مقدمة الطبعة الثانية

الله نستعين، ومنه نستمد نور العقل، وصواب الفكر، وطهارة القلب، ونسأله الهدى إلى العلم، والتسديد إلى الحق، والتوفيق للخير.

•••

أما بعد، فهذه «أوابد» من الكلم المنثور، بينها قليل من المنظوم، نشر بعضها قبلًا في كتاب «الأوابد» وبعضها لم ينشر.

وكان ينبغي أن تقدم إلى القراء منذ سنين حين نفدت طبعة الأوابد الأولى، ولكن حالت الأسفار والشواغل، كما حالت دون إشرافي على الطبع، ففات الضبط كلمات وَدِدتُ لو شُكلت، فأعفي القارئ من عناء النظر فيها لضبطها.

وإني لشاكر لإخوان حملوا عني تعب المراجعة، واحتملوا عناء التصحيح، وأخص الأخ الأديب الأستاذ مصطفى السقاء.

وقد حالت غيبتي كذلك دون سلك كلمات أخرى في الكتاب، لعلها توضع في الطبعة الآتية مع أمثال تُنشأ من بعد.

ولو استقبلت من طبع الكتاب ما استدبرت لحذفت كلمات ثلاثًا لا أجدها على شرط الأوابد: كلمة قصيرة ارتجلت على قبر الزهاوي شاعر العراق، وهي أقصر من أن تُسلك في الأوابد، والكلمة التي عنوانها «النشر في مصر»، والأخرى التي عنوانها «النهضة»؛ فهما على جودتهما ليستا من جنس الأوابد في موضوعهما.

ومهما يكن فهذه كلمات صادقات أردت بها الحق والخير والصلاح، ولعل القراء يتلقونها بما تلقوا به الطبعة الأولى من قبول وإقبال.

والله نسأل الإخلاص في الفكر والقول والعمل، وحسبنا الله.

عبد الوهاب عزام
أول ذي الحجة ١٣٦٩ﻫ
١٣ أيلول/سبتمبر ١٩٥٠

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤