فحول البلاغة

مُؤلَّفٌ يَجمَعُ أفضَلَ الأَشْعارِ الَّتي نَظَمَها ثَمانيةٌ مِن فُحُولِ شُعراءِ العَرَبِ وأَئمَّةِ البَلاغَة؛ مِن بَينِهِم «البُحتُرِيُّ»، و«المُتَنَبِّي»، و«أَبُو العَلَاءِ المَعَرِّي».

ليسَ هناكَ أَرَقُّ مِنَ الشِّعرِ لوَصفِ الحالاتِ الوِجْدانيَّةِ وتَوثِيقِها في أَبْياتٍ قَد تَعكِسُ لاحِقًا طَبِيعةَ الزَّمانِ الَّذي نُظِمَتْ فِيه؛ وما يُوجَدُ في هَذا المُؤَلَّفِ هُو مِثالٌ حيٌّ للشِّعرِ الباقِي لكُلِّ زَمان. يَبدأُ الفَصلُ الأَوَّلُ بمَجمُوعَةٍ مُختارَةٍ مِن أَشْعارِ «مُسْلِمِ بنِ الوَلِيد» المُلَقَّبِ ﺑ «صَرِيعِ الغَوانِي»؛ وذلِكَ مِن شِدَّةِ حُبِّه لِلحِسَان، وهُو شاعِرٌ مِنَ العَصرِ العَبَّاسِي، تَميَّزَ بنَظْمِ شِعرِ الغَزَلِ الصَّرِيح. يَتبَعُ ذَلكَ الفَصلَ أَبْياتٌ في الغَزَلِ والهِجاءِ والمَدحِ لأَشهَرِ شُعراءِ العَصرِ العَبَّاسيِّ «أبي نُوَاس»، وقَدِ اشتُهِرَ بمَدْحِه الخَليفَةَ «هارُون الرَّشِيد». ويُختَتَمُ المُؤَلَّفُ بِأَبْياتٍ لِلشَّاعِرِ «أَبِي العَلَاءِ المَعَرِّيِّ» المُلقَّبِ ﺑ «رَهِينِ المَحبِسَين»؛ وذَلكَ لِأنَّهُ فِي نِهايَةِ أيَّامِهِ اعتَزَلَ الناسَ فَأَصبَحَ حَبِيسَ المَنزِلِ وحَبِيسَ العَمَى، وقَدِ اشتُهِرَ «أَبُو العَلَاءِ» بالرَّسائِلِ النَّثرِيَّة، وهِيَ مُلحَقَةٌ أَيضًا بنِهايَةِ هَذا الفَصْل.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ١٨٩٥.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٨.

عن المؤلف

محمد توفيق البكري: أَدِيبٌ وكاتِبٌ وشاعِرٌ مِصْري، عُرِفَ بانْتِمائِه الوَطنِي، ومُعارَضةِ الخِديوي عباس حلمي الثَّانِي.

وُلِدَ «محمد توفيق بن علي بن محمد البكري» في القاهِرة عامَ ١٨٧٠م، وقَضَى فَتْرةً مِن حَياتِه فِي لبنان، وزَارَ تركيا وأوروبا عِدَّةَ مَرَّات. يُعَدُّ محمد توفيق البكري نَمُوذجًا للتَّعلِيمِ الذَّاتِي؛ فقَدْ كانَ والِدُه يُحضِرُ لَه المُعلِّمِين إلَى بَيْتِه ليُلقِّنُوه دُروسَه بشَكْلٍ مُنتظِم، ولَمْ يَتخَلَّ عَنِ التَّعلِيمِ النِّظامِيِّ كُليَّة، بَلْ تَلقَّى عِدَّةَ عُلومٍ بالمَدْرسةِ العَلِيَّةِ الَّتي أَنْشأَها والِدُه.

لَم يَعمَلِ البكري بأيِّ مِهْنةٍ نَظرًا لثَراءِ والِدِه، وكانَ عُضْوًا فِي مَجلسِ شُورَى القَوانينِ والجَمْعيَّةِ العُمُوميَّة، وكانَ دائِمَ النَّقدِ للسُّلْطةِ الخِديويَّة، حتَّى خُيِّلَ إلَيْه يَوْمًا أنَّ الخِديوي عباس حلمي الثَّانِي يُرِيدُ قَتْلَه، فهرِبَ إلَى بيروت ولَمْ يَعُدْ إلَّا بَعدَ خلْعِ الخِديوي عامَ ١٩١٧م.

كانَ مُشارِكًا فِي مُختلِفِ النَّشاطاتِ الثَّقافِيَّةِ والسِّياسِيَّة، كَما ساعَدَ فِي تَطْويرِ الطُّرقِ الصُّوفِيَّة، وعمِلَ عَلى تَخصِيصِ أَماكِنَ لِلاحْتِفالِ بالمُناسَباتِ الدِّينيَّة، وتَولَّى نِقابةَ الأَشْرافِ ومَشْيخةَ المَشايخِ الصُّوفِيَّة، وحازَ عَلى رُتْبةِ التَّشرِيفِ مِنَ الدَّرجةِ الأُولَى، والنِّيشانِ المَجِيدِي، كَما أَنعَمَ عَلَيْه السُّلْطانُ عبد الحميد بمِيدَاليتَي الامْتِيازِ الذَّهبيَّةِ والفِضِّيَّة. تَنوَّعَ إِنتاجُه الأَدبيُّ بَينَ الشِّعرِ والنَّثْر، ونُشِرتْ أَشْعارُه بكُتبٍ مُتفرِّقةٍ مِن أَهمِّها كِتابُه «صَهارِيج اللُّؤْلُؤ»، ولَه عَددٌ مِنَ المُؤلَّفاتِ فِي مَجالاتِ اللُّغةِ والأَدَب، مِنْها: «فُحُول البَلاغَة»، و«أَراجِيز العَرَب»، و«سِحْر البَلاغَة»، و«اللُّؤلُؤ فِي الأَدَب».

تُوفِّيَ محمد توفيق البكري فِي القاهِرة عامَ ١٩٣٢م.

رشح كتاب "فحول البلاغة" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤