نجيب محفوظ في عيون العالم: تحية إليه في عيد ميلاده التسعين

«وسوف أحاول فيما يلي أن أبيِّن أن هذا الكاتب لديه نظرةٌ شاملة لبلده، تتَّسم بالتسامح وثقة المتمكِّن معًا، إلى حدٍّ ما، وأنه يُشبِه الإمبراطور الذي يستشرف مملكته؛ إذ يشعر أنه قادر على تلخيصِ تاريخها الطويل وموقعها المركَّب، والحكمِ على ذلك كله بل وتشكيله، باعتبارها بلدًا من أقدم بُلدان الأرض وأشدها جاذبيةً وروعة، ومَثار أطماع الفاتحين مثل الإسكندر الأكبر وقيصر ونابليون، بل وأهلها أنفُسهم.»

منذ أعلنَت اللجنة المنظِّمة لجائزة نوبل عن فوز «نجيب محفوظ» بالجائزة، تغيَّرت النظرة العالمية إليه؛ فلم يَعُد مجرَّد كاتبٍ عربي عميقِ الصِّلة بمجتمعه وقضاياه وتحوُّلاته، بل أصبح يُنظَر إليه باعتباره أحدَ أعمدة الأدب الإنساني في بؤرةٍ حضارية تمتدُّ جذورها إلى آلاف السنين، وبدأت حركةُ ترجمةِ أعماله إلى مختلِف اللغات العالمية، وراح النقَّاد يَعكفون على دراسة رواياته وشُخوصها وأبعادها الفلسفية. وقد جاء هذا الكتاب ليُلقِي الضوءَ على بعض هذه الجهود العالمية التي تناولَت «نجيب محفوظ» وأعمالَه؛ إذ قام «محمد عناني» بترجمة بعض المقالات لكُتابٍ عالميين، مثل «إدوارد سعيد» الذي سعى إلى نشر أعمال «محفوظ» في دار نشر أمريكية قبل ثماني سنوات من حصوله على الجائزة. كما قام «ماهر شفيق» برصد «محفوظ» في حركة الترجمة والنقد الإنجليزي، وتتبَّع فِكره وفنَّه في بعض أعماله.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وكل من السيد الدكتور محمد عناني والسيد الدكتور ماهر شفيق فريد.

تحميل كتاب نجيب محفوظ في عيون العالم: تحية إليه في عيد ميلاده التسعين مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ٢٠٠٢.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٤.

عن المؤلف

محمد عناني: مُبدِع مصري موسوعي، كتب في الشعر والمسرح والنقد الأدبي، لكن مشروعه الأكبر كان في الترجمة؛ فأبدع فيها حتى استحقَّ لقب «شيخ المُترجِمين».

وُلد «عناني» في مدينة رشيد بمحافظة البحيرة عام ١٩٣٩م. حصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة عام ١٩٥٩م، ثم على درجة الماجستير من جامعة لندن عام ١٩٧٠م، وعلى درجة الدكتوراه من جامعة ريدنغ عام ١٩٧٥م، ثم على درجة الأستاذية عام ١٩٨٦م.

عمل مُراقِبَ لغةٍ أجنبية بخدمةِ رصد «بي بي سي» في الفترة من عام ١٩٦٨م إلى عام ١٩٧٥م، ثم محاضرًا في اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة منذ عام ١٩٧٥م، ورئيسًا لقسم اللغة الإنجليزية بالجامعة بين عامَي ١٩٩٣م و١٩٩٩م. وطوال مَسيرته التدريسية بالجامعة تَخرَّج على يدَيه عشراتُ الآلاف من الطلاب، وأشرف على مئات الرسائل الجامعية.

اتَّسم الإنتاجُ الأدبي ﻟ «عناني» بالتنوُّع، فجمع بين التأليف والترجمة والنقد الأدبي؛ فمن بين أعماله المُؤلَّفة: «السجين والسجَّان»، و«السادة الرعاع»، و«جاسوس في قصر السلطان». أما مُؤلَّفاته العلمية في الترجمة والنقد الأدبي فمنها: «الترجمة الأسلوبية»، و«النقد التحليلي»، و«التيارات المعاصرة في الثقافة العربية»، و«الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق». أما أعماله المُترجَمة فأهمها ترجمته لتراث «شكسبير» المسرحي بأكمله، وبعض أعمال «إدوارد سعيد» مثل: «الاستشراق وتغطية الإسلام»، و«المثقف والسلطة»، فضلًا عن أعمال أخرى مثل: «الفردوس المفقود»، و«ثلاثة نصوص من المسرح الإنجليزي». كما ساهَم في ترجمة الكثير من المُؤلَّفات العربية إلى الإنجليزية، وعلى رأسها مُؤلَّفات «طه حسين»، ودواوين ومسرحيات شعرية لكلٍّ من «صلاح عبد الصبور»، و«عز الدين إسماعيل»، و«فاروق شوشة».

نال العديدَ من الجوائز؛ منها: «جائزة الدولة في الترجمة»، و«وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى»، و«جائزة الدولة في الآداب»، و«جائزة الملك عبد الله الدولية في الترجمة»، و«جائزة رفاعة الطهطاوي في الترجمة»، وغير ذلك من الجوائز العربية والمصرية المتميزة.

رحَل الدكتور «محمد عناني» عن دُنيانا في الثالث من يناير عام ٢٠٢٣م، عن عمرٍ يناهز ٨٤ عامًا، تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا من الأعمال المترجَمة والمؤلَّفة.

ماهر شفيق فريد: راهبُ القراءة والأدب، وأستاذُ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، وواحدٌ من أهم نقَّاد الأدب في القرن العشرين.

وُلد عام ١٩٤٤م، وأتمَّ تعليمَه الثانوي بمدرسة مصر الجديدة الثانوية؛ حيث تَتلمَذ فيها على يد الشاعر «فاروق شوشة»، وهو ما كان له أبلغُ الأثر في تعرُّف «شفيق» على الأدب. ثم التحق بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة في الفترة من ١٩٦١–١٩٦٥م، وأثناء المرحلة الجامعية تعرَّف على العديد من أعلام الثقافة المصرية مثل «رشاد رشدي» الذي وجَّه اهتمامَه نحو قراءة الشعر الإنجليزي الحديث، حتى تَرجَم قصائدَ من الشعر الإنجليزي ونشَرَها في مجلة «الأدب» التي كان يُصدِرها «أمين الخولي»، كما بدأ خطواته الأولى في مجال النقد الأدبي من خلال المقالات التي نشَرَها في مجلة «المجلة» التي كانت مجالًا رحبًا لتدريبه على الكتابة وشحذ أفكاره.

تنوَّع إنتاجه بين الترجمة والتأليف في مجال النقد الأدبي، ومن أبرز أعماله المؤلَّفة: «ما وراء النص»، و«تُساعية نقدية»، و«النوافذ السحرية: دراسات في آداب أجنبية»، و«أربعة نقَّاد معاصِرون»؛ أمَّا أعماله المترجَمة فأبرزُها ترجمةُ الأعمال الكاملة للشاعر الإنجليزي «ت. س. إليوت»، و«المختار من أجمل القصص العالمية».

يُعَد «ماهر شفيق فريد» شخصيةً استثنائية في مجال الترجمة والتأليف في النقد الأدبي؛ فهو يَعكف على القراءة والكتابة بعيدًا عن الأضواء، ويحرص في كتاباته على إبراز أعلام الأدب والثقافة في القرن العشرين الذين لم يَنالوا حظَّهم من الشُّهرة، فيجتهد في جمع أعمالهم ودراستها، كما يُعرَف عنه وفاؤه الشديد لأعلام هذا القرن أمثال «طه حسين» و«العقاد» وغيرهما.

رشح كتاب "نجيب محفوظ في عيون العالم: تحية إليه في عيد ميلاده التسعين" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤