الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية

«من الواضح أن السُّنَّة في عصر الشافعي كانت في حاجة إلى تأسيس مشروعيَّتها بوصفها مصدرًا ثانيًا من مصادر التشريع. وليس الأمرُ أمرَ الدفاع عن السُّنَّة ضد أهل الرأي، فلم يكن الخلاف بينهم وبين أهل الحديث خلافًا حول مشروعية السُّنَّة، لكنه كان في الأساس خلافًا حول الثقة في بعض أنواع الأحاديث، خاصَّة بعد استِشْراء ظاهرة الوضع لأسباب عديدة معروفة.»

هل الوسطية سِمة أصيلة من سِمات الفكر الإسلامي، أم أنَّ ثَمة ظروفًا تاريخية سياسية واجتماعية واقتصادية دفعَت بها إلى موقع الصدارة حتى أصبحت من الحقائق الحضارية الثابتة؟ يثير هذا التساؤلَ الدكتورُ «نصر حامد أبو زيد» في كتابه الذي بين أيدينا، من خلال تفكيكه خطابَ «الإمام الشافعي»، عادًّا إياه صاحبَ الريادة في التأسيس للأيديولوجية الوسطية في الفقه والشريعة، مثلما أسَّس لها «الأشعري» في العقيدة، و«الغزالي» في الفكر والفلسفة. يُحلِّل «أبو زيد» أفكارَ «الإمام الشافعي» ويكشف عن دلالتها، وعن مَغزاها الاجتماعي والسياسي والأيديولوجي، موضِّحًا السياقَ الفكري العام الذي أنتَجَها؛ إذ لا يمكِن فَهمُها بمَعزلٍ عن الصراع الفكري الذي كان محتدِمًا آنذاك بين أهل الرأي وأهل الحديث.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الدكتور نصر حامد أبو زيد.

تحميل كتاب الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ١٩٩٢.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٣.

عن المؤلف

نصر حامد أبو زيد: كاتب ومفكِّر وباحث أكاديمي مصري، متخصِّص في الدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، نال عددًا من المِنَح والجوائز، أبرزُها وسام الاستحقاق الثقافي من رئيس جمهورية تونس عام ١٩٩٣م، وجائزة اتحاد الكتاب الأردني لحقوق الإنسان عام ١٩٩٦م.

وُلد عام ١٩٤٣م في إحدى قرى طنطا بمحافظة الغربية. حصل على شهادة الدبلوم من المدارس الثانوية الصناعية قسم اللاسلكي عامَ ١٩٦٠م، ثم عمل في هيئة الاتصالات السلكية واللاسلكية لمدة عشرة أعوام، وساعَده عملُه كثيرًا في توفيرِ نفقات تعليمه؛ حيث قرَّر استئناف دراسته، فالتحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وتخصَّص في دارسة اللغة العربية وآدابها، وتخرَّج في الجامعة عام ١٩٧٢م حاصلًا على درجة الليسانس، وفي عام ١٩٧٦م نال درجةَ الماجستير في الدراسات الإسلامية، ثم نال درجةَ الدكتوراه في التخصُّص نفسه عام ١٩٧٩م.

عُيِّن فور تخرُّجه مُعيدًا في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة القاهرة، وتدرَّج في مناصبه الأكاديمية إلى أن وصل إلى درجة أستاذ بالقسم، كما عُيِّن أستاذًا بجامعة ليدن بهولندا، وأستاذًا زائرًا بجامعة أوساكا للُّغات الأجنبية باليابان.

تعمَّق في دراسة النص القرآني وتأويله، وقد أثارت بعضُ أفكاره الدينية التي طرَحها الكثيرَ من الجدل؛ وهو الأمر الذي وصل إلى اتِّهامه بالرِّدَّة والإلحاد، ورُفِعت دعوى قضائية ضده في منتصف تسعينيات القرن الماضي بغرض تفريقه عن زوجته «ابتهال يونس» — أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة القاهرة — وَفقًا لقانون الحسبة وأُصدِر الحكم عليه بذلك، فقرَّر الزوجان حينها مغادَرةَ البلاد والإقامة في هولندا، لكنَّه عاد مرةً أخرى إلى مصر قبل مفارَقة روحه الحياة بفترة قصيرة.

من أعماله الفكرية البارزة: «فلسفة التأويل»، و«مفهوم النص: دراسة في علوم القرآن»، و«نقد الخطاب الديني»، و«الخطاب والتأويل»، و«هكذا تكلَّم ابن عربي»، و«إشكاليات القراءة وآليات التأويل». ومن ترجماته «البوشيدو: المكونات التقليدية للثقافة اليابانية»، هذا فضلًا عن أبحاثه ومقالاته المتعدِّدة.

تُوفِّي «نصر حامد أبو زيد» في عام ٢٠١٠م، ودُفِن في مسقط رأسه بطنطا، تاركًا إنتاجًا علميًّا وفيرًا جديرًا بالتقدير.

رشح كتاب "الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤