام يسمونهُ دائرة، وفي مصر رقًّا، والعوام يسمونهُ دفًّا.

  • الخامس: الجُنك١٧ جمعُهُ جنوك، طولهُ ست عشرة عقدة، أو ثماني عشرة عقدة، والعمل بهِ يتمُّ بتحريك بعض أجزائهِ، وقد ذكرهُ بعضهم بقوله:
    رحمةُ العودِ والجنوك عليهِ
    وصلوة العيدان والمزمار
  • السادس: المثلَّث،١٨ وهو آلة طربٍ على شكل المثلَّث يتمُّ العمل بهِ بتحريك بعض حلقات محيطة بأضلاعهِ، ولا نعرف عنهُ أكثر من ذلك.
  • السابع: الجُلجل،١٩ وهو جرس صغير كان يعلَّق على ذيل جبة الرداءِ للكاهن الأكبر عند دخولهِ للعبادة في الهيكل.
القسم الثاني من الدوزان ما يختص بالألحان، ويقال لهُ آلات التلحين، وهو نوعان ذوات أوتار،٢٠ وذوات نفخٍ،٢١ أما ذوات الأوتار فمنها ما يشدُّون عليهِ وترًا، ومنها ما يشدون عليهِ سلكًا من حديدٍ أو نحاس، ومنها ما يشدون عليهِ شيئًا من شعر الخيل ونحوها، وهذه هي أسماءُ البعض منها:

(١) ذوات الأوتار، أي: ما يشدون عليهِ وترًا

  • الأول منها: العود،٢٢ ويقال لهُ: البَرْبَط أيضًا، ويسمونهُ سلطانها، وهم يشدون عليهِ سبعة أزواج من الوَتر مختلفة الغلظ والدقة؛ ولذلك يسميهِ الشعراءُ المثاني، وكل زوجٍ من هذه الأوتار مشدود الوترين على نغمةٍ واحدة لأجل ضخامة صوت النقر عليهِ، وأغلب استعمال الموسيقى يكون على أربعة أزواجٍ منها، ويندر استعمال الأزواج الأخرى، ويعزفون عليهِ بضلع ريشة من جناح النسر يسمونها زخمة أو طَزَنة،٢٣ وهذه الآلة هي الأكثر قدميةً عند اليهود من ذوات الأوتار وكانت خفيفة الحمل، وقد شاع استعمالها عندهم في أوقات الفرح، سواءٌ كانت دينية أم غير دينية،٢٤ ومخترعها هو يوبال المذكور في الإصحاح الرابع من سفر التكوين.
  • الثاني: القانون، وهو من الطبقة العليا من آلات الطرب ويعدونهُ وزيرها، ومع ذلك العمل عليهِ سهل جدًّا، وصوتهُ كصوت آلتين تشتغلان معًا؛ لأن جميع الأبراج التي يحتاج إليها العازف بهِ مع قراراتها وجواباتها تكون مبسوطةً قدَّامهُ ويداهُ متفرغتان للعمل فيشتغل باليد اليمنى على ديوانٍ ما، وباليسرى على قرارهِ، فيكون المسموع من الآلة صوتين معًا جوابًا وقرارًا، وبما أن كل برجٍ منهُ يحتوي على ثلاثة أوتار، فيكون صوتهُ عبارة عن ست كمنجات تشتغل معًا، وقد جرت العادة أن يشدوا عليهِ أربعة وعشرين برجًا كل برج منها ثلاثة أوتار متساوية في الغلظ والدقة؛ ولذلك يسمونهُ المثالث كما يسمون العود المثاني، ووتر كل برج يكون أغلظ مما فوقهُ وأدق مما تحتهُ.

    قيل: إن الشيخ أبا النصر محمد الفارابي الذي كانت وفاتهُ بدمشق سنة ثلاثمائة وتسع وثلاثين قَدِم بهذه الآلة على سيف الدولة علي بن حمدان العدوي، فجرى بينهما حديث طويل أفضى إلى أن ضرب بها، فأضحك كل من حضر في المجلس، ثم ضرب فأبكاهم، ثم ضرب فأنامهم وتركهم نيامًا وانصرف.

  • الثالث: الكمنجة، وهي نوعان: عربية، وسيأتي بيانها، وإفرنجية، وفيها كلامنا الآن، وعادتهم أن يشدوا عليها أربعة أوتار؛ أولها من الجهة اليمنى، وهو أغلظها وملفوفٌ عليهِ سلك دقيق من نحاس، وثانيها أدقُّ منهُ، وثالثها أدقُّ منهما، ورابعها وترٌ أو خيط مزدوج مبروم من حرير أدق منهنَّ، والأول يجعلونهُ قرار الرست، والثاني يكاه، والثالث دوكاه، والرابع نوى، والعمل في أخذ الأبراج والأرباع الباقية كالعمل في العود تؤخذ بالحبس على الأوتار بأصابع اليد اليسرى، ويعزفون عليها بقوس مشدودٌ عليها جرزة من شعر الخيل، ويسمونها ترجمان سائر الآلات الموسيقية.
  • الرابع: الرباب،٢٥ أو الربابة٢٦ وهو ذو صوتٍ شجيٍّ مطرب؛ ولذلك شاع استعمالهُ عند العبرانيين، وكان غالبًا مثلث الشكل ومشدودًا عليهِ من سبعة أوتار إلى اثني عشر،٢٧ وكان يُلعَب عليه باليد أو بطزنة، وقد رجح البعض أن هذا الاسم كان يطلق على طائفةٍ من آلات الطرب تشبه العود مختلفة المقدار والهيئة، وأما ذات عشرة أوتار فليست آلةً خصوصية، كما توَّهم البعض مما قيل في المزامير ٦٢ : ٤، بل هي الرباب ذاتهُ، كما يظهر من المزامير ٢٣ : ٢، و١٤٤ : ٩، والظاهر أنهُ يوجد مباينة بين الرباب المستعمل عند العرب، وهذا كما سيأتي.
  • الخامس: الجتية، وقد ورد ذكرها في عنوان بعض المزامير،٢٨ والمظنون من اسمها أن داود أتى بها من جت، وهي بلدٌ للفلسطينيين، والبعض يرجحون أنها اسم آلةٍ ذات أوتارٍ معروفة عندهم.
  • السادس: الأوتار،٢٩ وهي ربما كانت اسم آلةٍ خصوصية من ذوات الأوتار.

(٢) ذوات السلك المعدني

  • السابع: السنطير أو السنَّطور،٣٠ وهذا يشدون عليهِ أربعة وخمسين سلكًا كل ثلاثة منها على نغمة واحدة، ويعزفون عليهِ بزخمتين من خشب هيئتهما كشفرة السكين، وهو يشبه القانون بعدة اعتبارات.
  • الثامن: الطُّنبور أو الطِنْبار، وهو ذو عنقٍ طويل يشدون عليهِ غالبًا ثمانية سلوك من حديد كل أربعة منها على نعمةٍ واحدة ويعزفون عليهِ بزخمةٍ من قرن البقر، وهو يعتبر عندهم أنهُ من أتم الآلات الموسيقية وأسهلها للعمل.
  • التاسع: البُزُق، وهذا يشدُّون عليهِ خمسة سلوك حديد أربعة منها متقاربة بعضها لبعض وواحدٌ منفرد عنها وجميعها على نغمة واحدة، ويشدون بمجاورة المنفرد منها سلكًا من النحاس الأصفر مبرومًا على طاقَيْن على نغمةٍ أخرى، ويعزفون عليهِ بزخمةٍ من القرن.
  • العاشر: الطُّنبورة، وهي أصغر من البُزُق، وحكم السلوك المشدودة عليها والعزف عليها بها كحكم البُزُق، غير أن سلك النحاس فيها يكون على طاقٍ واحد.

(٣) ذوات الشعر

  • الحادي عشر: الكمنجة العربية، وهي نصف جوزة هند مثقوبة ثقوبًا كثيرة، ومشدودٌ على فوهتها قطعة من جلد الخيل، ومنظومة في أسطوانة خشبية، ومشدودٌ عليها جرزتان من شعر الخيل؛ كل واحدةٍ على نغمة، ويعزفون عليها بقوس مشدود عليها جرزة من الشعر، وصوتها شجيٌّ مطرب للغاية، لكنها غير كاملة الترتيب.
  • الثاني عشر: الرباب المستعمل عند العرب، وهو آلة مربعة الشكل مشدود عليها جرزة من شعر الخيل يعزفون عليها بقوسٍ نظير الكمنجة، وهي آلة كثيفة يستعملها أهل البادية في إنشاد قصائدهم.

(٤) ذوات النفخ

أما ذوات النفخ فهي أنواع كثيرة ومنها:
  • الأول: الناي٣١ وهو سيدها، وهو يؤخذ من قصب الغاب المتقارب العقد، بحيث يكون طولهُ ثماني قبضات أو تسعًا وعقدهُ سبعًا أو تسعًا، فإن كانت تسعًا يقال لهُ: شاه.
  • الثاني: الكرفت، وطولهُ نحو خمس قبضات وعقدهُ خمسٌ أيضًا، وهو مع الذي قبلهُ مفتوحَا الطرفَيْن، وليس في فوهتيهما آلةٌ أخرى لأجل الصفير، ولكن يتمُّ ذلك بصناعة النفخ فيهما.
  • الثالث: الصافور، ويقال لهُ: صوفيرة وشبَّابة، وهو قطعة قصب مثقوبة كالكرفت، ولها في فوهتها سدادة مفتوحة قليلًا من ظهرها لينفذ منها النفخ ويحصل الصفير.
  • الرابع: المزمار،٣٢ ويقال لهُ: القصَّاب أيضًا، وهو أسطوانة من خشب طولها نحو شبرٍ مثقوبة الوسط، وفي رأسها ما يسمونها قشة لأجل الصفير بها، وهي قطعة قصب يقطعونها قبل بلوغها ويطبقونها بواسطة مِلقط محمًى بالنار، وهذا المزمار يقل استعمالهُ في سوريا، وصوتهُ عريض ومطرب إلى الغاية، وعليهِ قول الشاعر:
    فدفنَّاهُ بين أزرار وردٍ
    ثم نحنا عليه بالمزمارِ
  • الخامس: الزمر، وهو أيضًا أسطوانة من خشب أسفلها متسع على شكل مخروط مجوَّف وفي رأسها قشة للصفير كقشة المزمار ولكنها صغيرة جدًّا، وصوتهُ رقيق وعالٍ جدًّا يُسمع من مسافةٍ بعيدة، لكنهُ غير مطرب، والبعض يسمونهُ صرناي والأتراك يقولون لهُ: زرنا، ويوجد منهُ نوعٌ صوتهُ غليظٌ وواطٍ يشتغلون عليهِ بمعية الأول يسميهِ الأتراك قبازرنا.
  • السادس: الجناح، وهو أنابيب رفيعة من القصب مسدودة من الجهة الواحدة ومفتوحة من الجهة الأخرى، وغالبًا تكون خمس عشرة أنبوبة، كل واحدة أقصر مما قبلها على نسبة الأعداد على النسق الطبيعي، أي: إذا كان طول أقصرها واحدًا، فيكون طول الثانية اثنين والثالثة ثلاثة، والخامسة عشرة خمسة عشر، فيجمعون هذه الأنابيب بالقرب من فوهاتها بين مسطرتين على التوالي الطولى أولًا، ويليها الأقصر منها ثم الأقصر … إلخ، فيكون المجموع شكل مثلث قائم الزاوية أحد ساقيهِ الأنبوب الأول، والآخر مجموع فوهات الأنابيب المنضمة بعضها إلى بعض بواسطة المسطرتَيْن.

    وكيفية العمل عليهِ هي أن الضارب فيهِ يمسكهُ بيدهِ، ويجعل فوهات الأنابيب تحت شفتيهِ وينفخ فيها صفيرًا ويحرِّك هذه الآلة تحت النفس الخارج من فمهِ بحسب اقتضاء اللحن الذي يجريهِ، وهذه الآلة قديمة ومطربة، وقد مدحها بعض الشعراءِ بقولهِ:

    حبَّذا السنطير مع صوت الجناح
  • السابع: المزوج، وهو أسطوانتان من قصب متساويتان في الطول مضمومتان بربائط، وفي رأس كلٍّ منهما عقدة قصب رفيعة لأجل الصفير بها يسمونها بالصلُّوب، وفي كل واحدةٍ منهما ثقوبٌ بقدر ما يلزم للأنغام التي يتألف منها اللحن، وأكثر من يرغبهُ الفلَّاحون ورعاة المواشي.
  • الثامن: الأرغن، وهو نظير المزوج، غير أن إحدى أسطوانتيهِ بغير ثقوب وأطول من الأخرى بمقدارٍ كافٍ؛ ليصير صوتها قرارًا لصوت تلك.
  • التاسع: العُنيز، وهو المزوج عينهُ، غير أن النفخ فيهِ يكون بواسطة زكرة من جلد، فيربطهُ المغني بأسفلها وينفخها بواسطة أنبوبة في جانبها الآخر.
  • العاشر: البوق،٣٣ وكانت عادة اليهود أن يستعملوهُ لأجل دعوة الشعب في الحروب وفي الاجتماعات العمومية، كما تُستعمل الأجراس في هذه الأيام،٣٤ وهو نوعان طبيعي وصناعي، أما الطبيعي فهو ما كان مصنوعًا من محار٣٥ بعض ذوات الأصداف البحرية، وصناعي وهو ما كان مصنوعًا من نحاس.
  • الحادي عشر: بوق الهتاف،٣٦ والأرجح أنهُ هو ذات البوق المذكور آنفًا.
  • الثاني عشر: القرن، وهو الذي يستعمل عند الإسرائيليين في الصلاة في عيد رأس السنة العبرية،٣٧ وهو كان يُستعمل كالبوق لأجل دعوة الشعب، وكانوا أولًا يتخذونهُ من قرون الثيران والمعزى، ثم صاروا يصنعونهُ من نحاس على هيئة القرن، ثم غلب استعمالهُ من نحاس أو فضة مستقيم الهيئة على شكل الزمر تقريبًا طولهُ نحو ذراع وسمِّي بالصور، وكانوا يضربون فيهِ للشعب في أيام السلم بصوتٍ رخيم، وفي أيام الحرب بصوتٍ عالٍ جدًّا.
  • الثالث عشر: الصور،٣٨ وهو قرنٌ مستوي الهيئة يشبه الزمر تقريبًا لا القرن، وقد تقدم الكلام عليهِ آنفًا.
١  نقلناه عن مرشد الطالبين ببعض تصرف.
٢  انظر مز ٨٤ و١٢٢، واش ٣٠ : ٢٩.
٣  تك ٤ : ٢١.
٤  تك ٣١ : ٢٦ و٢٧.
٥  خر ١٥ : ١ إلى ٢٢.
٦  ١ صم ١٦ : ١٦ و٢٣.
٧  ١ أي ص٢٥.
٨  ١ أي ١٣ : ٨ و١٥ : ١٦ إلى ٢٨.
٩  مل ١ : ٢٩ و٤٠.
١٠  ١ صم ١٠ : ٥ و٢ مل ٣ : ١٥.
١١  ٢ أي ٢٩ : ٢٥ إلى ٣١.
١٢  ٢ صم ١٩ : ٣٥، وعز ٢ : ٦٥، ونح ٧ : ٦٧.
١٣  مز ١٥٠ : ٥.
١٤  ١ أي ١٥ : ١٩.
١٥  ١ أي ١٣ : ٨، و١٦ : ٥.
١٦  تك ٣١ : ٢٧، ومز ١٥٠ : ٤.
١٧  ٢ صم ٦ : ٥.
١٨  ١ صم ١٨ : ٦.
١٩  خر ٢٨ : ٣٣.
٢٠  مز ٤: عنوان وحب ٣ : ١٩.
٢١  مز ٥: عنوان.
٢٢  تك ٤ : ٢١.
٢٣  الطزَنة هي اسم أعجمي لما يُعزف بهِ على ذوات الأوتار، وقد تكون من ضلع ريشة أو من عظم قرنٍ كقرن الجاموس وغيره، وقد تُطلق أحيانًا على القضيب الكثير الذي يضربون فيهِ على النقارات.
٢٤  تك ٣١ : ٧ و١ أي: ١٦ : ٥، و٢٥ : ١ إلى ٥، ومز ٨١ : ٢.
٢٥  ١ صم ١٠ : ٥.
٢٦  مز ٣٣ : ٢.
٢٧  مز ٣٣ : ٢، و١٤٤ : ٩.
٢٨  مز ٨ و٨١ و٨٤.
٢٩  مز ١٥٠ : ٤.
٣٠  دا ٣ : ٥ و٧ و١٠.
٣١  ١ صم ١٠ : ٥.
٣٢  تك ٤ : ٢١.
٣٣  عد ١٠ : ١.
٣٤  لا ٢٥ : ٩، وعد ١٠ : ٢، وقض ٣ : ٢٧.
٣٥  المحار هو الصدفة العظيمة للحيوانات البحرية أو البرية كالبزَّاق.
٣٦  يش ٦ : ٤، إن البوق والقرن والصور قد يستعمل الواحد منها مكان الآخر كألفاظٍ مترادفة. انظر يش ٦ : ٥، و٢٠.
٣٧  ١ أي ١٥ : ٢٨.
٣٨  مز ٩٨ : ٦، و١٥٠ : ٣.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤